الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب يونيو 1967 حرب صهيو أميركية لإسقاط نظام عبد الناصر بعد فشل واشنطن في احتوائه

عليان عليان

2023 / 6 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


حرب يونيو 1967 حرب صهيو أميركية لإسقاط نظام عبد الناصر بعد فشل واشنطن في احتوائه
بقلم: عليان عليان
في الذكرى أل (56) لحرب حزيران، وفي إطار المراجعة التاريخية لمجريات هذه الحرب وخلفياتها نتوقف أمام الدور الأمريكي فيها ، والذي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي ليندون جونسون التنصل من أية علاقة لها بها، رداً على اتهامات الرئيس جمال عبد الناصر لها بأنها وقفت وراء تلك الحرب ووفرت للكيان الصهيوني، كل سبل الدعم العسكري التي تمكنه من شن العدوان في تلك المرحلة.
ويمكن القول من واقع الوثائق والمعطيات، التي سبق وأن جرى الكشف عنها ، أن الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على مصر عام 1967 ، كان للولايات المتحدة دوراً مركزياً فيها بعد أن أصبحت المزود الرئيسي ل ( إسرائيل) بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة، خاصةً في عهد الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون"، وذلك بدلاً من العديد من الدول الغربية، ولا نبالغ إذ نقول أن الحرب كانت أمريكية بامتياز ،سواء في وضع الخطط لها ، أو في توفير كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي للكيان الصهيوني.
فشل واشنطن في تطويع نظام عبد الناصر
لقد ضاقت الامبريالية الأمريكية ذرعًا بعبد الناصر، وإنجازات نهجه القومي، وقررت تصفيته ورأت أنّ الوقت قد حان للإطاحة به، حيث لم يستطع الانقلاب الذي دبّرته المخابرات المركزيّة الأمريكيّة عن طريق الحلف الإسلامي عام 1965، أن يُسقط عبد الناصر، كما أسقطت موجة الانقلابات " الجنرال مصدق في إيران ، وكوامي نكروما في غانا ، وسوكارنو في إندونيسيا"، ولهذا تقررت الحرب على عبد الناصر عام 1967، وفق تنسيق وتحالف أمريكي إسرائيلي.
ويعودُ دورُ أمريكا في حرب 1967 إلى فشلِها سياسيا في تطويع نظام عبد الناصر جراء رفضه لنظرية الرئيس الأمريكي داويت أيزنهاور "ملء الفراغ" عام 1957، ولجوئه قبل ذلك إلى عقد صفقة الأسلحة التشيكيّة مع الاتحاد السوفياتي ، وتأسيس منظومة الحياد الإيجابي مع أبرز قادة العالم الثالث (نهرو، تيتو، سوكارنو، نكروما) ، ناهيك عن التزامه بالمبادئ الستة التي طرحتها ثورة 23 يوليو وعلى رأسها القضاء على الاستعمار والاقطاع هذا كله ( أولاً) ( وثانياً) وما أزعج أمريكا وصدمها تزعم عبد الناصر للمشروع القومي العربي التحرري ، وتحويلة مصر إلى إقليم قاعدة لحركة التحرر العربية والإفريقية ، ومحاربته للأحلاف الاستعمارية وعلى رأسها " حلف بغداد" ، وإنجازه أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر بين مصر وسورية ، ودعمه للثورات العربية في الجزائر واليمن والعراق ولبنان، حيث رأت الإمبريالية الأمريكية في نجاح هذه الثورات ، مقدمة لانهيار النفوذ الغربي في المنطقة
وهنالك سبب آخر يفسر تقديم الولايات المتحدة، أقصى ما استطاعت تقديمه من الدعم ل (إسرائيل) في فترة أيار وحزيران من عام 1967 ، وحتى قبل ذلك التاريخ ، وهو سبب ينطوي على قدر كبير من الأهمية في تلك الحقبة، يتمثل في تشابك عدة عوامل ، على رأسها الأزمة التي أحاقت بسياسة جونسون الخارجية ، وهذه الأزمة خلقت الإطار الذي اتخذت من خلاله قرارات الإدارة الأمريكية ، فقد أصاب جونسون فشل ذريع في سعيه للتفاهم مع عبد الناصر ولقبول مبدأه في عدم الانحياز الإيجابي، وبات جونسون مقتنعاً أن في هزيمة عبد الناصر تقوية لمركز واشنطن في الشرق الأوسط ، أما ثانية الأثافي فكانت تمرغ الولايات المتحدة في حمأة هزائمها في فيتنام، فأيقنت المخابرات الأمريكية ، أن في وسع نصر سريع وحاسم تحققه (إسرائيل) إزاء العرب ، أن يعمل على رسم هالة من الاعجاب بإنجازات (إسرائيل) وهو ما أقنع موظفو الإدارة الأمريكية أنفسهم ، بأنهم بأمس الحاجة إليه كنوع من النصر السيكولوجي لعموم الغرب .
دور أمريكا وحلف الناتو في الحرب
وقد كانت حرب 1967معدة خلال أكثر من عشر سنوات ، وموضوعة ومدروسة بكل تفاصيلها ، كما اتخذ القرار بتوجيهها، وكما أصبح معروفاً فيما بعد ، أن خطة العمليات الحربية الإسرائيلية ، كانت قد عدلت في قيادات الناتو .
وقد كشفت الوثائق السرية لهيئة أركان القوات الإسرائيلية ، التي نشرت في بومباي في الهند في تشرين ثاني ( نوفمبر) 1957، مخططات إقامة دولة إسرائيلية صهيونية واسعة، عن طريق شن عدوان مدعوم من القوى الامبريالية العالمية ، وفي الوثيقة المسماة " الخطة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي لسنوات 1956- 1957 ، والموضوعة قبل المباشرة بمغادرة قناة السويس ، عللت هيئة الأركان الإسرائيلية وبالتفصيل ضرورات الحرب الوقائية، ضد الدول العربية، بهدف تغيير الموقف في منطقة الشرق الأوسط، ووردت في الخطة قائمة مساحات واسعة من الأراضي ، التي كان يجب أن تلحق ب(إسرائيل) وفق المخططات والنوايا الإسرائيلية، كما حددت طرق وأساليب شق الأمة العربية وتفتيتها.
لقد زعمت الولايات المتحدة في حينه، بأنه لم يكن لها دخل لا من قريب ولا من بعيد بحرب حزيران 1967، وطالبت بالاعتذار، حينما أعلن عبد الناصر ذلك، واقتضى الأمر سنواتٍ عدة ليخرجَ مدير المخابرات الأمريكيّة المركزية في المنطقة بكتاب، يعلنُ فيه أنّ الرئيسَ الأمريكيّ "ليندون جونسون" والبنتاجون والمخابرات المركزيّة الأمريكيّة كانوا " أبطال" تلك الحرب الحقيقيين.
وقد جاء في وثيقة كشف عنها (وهي من ضمن الوثائق الأمريكية التي أفرج عنها عام (2001م) أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت (إسرائيل) إلى الحرب المبكرة عام 1967، وبدعم مباشر وفوري: "لقد التقى مدير المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في حينها "أميت" مع الرئيس الأمريكي جونسون، وبعد التداول سأل جونسون رئيس الموساد: لو هاجمتم العرب الآن فكم ستتحمل هزيمتهم معكم؟ فكان جواب أميت: عشرة أيام تقريبا، فقال جونسون:" إذا ماذا تنتظرون؟" ولكن الوثيقة الأمريكية الخطيرة والتي وصلت معلوماتها إلى (إسرائيل) فكانت خطة تدمير الطيران العربي أولا.
يذكر أن الولايات المتحدة، سبق وأن زعمت بأنه لم يكن لديها علم بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وإخضاعها للسيادة المصرية بالكامل ، ولم تكتف بنفيها العلم بخطة الحرب، بل استنكرتها وأعلنت أنها فوجئت بها ، وفي حينها أعلن " دالاس" أنه مضطر " بقلب ثقيل" أن يقف ضد حلفائه ، ثم ظهرت كتب ووثائق تبين أن " دالاس" وشقيقه " آلان دالاس" -مدير المخابرات الأمريكية- وأيزنهاور ، كانوا جميعاً يعرفون كل شيء عن الحرب ومن الألف إلى الياء وأن موقفهم كان نفاقاً خالصاً.
ورغم ما كشفته الوثيقة التي أفرج عنها عام 2001م عن دور أمريكا في حرب يونيو ( حزيران) 1967م وما جاء في كتاب مدير المخابرات الأمريكية آنذاك ، الذي أكد فيه أن الأمريكان كانوا أبطال الحرب الحقيقيين ، إلا أن الولايات المتحدة لم تكشف في حينه عن دورها في الحرب ، رغم تقديمها كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي للكيان الصهيوني عشية الحرب، لأسباب تتصل بتجنب مواجهة مع الاتحاد السوفياتي، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب نووية.


الخداع الدبلوماسي الأمريكي
لقد مارست الإدارة الأمريكية عشية الحرب ،خداعاً دبلوماسيا لكل من مصر والاتحاد السوفياتي حين تظاهرت بحرصها على حل سلمي ودبلوماسي للأزمة بين الجمهورية العربية المتحدة و ( إسرائيل) في حين أنها لم تثن الكيان الصهيوني ، عن خيار التعبئة القصوى لمباشرة العدوان على مصر وسورية.
وبهذا الصدد نشير إلى تصريح " وليام كوانت"- العالم في شؤون الشرق الأوسط والموظف الأمريكي الحكومي سابقاً- حين قال :" كان من المتوقع على ضوء كل هذه المخاطر ، أن تتخذ الولايات المتحدة عملاً في 16 أيار 1967 ، إثر إعلان (إسرائيل) التعبئة العامة العسكرية، بهدف منع انسحاب كامل لقوة الطوارئ الدولية المؤقتة ، سيما وأن عبد الناصر لم يطلب انسحاب القوة الدولية من أي من المنطقتين الأكثر حساسية ، أي غزة وشرم الشيخ ، غير أن سجل الإدارة الأمريكية ،لا يشير إلى أي اتصال ملح بالأمين العام للأم المتحدة بهذا الشأن ، وأنه وما أن حل مساء يوم الثامن عشر من أيار 1967 ، حتى فات الوقت لعل أي شيء علماً أن "يوثانت"- السكرتير العام للأمم المتحدة- كان قد أكره عبد الناصر على الاختيار ، بين لا انسحاب لقوة الطوارئ الدولية وبين انسحاب كامل ، فلم يكن من المستغرب إذن أن يقع اختيار عبد الناصر للبديل الثاني.
وهذا التصريح "لوليام كوانت" يشي بأن الرئيس الأمريكي لندون جونسون كان راضياً عن قرار التعبئة العسكرية الإسرائيلية ، وعن قرار يوثانت ، وأنه معني بأن تقوم (إسرائيل) بشن الحرب على مصر وسوريا ، لا سيما أن إدارة الرئيس الأميركي لندون جونسون ، لم تجر أي اتصال مع الرئيس عبد الناصر حتى الثاني والعشرين من أيار 1967.
وحاول الرئيس الأمريكي " ليندون جونسون" التمويه على الخطة الصهيو أميركية لشن الحرب على مصر وسوريا والأردن ، من خلال رسائل وجهها لكل من رئيس الوزراء السوفياتي آنذاك " كوسيجن" وللرئيس عبد الناصر ، بضرورة العمل على منع الحرب وإعطاء دفع فرصة للعمل الدبلوماسي من خلال الأمم المتحدة ، في الوقت الذي كانت ترتب فيه خطط العدوان مع الكيان الصهيوني.
وبعد هذه الرسائل التمويهية ، اتخذ خطوة في غاية الخطورة ، إذ خول سراً صلاحية إرسال شحنة جوية إلى إسرائيل بحاملات الموظفين المصفحة ، وبقطع الغيار للدبابات ، وبجهاز لقذف صواريخ دفاعية إلى الجو ، وبصاعقات القنابل ، وبذخيرة للمدفعية ، وبأقنعة واقية من الغاز ، ومواد أخرى ، وأرسلت قبل حرب حزيران ، في وقت جرى فيه الإعلان رسمياً عن حظر عام على إرسال جميع نواع الأسلحة للشرق الأوسط .
لقد أدرك عبد الناصر الخداع، الذي تمارسه الإدارة الأمريكية في دعمها السري ل (إسرائيل) لشن العدوان على مصر وسورية والأردن، في الوقت الذي تتحدث في العلن عن حل دبلوماسي في إطار الأمم المتحدة، حيث أصدر قراره بإغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية ، بعد أن تيقن أن قرار التعبئة الإسرائيلية في 18مايو( أيار) 1967 يعني الاستعداد لشن الحرب ، وكان يدرك أن إغلاق المضائق كان يعني خطوة نحو الحرب.
رأى الرئيس جونسون أن الرد الإسرائيلي العسكري على إغلاق المضائق قادم ، فسارع إلى إصدار الأوامر بتحريك حاملتين للطائرات ، "ساراتوغا وأمريكا" إلى شرق البحر المتوسط إلى جانب حاملة ثالثة " الأنتريد" وكان إجراء تضمن دعما ل (إسرائيل) وتحذيراً للسوفيات .
لقد بنى الرئيس " جونسون" موقفه في دعم العدوان الإسرائيلي على مصر ، وفق توقع أن يؤول العدوان إلى هز مكانة عبد الناصر ، وإلى احتمال سقوطه ، وإلى إنهاء تدخل المصريين في اليمن وعودة الملكية ليها ، وإلى إرباك السوفيات من خلال تحطيم دول دأب الاتحاد السوفياتي على مدها بالأسلحة بشكل مكثف ، وإلى إضعاف وخلخلة النظام البعثي في سورية، وإلى اطلاع الولايات المتحدة على أجهزة الأسلحة السوفياتية ، وأخيراً إلى جعل (إسرائيل) تحتل مكان الصدارة في الشرق الأوسط بحيث تساعد قوتها على توسيع الهيمنة الأمريكية عليها.
سياسة أمريكا أثناء الحرب تثبت تورطها :
وحسب " ستيفن غرين" مؤلف كتاب ( التحيز وعلاقات أمريكا السرية ب "إسرائيل" ) فإن سلاح الجو الأمريكي كان يقوم برحلات استكشاف لحساب (إسرائيل) طيل مدة الحرب ، مشيراً إلى أن نجمات داوود البيضاء نقشت على أجسام طائرات الاستكشاف الأمريكية على أرضيات زرقاء ، وأن أرقاماً جديدة قد خططت على ذيول تلك الطائرات ، مماثلة لأرقام موجودات سلاح الجو الإسرائيلي.
وأضاف " ستيفن غرين " " بأن طيارين أميركيين من سرب " رامستين38" وعاملين فنيين أمريكيين من سرب " هايفورد العليا السابع عشر" قد ارتدوا أزياء مدنية وجردوا من هوياتهم العسكرية ، ثم نفذوا عمليات الاستكشاف المطلوبة ، وقد أمنت هذه العمليات ل (إسرائيل) العون على مدى أيام الحرب الستة، لكي يحققوا أهدافهم التوسعية في الوقت المحدد" مشيراً إلى أن استراتيجيي الولايات المتحدة وإسرائيل كانوا يعلمون قبل بدء القتال ، ما ستكون عليه الضغوط الدبلوماسية نحو وقف إطلاق النار من كثافة وضخامة ، ومن ثم فإن احتلال أراض استراتيجية في وقت قصير محدود لا يتعدى موعد وقف النار المرتقب كان أمراً ذا أهمية أكبر ، ومن هنا لم يكن عون أمريكا لإسرائيل في عمليات الاستكشاف هاماً على الصعيد العسكري فحسب بل أساسياً أيضا.
كما كان دعم أميركا الدبلوماسي للكيان الصهيوني في الأمم المتحدة بعد الحرب بلا حدود ، ففي اليوم الثاني للحرب (6) حزيران ،رفض وزير الخارجية الأمريكي" دين راسك" الحكم من كان البادئ بالعدوان في هذه الحرب ، يضاف إلى ذلك أن الرئيس الأمريكي " ليندون جونسون" أحجم عن نقد عدوان (إسرائيل ).
لقد سعت حكومة العدو الصهيوني بعد الحرب وبتوجيه من واشنطن ، إلى التراجع عن كل سيناء بعد تجريدها من السلاح مقابل اتفاقية سلام مع مصر ، لكن عبد الناصر رفض كافة المشاريع الإسرائيلية والأمريكية ، وأصر على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية، من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ، وعلى أن تكون القدس قبل سيناء ، مع ضمان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

المراجع
1-محمد عودة ، كتاب حوار حول عبد الناصر ، بحث بعنوان :" عبد الناصر- الثورة مستمرة ، دار الموقف العربي- القاهرة ، 1981 .
2-مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، استراتيجية الصهيونية وإسرائيل تجاه المنطقة العربية والحزام المحيط بها ، إشراف حبيب قهوجي ، دار الوثبة للنشر ، دمشق ، 1982 .
3-النظرية والتطبيق للصهيونية العالمية، أكاديمية العلوم السوفياتية، معهد الفلسفة ، موسكو، 1978.
4-تشيريل أيه، روبنبرغ ، إسرائيل ومصلحة أمريكا القومية ، ترجمة هنري مطر ، محمود برهوم ، منشورات دار الكرمل ، صامد ، عمان ، 1982
5-صحيفة دافار الإسرائيلية ، 2 سبتمبر( أيلول) 1975.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو