الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-نزع السلاح- شعار الثورات البيئية اليوم

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2023 / 6 / 11
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في مواجهة قمع الدولة ، نشر مؤخرا 40 مثقفًا وناشطًا كتابًا يدعم "انتفاضات الأرض" - (1) Soulèvements de la Terre - يروي التاريخ الطويل للتخريب الإيكولوجي.
----------------------------------------
(1) - هي جمعية "بحكم الواقع" - مجمع البيئة السياسية والاحتجاجية الفرنسية، تأسس في يناير 2021 ، لمعارضة الاستيلاء على الأراضي ومحاربة بعض المشاريع الضخمة عبر القيام بأعمال العصيان المدني وتخريب البنى التحتية الصناعية التي تعتبرها ملوثة. وقع الدعوة الأولى لانتفاضات الأرض جماعة من الباحثين والكتاب وشخصيات سياسية. ويأتي إنشائها في سياق تنويع حركة المناخ والبيئة في فرنسا وعلى المستوى الدولي ، مع إنشاء مجموعات عديدة مثل "العلماء في التمرد" - Scientifiques en Rébellion - أو "التحديث الأخير" - Dernière Rénovation - وغيرها، والتي تمت إضافتها إلى تلك التي تم إنشاؤها في العقد الأول من هذا القرن سنوات 2010 مثل "شباب من أجل المناخ" - Youth for Climate - و "تمرد الانقراض" - Extinction Rebellion - وتتصدى هذه الحركات لمشاريع التنمية التي تصنفها بـ "المشاريع الكبيرة غير المجدية والمفروضة" .
------------------------------------

في الأسبوع الثاني من شهر يونيو الجاري (2023) أصدرت - Editions du Seuil - كتاب:
On ne dissout pas un soulèvement, 40 voix pour Les Soulèvements de la Terre - («الانتفاضات لا تلغى، 40 صوتا لانتفاضات الأرض"). وهي أصوات وازنة وذات شأن - كل في مجاله - اجتمعت معًا للتنديد بالقمع الوحشي الذي تعانيه "الحركة البيئية" منذ شهور في فرنسا وأجمعت على القول: "لا يمكن إزالة أو نفي النتائج العلمية و"إعدام" رفض اندفاع الرأسمالية المتوحشة بمجرد إصدار مرسوم وزاري ". فبالنسبة لهم، ما يجري في نطاق حركات مثل "انتفاضات الأرض" ليس سوى "معركة القرن" من أجل "نزع سلاح" هذه الرأسمالية الذي به تنشر التخريب البيئي، وهذه طريقة جديدة لتسمية - "التخريب البيئي وإضفاء الشرعية عليه"، الصيغة المستعملة سابقا.

ظهر هذا الكتاب في صميم التحقيق القضائي الذي بدأ في 5 يونيو 2023 ضد حوالي خمسة عشر ناشطا في الحركة وهو ذو أهمية خاصة في عيون جهاز المخابرات الإقليمي المركزي. ويؤكد أن الالتزام ، وحتى بعض التطرف ، لحقا أناسا لم يكونوا متشددين حتى الآن. ليس المسار السياسي المؤسسي هو الذي سيسمح بتحقيق الأهداف، وإنما الانتصارات الكبيرة التي تحققها الحركات الاجتماعية على أرض الواقع. لا القانون ولا الإعلانات سيعدلان النظام الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي يبقى من الواجب القيام بتغيير الاقتصاد ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وخلق الظروف الملائمة لاحترام الطبيعة التي يجب تكريسه في القانون الجاري به العمل. إن هذا الكتاب يوضح ممارسات واستراتيجيات وتطلعات الحركة بطريقة يسهل الوصول إليها ويعرض الوسائل الملموسة لتنظيم المقاومة لتحقيق نتائج ملموسة.

في عام 1975 ، كان تفجير المضخة الهيدروليكية لمحطة الطاقة "فيسنهايم" (2)- Fessenheim - قيد الإنشاء ، تحت قيادة الناشطة الإيكولوجية" - فرانسواز دوبون (3) - Françoise d’Eaubonne - من بين عمليات أخرى ، بمثابة إيذانًا بوصول "التخريب" إلى فرنسا كنمط نضال، و كانت الحركة البيئية الفرنسية وقتئذ في مهدها. في نفس السنة ، على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي ، ظهرت رواية عصابة (4) - Gang de la clé à molette le - ( عصابة "المفتاح القابل للتعديل") لـ "إدوارد آبي" - Edward Abbey - والتي تروي كيف أن مجموعة من الأمريكيين غير مشكوك فيهم ، والذين يعشقون مساحاتهم المفتوحة الواسعة ، ينظمون أنفسهم في سرية وبتكتم لتدمير الجرافات أو تفجير سد. هذا ما مهد الطريق لممارسة شائعة للتخريب الإيكولوجي ، والتي سيتم تجميع ألف -1000 - تقنية منها بعد عشر سنوات في دليل ما سمي بـ - Eco défense- " الدفاع الإيكولوجي".
-----------------------------------------
(2) - محطة طاقة نووية فرنسية سابقة تم إغلاقها نهائيًا منذ 30 يونيو 2020. إنها أول محطة طاقة نووية فرنسية من نوع مفاعل الماء المضغوط ، وقد تقرر بناؤها في نهاية الستينيات القرن الماضي من طرف الرؤساء "شارل ديغول" ثم "جورج بومبيدو". في 18 مارس 2014 ، احتل 56 من نشطاء "غرينبيس" - Greenpeace - من "14 جنسية مختلفة" المحطة للتنديد بـ "الخطر الذي تشكله الطاقة النووية الفرنسية على أوروبا بأكملها". تمكن حوالي أربعين منهم من دخول المنطقة المحمية، واعتقلوا جميعهم تقريبًا، ثم حُكم عليهم بتهمة التعدي على ممتلكات الغير بالسجن لمدة شهرين مع وقف التنفيذ.
(3) - ( 1920 - 2005) ، فرنسية مؤلفة وفيلسوفة وكاتبة مقالات وكاتبة سيرة ذاتية ونسوية - تحررية وناشط - نسوي بيئية. في 1975 ، شاركت في أنشطة الكومندو - Ulrike-Meinhof-Puig-Antich - لاسيما في عملية إتلاف المفاعل قيد الإنشاء في محطة الطاقة النووية - Fessenheim - بشحنتين متفجرتين ، مما تسبب في تأخير الورش لعدة أشهر.
(4) - تروي تدمر قصة 4 أمريكيين لرؤية هالة وفخامة الغرب الأمريكي وقد شوهها رجال الصناعة ، قرر أربعة متمردين محاربة "آلة" التشويه هذه: أحد قدامى المحاربين في فيتنام مدمن على الجعة والأسلحة النارية ، وطبيب جراح إحراقي في منتصف العمر ، وعشيقته الرائعة وأحد أفراد طائفة "المورمون" متعدد الزوجات ومسكون بالحنين إلى الماضي، فقاموا بتدمير الجسور والطرق والسكك الحديدية التي تشوه المشهد ، مسلحين بمفاتيح ربط بسيطة قابلة للتعديل (adjustable wrench) - وعدد قليل من أعواد الديناميت - وواجهوا ممثلي المحافظة على النظام والأخلاق في مطاردة جنونية عبر الصحراء.
----------------------------------

منذ ذلك الحين، ضمن مجموعات ليلية صغيرة أو في حشود نهارية، نظموا في حقول الكائنات المعدلة وراثيًا – OGM - وفي "مناطق يجب الدفاع عنها" - ZAD - عمليات تخريب (اقتلاع المزروعات، فتح الثقوب، حرائق...) مصحوبة دائمًا بالتعبئة البيئية الكبيرة. إن الفعالية الفورية لهذه الممارسات المتعددة جعلتهم مستهدفين بالتجريم المستمر وموصومين بالعنف واستعماله بل حتى نعت أفعالهم بالإرهابية.

في مطلع العشرينيات من القرن الحالي ، كان البحث عن أشكال جديدة من المقاومة في أعقاب المسيرات المناخية وغالبًا ما تكون الإجراءات الأولى للناشطين موجهة نحو مناهج أكثر رمزية أو تكون عوائق مؤقتة ، من المفترض أن تضمن دعمًا أكثر أمانًا في الرأي العام الذي أضحى يدين العنف بقوة.

وفي هذا السياق ، فإن جيلًا جديدًا من النشطاء البيئيين (أو الإيكولوجيين)، بسبب إهمالهم وعدن عدم أخذ آرائهم بعين الاعتبار من قبل الحكومات وقناع القرار ، أخذوا يدرسون بعناية مقترحات الجغرافي السويدي "أندرياس مالم" (5) - Andreas Malm – الواردة في كتيبه التوجيهي والإرشادي حول طرق وكيفية تخريب المنشآت الضارة بالبيئة ( خط أنابيب الغاز والبترول ). آنذاك بدأ استعمال مصطلح "نزع السلاح" ( أي سلاح المسيئين للبيئة والإضرار بالطبيعة) مكان مصطلح "التخريب". إن مقارنة بينهما تبين أن مصطلح "نزع السلاح" يوفر ميزة التفسير المباشر للنطاق الأخلاقي وطبيعة الأهداف، لربط الغاية بالوسائل. بينما يشير "التخريب" في قانون العقوبات إلى "تدمير البنية التحتية الحيوية للبلاد" ، فإن نزع السلاح يستهدف البنية التحتية السامة والمدمرة. إنها مسألة دفاع عن النفس وضرورة حيوية في مواجهة الكارثة.
-------------------------------------------
(5) - من مواليد عام 1977 ، كاتب سويدي ومحاضر في الجغرافيا البشرية في جامعة "لوند" وناشط يساري ملتزم بشكل خاص بالنشاط المؤيد للفلسطينيين ومحاربة التغيير المناخي. يعمل في هيئة تحرير مجلة Historical Materialism، وهي مجلة أكاديمية فصلية. ظل ملتزما بمكافحة "استعمار فلسطين "، والتصدي لـ " الإسلاموفوبيا" في أوروبا ومناهضة "الإمبريالية الأمريكية". ساهمت كتاباته في إضفاء الشرعية على فائدة العنف في أذهان المناضلين ، إنه من المدافعين عن دمج "التخريب" في أساليب نضالات حركة مضادة تغير المناخ.
--------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!