الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمثيلات الهوية الفلسطينية في قصص الأطفال ودورها في تعزيز الانتماء لديهم مقاربة ثقافية لقصة - ستي ست الحسن - للفلسطيني مصطفى النبيه.

بوخاري نصيرة

2023 / 6 / 6
الادب والفن


تمثيلات الهوية الفلسطينية في قصص الأطفال ودورها في تعزيز الانتماء لديهم مقاربة ثقافية لقصة " ستي ست الحسن " للفلسطيني مصطفى النبيه.
بحث الأستاذة / بوخاري نصيرة
قسم اللغة العربية – جامعة خميس مليانة – مخبر الدراسات الأدبية والنقدية العامة والمقارنة، الجزائر
In this context, we worked on the story « SittySitt Al-Hessen »
by the Palastiian Mustapha Al-Nabih, due to its richness of representation, and its surroundingswith the circumstances of identity in its variousaspescts, in a way that suit this category of recipients.
Key words: idendity, representation, belonging, children’s literature
,cultural resistance,
counter-narrative, the Palestinian cause.

الملخص:
تهدف هذه المقاربة إلى تقصي تمثيلات الهوية الفلسطينية عند نمط خاص من الأدب هو قصص الأطفال، ارتكازا على مجموعة من المفاهيم الثقافية كالأنا، الأخر، الذات، السرد المضاد ... بصفتها أحد أوجه المقاومة الثقافية، خاصة في وضع فلسطين المحتلة.
واشتغلنا في هذا الإطار على قصة "ستي ست الحسن" للفلسطيني مصطفى النبيه نظرا لغناها التمثيلي، وإحاطتها بملابسات الهوية في جوانبها المختلفة بما يناسب هذه الفئة من المتلقين.
الكلمات الدالة: الهوية، التمثيل، الانتماء، أدب الأطفال، المقاومة الثقافية، السرد المضاد، القضية الفلسطينية.
Abstract:
This approach aims to investigat representations of the Palestinian idendity in aspecial style of literature which is children s stories,based on a set of cultural concepts such as the ego,the other, the self, and the counter-narrative…as one of the aspects of cultural resistance, especially in the situation of occupied Palestine.
In this context, we worked on the story « SittySitt Al-Hessen » by the Palastiian Mustapha Al-Nabih, due to its richness of representation, and its surroundingswith the circumstances of identity in its variousaspescts, in a way that suit this category of recipients.
Key words: idendity,representation, belonging ,children’s literature ,cultural resistance, counter-narrative, the Palestinian cause.

مقدمة:
مثلت القضية الفلسطينية في العصر الحديث مركز القضايا للأمتين العربية والإسلامية، وذلك لبعدها العقائدي فضلا عن حق الشعب الفلسطيني في استقلال أرضه وإقامة دولة ذات سيادة كاملة، ومازالت هذه القضية تدافع عن عدالتها وأحقية وجودها، فلم يعدم أبنائها في فلسطين أو في العالم العربي أو حتى من أحرار العالم وسيلة للدفاع عنها ومقاومة عدوها.
ولأن للمقاومة أوجها كثيرة، عدت الثقافية منها وسيلة لا يستهان بها في هذه الحرب منذ نشوئها ناهيك عن زمننا هذا، حيث أصبحت للكلمة والصورة اليد الطولى في قيام أمم أو سقوطها.
وردا على الخطاب الكولونيالي الصهيوني الذي لا يختلف عن نظيره الغربي والذي سعى دوما عبر متخيلاته الأدبية وما توافر له من ترسانة إعلامية مظللة ومن أسباب القوة والسيطرة إلى رسم تلك الصورة المشرقة عن أناه نظير الصورة البربرية للآخر الفلسطيني والشرقي عموما ؛برز الأدب كأحد الأشكال الثقافية والسرديات المضادة منه بالخصوص لتقويض ذلك الخطاب و تلك الممارسات من خلال فضح ألاعيب ونوايا المستعمر الساعي إلى السيطرة على هذا الآخر، وإعلاء صوت المهمشين والمستضعفين التائقين إلى الحرية والكرامة والعدالة في عالم مثقل بالهيمنة والسيطرة، ويقول إدوارد سعيد في هذا الشأن: "عندما يتعلق الأمر بالهوية السياسية عندما تكون عرضة للتهديد، فإن الثقافة تمثل أداة للمقاومة في محاولات الطمس والإزالة والإقصاء، إن المقاومة شكل من أشكال الذاكرة ضد النسيان، وبهذا الفهم أعتقد أن الثقافة تصبح على قدر كبير من الأهمية".
وخوفا من السطو على التاريخ في ظل هيمنة المركزية الغربية ودعمها الدائم لربيبتها إسرائيل، وكذا التنامي الزائد لظاهرة التطبيع في أوساطنا العربية، أصبحت المقاومة الثقافية ضرورة تعني كل فئات المجتمع وأولهم الأجيال القادمة، فكان من الضروري في هذا الوضع إدماج ثقافة الوعي بحقوق الانسان وتحديد معالم هويته في المجال التعليمي وفي مجال أدب الطفل كون هذا الأخير يشكل رافدا مهما من روافد بناء شخصية الطفل عقليا ووجدانيا، وحري بكتاب أدب الطفل أن يوجدوا انسجام بين ثقافة الطفل وواقعه وبين تلك الكتابات حتى يتسنى لهم بث تمثيلات عديدة للهوية لأن هذا المتلقي ذو طبيعة خاصة.
إن التمسك بالهوية الفلسطينية ومعالمها وتأكيد أهميتها عند الطفل الفلسطيني بالخصوص هو أحد أكثر أوجه المقاومة الثقافية للكيان الصهيوني في الوقت الحاضر وهو ما جسدته قصة " ستي ست الحسن" للكاتب الروائي والمخرج السينمائي والمسرحي الفلسطيني مصطفى النبيه، الأمر الذي دعانا إلى تقصي كيفية تجسيده لمعالم هذه الهوية في هذا النوع من الأدب الخاص بحيث يحقق غاياته المنشودة في الأخير وهي تعزيز انتمائهم الهوياتي.
1-ستي ست الحسن رمزية اللغة والشخصية:
يشكل العنوان أحد أهم العتبات النصية في النصوص الأدبية، فهو أول ما يقرأ في هاته المتون إذ يمثل علامة سيميائية بارزة. ويعرفه ليوهوك (Leohoek) بأنه: "مجموع العلامات اللسانية (كلمات مفردة، جمل...) التي يمكن أن تدرج على رأس كل نص لتحدده وتدل على محتواه العام، وتغري الجمهور المقصود"أما جاك فونتاني(JaquesFontanille) فيرى" أن العنوان مع علامات أخرى هو من الأقسام النادرة في النص التي تظهر على الغلاف، وهو نص مواز له"
وإذا كان العنوان كما تقدم مشروع نص مواز، ويشكل أول تحدي للكاتب لجذب القارئ بما يتميز به من إثارة وجدة وغموض، فإن الأمر يزداد أهمية إذا كان العمل لمتلقي خاص يتمثل في القارئ الطفل الذي" يتميز بمستوى عقلي معين وبإمكانات وقدرات نفسية ووجدانية تختلف عنا نحن الكبار" وهو ما عمل عليه الكاتب مصطفى النبيه في قصته محل داستنا في هذا المقال، فالعنوان "ستي ست الحسن "مثقل بالدلالات والمعاني التي تخوله لأن يكون نصا موازيا ويظهر ذلك في مجموعة من المحددات تتمثل في الآتي:
أ-تركيبته اللغوية:
"ستي ست الحسن" جملة اسمية والاسم رمز للثبات عكس الفعل الدال على الحركة، أما إعرابيا فستي هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، وست خبر ثاني، الحسن مضاف إليه، وكأن الكاتب بهذه التركيبة أراد أن يخبرنا بهذا الخبر ويضيف انتمائه إليه (ست+ ياء المتكلم= ستي) ويؤكده مرة ثانية ويجعل في الأخير الحسن صفة له.
إن "سته" في هذا المقام لا تدل سوى على بلاده فلسطين الثابتة رغم الاحتلال والباقية للأبد.
ب-أصل الألفاظ:
لم يستعمل الكاتب لفظة جدتي بل جاء بـــــــ "ستي" التي تمثل البديل لكلمة جدتي في الثقافة الشعبية لفلسطين والشام، في إشارة إلى الاعتزاز بلهجته التي تمثل أحد العناصر المهمة لهوية أي شعب، وللكلمة أصل عربي فصيح فيقال أنها تعني "سيدتي" لكنها مع الزمن حرفت لكلمة ستي فأصبحت تستعمل بهذا الشكل، وهذا التوظيف يوحي بدوره إلى رمزية بالغة توحي أن الأصل في فلسطين أنها سيدة فلا تليق بها غير هذه الصفة.
ج-رمزية الشخصية:
من جهة أخرى يمثل اختيار الكاتب للجدة كبطلة للقصة، قاومت الاحتلال منذ كانت طفلة بكل ما أتيح لها من إمكانات وورثت قضيتها لحفيدتها أقوى صور الذات المدافعة عن هويتها ووجودها، ولهذا بالغ الأثر على الطفل الذي يرى نظرائه في القصة بصفتهم أبطال لقضيتهم كما يجعله يفخر بأجداده لما قدموه من مقاومة وكفاح.
إن الدلالات التي جاء بها العنوان في مستوياته المتعددة تبين أن الكاتب وفق إلى حد كبير في جعل أول عتبة من نصه تمثل نصا موازيا وتدفع بهذا المتلقي إلى أغوار هذا النص لاستكشاف وجوده ومعالم هويته.
2-سرد التاريخ: الأنا المقاومة وتجسيد الآخر المحتل:
لقد تنوعت واختلفت الرؤى التي تناولت قضية "الأنا والآخر، وتمثل هذه الأخيرة إحدى أهم قضايا السرد ما بعد الكولونيالي في الفترة المعاصرة، فمع تنامي فلسفات الحداثة وما بعدها والقائمة على الغموض، التشتت، التعقيد...الخ، أخذت هذه القضية صورا للتعايش وأخرى للذوبان وثالثة للصراع، ولأن للواقع والسياق دورهما الفاعل في تشكيل هذه الرؤى فقد أكدا على المقولة التي أطلقها الشاعر الإنجليزي "روديار كيبلينغ" "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبدا"، فالبرغم من ظاهر خطابات الآخر الغربي الداعية في بعض الأحيان إلى قيم الحوار والعدالة والإنسانية إلا أن الحقيقة تثبت يوم عن يوم سعيه الدائم لتعزيز مركزيته على أساس السياسة والسلطة" وتهميش آخره الشرقي في كل المستويات.
وإذا كان هذا وضع الأنا الشرقي الذي حقق فيما يبدوا استقلاله السياسي، فإن الأمر أدهى وأمر بالنسبة للأنا الشرقي المستعمَر، فهذا الأخير يسعى مستعمِرَهُ الغربي غالبا إلى إذابته ومحي وجوده بالكامل بدعاوى وافتراءات كثيرة، يعاز بعضها لمهمة الحضارة والمدنية وأخرى للأحقية التاريخية كما هي حجة الكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين، وهذه الحجة "تسمح له بالتوسع في الفضاء، وفق مقتضيات زيادة عدد المستوطنين من جهة وعدم أهلية الفلسطيني على أصعدة متعددة للبقاء، في صورة سلبية تقدمه متضادا جوهريا مع اليهودي حسب الرؤية الصهيونية" .
يشكل هذا الوضع تهديدا واضحا للهوية والأنا مما يجعل العلاقة بينه وبين الآخر المستعمَر علاقة صراع ومقاومة في المقام الأول وما يهادن في هذه الظروف إلا العملاء.
علاقة الصراع هذه جسدها كثيرا السرد الفلسطيني والعربي، خاصة في بدايات هذه الحرب، وبالرغم من دعاوى التقارب التي كان الاحتلال الصهيوني وداعميه من العالم الغربي يسعون إليها بعد مضي الوقت، والتي حققت تجاوبا هنا وهناك، إلا أن العنصرية والإجرام الدائمين والتي وسمت تعاملات هذا المحتل أكدت ضرورة تمثل الندية في المقاومة بكل صورها، خاصة في ظل المواقف المخيبة للآخر الداخلي المتمثل في كثير من دول العالم العربي والإسلامي.
واقع الحال هذا جعل المثقف الفلسطيني يراهن على المقاومة الثقافية كأحد الحلول المهمة لقضيته وهو ما جسده الكاتب مصطفى النبيه في قصته الموجه للأطفال " ستي ست الحسن"، فاعتمد على التاريخ كسلاح مهم لتصوير الذات الفلسطينية المقاومة عن وجودها وهويتها وظهورها في ثوب المتحدي، وهو ذات السلاح الذي طالما اخترقه الكيان الصهيوني لتبرير أفعاله. وتقدم سلمى الفتاة الفلسطينية نفسها في هذا الإطار قائلة:" أنا يافاوية في الحادية عشرة من عمري، اسمي سلمى، وهذا الاسم العربي الأصيل الذي أفتخر به وهبتني إياه ستي يوم ولدت في مخيم الشاطئ بعد النكسة. مخيمنا صغير جدا وضيق كثيرا مزدحم بالناس ويطل على شاطئ بحر غزة."
وتظهر صورة الأنا المتحدية في مقاطع كثيرة أخرى نذكر منها "أتعلمون يا أحبابي أنني اجتهدت كثيرا كي أخرج من سجن غزة الكبير وأتجاوز الحدود لألتقي بكم، وللأسف أغلقت بوجهي كل الأبواب، مع ذلك لم أستسلم لأني تعلمت منذ الصغر أن نحب الحياة الحرة الكريمة"، وفي قول سلمى أيضا" أصدقائي الأعزاء.. نحن في فلسطين دوما بألف خير، نضحك، نلعب ونغني للجمال" ، وعن جدتها ست الحسن تقول "لم تستسلم ولم يتوقف حلمها، قررت أن تحافظ على جذورها، فجمعت حكايات وألعاب وأغاني أهالي المدن والقرى الفلسطينية المهجرين الذين التقت بهم في مخيم الشاطئ" ،" حدثتنا ستي عن بطولة (ست الحسن) بعد نكسة ألف وتسعمائة وسبعة وستين واحتلال ما تبقى من فلسطين، رغم الجرح النازف، بدأ الناس يستيقظون من الصدمة ويتعايشون مع الواقع." ،"حاولت (ست الحسن) أن توحدهم وأن تعزز ثقتهم بأنفسهم".
تظهر هذه المقاطع أن الكاتب صور الأنا الفلسطينية بروح مفعمة بالمقاومة والتحدي، وهذه الصفة ينقلها الأجداد إلى الأحفاد اعتمادا على شخصيتي البطلتين الجدة والحفيدة.
وفي صورة مغايرة لما اعتدنا عليه في الثنائية الأكثر توظيفا (ذكورة/أنوثة، أنا/ آخر) للعلاقة بين الشرق والغرب، مثل الكاتب أناه في هذه القصة بالمرأة البطلة، المقاومة عن وجودها وهويتها في محاولة لكسر تلك الصورة النمطية التي مثلت الأنا الشرقي(ذكورة) طويلا ممثلة الطبيعة الاجتماعية والثقافية لذلك المجتمع، وهي رسالة مفادها أن الأنا، الهوية مفاهيم معقدة ومتداخلة خاصة في الوقت الراهن فلا يمكن أن نحصرها في صورة ثابتة خاصة في ظروف تتعلق بالاحتلال كما هو شأن بلد الكاتب الذي يحتاج إلى تكاتف الجميع لدعم وجوده وتحقيق حريته، ناهيك عن أن المتلقي طفل وهو أكثر من يحتاج لتعزيز مثل هذه المفاهيم، وهو ما عبرت عنه سلمى في قولها "قالت ستي وهي تربت على كتفي وتجدل شعري الطويل بخفة: أتعرفين يا سلمى، يا أحلى مشاغبة في الكون، أنك عطر حكاياتنا ، فيوم خلقت على هذه الدنيا، استقبلناك بالورود والأغاني الشعبية ، لنحيي يافا فيك ونستعيد ذكرياتنا وأفراحنا، ونسترجع الهدوء والاستقرار ونغني للأرض والطفولة: "هلتي يا هلتي فرحنا يوم جيتي، كان البيت مظلم علينا ولما جيتي ضاويتي...كلمات صادقة بسيطة حملت معاني إنسانية وأخلاقية، فهمت مغزاها يوم كبرت وتفتح عقلي...فرحت لأن أهلي في فلسطين لا يفرقون بين ولد وبنت...مشاعرهم النبيلة التي استقبلت بها...روتني بالسعادة...ومع الأيام عززت ثقتي بنفسي…والنتيجة ما ترونه بكل فخر وجرأة أستطيع أن أروي حكايتي بشجاعة".
من جهة أخرى ولاكتمال صورة (أنا /آخر)، مثلت أحداث القصة سردية مضادة كرست من خلال بناها السردية وبعدها التاريخي العصيان الثقافي لتلك الصورة المتعالية التي سوقها هذا الآخر عن نفسه، فأظهرت إمبرياليته التي أكدها التاريخ والواقع كأقوى رد عن أن تلك المثل المتغنى بها هي مجرد شعارات ملفقة وكاذبة، وأن الوحشية واللاإنسانية التي يصف بها الفلسطيني "لتستجيب لتصوراته" كما يقول إدوارد سعيد إنما هي من صميم هويته. ومن الصور الممثلة لرؤية الكاتب في القصة نذكر وصفه من قبل سلمى" غزة المدينة الصغيرة التي مازال يحاصرها الاحتلال الإسرائيلي من جميع الاتجاهات ليحرمنا من التنفس، زرع بيننا الحواجز حتى يغيب أحبابنا ولا يشاهدوا ما يحدث لنا من مآسي، زيف الواقع ونشر صورة معكوسة للحقيقة حتى يسرق ما تبقى لنا من الأمان والفرح.
أيضا يقدم الكاتب في مقاطع عديدة من القصة مجموعة من الصفات المشهورة عن عدوه (اليهود)، كالجبن والغدر والنفاق وغيرها، وقد أكدها القرآن الكريم قبله في مواطن كثيرة فقال الله تعالى عن جبنهم" لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر"(الحشر)، أما فسادهم وغدرهم فيصفه في قول الراوي" خشي الاحتلال على نفسه وقال: لو شعر المضطهدون بقليل من الطمأنينة والاستقرار سيجمعون قوتهم وستشتد المقاومة ضدي وسأكون في خطر، فعلي أن أزرع بينهم الرعب حتى أفرقهم."
والجدير بالملاحظة أنه إضافة إلى هذه الصورة السوداوية التي قدم بها الكاتب الآخر الإسرائيلي إلا أنها لا تمثل نصيا سوى جزء صغير مقارنة بكلامه عن الهوية الفلسطينية في تجلياتها المتنوعة وكأنه أراد بذلك تقزيم هذا الآخر بالتجاهل مقابل إعلاء أناه بالحضور.
3-الموروث الثقافي والمقاومة بالحسن:
يقول صامويل هنتنجتون في كتابه" صدام الحضارات" أنه" في هذا العالم الجديد لن تكون الصراعات المهمة والملحة والخطيرة بين الطبقات الاجتماعية أو بين الغني والفقير أو بين جماعات أخرى محددة اقتصاديا، الصراعات ستكون بين شعوب تنتمي إلى كيانات ثقافية مختلفة "، وفي ثقافتنا يقال" أمة بلا ماض لا حاضر لها ولا مستقبل"، تدلل هذه المقولات على الأهمية الكبرى التي تكتسيها الهوية الثقافية، فهي البصمة التعريفية التي تميز أمة ما عن باقي الأمم، ويشكل الموروث الثقافي الذي هو" مجموعة النماذج الثقافية التي يتلقاها الفرد من الجماعات المختلفة التي هو عضو فيها. ويتضمن هذا التراث العادات والتقاليد والعقائد التي ورثها الفرد." خزانا تنهل منه هذه الهوية مؤسسة لوجودها، عن طريق تفاعل هذا المعطى التاريخي مع قدرات الإنسان المبدعة محصلة عمليات تفاعلية ودينامية في المجتمع.
ونظرا للمكانة الكبيرة للموروث الثقافي في المجتمعات سعت الكولونيالية الغربية أثناء استعمارها للشرق إلى محاربته بكل الطرق، وما الجرائم الثقافية لفرنسا في الجزائر إلا أحد الأمثلة على ذلك، ولم يختلف الكيان الصهيوني عن نظيره الغربي، فهو الآخر قد سعى ومازال يسعى جاهدا لطمس الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، ولأن الخبث صفته نجده ينسب جزءا من هذا التراث له تارة أو يلفق التاريخ بشأنه تارة أخرى.
فوعيا بهذه الحقائق ركز السرد المضاد في صورة أخرى من صور المقاومة الثقافية على إبراز تمثيلات الهوية الثقافية ليعرف بحقيقتها وعراقتها وجمالها نافيا عنها تلك الصور المشينة التي كرسها الخطاب الكولونيالي، لتصبح المقاومة بالحسن صوتا آخر يضاف إلى صور الخطاب ما بعد الكولونيالي.
يظهر هذا الوعي في قصة ستي ست الحسن بصورة كبيرة، فالكاتب مصطفى النبيه قد وظف الموروث الثقافي الفلسطيني بطريقة ذكية ومكثفة مراعيا خصوصية متلقيه الذي هو فنان بطبعه وهذا الوعي الجمالي أساس فطرته، فقدمه بصورة جذابة تبعث المرح منتقيا جملة من العناصر الممثلة له، مسوقا بها عراقة وغنى هذا التراث وتمثلت في الآتي:
أ-الأغاني والحكايات الشعبية:
تشكلت هذه الفنون الشعبية من الذاكرة الشفوية الجماعية التي عبرت عن أفراحها وأتراحها وتجاربها وحكمها، فتناقلها الأحفاد عن الأجداد، ونجدها في مواضع عديدة من قصة ستي ست الحسن كغناء الجدة لحفيدتها "هلتي، يا هلتي فرحنا يوم جيتي، كان البيت مظلم علينا ولما جيتي ضاويتي" أيضا غناء الأطفال أثناء لعبهم في المخيم " عمي يا خباز جيتك يوم العيد أخبز هالكعكات، هيك الماما تريد"، " ناري، يا ناري لو تدري بالحال لعطيتي دعبوبة للبنت الحبوبة". أما الحكاية الشعبية فنجدها في قول سلمى" كم كنا نبحر معك وأنت تحكين لنا حكايات (ست الحسن) الجميلة التي أسعدتنا في كل الفصول".
ب-العادات والتقاليد:
تمثل العادات والتقاليد دستور الأمة غير المكتوب، وتتمثل في لغة الأنماط الرمزية المعبرة عن أفكار الفرد وأنواع السلوك" ، وترتبط العادات والتقاليد الاجتماعية بسلوك الإنسان اليومي مع نفسه وعلاقته بالآخر، وتكون مقدسة بالنسبة للمجتمع الذي يستمد قوته استنادا إليها، يخضع لها كل افراده ويمارسونها بطريقة عفوية دون أن يجدوا لذلك مبررا أو سببا .ورغم حالة الحصار التي يصورها الكاتب في مجتمع القصة إلا أن هذه العادات والتقاليد كانت موجودة، بل أصبح التمسك بها أكثر من السابق نظرا لكونها الدليل الباقي على الوجود الفلسطيني بعد أن سلب المحتل أرضه، ومن أمثلتها "نجتمع حول موقد النار وناكل الخبز المقرمش نضحك ونشدو ونلعب جمال بن جمال وأنا أبوهم بأكلهم" ،وقول عمة سلمى" أخذت على عاتقها تطريز ثوب العروسة حسب قريتها أو مدينتها، واجتهدت بحفظ الأغاني والزغاريد لتقيم العرس الفلسطيني حسب طبيعة المنطقة التي ينتمي إليها العروس و العريس" .


ج-اللهجة الفلسطينية:
تعرف اللهجة من وجهة نظر المحدثين بأنها" مجموعة من الخصائص اللغوية يتحدث بها عدد من الأفراد في بيئة جغرافية معينة، وتكون تلك الخصائص على مختلف المستويات: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، وتميزها عن بقية اللهجات الأخرى في اللغة الواحدة، ولكن يجب أن تبقى تلك الخصاص من القلة بحيث لا تجعل اللهجة غريبة عن أخواتها عسيرة الفهم عن أبناء اللغة لأنه عندما تكثر هذه الصفات الخاصة على مر الزمن لا تلبث هذ اللهجة أن تستقل وتصبح لغة قائمة بذاتها، كما حدث للغة اللاتينية التي اندثرت وتفرع عنها لغات لها كيانها وخصائصها منها: الإيطالية والفرنسية والإسبانية، وكما حدث للغة السامية الأم التي استقلت عنها لغات كالعربية والعبرية والآرامية وغيرها" وتمثل اللهجة أحد مقومات الهوية الثقافية للمجتمعات، فالبرغم من طابعها الشعبي وبساطة وخصوصية مادتها إلا أنها الأكثر تداولا من اللغة الرسمية في المجتمع، واللهجة الفلسطينية واحدة من اللهجات العربية تتعلق بالمجتمع الفلسطيني وتميزه عن غيره من المجتمعات العربية ذات اللغة العربية الواحدة، وهي الأخرى وظفها الكاتب مصطفى النبيه في قصته لإبراز الهوية الفلسطينية في العديد من المقاطع السردية منها" اسم الله عليك يا حبيبتي قومي نامي على سريرك، الله يسامحهم أعمامك جعلوا حياتنا كوابيس، ربنا يفرجها يا قلبي ويزول الهم." ، " والله زي العسل يا عمتي، ربنا يحفظك ويخلينا إياك، أنت كثير حلوة، عن جد انت نسخة أصيلة عن ستي"
د-الزي والأكل الفلسطيني:
"يمثلان جزء من الموروث الشعبي المادي، ويقصد بالموروثات المادية الثقافية تلك التقنيات والمهارات التي انتقلت عبر الأجيال كبناء البيوت وصناعة الملابس، وإعداد الطعام، وفلاحة الأرض وصيد الأسماك وغيرها، وهي تنقل لنا بذلك ثقافة عريقة تحمل في طياتها بعدا تراثيا أصيلا"، واستثمر الكاتب كذلك في هذا الشق من التراث المادي محاولا تقديم صورة شبه مكتملة لمتلقيه عن زخم الموروث الثقافي الفلسطيني مصورا جماله وكيفية التعاطي معه في الزمن الحاضر، فيصف الزي اليافاوي في قول سلمى" فرحنا بثوبها اليافاوي المزين بعروق الشجر الملون وخيوط الفلاحي الأصيل، أغمضنا أعيننا وتخيلنا أننا نرتدي ثياب قرانا ومدننا...المجدل، أسدود، حمامة اللد، الرملة ، يافا، حيفا ، عكا، وصفد، وكل حسب قريته ومدينته"، وأيضا في قول عمتها "سأعلمك التطريز والغرزة وأنواعها حسب القرى والمدن التي تعبر عنها"، أما الأكل الفلسطيني فيذكره في غناء الأطفال عندما يرددون" عمي يا خباز جيتك يوم العيد أخبز هالكعكات، هيك الماما تريد"،" يا ناري يا ناري لو تدري بحالي لعطيتي دعبوبة للبنت الحبوبة"،" أعملك يمه خبز بالزعتر كول يمه واكبر واتغندر".
وإضافة إلى تقديم الكاتب للموروث الثقافي كجزء مهم من الهوية الفلسطينية بالصور السابقة، نجده يعزز هذه الأهمية أيضا بطريقة مباشرة من خلال عدة حوارات بين الشخصيات البطلة فحتى إذا لم يستوعبها الطفل بصورتها غير المباشرة يدرك قيمتها من خلال هذه الحوارات ويسعى للحفاظ عليها "قاطعت ستي وهي تسرد لنا إحدى حكاياتها الجميلة ذات مرة وسألتها: ما الهدف من الأغاني والألعاب التراثية؟ قالت يا بنيتي من ليس له ماض لن يكون له حاضر أو مستقبل، فألعابنا وحكاياتنا وأغانينا القديمة هي جذورنا" وفي حوار سلمى مع عمتها" سلمى هل حكت لك أمي عن حكاية (ست الحسن) التي تطوعت لتكون خياطة المخيم؟ خياطة المخيم هي ستك، أمي التي اجتهدت حتى آخر أنفاسها لتبقى الحكاية الشعبية والثوب والأغنية الفلسطينية راسخة في عقول الصغير قبل الكبير...وحتى لا تطمس الحكايات ويتفاجأ من يأتي بعدنا من الأجيال كما حدث معك اليوم، عندما بحثت ولم تجدي أيا من الحكايات في الكتب المنشورة، علينا نقل التراث المحكي للأجيال القادمة، ستك اختارت طريقها وجمعت الحكاية وانت خليفتها، فعليك بكتابة وتوثيق تراثنا الشفوي ونشره وأنا سأساعدك، اتفقنا؟ هذا ما اتمناه يا عمتي."
يشير هذا التأكيد على الأهمية الكبرى التي يوليها الكاتب للهوية الثقافية كوسيلة ضرورية للمقاومة يمتلكها الشعب الفلسطيني في غياب المقاومة العسكرية وكذا الانتشار الهائل لثقافة العولمة والاستلاب الثقافي خاصة للأجيال القادمة.
4-الهوية المهددة وضياع الذات:
إن خصوصية الكتابة السردية الفلسطينية عن مواضيع كالهوية والذات تتمثل في أنها مازالت تعالج تحت وطأة واقع كولونيالي يدرك جيدا أهمية المقاومة الثقافية في إنهاء وجوده، وعليه فبالقدر الذي يسعى فيه هذا المستعمر إلى تبني مفهوم النقاء الهوياتي المرتبط أساسا بعقيدته اليهودية، نجده من جهة أخرى يحاول جاهدا طمس الهوية الفلسطينية لتحقيق نبوءته المزعومة بأرض الميعاد.
واستغل هذا المحتل مركزيته التي تعمل جاهدة لجعل تابعها لا يتكلم، حيث يتبنى الصورة التي يشاء لإظهار آخره همجي إرهابي.
لم يُغفل السرد المضاد هذه الجزئية، بل جاء بصوة أخرى للذات الفلسطينية اختلفت عن تلك المتحدية فمثلها ضائعة أحيانا ومشتتة أحيانا أخرى، موضحا بذلك تأثير المستعمر عليها وتهديده لهويتها.
الوعي بهذه الحقيقة وإن كان يخص الكبار إلا أن الكاتب مصطفى النبيه أراد أن يوظفه في قصته "ستي ست الحسن" رغبة في أن يلفت متلقيه الصغير إلى جانب مهم وهو توعيته بمهددات هويته ومعاناة الذات الفلسطينية في هذا الوضع، فأظهر جانب من صورها الضائعة والمهزومة وذلك لربطه بالواقع في محاولة لإحداث حالة توازن بين جمال الحلم وسوداوية الواقع.
وجسد هذا الوضع انطلاقا من عناصر السرد المختلفة أحداثا، شخصيات، أماكن، وصف، حوار...فكان يزاوج بين مهددات الهوية تارة وانعكاسها على الذات الفلسطينية الضائعة أطوار أخرى، فتصف الحفيدة سلمى ممارسات المحتل لإنهاء وجودهم وطمس هويتهم قائلة "غزة المدينة الصغيرة التي مازال يحاصرها الاحتلال الإسرائيلي من جميع الاتجاهات ليحرمنا من التنفس، زرع بيننا الحواجز حتى يغيب أحبابنا ولا يشاهدوا ما يحدث لنا من مآسي، زيف الواقع ونشر صورة معكوسة للحقيقة حتى يسرق ما تبقى لنا من أمان وفرح." أيضا عن الصور الإجرامية للمحتل في حق الفلسطينيين بعد أن هجرهم من أرضهم تقول:" خشي الاحتلال على نفسه وقال: لو شعر المضطهدون بقليل من الطمأنينة والاستقرار، سيجمعون قوتهم وستشتد المقاومة ضدي وسأكون في خطر فعلي أن أزرع بينهم الرعب حتى أفرقهم. حينها قرر المحتل الخبيث الحاقد أن ينشر اللصوص في المخيم ليرهب الأهالي. " أما تهديد هويتهم الثقافية فمثله المقطع التالي حيث يقول فيه الشاطر حسن،" قطعوا جذورها لتعيش الغربة. أشغلوا الناس بقوت يومهم لينسوا ماضيهم، سرقوا تاريخهم من أمامهم وزيفوا أغانيهم، ألعابهم، أكلاتهم، أثوابهم، حتى تتوه ملامحهم بين الزحام."
لقد أوجدت الممارسات العدوانية للمحتل ضد الشعب الفلسطيني ردود فعل مختلفة، تراوحت بين المقاومة بكل أشكالها والتي كانت مشتعلة في بدايات الاحتلال مع وجود السند العربي وبين الاستسلام والهجرة، وبقي حال الشد والجذب هذا مع تعاقب الأجيال، إلا أن شوكة هذا المحتل كانت تقوى في كل مرة ومع مرور الزمن خاصة مع تخاذل الدعم العربي والدولي لهذه القضية. صورة الانهزام هذه جاءت في كثير من المقاطع في قصتنا محل الدراسة ومثلت جيل الحفيدة أكثر حيث ظهر صراع الإخوة على السلطة وانشغلوا بالحياة في إشارة ضمنية من الكاتب لوضع خطير فيقول على لسان سلمى:" انتشر الصراخ والضجيج بين أعمامي وهاجرتنا المحبة، الكل يطمع أن يأخذ حصته من البيت بأي طريقة كانت، كتبوا على جدران البيت من الخارج" بيت للبيع". يمثل هذا الوصف أقوى صور الذات الفلسطينية المنهزمة التي نسيت قضيتها الأولى وانشغلت في صراع داخلي يزيد من هزيمتها أكثر ما يقويها، فيشكل هذا الوضع أقصى أمنيات المحتل، أما البيت المعروض للبيع فيقصد به الكاتب فلسطين التي باعها إخوة الخارج وبعض أبناء الداخل. وفي استمرار هذا الوضع تقول سلمى:" اختنقت من الصراخ، كرهت التهليل والشتائم، أرعبني تكسير بعض الأواني واشتعال الشجار بين أبي وأعمامي، صدمني الواقع. أدركت الحقيقة المؤلمة أنني لا أملك العصا السحرية للبيت...الحقيقة المرة تقول أنني أسيرة غرفتي لم أخرج منها مطلقا ولم أمتع بصري لا بالطيور ولا بالعصافير ولا بالزهور الفلسطينية ..."
وبتتبع النسق الانهزامي الذي صور به الكاتب الذات الفلسطينية عند الأجداد والأحفاد نلاحظ أنه استند في ذلك على المسار التاريخي وتأثيره على تشكل هذا النسق، فبعد أن كان الكيان المحتل هو السبب الأول لترسيخ هذه الانهزامية بأفعاله الاجرامية في جيل الأجداد" قرر المحتل الخبيث الحاقد أن ينشر اللصوص في المخيم ليرهب الأهالي، فاشتعل الخوف بينهم، تشتتوا...خفت صوتهم ضاعت كلمتهم، أغلقوا أبواب بيوتهم المهترئة واختفوا خلفها، أكلهم الصمت" ، أصبح إضافة على ذلك صراع الإخوة وآخر الداخل( العرب) سببا في زيادة هذه الانهزامية عند جيل الأحفاد.
إن هذا المسار الذي صور فيه الكاتب مهددات الهوية وأسباب انهزامية الذات الفلسطينية في الماضي والحاضر، إضافة إلى إسناد مهمة تغيير هذا الوضع إلى بطله الطفل(سلمى) بمساعدة الإرث التاريخي للأجداد (ست الحسن) يمثل قمة التصالح مع الذات التي يسعى الكاتب ترسيخها للطفل الفلسطيني حتى ستطيع استثمار هذه الظروف بصورة إيجابية تكفل له تحقيق حريته وانتصار قضيته.
خـــــــــــــــــــــــــــــــاتمة:
مثلت قصة" ستي ست الحسن " للكاتب الفلسطيني مصطفى النبيه المنتمية للأدب ولأدب الأطفال منه بالخصوص، أحد أوجه المقاومة الثقافية لتي سعى من خلالها الكاتب إلى تعزيز انتماء الطفل الفلسطيني إلى هويته وجذوره خاصة في ظل ظروف الاحتلال التي تعاني منا بلاده، وبعد مقاربتنا لتمثيلات الهوية الفلسطينية في هذه القصة ودورها في تعزيز الانتماء لدى الأطفال، توصلنا لمجموعة من النتائج تمثلت فيما يلي:
1-تعد قضايا الهوية، الذات، الآخر من القضايا المهمة التي يجب استثمارها في مجال المقاومة الثقافية.
2-يمثل الطفل متلقي جد مهم وجب توجيه النظر إليه في مثل هذه القضايا، لتنمية وعيه بذاته ومحيطه وغاية وجوده.
3-اتكأ الكاتب على مجموعة من المرجعيات لتمثيل الهوية والذات الفلسطينيتين منها التاريخية والثقافية والسردية وقد ساهمت كلها في تعزيز الانتماء لدى الطفل الفلسطيني.
4-مثل الكاتب الهوية الفلسطينية بصور مشرقة وأخرى مهزوزة وذلك بهدف إحداث توازن في رؤية متلقيه الصغير فيمكنه بذلك من تعزيز الصور المشرقة واستثمارها ومعالجة تلك المهزوزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب