الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشخيص لبداية خراب مصر

مصطفى راشد

2023 / 6 / 7
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


تشخيص لبداية خراب
مصر من أجل العلاج
سسسسسسسسسسسسسسس
مصر أول سطر مسجل فى التاريخ البشرى لذا يدرس العالم تاريخ مصر الفرعونى بانبهار فى حين توقف تدرس هذا التاريخ الاعجازى المعجز المشرف فى المدارس المصرية منذ انقلاب الضباط الأحرار الإخوان عام 1952 ،، وتاريخ 52 أصبح علامة فارقة فى وضع مصر الاقتصادى والسياسى والثقافى والاجتماعى والأخلاقى والعلمى والدينى، وسنوضح وضع مصر قبل وبعد 1952 فى كلا من هذه المجالات منذ وصول الضباط الأحرار للحكم, رغم أننى مع النظام الجمهورى اذا كان على شاكلة البلاد العلمانية الديمقراطية الغربية ، وأول هذه المجالات هو المجال الاقتصادى :- حيث كانت مصر قبل عام 1952 تملك أكبر احتياطى دهب فى العالم ,وكان الجنيه المصرى يساوى 5 دولار, وكانت الكثير من البلاد مثل امريكا وانجلترا تطلب سلف مالية وإعانات من مصر، وكانت مصر ترسل المعونات للسعودية واليمن ودول الخليج، وخير شاهد انشاء دار التكية المصرية بالسعودية لأطعام فقراء السعودية والذى أغلق فى 1960، وكسوة الكعبة التى كانت ترسل من مصر هدية للسعودية وغيرها ،كما أن المصرى كان يسافر لغالبية الدول بدون تأشيرة دخول ، وكان الأوربيون يأتون للعمل بمصر، والكثير منهم كان يأتى بطريق الهجرة غير الشرعية .
ثانيا الجانب السياسى :- كانت مصر قبل انقلاب الضباط الأحرار ، دولة ديمقراطية لديها دستور محترم ونظام تعدد حزبى صحيح،، هذا التعدد الذى ألغاه عبد الناصر ، حتى أعاده السادات فى أخر أيامه بقيود تجعله ديكور شكلى، كما ان مصر كان لديها أخر انتخابات ديمقراطية عرفتها مصر ،وكان ذلك قبل عام 52، كما ان مصر قبل 52 كان لديها حياة برلمانية حقيقية ،وبعد 52 أكتشفنا أننا تخلصنا من ملك وأتينا بألاف الملوك فكان كل وزير وكل محافظ وكل لواء وكل مدير عام أو رئيس شركة ملك فى مكانه فلم يكن عبدالناصر ملك وحده، بل كل واحد من مجلس قيادة الثورة كان يفعل مايحلو له ،وأضاع عبد الناصر السودان وغزة وسيناء من سلطة مصر ،وخسر كل الحروب التى دخلها، وأضاع أموال مصر فى حرب اليمن وثورة الجزائر وصنع عداوة مع دول العالم بلا داعى ،حتى اقرب الناس السوريون اكتشفوا ديكتاتورية عبد الناصر فسرعان ماانفصلوا عن الوحدة مع مصر
ثالثا الجانب الثقافى :- فقد كانت مصر قبل 52 قبلة ووجهة للثقافة والمثقفين من العالم العربى والأوربى، فهو العصر الذى تعلم فيه وأنتج لنا كبار مثقفى الوطن أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومصطفى عبد الرازق ويوسف ادريس والعقاد واحمد لطفى السيد ومصطفى مشرفة وعبد الرزاق السنهورى ومصطفى وعلى امين وعبد الرحمان الشرقاوى ورجاء النقاش وزكى نجيب محمود ولويس عوض وعلى الجارم ومصطفى صادق الرافعى وصلاح عبد الصبور ويوسف السباعى ومحمود أمين العالم ونجيب سرور ولطفى الخولى ونوال السعداوى وغيرهم
رابعا الجانب الاجتماعى :- فقد كانت مصر قبل 52 تملك نظام يحترم الكفاءة، لذا رأينا أولاد الفقراء البوسطجى وحاجب محكمة وعسكرى ومزارعا يدخلون الكلية الحربية وهم محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك ،وكان الحق فى العمل والملكية بلا افق، حتى قام عبد الناصر بتأميم رؤوس الأموال وغالبيتها وطنى لصالح خزانة الدولة ،لكن هذه الأموال أخطأت خزانة الدولة وذهبت لخزانة أعضاء مجلس قيادة الثورة والمسئولين الكبار ،كما قام عبد الناصر بتحديد سقف الملكية الخاصة فهرب العديد من رؤوس الأموال للخارج، كما هربت رؤس الأموال اليهودية المصرية الوطنية بسبب تخوين عبد الناصر لهم بسبب ديانتهم
خامسا الجانب الأخلاقى :- توفى والدى عن 98 عاما والذى حضر عصر فاروق ومحمد نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك وقد حكى لى والدى رحمة الله علية رصده للانحدار الأخلاقى بعد عام 52 حتى وفاته أواخر ايام مبارك وكيف كان يتذكر كيفية تعامل الناس الاخلاقى أيام فاروق حيث كان المسلم يعيش مع المسيحى واليهودى ويجمعهم الجيرة والشركات بكل حب وأخوة ولم يعرفوا الفتنة الطائفية إلا بعد وصول الضباط الأحرار وكان جميعهم من الإخوان ماعدا خالد محى الدين ويوسف الصديق وهما من تم اقصائهم من مجلس قيادة الثورة فيما بعد ،،كما ان السيدات كن يلبسن احدث الموديلات على الموضة ولم يكن يعرفن الحجاب والعباية ومع ذلك لا يوجد تحرش كما هو الحال الأن وكانت اقصى المعاكسة صباح الخير ياهانم
سادسا الجانب العلمى :- أول من وضع نظام التعليم المجانى هو طه حسين أيام الملك فاروق فقد تعلم الفقراء مجانا ايام فاروق أمثال والدى محمد راشد ومحمد نجيب وعبد الناصر والسادات وحسنى مبارك وكانت المدارس على الطراز الانجليزى فى قصور قمة فى النظافة والشياكة، والصور والارشيف مليئ بألاف الصور التى تجعلنا نحزن على ماوصلنا إليه، وتعليم فاروق ظل متماسكا حتى الستينات، رغم عدم وجود فاروق بفضل ماورثه المعلمين والمثقفين مثل السابق أسمائهم ،وانتج لنا ايضا العلماء الكبار مثل مصطفى مشرفة وسميرة موسى واحمد زويل وغيرهم
سابعا المجال الدينى :- فقد كانت مصر قبل 52 خليط من الاديان والمعتقدات والجنسيات المسلم والمسيحى واليهودى والبهائى والأرمنيين والملحدين وغيرهم ولا فرق بين مصرى ومصرى إلا بالكفاءة فكان لدينا الوزير المسلم والوزير اليهودى والوزير المسيحى والبهائى ولم تعرف مصر التطرف وفرض الحجاب إلا بداية السبعينات، فلو شاهدت أغانى أم كلثوم لن تجد محجبة واحدة فى القاعة ، فقد نزل وحى فرض الحجاب الكاذب مع وصول السادات الإخوانى للسلطة، كما أن اختيار المسئول للسلطة كان قبل 52 مبنى على الكفاءة ،لكن بعد 52 استمر الإختيار للمعارف والأكثر نفاقا حتى لو كان جاهلا وما أكثرهم ،وايضا بدأ عام 1961اطلاق يد الأزهر على المجتمع حين أصدر عبد الناصر قانون الأزهر الذى جعله هيئة معنوية مستقلة ووصفها بالهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامى ودراسته ومن يومها أصبح الأزهر مكان للحفظ وليس البحث والنقد والفهم ، كما نادى عبد الناصر بالقومية العربية بوازع دينى وغرض الزعامة وليس بوازع وطنى لذا فشلت دعوته ،، لذا لكل ماتقدم أحلم أنا والكثير من أمثالى بأن تعود مصر للحياة مثلما كانت قبل 75عاما .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للقانون ، للنقد ت وواتساب 61478905087+








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثه الثوره
عادل عبد الرحيم ( 2023 / 6 / 8 - 01:54 )
تعتبر ثوره يوليو السوداء فى مصر اكبر كارثه ومصيبه وفاجعه حدثت فى تاريخ مصر الحديث والقديم , ( الضباط الاحرار ؟ ؟ ) كانوا تشكيل عصابى من اللصوص والمجرمين والبلطجيه المنحطين والقوادين الفجره الاشرار , كانوا اساتذه فى الاكاذيب والسرقه والهبر والتنكيل والاخلاق المنحطه والانحطاط القيمى وتلفيق التهم للاابرياء وايدعهم السجون لااعوام طويله بدون محاكمه , هؤلاء الاوباش كانت لهم بصمات سوداء وكالحه سوف لن تنمحى ابدا على بلدهم مصر التى تم انتهاكها وخرابها وتبويرها , اقول دائما عليكم اللعنه ايها الانجاس الاجلاف


2 - الشيخ والعلمانيين العرب
د. لبيب سلطان ( 2023 / 6 / 8 - 08:06 )
تحية للدكتور مصطفى راشد
وددت لو قرأ علمانيونا العرب مقالتكم واستطاعوا فهم مابين السطور فيها من تحضر في الطرح ومن خلال المقارنة لماقبل الكارثة وما بعدها ، ولليوم يعجزون عن تقديم اي تحليل لاسباب الدمار والتراجع غير مايرددونه انه الامبريالية والصهيونية بينما كان ناصر وزبانيته هو من اتبع مرجعيتهم السوفياتية الديكتاتورية وصفى الديمقراطية وبعدها وضع يده على الاقتصاد وفق وصفة المراجع ومنه اصبح بطلا للتحرر الوطني ومناهضا للامبريالية وايضا منهما دمرالدولة والاقتصاد والمجتمع المصري المزدهر ووضع مفكريه وصحفييه ومثقفيه تحت قبضة المباحث كما
فعل المرجع الستاليني وصفقوا له ستالينا في المنطقة وسيحررها من الامبريالية ولكنه تامر على سوريا والعراق الوطني وجهز متامريه بالسلاح والمال فهو لم يكتف بتدمير مصر بل معها سوريا والعراق متحاضنا مع السوفيت وراضين عنه بجرائمه كونها هي وفق وصفتهم وليس وفق وصفة الامبريالية في مصر زمن الملك فاروق بديمقراطية وبرلمان وصحافة حرةواقوى اقتصاد في المنطقة وثقافة راقية في قاهرة تضاهي باريس الاوربية
لكم كل التقدير والاحترام


3 - الشيوعية تحمي نفسها بمفكرين وليس بكلاب مسعورة
د. لبيب سلطان ( 2023 / 6 / 8 - 15:01 )
يبدو ان داء الكلاب المسعورة قد اصاب الفقمة وحولها الى كلب مسعور متصورا انه يدافع عن الشيوعية بنباحه الذي لايتوقف مسيئا للموقع والمعقبين وللقراء ولماركس وللشيوعيين ولكل ذوق في عصر يضع حرية الرأي فوق العقائد فهذه اساءة لموقع يحمل اسم الحوار والتمدن ويؤمه مثقفون للتفاعل الفكري وليس للنباحين بذيئي الاخلاق لافراغ امراضهم النفسية العدوانية باسم الدفاع عن عقائد الشيوعيين مما نعرفه عنهم دمثي الاخلاق وحمادتها ومنه اعتقد انه شاذا نفسيا مسخه النظام السابق فاصبح اليوم مسعورا للتغطية ، ودليل ذلك اتى له مثيلا مطابقا في رواية بولكاكوف- قلب الكلب- رايتها فيلما ينطبق عليه سبب انه اصبح مسعورا ولا اعتقد ان احدا يعرف ربما عدا الطبيب في رواية بولكاكوف ماسبب نباحه المستمر . فكل الاراء التي طرحت هي فكرية وقابلة للنقاش والرد ولاتمس اي شخصية ،عدا المسعور الذي كل جهده الهبوط بالحوار وافقاده رونقه وتعمقه
كلما اذكر الشيوعيين اتذكر اخلاق من اعرفهم واولهم اخلاق خالي الراقية وثقافته العالية وهذا لايمت بصلة بهم كما نعرفهم في العراق وخارجه..على ح. م، ان تمنع النباح والشتم والسب كي لايهبط الذوق العام


4 - عن مصر في العهد الملكي1
حميد فكري ( 2023 / 6 / 9 - 01:07 )
تحية للسيد مصطفى راشد
صحيح وصفك لحركة الضباط الأحرار ،بأنها حركة إنقلابية ، وليست ثورية ،على عكس الأمر عند البعض ،فهم لا يفرقون بين الإنقلاب والثورة .ربما نستعير من الأخ رشيد قوله ( كل عند العرب صابون).
والإختلاف، بين الإثنين جوهري ،فاليبحث عنه من إختلط عليه الأمر.هذا شأنه.
صحيح أيضا نعثك للضباط الأحرار بالإخوان .،وقد إستثنيت منهم خالد محي الدين،الذي يميل أكثر الى كونه يساري .
هذه معلومات قل من يعرفها ،وربما يعرفها لكنه يغض الطرف عنها لسبب ما .
لكن ما أعيبه عليك ،هو أنك بالغت في تصوير العهد الملكي ،وكأن مصر فعلا احدى الدول الأوربية .
ماذا عن الحياة المترفة للعائلة الملكية وحاشيتها، في ظل مجتمع فقير معدم ،وماذا عن وجود الإقطاع في مجتمع أغلبيته من الفلاحين الفقراء التعساء ؟
ألا يهمك التفاوت الطبقي ،وما يستتبعه من معضلات إجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ؟
فعلى الرغم من وجود حياة ثقافية وفنية مزدهرة في تلك الفترة ،إلا أن هذا لا يمنع من القول إن هذا كان يقسم المجتمع الى طبقتين .
واحدة نخبوية مترفة تعيش حياة البذخ ،منفصلة عن واقع مجتمعها ،
والثاتية ،مفقرة ومعدمة دتعيش تعاستها في صمت


5 - عن مصر في العهد الملكي2
حميد فكري ( 2023 / 6 / 9 - 01:54 )
الإنقلاب ،لم ينزل من السماء ،بل أتى كرد فعل على واقع موضوعي .
أعتقد أن الأحزاب السياسية ،لم تكن مؤهلة لفعل التغيير ،إما لضعفها ،أو لطبيعة النظام السياسي نفسه ،او لأنها كانت متواطئة مع الحكم الملكي ، وهو ما ترك الفراغ فكان الإنقلاب لسد هذا الفراغ.
بعد هذا التشخيص يمكننا تحليل فشل حركة الضباط الأحرار في مشروعها.

اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-