الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين فلسطين و أوكرانيا

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من الطبيعي أن نولي الحرب في أوكرانيا إهتماما كبيرا لقربها الحغرافي من بلدان شرق المتوسط .هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فلأن أطراف النزاع فيها جميعا معنيون بأزمات البلدان العربية التي تمثل بالنسبة لهم ساحة استراتيجية لا تقل حساسية عن الساحة الأوكرانية .
لا شك في أن العبر التي يمكننا استخلاصها من الحرب الأوكرانية عديدة و لكن لا يتسع المجال هنا لتناولها بالتفصيل ، لذا سنقتضب و نتوقف عند بعضها . يحسن التذكير أولا بأن السلطة في أوكرانيا بادرت منذ تسلمها زمام الحكم في سنة 2014 إلى تطبيق إجراءات قمعية صارمة على الأقلية الروسية التي تسكن شرقي البلاد ، إنطوت ضمنيا كما فهمها الأخيرون على محو الثقافة الروسية ، فأعلنوا بمختلف الوسائل عن رفضهم لها و عن عزمهم على مقاومتها . من البديهي أن روسيا لم تقف مكتوفة الأيدي . هكذا تفاقمت الأوضاع إلى أن و صلت في سنة 2022 ، إلى إعلان إنفصال المقاطعات الشرقية و ضمها إلى روسيا ، ونشوب حرب ضروس حبلى بالأخطار .
نكتفي بهذه التوطئة فنحن لسنا بصدد الحديث عما يجري فعليا في أوكرانيا ، حيث لا نعلم إلا ما قرأناه عن بعض الإختصاصيين الذين رأينا أنهم أهل ثقة ،لننتقل من بعد إلى مداورة مسألتين مهمتين في الذهن :
1ـ يتكون لدى القارئ لدراسات تناولت موضوع الحرب الدائرة في أوكرانيا ، إنطباع بأن السلطة الحاكمة تستحق نعت العنصرية المتطرفة بدليل أنها ضمت إلى جيوشها فرقا أوكتائب تضمر الكراهية العنصرية للروس خاصة و لغير الأوروبيين على و جه العموم و لا تتردد بإقتراف اعمال ارهابية تصل إلى درجة القتل الجماعي . هذا من جهة أما من جهة ثانية فمن الملاحظ أن دول المعسكر الغربي ، التي عرفناها في يوغوسلافيا و أفغانستان و العراق و سورية و ليبيا ، حيث اضطلعت بدور مباشر في الحروب التي اشتعلت فيها حاضرة بقوة في أوكرانيا بما هي فريق أساسي في كل ميادين المواجهة ، السياسية و العسكرية و الإقتصادية و الإعلامية . اللافت للنظر في هذا الصدد هو العنف الذي تظهره هذه الدول من خلال حملاتها الدعائية و التضليلية المتواصلة ، المبنية غالبا على الكذب و الإفتراءكما يرى بعض الإختصاصيين ، حيث يمكن للناس في البلدان العربية و الإفريقية وغيرها إستنادا إلى تصرفاتها ، أن ينزعوا عنها كل مصداقية و ثقة ، لا سيما فيما يخص السردية عن حقوق الإنسان والديمقراطية فما يدور في أوكرانيا هي الواقع حرب من نوع الحرب العالمية الثانية تؤكد ما قاله Aimé Césaire من أن هيتلر متقمص في شخص " أصحاب المعالي ، البرجوازيين المتدينيين جدا" . فلقد اتضح يا للأسف ، أن النازح أو القتيل يصنف أيضا بحسب المفهومية الغربية على اساس العرق و المعتقد و العقيدة . يحسن التذكير بهذا الصدد بتصريحات الوزيرة الأميركية عن و فيات أطفال العراف بسبب الحصار الذي فرضته بلادها .
2 ـ المسألة الثانية : إذا كان بالإمكان أن نفترض أن أوكرانيا تؤدي دورا مماثلا لدور الذي أدته و تؤديه إسرائيل فلا شك في أننا نستطيع أن نؤكد بأن دول المعسكر الغربي ، تقوم منذ سنوات 1940 ، تجاه إسرائيل بما تقوم به إلى جانب أوكرانيا تمويلا و تجهيزا و دعما استخباراتيا و إعلاميا و أغلب الظن أنها ستنخرط في القتال مباشرة لو تعرضت إسرائيل لخطر خارجي ، و لكن من أين يأتي هذا الخطر ؟
نستنتج من شروحات الإختصاصيين المشار إليهم ، أن الخطر الوجودي على أوكرانيا يأتي من السلطات نفسها التي أمسكت بزمام الأمور فيها بعد إنقلاب " الميدان " في سنة 2014 ، التي أخذت البلاد إلى الصراع ضد روسيا و الصين دفاعا عن أحقية الولايات المتحدة الأميركية الحصرية بالقطبية الأولى على العالم و من ورائها المعسكر الغربي ، و بالتالي فإن حرب روسيا هي في جوهرها حرب دفاعية وجودية ضد الولايات المتحدة الأميركية و ليست بحسب هؤلاء الإختصاصيين ضد أوكرانيا ,
مجمل القول أن الدول العربية المحيطة باسرائيل ، مهددة بالخطر الوجودي ،وهي ليست بالتأكيد مثل روسيا ، و لكن على الأرجح أن السلطة في أو كرانيا نموذج للخطر الوجودي الذاخلي ،الذي يهدد المجتمع الإسرائيلي و أي مجتمع ترتكز دعائمه على التمييز و الكراهية العنصريين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها