الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان -عرض مسرحي-

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2023 / 6 / 9
الادب والفن


وصلَتني قبل أيامٍ دعوةٌ لحضورِ عرضٍ مسرحيٍّ يقيمُه معهدُ الفنون الذي تخرجْتُ منهُ منذُ ثلاثةِ عقود، ولأنّني أكتبُ عموداً فكرياً في إحدى أهمِّ الصّحف استغربْتُ هذه الدّعوةَ، إذ أن اهتمامي الحاليّ بعيدٌ جداً عنِ المسرح وعالمِه، لكنّني تشوّقتُ للذّهابِ.
مَن فكّرَ بي وأرسلَ لي الدعوة ؟
إنّ الفضولَ صار يجذبُني كالمغناطيسِ بلهفةٍ نحو ذلك الموعدُ ،الذي بدأ بعيداً ، كما تبعدُ قريتي التي وُلدتُ وترعرعتُ فيها وطالما تذمّرتُ من طريقها غيرِ المعبَّد.
بدأتُ أتخيّلُ موضوعَها، هل ستكونُ شعبيّةً أم عالمية ؟، هل تهتفُ للحرّيّةِ وتشتمُ السّياسيّينَ كما الشّائعُ من (ثيمات ) هذه الأيام؟
دخلتُ المسرح، وفي قلبي رعشةٌ ووجلٌ أخفيهِ وراءَ معطفي الذي أغرقُ فيه كسنجابٍ مذعور.
وجدتُ مكاناً في الصّفّ الرّابع عند حافّة اليمين بقربِ عائلةٍ تضجُّ بصخبٍ لا يليقُ بالعرضِ وأجوائِه .
في البدايةِ انشغلتُ بهاتفي أردُّ على رسائلَ وصلتني.
العرضُ لم يقدِّمْ لي تلكَ الإجاباتِ المفقودةَ التي عبثَتْ بهدوئي واستهلَّتْ تفكيري في الأيّام الماضية.
ظهرَ البطلُ الذي يشبهُني نوعاً ما وأنا شابٌّ وهوَ يؤدّي دورَه ببراعةٍ فجعلَني أستغرقُ النّظرِ إليه، ، ولكنْ في لحظة ما عندما أتَتهُ صفعةٌ من المُمثِّل الذي يؤدّي دورَ والدِه ،شعرتُ بحرارةٍ تدبُّ في جسدي وخدرٍ في عروقي، علا صوتُ التّصفيقِ، تشوّشَتْ عليَّ الصُّورُ، مددتُ يدَيَّ إلى جيبي، أخرجتُ الدّعوة، كانت مطويّةً بعنايةٍ فائقةٍ منّي، ظهرَتْ لي كلماتُها وكأنّني أقرؤها لأوّلِ مرّةٍ.
إلى أنا في المستقبلِ، عليكَ الحضورُ لتشاهدَ نجاحَكَ الذي رميتَهُ وراءَ تسويفِكَ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??