الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية العلاقات الدولية المتعددة القطبية لدولة مثل العراق

علي عبد الواحد محمد

2023 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية





ترتبط مصالح العراق الحيوية مباشرة في دول الجوار وخاصة بدولتي تركيا وإيران،وتخضع لتقلبات مزاجيهما، ففيما يتعلق بأمر العلاقة مع تركيا فيعود تاريخها الى ماكانت عليها العلاقة مع الدولة العثمانية حينما كان العراق ولاية من ولايات هذه الدولة، والذي يعني في جوهره تبعيته السياسية والجغرافية الى تركيا وسلاطينها والى الولاة العثمانيين ألأتراك، وعندما وقعت تركيا المعاهدات عند سقوط الدولة العثمانية، مع بريطانيا أنذاك بصفتها المنتصرة بهذه الحرب والمشرفة على تأسيس العراق الحديث بالرعاية البريطانية ثم تلاها الإنتداب البريطاني، فكان الصراع يدور حول الموصل وكركوك والنفط في كل من معاهدة سيفر والخط الهمايوني وتمت ترضية تركيا بلواء الإسكندرون وتوابعه. وما زالت تبعات هذه المسألة قائمة الى يومنا هذا وفي تأثيراتها في السياسةبشكل عام وفي طموح الشعب الكردي والشعب التركماني،الذي تتبنى تركيا وبصراحة مصالحه السياسية والديموغرافية وحقوقه القومية.وكما معلوم إن العراق الذي يسمى تاريخيا وادي الرافدين( ميزوبوتاميا )إلا إن منابع هذين الرافدين ( دجلة والفرات ) تقع في الأ راضي التركية وهي التي تحدد الآن الحصة المائية للعراق وتتحكم فيها بعد أن بنت السدود على هذين النهرين الأمر الذي سبب بدايات التصحر في مناطق شاسعة كانت زراعية وخضراء وباتت المسطحات المائية عذبة المياه ( الأهوار ) شبه جافة ما عرض الثروة السمكية والحيوانية الى خطر الإنقراض، كما أن تركيا كانت قد حصلت على السماح بدخول قواتها المسلحة مسافة 15كيلو متر داخل الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني في العمق العراقي

في جانب تسويق النفط العراقي المنتج في كركوك بواسطة الخط الناقل للنفط عبر ميناء جيهان التركي يرتبط العراق بتركياو تشكل الواردات العراقية من البضائع التركية جانبا مهما من العلاقات التجارية الواسعة بين البلدينن فالسوق العراقية تزخر بالبضائع التركية.وهذا إرتباط آخر بينهما

فوق كل ذلك تركيا العضو في حلف الناتو ولها علاقات متميزة مع إسرائيل فكان لذلك أثره على تذبذب العلاقات مع العراق

وفيما يتعلق بالعلاقات العراقية الإيرانية فهي أيضا مرت بمراحل مختلفة وتوجت بمعاهدات وتداخلات مختلفة بما فيها الحروب لاسيما وقد جرت بين البلدين ما يمكن إعتبارها أطول حرب فقد دامت الحب العراقية الإيرانية 8سنوات من عام 1980م الى عام 1988م ، راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص، وكانت خسائرها المادية والإقتصادية كبيرة ،وعندما توقفت هذه الحرب ظهر للعيان النتائج الكارثية لها وكانت مأساة أسرى هذه الحرب لا

توصف ولا يصدقها العقل، وبان للعيان الخسائر التي تكبدها العراق في شط العرب والملاحة فيه فقد كان الأدلاء البحريون العراقيون قبل هذه الحرب المجنونة هم الذين يقودون السفن البحرية الى الموانئ الإيرانية وهم الذين يقودونها الى خارج هذه الموانئ الى الخليج وأصبح الأدلاء البحريون الإيرانيون هم من يتولى أمر هذه السفن في دخولها الموانئ الإيرانية وفي خروجها منها الى الخليج ، لأن حصة إيران في شط العرب أصبحت أكبر من حصتها قبل الحرب

الآن وبعد سقوط نظام صدام حسين ونشوء النظام الجديد زادت العلاقات التجارية بين البلدين، واصبح العراق يعتمد إعتمادا كليا على إيران في إستيراد العديد من السلع وأهمها الغاز الإيراني المسال لتشغيل المحطات الكهربائية العراقية، وهذه لوحدهاجرت الكثير من المتاعب والآذى للمواطن العراقي جراء قطع إمدادات الغاز خاصة أيام الصيف وبحجج مختلفة ومع إيران تبرز مشكلة الماء وزيادة ملوحة شط العرب نتيجة تحويل الجانب الإيراني لمياه نهر الكرخة وحرفه عن مصبه في نهر ديالى، وتحويل مجرى نهر كارون ومنعه عن مصبه الأصلي في شط العرب، وتحويل بدله مياه البزل وجعلها

تصب في شط العرب، يضاف لذلك نتائج وتبعات الحرب العراقية الإيرانية والمشاكل القديمة بين البلدين خاصة تلك المتعلقة بالحقول النفطة المشتركة


ومايعانيه العراق من جارته الصغيرة الكويت وخاصة ما تعلق في مسألة وقوع العراق تحت البند السابع سئ الصيت. يفوق التصور، فحصل إنه بعد تغييرات عام 2003م تم إقرار دولي جملة من الحقوق للكويت في ميناء أم قصر العراقي وفي خور عبد الله وفي الخليج ، !ذ تم التضييق على صيادي الأسماك العراقيين وحددت مسافة تحركهم في الخليج العربي،وتم عرقلة

إنشاء ميناء الفاو الكبير وكذلك المشاكل المعروفة حول الحقول النفطية المشتركة، وكذلك تعويضات العراق للكويت عن إحتلال العراق للكويت عند نهاية الحرب العراقية الإيرانية

إن كل هذه المشاكل بحثت تحت ظل مفاهيم وقواعد الحلول التي تمليها هيمنة القطبية الواحدة التي خضعت تطبيقاتها للنظريات الفاعلة في هذه القطبية الواحدة،وابرزهاالنظرية الواقعية الكلاسيكية البرجوازية المنشأ والتي صيغت كدروس مستخلصة من نتائج الحرب العالمية الثانية التي كان من أبرزها القوة للدفاع عن البلد

والمصلحة القومية ( الوطنية ) في العلاقات الدولية

هذان العاملان يشكلان الأساس في هذه النظرية في

العلاقات الدولية ويعبران عن إنعكاس الطبيعة البشرية التي تتميز في الأنانية التي هي البحث الدائم عن إعلاء الذات عن طريق القوة المفرطة بين الأمم والمنظمات الدولية وبذلك يصبح الصراع الدائم للحصول على النفوذ والسلطة والهيمنة هو الدافع الأساسي للعلاقات الدولية، لمنع وقوع الكوارث المصطنعة والحروب لذلك يكون البحث عن أنجع الطرق للحفاظ على حالة السلم الدولي عن طريق منع القوى الدولية من التفوق على بعضها البعض فيكون السعي لإيجاد مبدأ توازن القوى والحفاظ عليه هو المنطلق والهدف الأساسي لهذه النظرية التي ترى النظام الدولي هو الفوضى ولذلك لابد من القوة وفي حدها الأقصى لأن حالة توازن القوى ليست ثابتة وفي حركة وسباق دائم

هذه النظرية هي الفعالة في فضاء القطبية الواحدة التي تسيدت بفعل قوتها وبحثها الدائم عن القوة

أنواع القوة

كي نتوقف على أنواع القوة لابد لنا من معرفة ماهيه القوة وتعريفها

تعريف القوة : إنها القدرة على التأثير في سلوك ألآخرين للحصول على النتائج التي يتوخاها المرء

أو هي القدرة على جعل الآخرين يحققون ما تريد دون أن تأمرهم بذلك

وهذا ينطبق على تعريف القوة السياسية

ومع التطورات المتسارعة في بنية الرأسمالية العالمية ودخولها المتواصل كل مرافق الحياة أصبحت القوة معيارا اساسيا لتوضيح فيما إذا كانت الدول ذات تأثير في السياسة الدولية، ويمكن ملاحظة إن القوة العسكرية للدول رغم أهميتها عند اللزوم الا إنها لم تعد المعيار الوحيد لبيان قوة الدولة ، فهناك دول تعتبر قوية عالميا ولكنها لاتملك مقومات القوة العسكرية،ولكنها تملك مقومات أخرى تجعلها في قوام الدول القوية والتي لا يستغنى عنهافهي تملك القوة الإقتصادية ذات الصناعة فائقة التطور والإنتاج وربما تملك الثروة الباطنية الضخمةاو لديها موقع جغرافي يجعل حاجة الأمم الأخره اليها ماسة، وتتميز بعدد السكان الكبير او بحجم المساحة وذات قيم ثقافية مؤثرة في العالم يضاف الى ذلك طبييعة القوى السياسية التي تدير البلاد،والتي تتصرف بشكل عقلاني لحماية مصالح البلد القومية فما إن القوة الا وسيلة غايتها تحقيق الأمن والبقاء وتمتلك ما أطلق عليه القوة الناعمة

ولو نظرنا الى واقع حال بلدنا سوف نلاحظ عجزه عن مجاراة دول مثل تركيا وإيران والكويت في إطار المفاهيم السالفة للقطبية الواحدة ولذلك فهو إن توفرت النية الصادقة كي يلحق بالعالم عليه أن يتخلص من قيوده التي تشده الى القطبية الواحدة سياسيا وإقتصاديا وتبعية معرفية وإجتماعية فهو بحاجة الى التغيير الكامل في منظومته في الحكم وعليه التخلص من القوى التي سرقت الدولة وأفسدت النظام ووزعته وفق المحاصصة البغيضة والخلاص من حكم الميلشيات والسلاح المنفلت ومن مافيات التهريب بكل أنواعه ومن تقطيع أوصال الدولة ومن كل العوامل التي أدت الى إضعاف البلد وجعلته عاجزا عن حل مشاكله الداخلية والخارجية، وفي مجال العلاقات الدولية البلد يحتاج الى أن ينوع علاقاته العالمية وأن يعزز مكانته في المنظمات الدولية والعربية وأن ينفتح على الدول في العالم وعلى محيطه العربي وأن يسعى الى بعث تراثه وثقافاته القومية والترويج لها عالميا، ويهتم بالتعليم ويجعله مواكبا للتطور الحاصل في العالم ويشجع المبتكرين والمخترعين والمستكشفين وكلما يضع البلد على طريق التطور هذه الأمور وغيرها تجعل بلادنا مسموعة الكلمة قادرة على منع التجاوز على حقوقها وأخيرا وليس آخر على بلادنا أن تنظم الى المساعي الدولية الرامية الى الخلاص من الإنقياد وراء تبعات القطبية الواحدة والعمل على بناء علاقات دولية متعددة القطبية التي سيحقق فيها البلد إنطلاقه نحو البناء والتطور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان