الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلينكن زار السعودية لمحاصرة سوريا والتقارب مع إيران ودعم التطبيع

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أنهى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية استغرقت ثلاثة أيام أجرى خلالها محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزراء خارجية دول مجلس التعاون.
بلينكن قال بصراحة " نرى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لم تكن قرارا صحيحا." والبيان الخليجي - الأمريكي الذي صدر بعد هذه الاجتماعات أكد رغبة قادة دول مجلس التعاون التوصل لحل سياسي سوري بمواصفات أمريكية، وجدد دعمهم للقوات الأمريكية وقوات التحالف التي تسيطر على جزء من سوريا، وأدانتهم لجميع الأعمال التي تهدد سلامة وأمن هذه القوات.
العلاقات السعودية الأمريكية وإن شابها بعض الخلافات المتعلقة بكمية إنتاج النفط وأسعاره، وحقوق الإنسان، وانفتاح الرياض على إيران، وعملية اغتيال جمال خاشقجي تظل علاقات تعاون استراتيجي متينة؛ فالنظام السعودي الذي لم يخفي حرصه على المحافظة وتطوير علاقات مميزة مع الولايات المتحدة أقام شراكة سياسية واقتصادية وعسكرية معها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وسمح بوجود عدد من القواعد العسكرية الأمريكية في شمال وجنوب وغرب وشرق ووسط المملكة، ودعم السياسات الأمريكية المعادية للوحدة العربية، والاعتداءات الأمريكية على سوريا والعراق وليبيا، وساهم في المحافظة على المصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية في المنطقة.
بلينكن أكد أن واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وناقش مع ولي العهد السعودي ووزراء خارجية دول مجلس التعاون قلق بلاده من تحسن العلاقات الإيرانية – الخليجية، ودعا لتعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بقوله " نعمل على تكامل إسرائيل في الشرق الأوسط وعملنا على تعميق الاتفاقات الموجودة أصلا." وأجرى في ختام زيارته للمملكة اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقش معه نتائج محادثاته مع ولي العهد السعودي، خاصة " التهديدات الإيرانية "، ونتائج المحاولات الأمريكية لإقناع السعودية بالتطبيع مع دولة الاحتلال، والتزام أمريكا بأمن إسرائيل.
لكن اللافت للنظر خلال هذه الزيارة هو تجاهل بلينكن للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني، وزعمه أن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت تؤمن بحل الدولتين؛ لكن هذه الكذبة لا تنطلي على أحد لأسباب عدة أهمها أن هذه الإدارة وبعد مضي عامين ونصف على وصولها للبيت الأبيض، لم تضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهويدها للضفة الغربية وقبول تنفيذ حل الدولتين، ولم تعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس ومكتب منظمة التحرير في واشنطن، وتمسكت بقرارات ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة وضم الجولان، وعارضت جميع القرارات الأممية الداعمة للحق الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
أهداف زيارة بلينكن المعلنة للسعودية واجتماعه مع ولي العهد السعودي ووزراء خارجية دول مجلس التعاون كانت إبلاغ دول الخليج رفض واشنطن لعودة سوريا للجامعة العربية وحثها على استمرار محاصرتها سياسيا واقتصاديا، ومحاولة تخريب التقارب الإيراني – الخليجي، ودعم التطبيع مع الدولة الصهيونية، ودعم التعاون الخليجي الأمريكي، وتعزيز الوجود الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة. أي إن هذه الزيارة كانت جزأ من التآمر الأمريكي على وطننا وأمتنا، وقد يكون المخفي من أهدافها هو ما صرح به السيناتور روبرت مينيديز، أبرز ديموقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لصحيفة " جويش إنسايدر"؛ هذا السناتور المطلع على خفايا السياسة الأمريكية الشرق أوسطية قال " الذي تريده إدارة بايدن من الشرق الأوسط في الفترة المقبلة هو إنشاء نظام دفاع مشترك مع دول الخليج ومنح إسرائيل قدرة أكبر في المنطقة!" لا نستغرب حصول ذلك، وقد ينكشف المستور خلال الأسابيع والشهور القادمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا