الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة مكة لن توقف النزيف

طارق الحارس

2006 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما الجديد الذي جاءت به وثيقة مكة وقبل ذلك والسؤال الأهم هو : هل تتمكن هذه الوثيقة الموقعة في مكة من وقف نزيف الدم السائل على أرض الرافدين ، أرض الحضارات والتمدن ؟ .
هل يتحكم علماء الدين الشيعة والسنة الذين اجتمعوا في مكة مؤخرا بوقف حمامات الدم التي تحصل بالعراق ؟
ان كانت الاجابة بنعم فتلك كارثة ، لكننا على يقين تام أنهم لا يتحكمون بذلك ونستثني حارث الضاري وزمرته المجرمة ، ذلك الرجل الذي بينما كانت مكة مشغولة بمحاولة وقف هذا النزيف أخذ باطلاق تصريحات يحاول من خلالها صب الزيت على النار من خلال اشادته بتنظيم القاعدة المجرم الذي يقتل أبناء العراق بكل وحشية ودموية على أساس أنهم أما كفرة ، روافض ، أو عملاء للأجنبي ، أو مرتدين ، ومن المؤكد أن تصريحه في جدة الذي ادعى فيه وبكل وقاحة أن جلال الطالباني وعبد العزيز الحكيم يتحملان مسؤولية اراقة دماء العراقيين لن يكون التصريح التحريضي الأخير ضد أبناء العراق .
لقد أجمع سياسيون وأعضاء في البرلمان العراقي على أن الشعب العراقي سيجني ثمار مؤتمر مكة في أقرب وقت على أساس أن هذه الوثيقة ستنجح في الحد من الاحتقان الطائفي ، لاسيما أنها تضمنت فتوى تحريم سفك دماء العراقيين ، لكننا نشك في ذلك ، إذ أننا نعتقد أن الفكر الوهابي الذي أجاز قتل الشيعي وهتك عرضه وسلب أمواله لن تثنيه مثل هذه الفتوى لأنه يعتمد على فتوى صادرة من شيخه محمد عبد الوهاب الذي أجاز قتل الشيعة ، الكفرة ، الروافض ، فضلا عن ذلك فان شيوخ الفكر الوهابي من هذا الجيل قد أجازوا قتل أبناء السنة من الذين يعدونهم ( مرتدين ) ، أما البعثيون فانهم يعدون هذه الطائفة عميلة للأجنبي وتستحق القتل وهم بذلك يواصلون منهجهم الاجرامي الذين اعتادوا عليه حينما كانوا يتسلطون على رقاب العراقيين قبل سقوط نظامهم . الفرق في عملهم الآن هو أن عملية القتل كانت منظمة ، أما الآن فقد أصبحت عشوائية . لقد كانوا يقتلون العراقي في المعتقلات والزنازين أما الآن فيقتلونهم بالشوارع والمطاعم والمساجد ، ومن المؤكد أن الفتوى التي أصدرها الموقعون على وثيقة مكة لن تثنيهم أيضا. بيانهم الأخير يؤكد ذلك ، إذ أنهم لا يهددون السياسيين فقط، بل حتى أقربائهم من الدرجة الثالثة .
يبدو أن بعضنا يحاول خداع نفسه ، أو أنه يحاول أن يقنع نفسه بأي حل ينقذه وينقذ العراق من الكارثة الدموية التي يعيشها .
لا شك في أن علماء الدين من الطائفتين الشيعية والسنية الذين اجتمعوا في مكة ووقعوا على وثيقتها يتمنون وقف نزيف دم العراقيين ، لكننا نعتقد أن الأمر خارج عن ارادتهم وتأثيرهم ، إذ أن ارادتهم وتأثيرهم يقع على المواطنين البسطاء ، أو بمعنى آخر على المقتولين في الشوارع والمساجد والمطاعم والأسواق الشعبية وهؤلاء لا حول لهم ولا قوة في ايقاف نزيفهم .
السؤال الآن هو : أذن تخاطب مَن هذه الوثيقة ، تخاطب القتلة من التكفيريين والبعثيين ؟
ان كان الأمر كذلك فان المثل العراقي " بللها واشرب ميها " هو خير جواب على سؤالنا . وان أردنا أن نكون أكثر واقعية فنقول أن هذه الوثيقة لا تخاطب هاتين الفئتين ، بل تخاطب جهات وأطراف أخرى مسؤولة عن النزيف الحاصل بالعراق منها ميليشات بعض الأحزاب والعصابات الطائفية التي ظهرت على السطح ، لاسيما بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وما أعقب ذلك من جرائم قتل على الهوية ، لكننا وبالواقعية نفسها نعتقد أن هذه الوثيقة لن تحقق مبتغاها مع هؤلاء الذين تقودهم أجندات سياسية ليست لها علاقة بالخطاب الذي خرج به علماء الدين من خلال وثيقتهم التي وقعوها في مكة وهذا الأمر يشمل أيضا الأحزاب الدينية .
للأسف ، نحن نعتقد أن هذه الوثيقة ستكون وثيقة أخرى تضاف الى الوثائق العديدة التي وقعتها أطراف دينية وعشائرية ولم تصل الى وقف نزيف الدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات