الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا و حلف الناتو

آرا دمبكجيان

2023 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في الواقع أن غزو روسيا لأوكرايينا قد نفخ حياة جديدة و شعوراً متجدداً للهدف القائم من أجله مع أهمية الوحدة في الناتو. يظهر أن الرئيس أردوغان قد فاتته هذه الحقائق.
ففي الأشهر المنصرمة وقف الرئيس التركي أمام توسع الناتو، و هدَّد بعملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، المسنودين من قبل أمريكا، في سوريا، و صعَّد من حدة التوتر مع اليونان، العضو في التحالف. و بدأ عددٌ من الخبراء السياسيين في الغرب و في تركيا الحديث بصوت مسموع عن مسألة بقاء تركيا في الحلف. و صرَّح دولت باهجيلي، رئيس أحد الأحزاب القومية في التحالف الذي يقوده أردوغان: "يجب وضع مسألة الخروج من الناتو على جدول الأعمال كبديل للوضع القائم. لم نوجد بسبب الناتو و لن نموت من دون الناتو."
يبدو ان السيد باهجيلي غير ملمٍّ بالوضع الجيو-سياسي الذي أدخل تركيا الى الحلف. و لو لا الأخير لما كان لتركيا كيان قائم اليوم بسبب الدولة السوفييتية في الشمال التي كانت تطمع بالأستحواذ على القسطنطينية و مضائق البوسفور و الدردنيل.
و يتصاعد الإحباط في عواصم الغرب و كييف بسبب رغبة تركيا في توسع علاقاتها مع روسيا. فقد أعتقد الكثيرون ان الحرب في أوكرايينا سيجبر أردوغان على إعادة النظر في، غرامه مع و التودد الى، الرئيس الروسي بوتين. و لكن أردوغان تمادى في مغامراته عندما باع طائراتٍ مسيَّرة الى أوكرايينا و أغلق ممرات البحر الأسود أمام حركة السفن الروسية ، في الوقت الذي أعترض على العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا. و كتبت الصحافة التركية ان العشرات من الشركات الروسية، من ضمنها كازبروم، تعمل على نقل مقراتها الى تركيا.
على الرغم من بعض عبارات التنديد الواهية في بداية الحرب مع غزو روسيا لأوكرايينا، حافظت تركيا على علاقات جيدة مع روسيا. و في اثناء زيارة لسيركي لافروف، وزير خارجية روسيا الى انقرة، أتفق مع نظيره التركي على خفض العقوبات الصادرة بحق روسيا اذا خفَّفت الأخيرة حصارها للموانئ الأوكرايينية. و عندما ذكر لافروف ان الغزو الروسي لأوكرايينا كان لإنقاذ الأخيرة من براثن النازية الجديدة...سكتت أنقرة و لم ترد...
إن اعتراض أردوغان على انتساب السويد و فنلندا الى الحلف قد أضرَّ بموقف تركيا في داخل الحلف.
و أما في الداخل، فإن صياح أردوغان العالي في المنطقة جاء لإنقاذ موقفه في الأنتخابات القادمة و لكسب أصواب الناخبين، إذ تشير الوقائع الى عدد من المشاكل التي تواجهه منها التضخم الذي وصل الى %70 يمتص مدخرات الشعب. و هدَّد في أواخر الشهر الماضي على القيام بعمليات عسكرية ضد المسلحين الأكراد في سوريا ثم وضع تهديده على الرف بسبب اعتراض روسيا و أمريكا في حينه. ثم وجَّه نظره صوب اليونان و قال أن وجود القواعد الأمريكية فيها يعتبر تهديداً مباشراً لتركيا...و كالعادة ناسياً أو متناسياً وجود قواعد أمريكية في تركيا بالذات.
و أخيراً و ليس آخراً، ذكر تاجان إيلديم، الممثل الدائم السابق لتركيا في حلف الناتو، "لا أعتقد أن تركيا ستتخلى عن حق النقض الذي تتمتع به في الحلف." أي، لن تخرج من الحلف.
ستبقى تركيا كصداع دائم في الناتو، حتى بعد خروج أردوغان من الصورة. و على الجميع أن يعيش مع هذا الصداع...
الغرب هو الذي "خلق" تركيا المعاصرة، فاصبحت شوكة في بلعومه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في