الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصدقاء الشجعان : قصة قصيرة

محمد صخي العتابي

2023 / 6 / 11
الادب والفن


كانت الليلة مظلمة وعاصفة في قرية صغيرة تقع بجوار بستان مهجور. تحكي الأساطير عن وجود شخصية شريرة تسكن البستان، وتنتظر فرصة للانتقام من أي شخص يجرؤ على دخوله.
في تلك الليلة المشؤومة، قررت مجموعة من الأصدقاء الشجعان اختبار حظهم والتحقق من صحة تلك الأساطير. تجهزوا بمصابيح الكشاف وقرروا اختراق حاجز الظلام والدخول إلى البستان المشؤوم.
بدأوا رحلتهم بحذر شديد، وسط الأشجار المتشابكة والصوت المرعب للرياح العاصفة. انتشرت الهمسات الشريرة في الهواء، ولم يكن هناك سوى الصمت المقيت حولهم.
فجأة، اختفى أحد أصدقائهم بشكل مفاجئ. حاولوا البحث عنه وصراخهم يملأ البستان، لكن لم يجدوا أي أثر له. بدأ الرعب ينتابهم والشك ينمو في قلوبهم.
بينما كانوا يجوبون البستان، لاحظوا تمثالًا قديمًا يقف في وسط المسار. كان التمثال يمثل شخصية مخيفة.
أثار التمثال اهتمامهم وفضولهم. فأقتربوا منه للاطلاع عليه عن قرب. لكن عندما وصلوا إليه، شعروا بانخفاض درجة حرارة الجو بشكل مفاجئ وتغيرت الأجواء حولهم.
بدأ التمثال يتحرك ببطء وكأنه يعيش. وجوههم تعبست وتجمدت من الرعب. بدأ التمثال يتلاشى ويتحول إلى روح شريرة بثياب مهترئة ووجه مشوه.
الرعب سيطر على الأصدقاء واستنفدوا كل طاقتهم في المحاولة اليائسة للهروب. لكن الروح الشريرة كانت سريعة ومراوغة، تلاحقهم بلا هوادة وتصيبهم بالذعر.
أثناء الهروب، عثروا على منزل مهجور في أعماق البستان. دخلوا المنزل وأقفلوا الباب خلفهم بشدة، أملاً في البقاء في مأمن من الشر المحيط بهم.
لكن المنزل لم يكن أكثر أمانًا. الأرواح الشريرة كانت تحاصرهم في داخله، يهمسن ويصرخن ويحولن كل زاوية إلى كابوس حي.
في لحظة من اليأس واليأس، استدرك أحدهم أن الحل الوحيد هو التواجد معًا ومواجهة الشر بشجاعة. قرروا الوقوف بجانب بعضهم البعض ومواجهة الأرواح الشريرة بكل قوتهم.
بدأت معركة شرسة بين الأصدقاء والأرواح الشريرة. استخدموا أي شيء يمكنهم الوصول إليه للدفاع عن أنفسهم. ضربات الكشافات وصراخهم امتلأت في المنزل المظلم.
بعد ساعات طويلة من المعركة، نجحوا أخيرًا في طرد الأرواح الشريرة واستعادة السيطرة على المنزل المهجور.
قرروا أن يغادروا المنزل ويعودوا إلى القرية، لكنهم أدركوا أن الليل لم ينته بعد والبستان لا يزال مظلم ومخيف. عليهم أن يواجهوا التحديات المتبقية ويجتازوا البستان الملعون.
مع كل خطوة تقدموا بها، تصاعدت الأصوات المرعبة والهمسات المشوشة. ظهرت أشكال غامضة ومروعة بين الأشجار، تحاول إيقاعهم في الفزع والذعر.
ولكن الأصدقاء استمروا في المسير وعدم الاستسلام. تعاونوا وتعززوا بعضهم البعض، حاملين الأمل والإرادة القوية في قلوبهم.
وبعد ساعات طويلة من السير والمواجهة، أفصح الصباح الباكر بأشعته الدافئة. عندما وصلوا إلى حافة البستان، نظروا إلى الوراء ورأوا أنفسهم قد تغلبوا على المحنة والشر.
عادوا إلى القرية وقصصوا ما حدث للجميع. أصبحوا رمزًا للشجاعة والتصميم في وجه المصاعب، وتعلموا أن الوحدة والتعاون قوة لا تقهر.
ومنذ ذلك الحين، تمت تسمية البستان المهجور "بستان الرعب"، وتحذر الأجيال القادمة من دخوله ومواجهة الشر الموجود في أعماقه.
وتبقى قصة الأصدقاء الشجعان خالدة، تذكر للجميع أهمية الشجاعة والإصرار في مواجهة المحن والتغلب عليها، سنواتٍ مضت، وما زالت قصتهم تروى وتلهم الجميع في القرية. تحولت قصتهم إلى أسطورة، حيث يتم تحذير الأطفال من دخول "بستان الرعب" ويتعلمون دروس الشجاعة والتعاون من خلالها.
في الأعوام التالية، قرر الأصدقاء الشجعان تكريم رفاقهم الذين فقدوا في البستان الملعون. أقاموا نصبًا تذكاريًا في قلب القرية، حيث يقف أمامه السكان والزوار ليتذكروا بوحشية البستان وشجاعة الأصدقاء.
تعلم الأطفال قصة الأصدقاء الشجعان منذ نعومة أظفارهم، وترسخت في قلوبهم قوة الإرادة والتحدي. يحلمون بأن يصبحوا مثلهم يومًا ما، يحاربون الشر ويواجهون المخاطر بجرأة وعزم.
وعندما يتقدم الشباب في القرية لمواجهة تحديات الحياة، يستمدون القوة والثقة من قصة الأصدقاء الشجعان. تصبح الأصدقاء الشباب خلفية للتحفيز والتشجيع، وتتحول قصتهم إلى نارٍ تشتعل في قلوبهم.
وهكذا، تستمر قصة الأصدقاء الشجعان في العيش والتأثير، مثل الشعلة التي تنير الظلمة وتهب الأمل في قلوب الناس. إنها قصة مخيفة ومرعبة، لكنها أيضًا قصة عن الشجاعة والتواصل والتضحية، قصة تبقى خالدة في ذاكرة الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد فنانة اسكتلندية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة أثناء تس


.. -عقبال الكل يارب-.. الفنانة إليسا تكشف عن قريبها المعتقل الم




.. فنانون سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد


.. وزير الثقافة السوري الأسبق: الإطار العام في سوريا بعد الإطاح




.. كرم مطاوع.. 28 عاما على رحيل عملاق المسرح المصري