الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل المحاصصة الطائفية والحزبية في السياسة العراقية

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


المحاصصة الطائفية والحزبية تعني انصر أخاك في المذهب أو الحزب ظالماً أو مظلوماً عالماً أو جاهلاً متعلم أو أمي والتوافقية التي تعني (أرضيك وارضيني أسكت عنك واسكت عني) وحينما أصبحت هي السلطة في الحكم جذبت الملايين من أبناء الطائفة والمنتمين لأحزابهم من أجل الاستفادة من أصواتهم في الانتخابات النيابية ولمآرب أخرى وبسبب تحول الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي بسبب قطع مياه الأنهار التي تسقي الأراضي الزراعية مما أصاب الأراضي بالجفاف وتحولت إلى أراضي مصحرة غير صالحة للزراعة وبسبب إهمال الصانع والمعامل فأصبحت غير صالحة للإنتاج مما جعل الاقتصاد العراقي يتحول إلى اقتصاد ريعي والشعب مستهلك وغير منتج معتمداً على عائدات النفط لتوفير المواد الغذائية والسلع الصناعية من دول الجوار وغيرها وتأسست ثقافة وسلوك ومنطق ريعي لدى سلطة الحكم مما جعلت الدولة والثقافة لا تهتم بقيمة العمل بدون صناعة وبدون زراعة وأصبح الاعتماد والتركيز على الربح السريع ولم تبق من فرص العمل سوى التعيين في وظائف في وظائف الدولة وتسلل إليها الملايين من الإخوان في الطائفة والمنتمين للأحزاب والفصائل الطائفية مما جعل من جهاز الدولة الوظيفي الضخم ملجأ للمتعلم والأمي والجاهل الذين تسللوا إلى وظائف الدولة الواسعة من وزير إلى موظف ومستخدم وأفرزت ظاهرة الفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري والمخدرات مما أدى إلى تدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) بالنسبة إلى البيت نتيجة الجوع والفقر والبطالة دفع رب العائلة أن يركض ليله ونهاره من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته وكذلك اندفعت ربة البيت إلى العمل كخادمة في البيوت من أجل مساعدة زوجها في توفير لقمة العيش مما أصبح رب الأسرة وربة الأسرة بعيدين عن رعاية وتربية أبنائهم ونتيجة قيام الجامعات والكليات بتخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة مما دفع أولياء أمور الطلبة إلى سحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم في العمل في الأسواق عتالين أو بائعي أكياس نايلون أو متسولين لمساعدة آبائهم في توفير لقمة العيش بسبب تفشي الفقر والجوع والبطالة مما جعل هؤلاء الأبناء يختلطون ويندمجون مع الأشرار والمنفلتين فتفشت بينهم ظاهرة المخدرات والانفلات الخلقي والمافيات والسرقة وغيرها ... أما المدرسة فأصبحت لا تربية ولا تعليم بسبب قلة رواتب المعلمين والمدرسين وانتشار المدارس المختلفة والكليات الأهلية ... أما سلطة الحكم والوظائف الحكومية فقد انتشر بينهم الفساد الإداري والبطالة المقنعة والفضائيون وأصبح ما ينتجه الموظف من جهد وعمل نصف ساعة من معدل الدوام المحدد بثمان ساعات بسبب تضخم الجهاز الوظيفي الحكومي.
إن الاصلاح الذي يقوم به السوداني غير كاف ولا يسد طلب وحاجات الشعب لأن الفساد والمحاصصة يشكل منظومة كبيرة جعلت الدولة في موضع تقاسم بين الأحزاب المتنفذة كما أن تبديل الوجوه والأشخاص لا يجدي نفعاً وبالرغم من أن الحكومات فغيرت في أسمائها فإن ذلك لا يجدي أيضاً وحتى في حالة قدوم وزير نزيه في أية وزارة فهو لا يقدر على فعل شيء لأن المنظومة التي تسيطر على الدولة والوزارات وبالتالي يحتاج الوزير إلى تكتل أو قوة تدعمه مما يدفعه إلى الاستقالة من منصبه لأن هذه الظاهرة والأزمة ليس مرتبطة بأشخاص معينين بقدر ما أصبحت بنية متكاملة وغير طارئة عندما نشأت بنية الدولة منقسمة على ذاتها وغير منسجمة ولا تقدر على التخطيط أو التنفيذ والإنجاز وهذه هي نتائج المحاصصة الطائفية والحزبية وتقاسم مناصب الدولة دون رؤيا للبناء والإعمار وبالتالي أصبح الإصلاح محدود وأصبحت طريقة التغيير هي النافذة لإنقاذ الشعب العراقي من واقعه المؤلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار