الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى وليد

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2023 / 6 / 9
الادب والفن


صديقي وليد ...
كنت أتبادل الحديث والنقاش مع الزميلة رناد،، كانت تطورات وضعك الصحي موضوع النقاش، سألتني لماذا لا تكتب ل.... وعن وليد؟ توقفت لحظتها عن الحديث، لم أجرؤ أن أقول لها بأنني أخشى من الحديث عنك لأنني سأعترف كم أنا مقصر، أحاول الهروب دومًا لأن العجزعن الفعل نتاج قرار ذاتي أبرره دومًا بالعامل الموضوعي الذي أعيشه.
أتذكر كلماتك عندما توفي والدي، عندما قرأتها أول مرة كان الفقدان يجتاحني، لم أع مضمونها، عندما التقينا في عسقلان أخبرتك بذلك وأحضرت الرسالة لنقرأها سويًا، بصوتك الذي حمل الدفء وهو يعيد قراءة الكلمات من جديد شعرت بعمق ما تحمل من حب ودفء إنساني وكأني أسمعها لأول مرة.
لماذا بدأت بهذا التقديم؟ قالت لي زميلتي: كلمات وليد تحمل عمق وصدق إنساني.
شعرت بالخجل، هذا التوصيف نتاج دردشات عابرة في سياق التعارف لم تمتد إلا سويعات معها، وأنا عشت وعايشت تجربتك ستة عشر عامًا لم أفطن للحديث عنها ولو ببضع كلمات.
أعتقد أن الحديث عنك يطول ويطول، وأنت لا تحتاج لأحد للحديث عنك "فميلاد" تحدثت عن مشروعك وتحديك لكل الظروف، وانتصرت لك وهي فكرة في عقلك وأمل في قلبك.
عندما سمعتها تهتف لحرية الأسرى، سمعت صوتك خارج المعتقل مدويًا، المستقبل يعمل ويسعى إلى تحرير الآن في عكس للأدوار، سبقتنا ميلاد بتعرية تقصيرنا، امتشقت الكلمة لتعلن الحرب على الخنوع والاستسلام الذي أدخلنا ذولتنا في دوائره في محاولة لتحقيق أمن مزيف للذات.
وليد... لقد انتصرت للأسرى 35 عامًا، في كثير من الأحيان كنت تستبق الأحداث وتحدد احتياجات التغير وإمكانياته بناءً على معطيات الواقع الذي رفضت الاستسلام لمنطقه العاجز عن فهم أحلام الثوري الذي يجد الخلود بنوم ساعة والوجود بحبة رمل.
نحن الآن بحاجة لروحك المتوثبة لنرسم المستقبل الذي يحمله "جود" بعيدًا عن الإحباطات المتكررة نتاج الهزائم التي لحقت بمشروعنا الوطني.
هل تعرف؟ لعل مرضك ومقاومتك ورفضك الخضوع والاستسلام من دلالات انتصارنا الجمعي على الواقع المعاش، تعيد لنا مقولة "تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة" التي كانت لازمة في البيانات الحزبية التي كنت تساهم في تصديرها لنا في الأسر.
تفاؤل الإرادة المستند إلى القيم الإنسانية التي تحملها سينتصر على الأوجاع التي تهاجم جسدك الذي ما عاد يتسع للمزيد من الأوجاع التي سكنت كل خلاياه وأصبحت جزءًا من نبضك وحراكك اليومي.
وليد، قبل عشرون عامًا وأكثر اتفقنا أن يكون زفافك أنت وسناء في استاد كرة قدم، ستكون كل الجماهير الشعبية التي آمنت بدورها وعملت من أجل تحررها من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال حاضرة تهتف للحب الذي تعمق مع كل لحظة عشتها بعيدًا عن سناء وميلاد.
ننتظرك بشوق ونؤمن أنك ستنتصر دومًا.

محبتي
9-6-2023
القدس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو


.. سيلين ديون تتحدث عن معاناتها مع مرض نادر وتعد بالعودة إلى ال




.. الفنان الليبي الطارقي أماكا جاجي يحدثنا عن ثقافة وموسيقى الط


.. فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 12.5 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينما




.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء