الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهد من محفل الذكرى الخمسين لأحداث مارس 1973 حرقة السؤال عن المعتقل والمختطف والمنفي مابرحت تؤلم سكان فجيج بالمغرب

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

2023 / 6 / 11
حقوق الانسان


في البدء، لا بد من توجيه تحية عالية للأستاذ عبد السلام الكوش وهو شخصية وسعتها تكاد تغشى الذاكرة والتاريخ والآداء. عرفت الأستاذ عبد السلام لما نظمت جمعية النهضة رحلة لزيارة أماكن جبر الضرر الجماعي والذاكرة المادية والرمزية بالأقاليم، الرشيدية، تينغير، زاكورة، لفائدة 24 من ضحايا الانتهاكات الماضية بإقليم فيجيج. واندرجت تلك الزيارة ضمن مشروع «إحداث فضاء لحفظ الذاكرة» بفجيج، الذي حملته الجمعية في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي. ولقد رسمت الجمعية للرحلة مسارا مر على خمس مواضع للذاكرة الرمزية والمادية، حيث انطلقت من مدينة فجيج صباح يوم السبت 17 مارس 2012. وتجدد اللقاء يوم شاركت في قافلة الذاكرة إلى فجيج يوم الجمعة 26 من شهر مايو من العام 2023 و27 منه الذي صادف يوم السبت الموالي. وضمن الجلسة الافتتاحية التي صادفت مساء اليوم الأول من محفل الذاكرة أدرجت كلمة اللجنة التنظيمية. ولنفصح بصراحة أن الأستاذ عبد السلام الكوش هو من سهر على تنظيم المحفل وأدى المهمة على الوجه. ولما كانت المناسبة تتعلق بالذاكرة لزم اقتطاف فقرات من كلمة اللجنة التنظيمة وترك المجال للقارئ ليميزها:
نص الكلمة: «السادة والسيدات أعضاء المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، والجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة، والإخوة أعضاء الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية، والإخوة ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والإخوة ممثلو فعاليات المجتمع المدني المحلية، وأهالي الضحايا، الحضور الكريم، السلام عليكم. يطيب لنا أن نرحب بكم باسم اللجنة المحلية، وأعضاء جمعية النهضة ونتمنى لكم مقاما طيبا وأشغالا مكللة بالنجاح، تفوق الشفرة اللغوية المنسية في أحداث 03 من شهر مارس من العام 1973، أشغال تقارب المسكوت عنه، وتلامس حرقة السؤال عن المعتقل والمختطف والمنفي، ومن توارى في الغياب، نلتقي اليوم لنسافر في أتون الذاكرة خمسين عاما، نسلط الضوء في دهاليز الذاكرة لنستعرض الذي حدث، نكشف بعض المعاناة، أنين أطفال وطفلات وأمهات وزوجات الضحايا وذويهم، نرسم بأياد حقوقية وبالمعنى الكوني لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب والتي سيصادق عليها في المستقبل حتما، نرسم لوحات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي صاحبت أحداث 03 من مارس من العام 1973 والتي طلت حبيسة الذاكرة الصامتة والتي ترفض البوح مادامت ظلال الجلاد ماثلة تتراقص بين ظهور الربيع الحقوقي الذي يصارع النسيان، تتراقص بين طهور الربيع الحقوقي الذي يصارع ما بقي من سنوات الجمر والرصاص التي تأبى الأفول ذاكرة ترفض النسيان مادام صوت الشريد والمجهول المصير يبحث عن لون الحياة والعائلات والأهل في رحلة الخمسين عاما من التنقيل في مراكز الاعتقال التعسفين ودهاليز الاختفاء القسري، وفي ردهات المكاتب وأروقة الوزارات ومخازين الأرشيفات مما يدل عن قبر أو رفات عن علامة موت أو حياة عن أي شيء، أي شيء يمنح هدنة للسؤال. خمسون عاما، خمسون سنة لم تكن كافية ليستجمع أبي قدرته على الكلام رحل صامتا، وفي عينيه دمع، ألف لعنة على الوضع والمآل. اعطوني أبي ميتا، رفاتا، عظاما،... أعيدوا لي أبي حيا فالدهر في بستان الجار، خمسون سنة مرت فلا صوت في الأذن خفت، ولا صورة المختطف المفقود في العين والقلب دابت، متى إذن ستسطع الحقيقة؟ هل سنجتاز امتحانا آخر في مادة التعذيب من أجل النسيان؟ هل سنحتاج خمسين عاما أخرى لنقرأ نفس السؤال؟ متى يحضر الغائب المفقود؟ لحما أو رفاتا لعل رفيقة القلب المكلومة تسامح، والابن والحفيد الحائر يصالح، من يجبر كسور الضرر الجماعي اعتضد النفس، وأوهم الجسد، وخرب هياكل الاقتصاد، وقزم الجغرافيا وتنكر لمجد التاريخ وكفاح الأجداد؟ من يحمي ذاكرة جماعية أخرى من الاندثار؟ ذاكرة نمط عيش وثقافة وحضارة منقوشة في الصخر والأسفال.
نخلد هذه الذكرى وأملنا أن تعي الأجيال الصاعدة الحدث وأن يبلغ الكشف عن الحقيقة كمالا ويستكمل الإنصاف مسيرته ويقوم بصره، وأن يتسع جبر الضرر الجماعي ليرمم آثار التهميش التاريخي الذي طال البلدة ما قبل الستينيات ويؤسس لبنية تنموية استثنائية مستدامة جبرا للسنوات العجاف. نخلد الذكرى ونحن نصرخ وأسفاه في أذن المسؤولين على قطاع الصحة. في سنة 1973 وما قبلها كان لدينا الدكتور مولاي جلول..... وممرضين، مومن قدور، والتيجيني وآخرون..... واليوم مرضى ولا طبيب مستشفى جديد ولا رائحة لطبيب»، قاطعته تصفيقات الحاضرين «في سنة 1973 وما قبلها كانت حدود فجيج تمتد مسافة 50 كيلومترا خلف الجبال من أراض فلاحية ورعوية وأما اليوم فحتى العرجة سلبت با للعار!»، تصفيقات الحاضرين تقاطعه «في سنة 1973 وما قبلها كنا نستغل الثروة المائية في أقاصي الواحة، في زوزفانة ....وإغزر أشرقي، وأما اليوم فنستنزف الفرشة المائية للواحة القديمة، قبل خمسين سنة كانت هلال هذا المجال الحيوي المسلوب تكفينا تمرا وزرعا وضرعا وزيتونا ورمانا وعلفا للماشية في الخصب والقهر، وكانت العبارة المشهورة فوق فجيج» تصفيقات الحاضرين تقاطعه مجددا «أما اليوم فنحن نقتني هذه المنتوجات بأثمان مضاعفة نظرا لغلاء المحروقات وبعد المسافة ووقع المضاربة، فقد قل الزاد، وفرغ الجيب، وما عاد في صدر الجدة حلوى ولا في القصر ما يكفي للموسم الآتي. هي إذن ذاكرة الصحراء لا تنسى، ولن تنسى، أبدا لن ننسى ممتلكاتنا المسلوبة»، تصديات تقاطعه، «في الشقاء والجفاء نحن عشاق الوطن، لن نرحل. ففي الأرض أوعيتنا والشرايين. وفي السماء هممنا يحدوها الأمل. نحن عشاق الأرض لن نرحل، رغم الضيق، رغم الضيم، فما أوسع الضيق حين يسكن في القلب الوطن» تصديات تقاطع الخطاب. «نلتقي إذن وعزيمتنا أكيدة في تحسين شروط توطين المستقبل من تكرار من تكرار ما حدث، مسيرة موفقة للجميع. فلا شيء غير الحقيقة وكل الحقيقة وشكرا لكم». ثم انطلقت الشعارات من جديد وكان ختام كلمة اللجنة التنظيمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج


.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف




.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة


.. نشرة الرابعة | اتفاقيات سعودية أميركية -قريبا-.. وعمليات -سع




.. سيناريو إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو