الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )

آدم الحسن

2023 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اصبح واضحا أن السياسة السعودية الجديدة تسير باتجاه تصفير مشاكل الشرق الأوسط و إن لها مشروع سلمي يتعارض مع المشروع الأمريكي الذي يعتمد على تأجيج الصراعات و خلق الأعداء .
للمشروع السعودي الجديد اهداف تشمل عموم منطقة الشرق الأوسط , اهم هذه الأهداف هي :
اولا : تطبيع العلاقة مع ايران بما يخدم مصالح جميع دول منطقة الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل التي اعتبرت هذا التطبيع ضربة قاضية لمشروع أنشاء ناتو عربي تقوده امريكا و يضم في عضويته الدول العربية التي تطبع علاقتها مع اسرائيل حيث تشارك إسرائيل بكل امكانياتها العسكرية و الاستخباراتية ضمن هذا الناتو في مواجهة ما تطلق عليه امريكا بنفوذ " المحور الإيراني الصيني الروسي " في منطقة الشرق الأوسط و اعادة عجلة التاريخ الى الوراء , الى عصر هيمنة القطب الأوحد الأمريكي .
المصالحة الإيرانية السعودية برعاية صينية لم تكن مجرد مصافحة امام الكاميرات الإعلامية بل كما قالت عنها الصحف الصينية انها عالجت معظم نقاط الخلاف بين إيران و السعودية على أن يكون حلها تدريجي و وفق برنامج زمني واقعي .
ثانيا : حل الأزمة اليمنية و إحلال السلام في هذا البلد الذي مزقته الحروب وفق خطة ليس فقط لا تعارضها ايران بل تساهم هي ايضا في إنجازها من خلال نفوذها على حركة انصار الله اليمنية و يكون للصين دور فاعل في حل هذه الأزمة بحكم كونها احد اهم بنود المصالحة السعودية الإيرانية التي رعتها و دعمتها الصين , بهذا الخصوص لابد من الإشارة الى أن روسيا سبق و ادانت هجمات حركة أنصار الله اليمنية على السعودية و لم تكن هنالك أي ادانه لا من قبل الصين و لا من قبل روسيا للتدخل العسكري السعودي في اليمن .
ثالثا : تطبيع العلاقة مع النظام السوري و العمل على إيجاد حل واقعي لإخراج المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب السوري من حالة الاختناق الحالية .
كان للعربية السعودية دور مميز و فاعل في إعادة سوريا الى الجامعة العربية رغم اعتراض امريكا و معها بريطانيا و دول أوربية اخرى بحجة أن نظام بشار الأسد لا يستحق ذلك و كأن بقاء الحالة السورية على وضعها الحالي هو ما يستحقه الشعب السوري .
لقد تمكنت السعودية باستخدام نفوذها من لجم اعتراض بعض الدول العربية و خاصة قطر على العودة السورية الى مقعدها في الجامعة العربية .
رابعا : إعادة احياء المبادرة السعودية لحل القضية الفلسطينية على اساس " حل الدولتين " وفق قرارات الشرعية الدولية , فكما اشارة تقارير صحفية سعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يخطط لأن يتم التطبيع مع إسرائيل بعد قبول إسرائيل الواضح و الصريح للمبادرة السعودية و المباشرة بتنفيذ حل الدولتين على ارض الواقع و ليس على الورق فقط بعكس ما تخطط له إسرائيل و معها أمريكا في أن يكون هنالك تطبيع عربي مع إسرائيل دون ربط هذا التطبيع بحل عادل للقضية الفلسطينية او شرط انسحاب إسرائيل من الجولان السورية .
خامسا : تشكيل تكتل اقتصادي سياسي عربي تكون السعودية مركزا له على أن يُقِيمْ هذا التكتل علاقة متوازنة و غير منحازة مع جميع الأقطاب الدولية الفاعلة .
سادسا : تطوير العلاقة مع روسيا و الصين بطريقة هادئة و متدرجة بحيث لا يستفز هذا التوجه السعودي الجديد الإدارة الأمريكية و يشعرها بالقلق , رغم ان هذه الإدارة الأمريكية و الإدارات الأمريكية القادمة ستبقى غير راضية و رافضة لهذا التقارب لكنه في النهاية سيكون أمرا واقعا و على امريكا التعايش معه .
سابعا : مواصلة سعي السعودية و معها الأمارات للانضمام الى منظمة شنغهاي للتعاون و مجموعة بريكس و بنك التنمية الجديد التابع لهذه المجموعة و الذي مقره في شنغهاي , لقد ابدت الصين و روسيا ترحيبهما بهذا الانضمام , و لاشك أن لهذا الانضمام تداعيات ليست اقليمية فحسب و انما سيكون له تأثير على بعض المعادلات الدولية .
ثامنا : العمل على انهاء الوجود العسكري الإيراني المباشر في سوريا أو من خلال بعض الميليشيات الشيعية العراقية مقابل ضمان عدم تعرض سوريا لأي اعتداءات عسكرية من قبل إسرائيل على أن يشمل ذلك ايضا انهاء الوجود العسكري الأجنبي و منها الوجود العسكري الأمريكي و التركي و بطلب من الحكومة السورية و ليس مستبعدا انضمام العراق و السعودية و ربما دول عربية أخرى للقاء الرباعي الذي ترعاه روسيا حول القضية السورية الذي يضم تركيا و ايران و سوريا و روسيا .
تاسعا : الحفاظ على حيادية الموقف السعودي من الصراعات الدولية و ما دعوة السعودية للرئيس الأوكراني زيلنيسكي لحضور اجتماع القمة العربية في جدة و إلقاء كلمته في هذا الاجتماع و قبول رسالتين من الرئيس الروسي بوتين و الرئيس الصيني و توزيعها على قادة الدول العربية الحاضرين للقمة و اعتبار هاتين الرسالتين جزء من الوثائق الملحقة لمقررات القمة العربية إلا عبارة عن رسالة سعودية واضحة تقول لجميع الأطراف أن السعودية على مسافة واحدة عنكم .
عاشرا : ليس مستبعدا أن يصل التطبيع بين إيران و السعودية لمرحلة نشوء تعاون امني ايراني سعودي لضمان امن و استقرار دول المنطقة .
لقد صرح قبل ايام ادميرال في البحرية الإيرانية أن إيران تدرس الترتيبات المحتملة لتعاون امني بين ايران و السعودية و دول خليجية أخرى لحفظ الأمن و الاستقرار في منطقة الخليج , مثل هذه الترتيبات لن تتم قبل انضمام السعودية الى منظمة شنغهاي للتعاون لكون احد مهام هذه المنظمة هو التعاون الأمني بين اعضائها لمحارية الإرهاب و مكافحة الجريمة المنظمة و المخدرات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟