الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية (سبعة أصوات) .. قراءة الأستاذ عبد الكريم الشاعر

محمد عبد حسن

2023 / 6 / 5
الادب والفن


تقديم :
تكمن أهمية هذه الورقة أنها ليستْ مقدمة من ناقد.. ولا قارئ محترف. هكذا يقدم الصديق (عبد الكريم الشاعر) نفسه في بداية ورقته ليعطي نفسه حرية تسجيل انطباعه المباشر عن الرواية دون قيود!
والسؤال الذي راودني، وأنا أقرأ ورقته: كيف لا يكون قارئًا محترفًا مَنْ يدرك أنّ القراء (طبقات)؟!
(محمد عبد حسن)
رواية سبعة أصوات
عبد الكريم الشاعر
أكملت قبل أيام قراءة رواية (سبعة أصوات)(*) للصديق القاص والروائي محمد عبد حسن، وأودّ تهنئته بهذا المنجز الجديد الذي يضاف إلى منجزاته السابقة.
ولأني لست ناقدا.. ولا قارئا محترفا؛ فسأسجّل انطباعي المباشر عن الرواية بدون قيود.
يعتمد الروائي محمد عبد حسن تقنية سردية مثيرة للجدل –من وجهة نظري المتواضعة- وهي تقنية تعدد الرواة. فهي، وان كانت تصور واقعا ذا أبعاد متعددة يمثل كل منها رؤية أحد الرواة.. وهذه نقطة ايجابية. فالحقيقة نسبيّة بطبيعتها. ولكنّ السلبي في هذه التقنية أنّها تربك القارئ وتجعله يعاني لكي يتابع خيوط الرواية ويربط بين أحداثها المروية –بوجهات نظر مختلفة – من قبل أبطالها – الذين هم رواتها-.
الرواية تلقي ضوءا على فترة مهمّة جدّا في تاريخ العراق وتؤرّخ لحقبة النظام الدكتاتوريّ ونماذج من جرائمه لاسيّما الاعتقالات والتعذيب والتهجير، وكذلك فترة ما بعد هذه الحقبة وما صاحب ذلك من تغيّرات عبثت، بعمق، في الأمكنة والأرواح والعقول وبكل ما هو ذي قيمة.
رغم أن اسم الرواية (سبعة أصوات).. لكن هناك ستة ساردين فقط بدل سبعة –كما يشي عنوان الرواية – لكل منهم أربعة فصول.
أبطال الرواية وساردوها عائلة، مكوّنة من أب وأمّ وولدين وبنت، تعرّضت لاضطهاد النظام مما ترك آثاره العميقة عليهم.إضافة إلى (الآخر) و(الجارة).
قد يكون الصوت المفقود هو صوت الأب، وهذا ما قد يرمز إلى حقيقة أنّ الأب هو الحاضر الغائب والمضحّي الصامت أو ربما قد يكون صوت الكاتب أو القارئ.
تبتدئ الرواية بحديث (الآخر) عن لقاء حميم مع الأخت في بيتها. يتم اللقاء سريعا جدا وبمشاعر متناقضة تعبر عن الإحباط والهزيمة واللاجدوى، ينسى بعدها (الآخر) قطعة من ملابسه قبل أن يخرج مهزوما خائفا كما دخل. ربما ضياع هذه القطعة تعبير عن ضياع ما يغطي قبح سريرته وتشوه إنسانيته.
وتنتهي الرواية بحديث الأخت عن نفس هذا اللقاء.. حيث قدّمت فيه أعزّ ما تملك ثمنا لمساعدة (الآخر) لها في تزوير بعض الأوراق التي تحتاجها للخروج من وضعها المأساوي الذي أوصلها إليه موت زوجها، السجين السياسي السابق، واضطرارها للعودة إلى بيت أهلها.. حيث لا مكان لها فيه غير أريكة متهالكة. لا أظنّ أنّ تفاصيل هذا اللقاء لها دخل في البناء الروائي، وكان يمكن الاكتفاء بالإشارة إليه دون الدخول في التفاصيل. هذه الأهمية التي أعطاها الكاتب لهذا الحدث، حيث احتلّ بداية ونهاية الرواية – أي هذه العلاقة المشوّهة – والتي تجسّدت بهذا اللقاء الحميم العابر، تصوّر بشكل مختزل صادم نتائج زلزال التغيير الذي حدث في 2003. ربما يريد الكاتب أن يتساءل هل أنّ ما دفعه بعضهم من ثمن يوازي ما حصلوا عليه؟؟!!!
وبين هذين الفصلين تضمّنت الرواية مآسي التهجير مرويّة من خلال (الجارة).. والاعتقالات وتداعياتها من خلال الأم والأخت والأخ.
أجبرني الكاتب على التفاعل مع الرواية كوني قد عشت هذه الأحداث.. وإنْ شعرت بالحزن والألم وأحيانا بالتعب والملل عند القراءة بسبب هذه المعايشة. وقد أبدع في تصوير يوميات أبطاله وأفكارهم رغم أنّي لا أحبذ هذا النوع من التقرير.. بل التصوير الفوتوغرافي للأحداث. وأجدني أكثر انسجاما مع التصوير الفني والبناء القصصيّ الذي يختزل الأحداث ويقدّم رؤية الكاتب في لوحته الروائية ممهورة بضربات فرشاته وتوقيعه المتفرد.
(سبعة أصوات).. رواية أشبه ما تكون بوثيقة أو شهادة قدّمها الكاتب لأحداث عاشها –ولمعرفتي به- ألمحُ أنها سيرة ذاتية أُضيفت عليها بعض الأحداث وحُذفت أخرى.
وهي محاولة جادة تستحقّ الثناء، رغم بعض الملاحظات. وكونها لم تصل إلى مستوى قصصه-برأيي المتواضع- لا يقلل من أهميّتها. وكلّي ثقة أنه سيبدع في رواياته كما أبدع في قصصه؛ كونه يمتلك كل أدوات الإبداع من الحسّ الإنساني وسعة الخيال واللغة الرصينة ...وغيرها.


(*) :سبعة أصوات (رواية) / الطبعة الأولى 2021 / دار عبد الكريم السامر للطباعة والنشر (العراق-البصرة) / دار أمل الجديدة (سورية-دمشق).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا