الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوغل الفاشيون في اضطهاد الفلسطينيين! ما وراء الأكمة؟!

سعيد مضيه

2023 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


حكومة نتنياهو تفعل منظومة العنفف ضد شعب فلسطين

نتنياهو وائتلافه الفاشي يرفعون درجة التغول بالضفة وفي القطاع؛ وفق المخطط الصهيوني إياه يستدرجون الى اشتباكات مسلحة غير متكافئة كانت وتظل وسيلتهم لاستكمال مشروعهم بفلسطين . عام 1948 دخلوا في ظروف تفوق عسكري في اشتباكات مسلحة مع الشعب الفلسطيني أسفرت عن النكبة. لم يسمح لهم أسلوب الانتصار السريع في حرب حزيرات 1967 باستخدام العنف والتهجير بالجملة÷ فأسندوا لإدارة الاحتلال العسكري إنجاز المهمة ؛ وفي العام 2001 تكرر على أيدي شارون استدراج المنظمات الى الاشتباك المسلح أسفرت عن اعادة احتلال الضفة، حيث وجدت إسرائيل نفسها مطلقة اليدين لتهويد القدس والضفة . واليوم تتلاحق الهجمات العدوانية مصحوبة بالقتل والتدمير . سموليل سموتريتش قالها ولم يُنتقَد لقولها: امام الفلسطينيين ثلاث خيارات- الرحيل عن " ارض إسرائيل" ، البقاء بدون حقوق سياسية ،مجرد شغيلة، او ينتفضوا بالسلاح كي نبيدهم بالسلاح! يتم تجاوز التصريح وتصريحات أخرى تتوعد بنفس المآلات؛ في ذات الوقت تتردد عبارات مثل "يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها " و" اليهود هم الضحية". تحت هذا الغطاء اقترفت الصهيونية جرائمها ؛ فهل تكتفي سلطتا الضفة والقطاع والأنظمة العربية بالتنديد والاستنكار؟!
اقتصر الرفيق ماهر الشريف في بحثه الأخير على جرائم الصهيونية في إبادة السكان خلال خمسة وسبعين عاما من وجود الدولة وممارساتها؛ وأظنه استعرض من قبل جرائم اغتصاب الأرض، وما زال في الجعبة مدخر. مهرت إسرائيل في الاستفزازات ، وهي تدرك ان استفزازاتها تولد انفعالات يصدر عنها الوعيد وتهديدات تصاحب أعمالها العدوانية يستقبلها الإعلام الامبريالي ويروجها للتستر على عدوانية إسرائيل. إعلام التحالف الامبريالي – الإسرائيلي يركز على إسرائيل الضحية ، المحاطة دوما بمخاطر، بينما هي تنفذ إجراءات حصار الفلسطينيين تمهيدا لجعل حياتهم لا تطاق على ارض وطنهم ويضطرون للهجرة حسب اوهام الصهاينة.. إسرائيل هي التي تسعى بدأب لزعزعة الوجود الفلسطيني على أرض الوطن وترويج مبررات تصفية الوجود الفلسطيني. والإعلام المشترك ماهر في تلفيق الوقائع وتحويل العدوان الى دفاع عن الوجود! عدوان حزيران 1967، على سبيل لمثال ، حولته الدعاية الإسرائيلية والغربية المناصرة حربا استباقية، منعا لإبادة إسرائيل؛ بينما الحقيقة تبين، كما عرضها الدكتور إيلان بابه في كتابه "أعظم سجن بالعالم"، ان احتلال الضفة تقرر عام1963 كمهمة على جدول اعمال الحركة الصهيونية ؛ وقبل حلول حزيران كانت قد أعدت اساليب ووسائل الإدارة التي تضمن لها إنجاز وظيفة السجن الكبير. بمجرد دخول قوات الاحتلال الى الضفة، ومنها القدس شرعت تنفيذ الإجراءات. على ان نشوة النصر، والثقة بوضع المنطقة بأسرها تحت سيطرة التحالف الامبريالي – الإسرائيلي، شركاء عدوان حزيران، اطلقت ألْسِنة التباهي بنجاح الخدعة؛ اعترف كل من إسحق رابين ، رئيس أركان جيش الاحتلال حينئذ وميناحيم بيغن، الوزير بحكومة العدوان، وقائد سلاح الجو ونائب رئيس الأركان عيزرا وايزمن، بعدم نشوء خطريهدد إسرائيل حين بدأت إسرائيل الغارة على المطارات العسكرية المصرية. جميعهم اكدوا الاستنتاج ان عبد الناصر لم يضمر العدوان على إسرائيل حين أرسل قوة متواضعة الى سيناء، تمترست في حالة دفاعية . بل إن الجنرال متتياهو بيلد، عضو هيئة الأركان، كان أكثر صراحة، إذ قال نحن اختلقنا حكاية الخطر على إسرائيل.
في دراسته الشاملة لإطارمنظومة القتل والتعذيب المنهجيين، تطرق الدكتور الشريف لأسباب تمسك الجمهور اليهودي بالأساليب العنفية للتعامل مع الفلسطينيين، رغم اطلاعه على بشاعتها.مورست "فصول العنف" الإسرائيلية كما اورد التقرير "وبينما عدّد الباحث بيني موريس 24 مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في 1947-1948، تمكن آدم راز "بعد استعراضه أرشيفات أخرى، من العثور على بضع عشرات من المجازر التي لم يتم الكشف عن الكثير منها. ويتابع سيلفان سيبل أنه في 17 شباط/ فبراير 2022، أوضح حاييم روبوفيتش، الذي كان يشغل سابقاً الموقع الثالث من حيث الأهمية في جهاز "الشاباك"، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، أن جهازه اعتقل، خلال سنوات خدمته ما بين 1980 و 2005، "عدداً لا يحصى من الفلسطينيين من دون سبب"، ولجأ "إلى الاستخدام المنتظم للتعذيب"، مستحضراً، بصورة خاصة، تداعيات اندلاع الانتفاضة الثانية، في سنة 2000، عندما "تعرض عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين لاستجوابات قاسية، وسجن تعسفي،" وتصفية جسدية في بعض الأحيان". ومع هذا تبلغ الجسارة عللى التلفيق ان اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة اقبل أيام معلقا على يوم التضامن مع شعب فلسطيني في نكبته ان النكبة كذبة فلسطينية . لماذا يصرون على تجاهل فصول العنف وممارستها في ذات الوقت ؟ يجيب الباحث: اولا، كانت مفيدة أسفرت عن نتائج إيجابية لدولة إسرائيل، وثانيا تكرس الاشتباكات المسلحة مقولة اليهود ضحية عبر التاريخ والفلسطينيون هم النازيون الجدد. ولا يمكن تجاهل مساندة الولايات المتحدة وبقية دول الامبريالية في الغرب لإجراءات إسرائيل، وإعفائها من المسئولبة والمساءلة، وكذلك تهمة اللاسامية تقذف بوجه كل منتقد لممارسات إسرائيل المنتهكة للقانون الدولي وحقوق الإنسان الفلسطيني؛ ولكن عاملا يقوي الصلف الإسرائيلي في عدوانه، يجري تجاهله باستمرار، أن قيادات الفلسطينيين تعتبر جرائم إسرائيل قدرا مثل كوارث الطبيعة، وقائع لا راد لها. الصحافة بالخارج هي التي انتقدت حوادث القتل الأخيرة في جنين ونابلس وأكدت عدم وجود مبرر للقتل ؛ حيث الضحايا لم يشكلوا أخطارا على الجنود وكان بعضهم يتجول بالأسواق، وآخرون كان بالامكان القبض عليهم لأن الرصاص أطلق عليهم من مسافة صفر. إجراءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الوقت الراهن غدت هادفة، تستشرف الحسم لغايات عنصرية،
في الوقت الراهن، وقد نقلت صلاحيات الحكم بالضفة الى بتسلئيل سموتريتش، الوزير في وزارة الدفاع، نشهد الحيوية والاندفاع في مهام الجيش والمستوطنين باتجاه تسريع عمليات الطرد من المناطق بالضفة والقدس. يمنح المستوطنون المزيد من الحرية والتشجيع للاعتداء المسلح على الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم وتدمير مزروعاتهم. تتواصل الاعتداءات على الكنائس والأراضي الوقفية التابعة للكنائس وكذلك الاعتداءات على المقابر المسيحية. أين نحن من وعد دايان ، وزير الحرب وقد وقف أمام الحائط الغربي للاقصى: "نمد يدنا بالسلام إلى جيراننا العرب، في هذه الساعة أيضا وبتركيز إضافي في هذه الساعة. ولإخواننا المسيحيين والمسلمين، نعد رسميا بالحريات والحقوق الدينية الكاملة. لم نأت إلى القدس من أجل أماكن الشعوب الأخرى المقدسة، ولا للتدخل في أتباع الديانات الأخرى، ولكن من أجل الحفاظ على وحدتها، والعيش فيها مع الآخرين". حقا لم يوف الإسرائيليون بوعد قطعوه للفلسطينيين ، وذلك بالنظر للغطرسة القوة ومشاعر تفوق عرقي وازدراء للعرب كافة لا يخفونها. تعمد شارون إعادة تموضع قواته المسلحة على محيط غزة وفكك المستوطنات دون اتفاق مع طرف فلسطيني، لكنه يعرف جيدا القوة التي ستتغلب على القطاع . حتى مفاوضات اوسلو اقترحها شمعون بيريس لللخداع وإيهام العالم بتوجه نحو تسوية سلمية تقنع حملة استيطان مكثفة دون تحقيق امر إيجابي للفلسطينيين.أنجزوا جميع أهدافهم من أوسلو وتركوا للفلسطينيين سلطة بلا سلطة ، حسب تعبير الرئيس عباس.
ليس فقط اتفاق أوسلو ، بل إن جميع الاشتباكات المسلحة وما تلاها من تهدئة وما تخللها من مفاوضات، خلال حقبة ال 56 عاما الماضية انتهت بالتغول الإسرائيلي المشهود، اغتصاب الأرض بالضفة، ومواصلة عمل آليات البناء الاستيطاني بالضفة. جميع الاشتباكات والمفاوضات واتفاقات التهدئة تمت في حالة ضعف الطرف الفلسطيني. سيقت ادعاءات الانتصارعقب اشتباك "سيف النصر" الى جانب "تغيير قواعد ااشتباك" الخ، بحيث أشاعت الوهم أن إسرائيل سوف توقف اعتداءاتها على حي الشيخ جراح وبلدة سلوان واقتحام ساحات الأقصى. لم يطرا جديد من هذا ورغم ذلك واصلت الدعاية تمجيدها لعملية سيف القدس! وتقام الزفة بعد كل اشتباك، بانتظار الانجرار لاشتباك تالٍ، وما من مراجعة نقدية تبين عقم مسبلسل العنف .
إسرائيل تجد نفسها مطلقة الأيدي لتسليط أدوات الموت والتدمير بالجملة على سكان القطاع والضفة كلما رأت في ذلك ضرورة أو للتنفيس عن توترات داخلية في إسرائيل؛ تسلط الموت وتغتصب الأرض بالضفة وتشيد عليها المستوطنات الجديدة، حيث الأرض هي موضع العدوان الإسرائيلي الرئيس، وحيث تهويد الضفة وإلحاقها بإسرائيل يشكل جوهر المساعي الإسرائيلية . تحدت دول العالم ، إذ تشرع البناء في منطقة إي 1 . منطقة الربط بين شمالي الضفة وجنوبيها تبلغ مساحة منطقة “إي 1” 12 كم مربعاً، وقد تم ضمها من ناحية بلدية لمستوطنة “معاليه أدوميم”، وتمتد من شمالها وغربها. خطط البناء في هذه المنطقة موجودة وتعطل تطبيقها بسبب الضغوط الدولية، لدرجة ان بريطانيا وفرنسا ناقشتا عام 2013 مو ضوع سحب السفراء لما أقدمت حكومة نتنياهو على الدفع قدماً بخطط البناء في المنطقة. وبعد الانتخابات في السنة نفسها تم تجميد هذه الخطط. بالضفة يتواصل البناء الاستيطاني ولا تمر ليلة بدون اقتحامات البيوت واعتقال الشباب. وصدرت اعترافات عن مصادر الجيش الإسرائيلي ان نصف المعتقلين تقريبا لم يكونوا من المسلحين، وأن ربعهم من الأطفال. اقتحام البيوت ليلاً واعتقال الأطفال، ورقم قياسي من المعتقلين الإداريين في العشرين سنة الأخيرة، والتعذيب أثناء التحقيق، والمس بحقوق السجناء، كل ذلك دليل على العنف المتزايد في “منظومة العقاب” تجاه الفلسطينيين، وتوتير للأوضاع يدفع أفرادا الى الرد بالمثل.
مقارنة بين برود إسرائيل حيال القتل الذي تمارسه ضد الفلسطينيين ورد فعلها الملتهب على مقتل ثلاثة جنود على يد المجند المصري محمد صلاح! انطلقت جميع اجهزتها توجه الشتائم والإهانات لمصر وأجهزتها الإعلامية والامنية، وتكيل الاتهامات للمصريين بتعليم الكراهية . ومن غير الصهيونية تلقن الكراهية العنصرية للأطفال وتشيع ثقافة الكراهية خلال التحريض وشتى ممارسات حكوماتها؟!.
الجولة الأخيرة من الاشتباكات بدأت باغتيال إسرائيل قادة عسكريين لفصيل في غزة ، رد الفصيل على الاستفزاز وحدث الاشتباك المسلح، يحرف الاهتمام عن البناء الاستيطاني الجديد بالضفة. في الاشتباك الأخير على غزة انزلت الطائرات الحربية الإسرائيلية الموت والدمار كقدر لا راد له، ضمن خطة منهجية تبقي القطاع في حالة عجز عن التطور والتنمية ثم تدعي الغيرة الإنسانية على اهل القطاع وتقترح قبل ان تجف دماء جريمتها "تنمية" اقتصادية من نمط معين تؤسس لدولة غزة مع إشراف مصري مع تقويض مشروع دولة فلسطينية ذات سيادة من الضفة والقطاع. عسكتت الانتقادات المحلية والدولية لاغتصاب الأرض وتوسيع الاستيطان والتضيق على التجمعات السكنية للفلسطينيين، باعتباره المهمة الرئيسة توازيها في غزة ويكمل مهمتها تدمير الاقتصاد وقتل بالجملة؛ لا تني إسرائيل وضع الفلسطينيين بين فكي كماشة - قذائف الموت والدمار ثم تلوح بمشاريع اقتصادية وبرفاه ورخاء مشروطة بالصمت عما يدور ويرتب للضفة الغربية ..
على سائر جبهات المواجهة تؤزم إسرائيل التوترات غير مبالية من استجابات دول الجوار. إسرائيل تدرك ان بحوزتها رؤوسا نووية ولديها غواصات نووية بالبحر تحمل الصواريخ بعيدة المدى، وليس صحيحا ما تشيعه أجهزة إعلامية عن ارتباك إسرائيل، قلقها أومخاوفها . إسرائيل ليست أوهى من خيط العنكبوت ، مع الاحترام للسيد حسن نصر الله! لا تخشى إسرائيل المواجهة المسلحة، بل تسعى اليها مع جميع الأطراف؛ وفي ذات الوقت تداعب نتنياهو، كما يبدو، وهو يمارس اضهاد الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم بهدف الطرد، الأطماع بتحسين العلاقات مع دول عربية؛ يراعي نتنياهو الأجندة الأميركية بالشرق الأوسط والإبقاء على السلطة الفلسطينية بهيئتها العاجزة والتطبيع مع الدول العربية والإبقاء على المعاملة المهينة للفلسطينيين. يريد نتنياهو مهادنة الإدارة الأميركية الحالية حتى موعد الانتخابات الرئاسية أملا في انتصار الجمهوريين المؤيدين بلا تحفظ للسياسات الفاشية الإسرائيلية. لم يتراجع عن ضم السعودية الى دول التطبيع ، رغم ان الاستجابة لمطالب السعودية، كما يبدو، من شانه ان يطيح بالحكومة وبالائتلاف الفاشي،وهو يجد مساعدة من إدارة بايدن لتخفيف غلواء السعودية .
داخل فلسطين تمضي إسرائيل بخطة تحمل خيارين لسكان القطاع المكدسين في بقعة ضيقة: الموت أوالرفاه.. عدوان مدمر متواتر، أو تنمية اقتصادية تعزل غزة نهائيا عن الضفة. العرض ذاته ينطوي على هدفين متكاملين: بإجراءاتها الراهنة تقضم الأرض الفلسطينية بالضفة وتنهك سكان القطاع وتحصرهم بين الخيارين المريرين؛ بينما الفصائل الفلسطينية المسلحة تستعرض العضلات وتمارس التحدي وتدعي انتصارات في" فرض معادلة جديدة" أو "حافظت على المعادلة " في الاشتباك المسلح، وتترك الأرض لمصيرها . يبدو ان قادة الفصائل الفلسطينية لا يقيمون وزنا لممارسات إسرائيل بالضفة ولهدفها الاستراتيجي. قادة الفصائل الفلسطينية والسلطتين في غزة والضفة لا ياخذون بجدية ان الصورة المكملة للاحتلال هي الطرد. تستهدف حكومة الائتلاف الفاشي ضم أكبر قدر من الأراضي وتقليص عدد السكان الفلسطينيين إلى الحد الأدنى. جهود الطرد تركزت في السنة الماضية على شرقي القدس ومناطق "ج”. في القدس يتواصل منع حقوق التخطيط والبناء وهدم البيوت وإجراء “تسوية الأراضي” في المدينة كلها ذرائع تستخدم لطرد وإبعاد السكان العرب ووضعهم أمام خطر متزايد لسحب إقامتهم وطردهم من المدينة. أما في مناطق “ج” فثمة إعلان بأن نصفها بات منطقة عسكرية مغلقة تمنع فيه الحركة أو الزراعة أو الرعي
قادة الفصائل الفلسطينية المسلحة يحفظون جيدا تراث عصر الفتوات: يزجرون ويثبتون النظام حسب القيم والمعايير الملائمة ، حفاظا على الهيبة والنفوذ. وإذا تعرض الفتوة لهزة بالهيبة وضعضعة للنفوذ يتوجه بالتهديد والوعيد ب"الرد السريع والموجع"! وتعرف إسرائيل ان الخطاب ليس موجها لها ؛ تصرفاتها ليست موضع مساءلة او محاسبة! لو اتبع نهج المقاومة الشعبية وما يولده من تفاعلات تضامنية بالمنطقة والخارج ، لما وجدت إسرائيل نفسها بمطلق الحرية في تصرفاتها. ضغوط الخارج لا تتم بناء على استجداء أو بمجرد التشهير بجرائم الاحتلال ؛ ضغوط الخارج تتغذى من ضغوط الداخل ونضالاته وتغذيها ؛ سعة الحراك الشعبي تستقطب التضامن أكثر من الاشتباكات المسلحة . ولمزيد الأسى ما من فصيل فلسطيني يشغل نفسه بتصعيد حراك شعبي ، فذلك يتطلب فرز كوادر شبابية وتدريبها للعمل في أوساط الجماهير وأالقيام بأعمال تنظيم للقوى الشعبية في هيئات مدنية مكافحة ؛ المقاومة الشعبية اجدى وأفضل مردودا في ظروف فلسطين وطوبوغرافيتها، وطبيعة إسرائيل وتحالفاتها الدولية . إذا وجدت اكرانيا هبات التضامن من دول الغرب الامبريالية فإن إسرائيل ستحظى بما هو اوسع وأقدر وأشد فتكا ، وذلك نظرا لدورها الوظيفي في منطقة حساسة، ونظرا لقدراتها في التصدي واستعمال تكنولوجيا الحرب ـ ولا يكلف الوقوف بجانبها التكاليف المهدرة من جانب اكرانيا .
تغفل الدعاية العربية هذا الواقع المر وتغفل إهانات إسرائيل، وتغفل الموت والدمار بالجملة والمفرق أثناء الاشتباكات واغتصاب الأراضي؛ اما القيادات السياسية في فلسطين فتطلق دعاية تعضد دعاية إسرائيل وتسندها، إذ تنخرط في انفعالية نزقة تتوعد وتنذر بالانتقام بينما هي عاجزة عن رد الكيل بكيل مثله؛ ذلك انها اختارت المبارزة في الميدان حيث تتفوق إسرائيل، وتصر على ولوج نفس الدرب رغم ما انتهى اليه من هزائم ونكسات ونكبات. والسلاح يقعد الجماهير عن المقاومة الشعبية، وفي حال اتساع الاشتباك المسلح لن تقتصر منظومة العقاب الإسرائيلية على المسلحين ، بل ستشمل المدنيين اولا وخلال دورة العنف المسلح.
لا تغيب عن ذهن نتنياهو وقائع المنطقة، وهو يخضع لمشيئة بن غفير وسموتريتش، ويجاريهما وهما يحرضان ويساندان جميع العمليات العدوانية بالضفة؛ يجهر الوزيران الفاشيان المتسلطان على المناطق المحتلة بهدف التطهير العرقي للفلسطينيين . واضح ان الغارات السريعة على احياء المدن تمهد لما هو أشد عنفا وأفعل في الحسم؛ بموافقة من نتنياهو يدفعان الفلسطينيين الى اشتباكات مسلحة تهيئ لهم الفرصة لتحطيم المقاومة الفلسطينية بالسلاح واجتثاث ثقافة المقاومة من الوعي الاجتماعي.لا يقتصر العنف المسلح في مثل هذه الظروف، وكما هو التقليد الإسرائيلي السائد وفي الحملات العسكرية لدول الامبريالية، على استهداف العسكريين؛ فقد شهدنا قتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين أثناء غزو العراق؛ ويتعرض جوليان اسانغ لمصير رهيب لأنه فضح عدوان الطائرات الأميركية على المدنيين في إحدى ساحات بغداد. وفي أفغانستان وفييتنام من قبل تعرض ملايين المدنيين للإبادة، ومذبحة ماي لاي في فيتنام واحدة من جرائم الحرب الأميركية . وبالمثل قتل فلسطينيون بمسوغ حمل سكين أو محاولة طعن جندي. أثناء ما سمي الانتفاضة الثانية استخدمت القوة المسلحة ضد المدنيين العزل ؛ لدرجة أن استحال القيام بمظاهرة او اي شكل للاحتجاج على تشييد الجدار ونهب الأرض وتوسيع الاستيطان وغير ذلك من الممارسات الاقتلاعية . العدوان المسلح يطال الجماهير العزلاء بقصد إخماد ثقافة المقاومة في وعيها. أجل يراود إسرائيل منذ إقرار خطة احتلال بقية فلسطين التحكم بالأرض وبالسكان وإخضاع الوعي والإرادة كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح