الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملف النووي الايرانى والحريق المستبعد

ناهض الرفاتى

2023 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


بعد الثورة الإسلامية في ايران بالعام 1979 تحولت السياسية تجاه إسرائيل على عكس العلاقات التي سادت ما قبل الثورة الإسلامية في ايران وازداد القلق الإسرائيلي من الجمهورية الإسلامية بعد العام 2003 حين اكتشف البرنامج النووي الإيراني الذى اعتبرته إسرائيل تهديدا وجوديا واستراتيجيا لها , وتعتير إسرائيل على حد زعم رئيس وزرائها ان 85 % من مشاكل إسرائيل تعود لإيران ووكائها في الإقليم , وواجهت ايران بدعم من الغرب توسيع دائرة الإحتجاجات الشعبية الى جانب العلميات المستمرة التي تديرها إسرائيل لضرب ايران فيما يسمى الحرب ما بين الحروب .
وبعد انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي 5+1 بسبب الضغوط الإسرائيلية وتسريب وثائق هامة لإسرائيل عبر الإستخبارات البريطانية من خلال جاسوس لها أعدم في ايران مؤخرا , وادعاء إسرائيل بسرقة أرشيف خطير عن الملف الإيراني من داخل البيت الإيراني يدل على التطور والتقدم في البرنامج النووي زاد القلق الأمريكي الإسرائيلي ليأخذ مسارا أكثر خطورة ليصل الي اجراء المناورات التي تحاكي ضرب المنشات النووية الإيرانية في حين لا زالت تعمل أطراف دولية للعودة للإتفاق عبر الدبلوماسية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمالية وإبقاء ايران تحت الإجراءات الصارمة لضمان عدم تقدمها في البرنامج النووي
في المشهد الراهن تستمر التهديدات الإسرائيلية الخطيرة من قبل المسئولين الإسرائيلين , حدوث تحول في المنطقة مع التقارب السعودي الإيراني المفاجئ و الذي قادته الصين التي تسعي ليكون لها دور في القضايا الدولية وخاصة في الشرق الأوسط لملء الفراغ الأمريكي, نتائج الحرب الروسية الإكرانية التي بدأت تكلف وتحصد الالاف من الجنود الروس والدعم الايرانى , محاولة الوقوف بعد السقوط الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط , نجد أنفسنا نقترب أكثر فأكثر من توقع السيناريوهات التالية :
1.سيناريو العودة الى الاتفاق وانهاء التوتر
اجبار ايران للعودة الى الاتفاق والوصول الى اتفاق تلتزم فيه ايران بالقيود الصارمة التي تمنع تطور برنامجها النووي تحت اشراف الوكالة الذرية والإبقاء على بعض المنشات للأغراض السلمية مقابل تخفيف الحصار المالي والإقتصادى وفتح خطة العمل المشتركة لاعطائئها الفرصة لإنهاء التهديد والتوتر والتي ستحظي بمزيدا من القيود الصارمة على الجمهورية الإسلامية مقابل إعادة النظر وربط التقدم في رفع العقوبات مقابل التزام ايران بما يخرج عن الوكالة الذرية وهذا السيناريو الأقرب الى الواقع لان فتح جبهة وحرب واسعة وشاملة شيء لا ترغب فيه جميع الأطراف خاصة مع تخفيف حدة الصراع بين السعودية وايران و عودة العلاقات الدافئة بين دول الخليج وايران وهذا الأمر أصبح من عناصر القوه للقبول بعودة ايران للاتفاق
2.سيناريو ضربة المنشات النووية الإيرانية ودخول المنطقة في مواجهة واسعة وشاملة
وما يزيد من فرص تنفيذ هذا السيناريو ادعاء إسرائيل باقتراب ايران من انجاز القنبلة النووية وفشل الاتفاق الدبلوماسي فى كبح البرنامج النووي وزيادة نسبة التخصيب لتصل الى عتبة الدولة النووية حسب التقارير المنشورة من الوكالة الذرية ما يزيد من احتمالات القيام بضربة للمنشات مع تصاعد وتيرة التجهيزات العسكرية والقيام بالعديد من المناورات المعلنة في العام 2022 وهي مناورة مايو 2022 ومناورة نوفمبر 2022 الإسرائيلية والتي كانت محاكاه ضرب المنشأت النووية , وفى العام 2023 مناورة يناير 2023 والتي استمرت أربعة أيام متتالية ومناورة يونيو 2023 والتي تضمنت تدريبات جوية في زلاية نيفادا لإقلاع 100 طائرة تقلع مرتين يوميا .
وفالحسابات الإسرائيلية والأمريكية تقول أن الضربة قادمة لا محالة مع توقع سيناريوهات تأثير العدوان على المنطقة الا أن هذا سيناريو مستبعد لحتى اللحظة كون هذا السيناريو له تكاليف كبيرة بحيث لن تترك ايران أحلامها تضيع وتخسر المعركة بامتصاص الضربة وبالتالي ينتهى كل شيء بل التوقعات ستكون مكلفة للأطراف المعادية وان المضي قدما في تنفيذ الضربة سيلحق خسائر مقابلة في إسرائيل وعلى المصالح الأمريكية خاصة مع تجارب ايران لصاروخ شهاب 3 وخيبر وبالتالي الحريق الشامل مستبد عند هذا المستوى.
3.سيناريو نجاح ايران انتاج القنبلة النووية
والسيناريو يطرح وماذا بعد انتاج القنبلة ؟ ومن قبله تساؤل كم تحتاج من الوقت للحصول على المواد الانشطارية لقنبلة ؟ وهل إذا قررت فعلا وأعطي القائد العام الخامئينى قراره ؟ هل خى مسالة أشهر أما أسابيع أم أيام ؟ فبحسب مسؤولي أمريكان في وزارة الدفاع فان ايران يمكن أن تستغرق حوالي 12 شهرًا لإنتاج قنبلة واحدة من المواد الانشطارية.
ويقول مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قيام ايران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 84٪ ، أي أقل بقليل من 90٪ المطلوبة لصنع قنبلة
وبحسب التقارير المنشورة من المواقع الإسرائيلية أن الوثائق المتعلقة بالأرشيف النووي التي استولت عليها إسرائيل إلى أن إيران بدأت عملية إنشاء موقع اختبار نووي تحت الأرض وتطوير الأساليب اللازمة لتقدير عائد التفجيرأى أنها بصدد اجراء اختبار التفجير .أى ان ايران ماضبة في انتاج القنبلة النووية والمسالة أصبح مسالة وقت وإعلان .
وهذا السيناريو سيطرح تساؤل مخيفا ماذا سيصنع الغرب في اليوم التالى من الإعلان بعد نجاح تجريبتها ؟ وما هي ردة فعل الحكومة الإسرائيلية ؟
هذا السيناريو مستبعد حيث ترى الجمهورية ان رفع الحصار والعقوبات وإتاحة الاقتصاد الايرانى للنمو سوف يعزز من استقرار النظام وبناء تحالفات إقليمية جديدة تعمل على اضعاف الولايات المتحدة وإسرائيل ويبقى التهديد بالبرنامج النووي محسوبا ولا يصل الى صناعة القنبلة الذرية في هذا الوقت وستتفق دول الخليج وايران على تحالفات جديدة في الاقتصاد والمال مما يعزز تبدد مخالف العرب من ايران الذى سينعكس على استقرار النظام الايرانى وصناعة القوه الناعمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال