الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد طفح الكيل .. لعبة الموازنة ام رقصة الموازنة

علي عرمش شوكت

2023 / 6 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تبدو الميزانية العراقية ترقص بل ترفس رفسة الطير المذبوح الذي لا ينتظره بعد ذلك سوى الموت المؤزر. لقد جعل اللاعبون بمقدرات حاملة خبز العراقين وافاق حيواتهم ( الموازنة ) وسيلة لالهاء الناس وجعلهم اسيري حالة الترقب غير المنظورة افاقه، بغية ابعاد انظارهم ومسامعهم، عما يجري خلف الحيطان ولا نقول خلف الكواليس. لكونها جدران تبنى لغايات جلها وجليلها طمس ما يدبر لجعل البلد في خبر كان.
غالباً ما نسمع قولاً " الكتاب باين من عنوانه " يردد تكهناً حول حالة تداع او خراب ما، قد توفرت عوامل حدوثها. ولم تحظ بتدارك يذكر من قبل المعنيين. ان الغائب المطلوب هو نقطة النظام التي لم ترفع ازاء انعدام عدالة في التوزيع رغم غزارة الاموال المخصصة في الموزنة، التي لم تسد نهم الجشعين. الامر الذي جعلهم يضعون اموالاً وهمية لنفخ حصصهم مما ادى الى خلق ثغرة خطيرة في الكتلة المالية المخصصة ( 197 ) ترليون لموازنة 2023 المكتوب لها ان تستنسخ الى ثلاث سنوات سميت بـ " العجز" . وما حصل من اعتراضات التي صدرت من بعض النواب قد حصرته بجزء من حقوق الشعب الكردي. بصرف النظر عن التفاصيل.
غير ان المفارقة التي قد شكلت طعنة نجلاء في جبين مضارب المتحاصصين ومفرهدي المال العام جميعاً من دون استثناء، واسقطت عنهم اخر ورقة كانت تموه مفاسدهم المتكالبة. تمثلت بالابهام الذي احاط بالتخصيصات المالية الضخمة، الذي ظهر مجرداً حتى من عناوين منطقية تستره ، علماً ان الاموال المذكورة، لم تشكل امامها مقادير الاموال المعترض عليها مع اقليم كردستان سوى نسبة ضئلة جداً. هذا وناهيك عن فقدان العدالة الدستورية في توزيع الاموال وعلمية ووطنية التوجه التنموى الاقتصادي و البشري. لكنها وللاسف قد نحت نحو التنمية العسكرية خارج حدودها المطلوبة في الوقت الراهن. ولا يفوتنا ان نذكر ايضاً، الامعان في التوظيف غير الانتاجي الذي يكرس انهاك قطاعات الصناعة والزراعة والتعليم وغيرها، التي لم تحظ سوى بقدر يكاد يكون معدوماً.
لقد وجدت " الموازنة " كما يبدو خير وسيلة جاذبة للاهتمام غير الواعي طبعاً، كونها الاكثر ارتباطاً بمعيشة الناس اليومية . ان هذه الميزة التي تجلت في ما ساد من جدل حولها، قد اضافت لدى ابناء شعبنا العراقي عموماً والمحرومين الذين يشكلون الاغلبية بصورة خاصة، وعياً من شأنه ان يفعّل حالة التصدي لسياسة ابتلاع الدولة . مما يسمح بالقول : لقد انقلب السحر على الساحر .. فالى متى تبقى " الموازنة " ترقص على اشلاء التنمية والتقدم وسعادة العراقيين رقصة الطير المذبوح حينما يرفس اخر رفساته وبعدها يموت .. لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.. سؤال مطروح لجميع المدافعين عن سعادة الشعب وتحرر الوطن من مغتصبي شأنه.. ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة