الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتاوى الدينية وضرورة تنظيمها بقانون

سعد السعيدي

2023 / 6 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


الفتوى حسب الموسوعة الحرة هي مرسوم ديني في الإسلام يقوم باصداره علماء في الشريعة الإسلامية حسب الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية. يتم إصدار الفتوى عادة نتيجة غياب جواب واضح وصريح يتفق عليه الغالبية في امر من امور الفقه الإسلامي ويتعلق بموضوع شائك ذات ابعاد سياسية او اجتماعية او اقتصادية أو دينية. وصدور فتوى معينة لا تعني بالضرورة أن جميع المسلمين سوف يطبقون ما جاء فيها. ويرى بعض علماء المسلمين ان بعض الفتاوى تصدر من اشخاص لا يعتبرون اهلا لاصدار الفتوى.

بعد سقوط النظام السابق انتشرت التوجهات الدينية في العراق اكثر من ما قبل ذلك السقوط. وهذه التوجهات قد قسمت الناس على اساس طائفي. والاخير هو الذي شكل الحاضنة لانتشار التطرف. وعدا سقوط ذلك النظام فإن من اسباب انتشار التوجهات الدينية هو استمرار تعمد الدولة في التراجع عن فرض سلطتها وهيبتها، وهذا فضلا عن انتشار فضائيات التطرف.

وكانت الفتاوى السياسية الاجنبية مثل هذه التي اطلقت ضد الكاتب البريطاني سلمان رشدي قد فتحت الباب امام بدايات التطرف الديني. وكان يتوجب ان تبقى هذه الفتوى في حدود البلد الذي اطلقت فيه، لا فرضها على الجميع خارج تلك الحدود للالتزام بها وتطبيقها. وإلا فاننا هنا سنخلق استبدادا خطرا وتهديدا للمجتمع إن لم يبادر الى وضع حد له.

انه لابد من التأكيد هنا الى الا تكون الفتاوى او اية فتوى اخرى سواء الصادرة في داخل البلد او خارجه ومن اطلقها فوق القانون وفوق الدولة، عندنا في العراق خصوصا. ونعني بهذه تلك الموجهة لارتكاب جرائم قتل وتحريض عليه مثل ما رأيناه مع اعترافات المجرمين الارهابيين الذين امسكت بهم القوات الامنية. فهؤلاء من قتلة خبير امني وصحفيين قد ادعوا كلهم بانهم كانوا يتحركون وفق فتوى دينية. وعلى الرغم من ابقاء الدولة لمصدر الفتوى سرا إلا اننا يمكن بسهولة حدس من يكون.

من المهم عدم فسح المجال لتطبيق الفتاوى الاجنبية خارج البلدان التي ظهرت بها. وهذا لن يحدث إلا بتشريع قانون يمنع الفتاوى الصادرة خارج بلدنا لتطبيقها فيه، وذلك لحماية المجتمع والسلم الاهلي. إن الفتاوى الدينية الموجهة ضد اشخاص معينين مهما كان الرأي بشأنهم هي شكل من اشكال الارهاب. ورجال الدين من خارج العراق هم ليسوا جهاتا مؤهلة ليفتوا ويفرضوا رؤاهم على الناس والمجتمع في اي مكان. والشخص الذي يرتكب جرائما في اي بلد بحجة تنفيذه لفتوى صادرة في بلد آخر يعتبر ارهابيا مجرما. نقول هذا كي نضع حدا لارتكاب جرائم القتل او ما يسمى بهدر الدم بحجة صدور فتوى بشأنها في اي بلد خارجي. ووجوب تنظيم كل هذا بقانون بهدف حماية المجتمع والحريات العامة هو من واجبات الدولة. وإن اي تقاعس مثل هذا سيؤدي الى انفلاتا وتشجيعا لانواع المجرمين والمعتوهين على التجاوز. مثال هذا ما قام به قبل سنوات معمم هارب في ايران ضد احد افراد القوات الامنية.

ان تطبيق الفتاوى السياسية يعود بشكل رئيسي الى تراجع دور الدولة ومعها انتشار التطرف، اي بعلاقة عكسية. فالفتاوى يجب الا تكون ضد الشعب ولا الحريات العامة ولا قوانين البلد. لكن مع تعمد الدولة إبقاء دورها ضعيفا نكون نحن هنا امام مفارقة تراجع الدولة امام الجهات الدينية الاجنبية وفتاواها في نفس وقت تسلط نفس الدولة وتنمرها على المواطنين والمجتمع. وهذه ليست دولة ضامنة لمصالح البلد ولا دولة مواطنة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفتاوى لا يجب تنظيمها بل يجب الغأؤها قانونيا
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 6 / 12 - 03:39 )
الاخ الكريم بعد التحية.الفتوى من اي مصدر كان هي راي شخصي وغير ملزم لاحد من البشر لان الاختلافات فيها حول موضوع ما واضح وجلي فعليه يجب على الدولة الابتعاد عن الفتاوى وكل فتوى بخصوص مسآئل مجتمعية تخص نظام الحكم وليس لها ما يساندها دستوريا فهي لاغية. اما الفتاوى الطقوسية فالانسان حر في تقبلها من المفتي المحلي او الخارجي لانها طقوس لا تسمن ولا تغني من جوع.اما ما يتعلق بارواح الناس فلا يحق لاي جهة مهما كانت ان تتدخل في شئون عقآئد الناس الا بالارشاد ودحض الحجة بالحجة كما ان المنتقذ لعقيدة اي دين او مذهب لا يجب ان يكون الانتقاذ تشف شخصي بل انتقاذ مبني على مبآدئ فلسفية ومنطقية وللمتلقي الخيار في التقبل او الرفض بدون اي اعمال ارهابية.المذاهب الاسلامية تكفر بعضها بعضا استنادا على تاويلات فرديه او احاديث مكذوبة عفى عليها الزمن فهل من الحكمة ان تقاتل بعضها بعضا ام ان التقاش البناء المبني على المنطق هو الحل؟؟؟.ان جميع الاسس التي تقوم عليها الفتاوى هي ضنية الصدور حتى ان القرآن نفسه جآءنا بروايات مختلفة كـ رواية حفص وقولون. الخلاصة : القوانين المتفق عليها كفيلة لثبيت الامن وسلوك البشر ولا شيء غيرها.


2 - اذا الشك هو دين الاصحاب فهل نصدق الفتاوى؟؟
سهيل منصور السائح ( 2023 / 6 / 12 - 08:22 )
ذرينا نصطبح يا أم بكر * فإن الموت نقب عن هشام ونقب عن أخيك وكان صعبا * من الأقوام شريب المدام* يقول لنا ابن كبشة: سوف نحيى * وكيف حياة أشلاء وهام؟
ولكن باطل ما قال هذا * وافك من زخاريف الكلام الا هل مبلغ الرحمن عني * باني تارك الشهر الصيام وتارك كل ما أوحى إلينا * محمد من أساطير الكلام فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي ـ ولكن الحكيم رأى حميرا * فألجمها فتاهت في اللجام.
اخي الكريم لا يهمنا الا البيت الاخير من هذه الارجوزة لانها تنطبق على المفتين والمتلقين. هل سمعت ان احد من ابناء او ذوي الفربى نفذ فتاوى ابيه ام هي لعبة الشطار فقط. هذا يذكرني بفتوى مفتي البيت الابيض الشيخ القرضاى بقتل الشيخ السوري البوطي وهو متنعم بالعيش الكريم في الدوحة وابنآؤه في بلهنية من العيش فلماذا يحب الجنة لغيره ولا يحبها لذويه ام انها لعبة الشطار؟؟. اخي الكريم لا حاجة لفتاوى في عصر التكنولوجيا . انها كانت حاجة للازمنة السباقة ازمنة الجهل المعرفي الذين يعتدقدون ان الشمس تذهب عند غروبها وتسجد تحت العرش ويؤذن لها بالخروج عند الطلوع. اما في عصرنا فالانسان يعرف كيف يدير شئونه بالحكمة الحسنة وليس بالارهاب.

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل