الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمّة المقدّسة !!

أمياي عبد المجيد

2006 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


-يمكنننا أن نلخص بعض أهداف السياسة الأمريكية في خطاب صقور البيت الابض – إنها جملة قلتها لصديق كان يتناقش معي في خصوص الغزو الامريكي للعراق سنة 2003 ، و أعدت إلى ذهنه خطاب الرئيس جورج بوش الذي القاه في الكونغرس بعد أسبوع من أحداث 11 من سبتمبر والذي أول مغزاه الى حرب قادمة لا محال وجاء بوعيد يتنافى أحيانا حتى مع الاخلاق العامة .
كلّنا نتفق على أن هذه الأعمال هي إرهابة يستحق جناتها أشد العقوبات المنصوص عليها دوليا ، إنها حولت مجرى الأحداث بشكل كامل ، وقلبت الموازين واشتدت التحالفات . لكن .هل علينا أن نصدق بان بوش قام بغزو العراق لملاحقة الإرهابيين وعلى رأسهم صدام الذي كان في نظر إدارته مساندا لتنظيم القاعدة ، ويصنع أسلحة دمار شامل من شانه ان يمد بها تنظيم القاعدة ؟ أم ان هجمات 11 سبتمبر لا تتعدى ان تكون بوابة فسيحة لتنفيذ مخططات وأجندة إدارة الصقور ،أو المحافظون الجدد والذين يسميهم البعض * بالداروينيين* هؤلاء معتنقوا الليبرالية المتوحشة الرامية إلى تركيع شعوب العالم لاله يسكن امريكا السعيدة .
في سنة 1998 وجّه ثلة من هؤلاء ، والذين بالمناسبة اعتنقوا الحكم بعد خمس سنوات من هذا التاريخ أمثال رامسفيلد وجهوا رسالة مفتوحة للرئيس الامريكي أنذاك بل كلينتون يحرضونه على غزو العراق ، وقد جاء في مبادئهم إن استمرار الولايات المتحدة على هذا النحو في ادارة شؤون العالم لا يعزز مكانتها التي يجب أن تعزز بحكم قوتها وتفوقها الذان على كل دول العالم ان تحترمه باسلوب يليق بالسيدة امريكا وشددوا على الاهتمام بالمؤسسة العسكرية بالدرجة الاولى لانها الممثل الشرعي الذي يستطيع ان يوصل القيم الامريكية الى كل العالم وهذا مايسميه بوش بالمهمة المقدسة ولكن خطورة المقدس عند بوش يتجلى في خوضه حربا يجهل الطرف الثاني الذي يصارعه وكانه يحارب السراب لست ادري ان كانت الولايات المتحدة تعلم بان حربها على الارهاب كما تزعم قد دخلت في حلقة مغلقة تدور باستمرار فلا الارهابيين سيكفون على انشططهم ولا امريكا ستحقق عليهم أي انتصار لسبب واحد ان امريكا لديها جيوش منظمة وتقاتل عصابات وقد تراه بين فينة واخرى يجلس مع صقورها في حكومة كرزاي او المالكي وفي فترات الجهاد يقوم بالواجب انه تخبط يستحيل لامريكا ان تقظي عليه دون اعلان الاستسلام وهذا مايمثل اهانة لامريكا في نظر بوش وادارته واستسلام للارهابيين .
إن بوش وإدارته يعتبرون نشر قيم أمريكا هي تعاليم ربانية يجب أن يلتزم بها الجميع ، وتحرير الشعوب المقهورة من الديكتاتوريات من أولويات الوحي الرباني لامريكا العظيمة !!!..لكن السيد بوش يحاول أن يتجاهل معرفة ثابتة في أذهان شعوب العالم ، مفادها أن أكثر من 85 في المائة يعتبرون السياسة الأمريكية تهديد للسلام العالمي ، ومعظمهم من الدول العربية فأي ديمقراطية يحاولون نشرها في أوطاننا ؟ . وربما تابعتم معي أن بوش في الآونة الأخيرة وصل إلى حد نفذ فيه صبره على حد تعبيره في اخر مؤتمر صحفي له ، وبدأت عليه بشائر الهزيمة التي يحاول أن يخفيها في أكثر من مناسبة .
فلننظر الآن إلى المستنقع العراقي يجمع العديد من الخبراء والاستراتجيين بانه مستنقع يكبر بكثير مستنقع فيتنام على جميع المستويات إن كانت مادية او بشرية، والأخطر من ذلك أن أمريكا لا تملك أي استراتيجية للخروج تماما كما كانت تنعدم لديها الرؤيا عندما غزت العراق . والذي كان تدخلا مجحفا ومفتقدا لاي شرعية دولية ، ولكن بحكم جبروت وهيمنة امريكا على الاعالم اضفت عليه نوعا من الشرعية التوافقة مع اهدافها المعلنة في البيت الابيض.
ثم تعالوا نسال هؤلاء الرسل حاملي رسالات السلام والحرية للعالمين !!! عن مغزى تفجير بؤر الصراعات في كل دول العالم ، لاحظوا معي كيف تتلاعب بمشروع كوريا الشمالية وايران النووي والسودان والصومال وفينزويلا وغيرها من الدول الشريرة في نظرها .هل من المنطق أن نصدق بأن أمريكا على صواب فيما تفعل ، ونكذب كل هذه الدول ؟ أعتقد أن عقدة أمريكا تتجلى في كونها لا تستطيع التحرر من سلطة الأنا والاستعلاء و المسالة لا تتعدى ملاعبة الشعوب وطمس الحقائق التي تساهم فيها حتى ترسانتها الاعلامية الشريرة وكلنا نعرف كيف تقولب الاخبار والحقائق في اعلامهم .
لقد بينت لنا حرب أفغانستان حجم الفشل الذي نالته ادارة بوش ولا أعتقد أن عاقلا في هذا الزمان لا يستخلص درسا من تلك الحرب ، ولكن كما يبدوا فهناك أغبياء في الألفية الثالثة أيضا رغم التطور التكنولوجي وما يسمى بحقوق الإنسان .
إن أمركا أخفقت في القبض على بن لادن طوال خمس سنوات ، وتجهل مكانه لحد الساعة وهذا فشل ذريع لأكبر جهاز استخباراتي في العالم ، وفشلت في خلق الامن للافغان وذكت الصراعات الطائفية ،وحولت البلاد إلى كولومبيا آسيا حيث حطمت افغانستان كل الأرقام في إنتاج الأفيون وتصديره لدول الجوار وأصبحت أفغانستان موطن أباطرة المخدرات بامتياز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |