الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 7 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 6 / 8
الادب والفن


عودة إلى وطن . . لا يخلع اسماله
. . التي يشكو منها







ترد صنعاء كأي قادم ، لا تخشى أن تستوقف . . وبكلمات تلفونية تنتظر نزول طقم مدجج بالسلاح لإنجاز مهمة كوماندوس سرية ، ينتشرون بين الميمنة والميسرة . . وفي القلب يتسلل القائد مع معاونين للاقتحام . . بعد اشارات اعطيت إليه من طرفيه بأن الطريق آمن . . للهجوم المباغت واعتقال المشبوه في حالة صدمة . . لم يتوقعها – حمد لله على السلامة ، كيف خرجت من العراق . . اخيرا اخذت الدكتوراه . . مبروك – يختم ضابط الجوازات تأشيرة الدخول . . بعد ما القى ما وجه به لقوله – تسلم – لم تتأخر وصول الحقائب – فالطائرة كانت شبه فاضية ، بضعة افراد اقل عددا من اصابع كفي اليدين نزلوا وجهة وصولهم الى صنعاء ، ضعفهم ظلوا في الطائرة لتنقلهم الى عدن . . بعد تفريغ حقائبنا من جوف الطائرة - جمعت حقائبي الخمسة الكبيرة الممتلئة على عربتين نقل الى طاولة الجمارك لغرض تفتيشها – حمدا لله على الوصول . . دكتور ، . . ما في داع تتعب نفسك ، خلي الحقائب مكانها – علم عليها جميعها دون فتح لأية واحدة منها . . للسماح بخروجها – كنت اتصلت الى اسرتي ساعة مغادرتي بغداد برا الى دمشق . . ووقت وصولي . . ونزولي في فندق في المرجا . . بعد اخذ وقتا من الاسترخاء والطوف الاخير لعمل التسوق الاخير من معارض الصالحية المضاءة وقضاء ساعة في مقهى سينما الشام على اكواب من البن التركي ، تنقل بصرك على كل ما تراه عينيك . . بصمت من وراء الزجاج الممتد مكان جلستك . . المطل على محيط واسع من اتجاهات الشوارع المختلفة . . لإفراغ الضجيج المشوش على رأسك . . وعواطفك المتدفقة تعذبا باضطراب تموجي تلهب الروح بين المغادرة واخطار الطريق الحافل بالموت وعذاب الاجراءات المذلة . . المحملة بالكراهية – لأول مرة تحسها عند نقطة الحدود من الجهة العراقية - اشواق تجتاحك للوصول الى زوجتك المنتظرة على قلق وصولك وبناتك الثلاث الصغيرات . . المنتظرات بفرح الهدايا الكثيرة من الملابس والالعاب . . التي اخبرت بها عند تحدثك معهن تلفونيا من العراق – حين غادرت موضعك . . عرجت على كابينة اتصال خارجي برقم سبعة تحول المكالمة التي تطلبها اليها . . بعد أن اعطيت عامل الاتصالات الجالس امام منضدة على جهاز موزع للمكالمات وحساب زمن الوقت للمكالمة ، في المرة الثالثة التقط الخط وجاء الرد صوت ام ايمن بقلق على تأخر اتصالك . . وإبلاغها بزمن اقلاع طائرة رحلة عودتك عند السابعة صباحا من اليوم التالي ، ستتصل بها مجددا من مطار دمشق حين تلج الى صالة المغادرة . . بعد اعلان جاهزية الطائرة على المغادرة بعشرين دقيقة . . لا تقلقي فكل الامور تجري بسلاسة – كان الوقت متأخرا في دمشق - ما بعد الحادية عشرة ليلا –تغلق فيها المعارض التي كانت تتلألأ بها الشوارع . . حتى بعد العاشرة مساء إلا قليلا ، . . لا تبقى سوى المسارح والسينمات وبارات السهر المنزوية في مواضع غير مكشوفة على الشارع ، وبعض محلات لبيع العصائر الطازجة والساندويتشات السريعة وعدد متباعد من محلات بيع المشروبات الروحية – كانت تتركز معظمها في منطقة الفنادق حيث ينزل فيها السياح - بعد أن ابقت على فتحها بواجهة واحدة من الابواب وبأنوار خافتة ، تعيد ادراجك الى غرفة الفندق حاملا مشروبا روحيا للمرة الاخيرة تتعاطاه كطلاق بائن لا عودة إليه . . لقضاء الليلة الاخيرة من غربة خمسة سنوات حفلت بما لم تعشه لعشرين سنة من الاوجاع والخوف والعذاب والصراع والتحديات والانكسارات ولذات الشعور بالانتصارات والتفوق وفضاءات من المساحات الانسانية الراقية . . يندر تخيل أمرئ أن يصادفها في ترحاله . . .

لم تعد تشعر بأغلال تقيدك وتقطع انفاسك – كما كنت دائما - غريبا في جميع الاوساط التي تحيط بك في بلادك ، وحيدا لا تجد من يسند عودك ، خلقت من نفسك انسانا يسعى للتميز في كثير من الامور والمهارات مختلفة المجال ، كما لو كنت عشرة اشخاص او اكثر . . يبدع فيه كل واحد في مجال – لن تقول ينفرد بحاله على قمة ذلك المجال – يفرض وجود نفسه في الصف الاول من المتربعين عليه – لكنك في كل امر . . تتراص مجاميع بشرية معادية . . تتزايد تضخما بأعدادها كلما مضى بعض الوقت . . كالغرغرينا من جرح تافه بسيط تنتشر مساحة على العضو البشري ، كلما ميأت المناطق المجاورة وحللت جدر الخلايا في طبقاتها واظهرتها كالعصيدة بعد افقادها الفراغات بين ذرات القمح المطحون . . والروابط الجزيئية بين مكوناتها الكيميائية – تنظر حولك متعلقا بأي من المقربين . . ممن تقضي اوقاتا طويلة معهم تنظرون في الاخلاق وكل شيء . . ما تطلقون عليه خيرا ولحياة افضل ، تخلقون احلاما تجاوز حقيقة واقع ما تعيشون فيه – لسنا ناقصين عن الاخرين . . في البلدان المتقدمة – لا نقرأ فقط ما سطره عباقرتهم . . الذين ولدوا لهم هذه الحياة الراقية التي تليق بالإنسان أن يعشها . . بل أنا نمتلك ابعد ما جادت وتجود به عقول رموهم المعاصرة . . حتى ، لنا ملاحظات على فجوات من القصور في رؤاهم وطروحاتهم . . بصورة نقدية . . مع طرح بدائل تصحيحية لها . . إما معدلة او مغايرة كليا عنها – تتلفت لتجد ايدي تشابك كف يدك . . ويخرج صوتا لضمير واحد نحن معا تجاه التحديات . . ولا تجد احدا عندما تلم بك بالضغائن . . لكونك غر مخالف وحيد . . تتوهم نفسك العارف الوحيد الذي يمتلك تخطيء الاخرين واتهامهم بالجهل . . أو الفساد او التخلف – إن وجدت صدفة عند الشدائد من تفترض فيهم نفسك ، تجدهم لا يتوانون بإفراغ ما في جعبتهم مما خفي عليك – انت تضخم من نفسك و . . يهيأ لك انك اعلى من الاخرين . . حتى اصحابك – انت تزيد بها ، خفف الغرور . . واحترم عقول الاخرين – ما أن تقترب الواقعة . . يتطاير كل من كان تجده معك أو قريبا من مكانك ، قد تسمع صوتا غاربا عند الهروب - هذه مشكلته . . على الواحد أن ينفذ بجلده – هو القول اليمني الشائع . . هذه عصيدتك عليك أن تمتنها . . لوحدك . . فليست عصيدة غيرك – لأول مرة في بلدك الحبيب الذي عشقته ورفضت استبداله حين واتتك فرص عدة . . لم يعد يؤرقك شعور الوحدة او الغربة بين اهلك او صحبك او حتى رفاقك ، اصبحت تدرك غير الظاهر وراء كل كلام او سلوك . . ستلمسه لاحقا ، لن تنصدم – كما حدث لك كثيرا من عمرك السابق – لن تنبهر . . ايضا من موقف يبدر من انسان . . كما يقولون لم يكن متوقعا من مثله أن يصدر عنه – لأول مرة تجد نفسك متصالحة مع ذاتها دون تقاطع متعارض بينهما . . حين تجد واحدة تستعر نارا في تفاعلها الشرس المتحدي تجاه امر ما . . بينما الاخرى تجد نفسها متأذية موجوعة . . تمتلئ بالحسرة والالم والندم . . إن لم يكن هناك كسرا ولو ضئيلا مخلفا فيها شرخا من الشروخ . . مسببا عذابات والام لا تغرب ابدا ، تعاود المرء من وقت الى آخر . . كلما اتت الظروف بمتشابهات مع ما احدث ذلك الشرخ القديم غير الملتئم . . قريبة او بعيدة عنه ، يكفي أن يكون كالشرر المتطاير عن احتكاك حجرين . . حين يلامس اوراقا جافة . . سقيمة . . فينبعث اللهب المخرج لكل المخاوف والاوجاع الدفينة . . التي لم تكن بادية على السطح . . .

لا تقدر على انكار تغير حالتك امام الناس في محيطاتك المختلفة ، انتصرت وعدت حاملا شهادة الدكتوراه بامتياز – كنت تئن من مخبري النظام في قيادة الجامعة والوسط الثقافي . . حين كانوا يشعرونك قصدا – لضرب اناتك المتفوقة تعليما وابداعا وفكرا – بأنك لم تحصل على الشهادة بين يديك ، خاصة من الحاصلين عليها بوضع مشبوه . . وثبتت بإقرارها الرسمي وبتعيينات في مناصب عليا . . تثبيتا لصفة التكنوقراط – كانوا يولدون ايهامات عند الاخرين بتواضعهم . . وهم يحملون هذه الدرجة . . بل ووظفت لهم كافة الوسائل والطرق للترقي لأبحاث وصفية شكلية منشورة . . لا يعرفون عنها شيئا سوى وجود اسمهم كمشاركين فيها – نظير مبالغ مدفوعة – وتقييمها من قبل اسماء محكمين تم الاتفاق معهم بشكل سري . . من يتم اجازته لنيل الترقية أو حجبها لمن لا يراد له الترقي الاكاديمي – يتندرون على غرورك كعالم . . وانت لم تزل غير حامل للدكتوراه – نغز مقصود . . مهما نفذت من العقبات التي توضع امامك لقطع الطريق عليك . . لن يسمح لك بنيلها . . ما دام ذلك هو المستمسك الوحيد لإخضاعك – طال الوقت ام قصر – يضغطون عليك تعذيبا . . ومن جانب آخر يلغزون لك اعترافا بالتميز وقدرتك على الحصول على ما هو اكبر من تلك الشهادة . . بس تواضع و . . رخي طبعك – شوف أنت تتحدى من ؟ ! ! ، لو عملت ما عملت – اعتبر . . ولا تظل على عندك الساذج ، شوف الكثير ممن هم ادنى و . . حتى من طلابك . . بسهولة عادوا وبأيديهم الشهادة . . بل وفتحت لهم الدنيا . . وانت مجعجع . . كلما اقتربت من الانتهاء في بلد تعود للبدء من جديد في بلد اخر – نعم . . لم تعد هناك نظرات او سلوك يمكن له أن يجرحك – حين كان منهم من يختلق مشادة معك من ادعياء حملة الشهادة الاكاديمية العليا . . وكنت تسفه نقص وسطحية معارفه في مجال تخصصه . . حتى لغته التي يتحدث بها لا تليق أن تكون لغة من يحمل هذه الدرجة العلمية – تحاصره من خلال ما عرفته من رحلة عشرين عاما في بلدان مختلفة درست فيها . . وعلمت السبل والطرق المتعددة . . التي يتحصل امثالهم هذه الدرجة من أي بلد في العالم . . خاصة الغربي والبلدان النامية حيث المال يحل مختلف المعضلات . . حتى الحصول على درجة الدكتوراه او على جائزة دولية على بحث اكتشافي استثنائي . . مروج لك في بلدك وغيره من البلدان التي تغلب الامية والجهل عليه غالبية سكانه . . والنشر عنك في صحف او مجلات عربية مأجورة – حين يحاصرون بفضح لصوصيتهم الخادعة . . يذهبون دفاعا عن انفسهم عبر الحامل الشخصي . . بكونك حاسد وشاعر بالنقص ، تحاول على التطاول على من هم اعلى منك علما – فهم من يمتلكون واقعا وثيقة ذلك . . وانت لا تمتلك سوى كلاما ، . . هو في الغالب انتقاميا ضد الناجحين . . .

كان المطبخ يدرك أن القهر النفسي اشد ايلاما على امثالك من السجن والتعذيب الجسدي ، خاصة وإن جرب ذلك معك من قبل ولم يأت بالنتائج المطلوبة ، حتى فرض الفقر ومصادرة املاك والدك وارثه الوطني البارز . . حتى انهاء عطاءه دون أية حقوق لأولاده القصر – كما لو انه لم يخدم في الوظيفة العامة للحكومة – عرفوا علتك التي توجعك ، تلك المتعلقة بما هي تخص شخصك ، تقاتل ولا تستلم حتى تحصل على ما تراه حقا لك – لم يتوقعوا رغم ضعف حالك دون سند منذ سنك المبكر . . أن لا تلين حتى تقدمت بالسن الى مرحلة الدخول في الاربعين – خمسة سنوات لدراسة الدكتوراه في بلد تمحى برفض على سفرك وفتح اعصار التشرد والضياع ، اخرى حصلت عليها مثل سابقتها مجانية المنح من بلد اجنبي نظير ما حملته وثائق دراستك الجامعية على درجة الامتياز - لم تكن مبتعثا من منح الدولة لتحصل على مساعدة مالية ، صبرت واجتهدت إذا بها سنوات تمحى مجددا . . بمذكرة رسمية من الخارجية اليمنية الى ذلك البلد لإعادتك والاكتفاء بنيلك درجة الماجستير ، و . . ثم ثلاث سنوات لمنحة اجنبية اعطيت لك حين اغلق التعليم العالي ابوابه في وجهك . . تم محوها بفعل مجالك الطبي الذي يتطلب نفقات كبيرة خارج جهة التمويل لذلك البلد الذي منحك مقعدا ، لم يتبقى لك غير فترة وجيزة لا تتعدى الستة اشهر لأنهاء الجزء التجريبي الاخير واستكمال الاطروحة – حملت رسائل تشيد بعملك المنجز في زمن استثنائي نادر . . خاصة في مجال الاعصاب ، تناشد دفع تكاليف اليسير المتبقي من عملك . . طالما وأن هذه الشهادة تعني كثيرا لليمن . . خاصة وأن المنحة مجانية ولم تدفع مقابلها شيء – عامين من العراك مع تنسيق استهدافي بين الجامعة التي اعدت اليها بعد سنوات ثلاث من اضاعة ملفاتك التي تقدمت بها بدرجة الماجستير لعدد من الكليات . . واخيرا قبل تعيينك ولكن بشرط ستعرفه من الدكتور المقالح – قال رئيس الجامعة سابقا . . بكونه من سيبلغني ذلك الشرط بتحويلي الى مقابلته وما سينتج عن لقائه . . يتحدد الامر بصدور قرار التعيين من عدمه – حتى وإن صدرا قراري اللجنة العلمية ولجنة المعادلات بالقبول – اولا مبروك ، رفع عنك المنع بعودة تعيينك في الجامعة . . هي مكانك اصلا ، لكن التوجيهات العليا - اكبر من الجامعة . . انت تعرفها – لا تمانع تعيينك في فرع للجامعة ولكن في محافظة اخرى غير صنعاء ، . . اختار انت تعز او الحديدة . . ما عندك خيار – كان اصل الملعوب معروفا لدي ، اولا لتكون كمنفى اعيش به بعيدا من الصحف الرسمية وصحف المعارضة والمجلات في صنعاء . . التي ما زالت تنشر مقالات لي في عديد منها خلال كل اسبوع . . هذا الى جانب وجودي في وسط جديد يفتقر الى المجالس العامة . . التي اتواجد فيها في العاصمة و . . تجمعات النشاط الاجتماعي المعارض للنظام ، أما ثانيا . . فإن فرعي الجامعة – وما تلا هما من انشاء فروع في محافظات اخرى لاحقا . . يغلب عليها نسبة اعلى بكثير من ثلاثة ارباع قوام العاملين في الجهازين الاكاديمي والاداري . . من عناصر حزب الرئيس الحاكم بخليط مكمل من حليفه حزب الاخوان المسلمين المسمى بالإصلاح – كان رفع الحضر والسماح بعودتي الى الجامعة يعود لتشارك حزب الرئيس والاشتراكي في تقاسم دولة الحكم بعد الوحدة ، لكن لحقيقة الوحدة الفعلية القائمة على الاحتواء بغطاء مسمى الشراكة ، التي شهدت سلاسلا من الاغتيالات لقيادات سياسيين وعسكريين . . تحت ترويج بإرجاعها لخلايا نائمة من القاعدة ، الذي بموجبه منحت سياسة الاحتواء لنظام صالح وتقييد رد فعل الشريك الجنوبي . . بأن عليه التحلي بالحكمة من اجل الوحدة ب . . منح الدعم الكامل الدولي برأس امريكا ودول الطوق النفطية لدولة الوحدة بشخص الرئيس وتلاشي نائبه الجنوبي . . لمحاربة الارهاب الاسلامي لتنظيم القاعدة ولاحقا داعش وجماعات التكفير والهجرة . . التي مثل نظام الشمال سابقا والوحدة لاحقا . . البيئة الحاضنة لها – تحقق له منافع تسويق نفسه دوليا لجلب الدعم المالية لتكوين الثروات وتضخيم الجيش وابقائه حاميا لعائلة الحكم المطلق ، وشراء الكثير من القادة والكوادر الفقيرة من الاشتراكي والاحزاب الاخرى التي فتتها قبلا . . ويحتاجها ديكورات للتوجه الديمقراطي الشكلي للنظام – على اساس ذلك . . كان شرط تعييني خارج صنعاء ، كون أن الجامعة الام ما زالت تحفل برموز كثيرة من اساتذة الجامعة اليساريين الثوريين ، الذين لم يستطع حزب الرئيس المتسلط على الحكم بانفراد . . من شرائهم او استمالة سوى الجزء اليسير منهم . . آنذاك ، بينما في فرعيها . . سيكون حقيقة وجودي اشبه بقذف معارض فرضت ظروف على قبول اعادته الى الجامعة – بدلا عن حالة الضياع التي فرضت عليه في الداخل او الخارج – قذفه الى ساحة مغلقة وقد اطلقت عليه الضباع لتنهشه . . ولا تتبقى سوى ذكرى انه كان موجودا . . واعطيت له عدالة حقه ليكون استاذا جامعيا ، لكن الاقدار تحمل ما لم يكن متوقعا ، خاصة وأن الضباع البشرية لا تترك اثار جريمتها من بقايا الجسد الملتهم أو الدماء المسالة ، فهي بقبضتها على كل مفاصل الجامعة . . يمكنها من بناء تلفيقات واعذار بمحاكمات تختلقها . . بالخروج عن النظم والتقاليد . . والدين ايضا . . طالما وأن التخصص علمي طبيعي . . يسهل فبركة لائحة اتهام لك بتدريس الالحاد بنظرية التطور الداروينية – تأكدت من اول محاضرات قدمتها ، احتواء عددا لا بأس به من بين الطلبة الحاضرين من من تم تفريخهم كمخبرين ومثيري مشاكل في توهمهم حماة للدين أمام دكتور جديد معروف عنه شيوعي ، يستقوون بمساندة الاتحاد الطلابي في شقيه التنظيمي التابع للحزب الحاكم والاخر لتنظيم الاصلاح الاخواني . . المدافعين تذرعا عن حقوق الطلاب امثال هؤلاء الغيورين على دينهم ، يقدما لائحة دفاع عنهم في هيئات قيادة الجامعة فيما يتقولون به اتهاما لأستاذهم كأدلة حقائق لما يقوله خلال محاضراته . . بوجود كل الطلبة الذين يمكن سؤالهم وسيؤكدون ذلك – بالطبع من يطلب حضوره لتقديم افادته . . هم من منتسبي الجهازين – طبعا ويشبع محضر التحقيق المقدم كتقرير إدانة للأستاذ ، يحتوي في داخله الكثير المطبوخ إضافة للتعريض به . . حول ادائه السياسي وفكره المستهدف للدين والقيم ، وسلوكه المنفتح العلماني لاختلاط الذكور بالإناث وعرض مصورات التشريح وشرحها . . دون ادنى حد من شعور العيب – لا يتحرج عرض الجهاز التناسلي للجنسين ، بل يفيض تفصيلا و . . حتى العلاقة الجنسية – كله ليشوه عقول الطلبة بالداروينية الملحدة والفكر المادي للخلق – استغفر الله عما يصف – هكذا يضمن التقرير . . مثبتا كفر الاستاذ – وهو تقرير محايد في بحث الامر ، . . ما تقوله هيئات قيادة الجامعة . . إذا ذهبت لإصدار قرار فصل ، يصل الامر عند بعض من شاغليها . . تحويل التقرير والقرار الاكاديمي الى النيابة . . ليحاكم الاستاذ شرعيا بتهمة الردة عن الدين الاسلامي وخطر امثاله إذا ما سمح وجودهم في هذا المكان الخطير المؤثر على العقول . . أو تم التغاضي عنهم – يجب منع عودته الى التعليم . . حتى لو اعلن التوبة . . . ! ! !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في