الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 )

آدم الحسن

2023 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سنة 1991 و على اثر اندحار الجيش العراقي في معركة غير متكافئة مع الجيش الأمريكي و حلفائه و انسحابه من الكويت و بعد فقدان سيطرة الحكومة العراقية على محافظات العراق الشمالية تم وفق خطة امريكية تشكيل كيان اطلق عليه اقليم كوردستان .
اقليم كوردستان و بحماية امريكية مباشرة صار منذ ذلك التاريخ دويلة شبه منفصلة عن الدولة العراقية .
قبل الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 لم تكن هنالك مشتركات تربط إقليم كوردستان بحكومة المركز في بغداد سوى قانون النفط مقابل الغذاء و الدواء , و قد تكون حادثة واحدة مهمة قد حصلت خلال تلك الفترة الممتدة من سنة 1991 لغاية سنة 2003 هي استعانة مسعود البرزاني بصدام حسين للتصدي لجماعة جلال الطلباني التي كانت تتلقى الدعم من إيران , حيث ارسل صدام حسين في حينها قطعات من الجيش العراقي لطرد جماعة الطلباني من اربيل و فعلا تمت العملية بسرعة و نجاح بعد أن حصلت على ضوء اخضر امريكي .
اكثر من عشرين سنة مضت على الاحتلال الأمريكي للعراق و رغم إقرار دستور جديد للعراق الذي وصف الدولة العراقية في مادته الأولى بأنها دولة اتحادية " جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ...... " استمر إقليم كوردستان في أن يكون دويلة ضمن الدولة العراقية لا يهمه من الدستور العراقي الجديد سوى المادة 140 التي تتحدث عن المناطق المتنازع عليها حيث ظل الإقليم يطالب بتطبيق هذه المادة و ترك 139 مادة قبلها دون تنفيذ جدي و كأن الغرض من مشاركة الأحزاب القومية الكوردية في العملية السياسية الجارية في العراق تحت الوصاية الأمريكية هو سيطرة البيشمركة الكوردية على اكبر قدر من اراضي و مدن يسمونها مناطق متنازع عليها و خصوصا مدينة كركوك الغنية بالنفط ثم بعدها يتم الانفصال عن العراق .
من المؤكد أن قادة الأحزاب القومية الكوردية العراقية يعتقدون أن مشاركتهم في العملية السياسية في العراق بعد 2003 سيوفر لهم الوقت و يمنحهم الأموال الكافية لبناء مستلزمات تأسيس دولتهم القومية ضمن حدود افتراضية رسمها هؤلاء القادة حسبما يشتهون , لقد تمكنوا فعلا من الاستحواذ بطرق شرعية و غير شرعية خلال هذه الفترة على حوالي 250 مليار دولار من نفط العراق , جزء ليس بالقليل من المكاسب التي حصل عليها الإقليم كانت على حساب باقي المحافظات العراقية .
إن اهم الأهداف الرئيسية لمشاركة الأحزاب القومية الكوردية في العملية السياسية في العراق بعد سنة 2003 هو ضم مدينة كركوك العراقية الى إقليم كوردستان التي ستمكنهم من السيطرة على الثروة النفطية فيها , لذلك رفعوا شعار كركوك ارض كوردية " كوردستانية " .
من المؤسف أن قادة الأحزاب القومية الكوردية و خاصة قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يدركون أنه ليس من مصلحة كل العراقيين و من ضمنهم أكراد العراق وصف كركوك بأنها ارض كوردية " كوردستانية " لأن ذلك سيدفع بأخرين للادعاء بأن كركوك أرض تركمانية و قسم آخر من العراقيين سيتشبث بعروبة كركوك و إنها جزء لا يتجزأ من العراق العربي , و قد تتقاتل كل هذه المكونات من أجل كركوك و سيحترق نفط كركوك و بعد احتراق آخر بئر نفط في كركوك ستعود كركوك عراقية برضى جميع الأطراف , فالسبب وراء الاقتتال قد احترق و ستنتهي معه اللعنة النفطية التي جعلت ابناء البلد الواحد يتقاتلون ...!
الغريب ان قادة الأحزاب القومية الكوردية لا يترددون في الدعوة لتقسيم العراق , و قد فعلوها في الاستفتاء على انفصال اقليم كوردستان و معه الأراضي و المدن المتنازع عليها عن العراق و يرددون في السر و العلن أن وحدة العراق ليست مقدسة و في نفس الوقت يرفضون تقسيم كركوك بين مكوناتها من الكورد و التركمان و العرب و الكلدواشوريين لأنهم يعتبرون وحدة كركوك أمرا مقدسا و لا يجوز تقسيمها لأن كل ارضها هي ارض كوردية " كوردستانية " و حقيقة ما يقصدونه هو أن كل نفط كركوك هو نفط كوردستاني ...!
بعد 2003 حصل اجتثاث لبعض سكان مدينة كركوك من مكوناتها الأخرى غير الكوردية من عرب و تركمان و كلدواشوريين و تم ايضا تكريد كركوك بجلب اكراد من اقليم كوردستان و توطينهم في مدينة كركوك .
من تعريب كركوك قبل سنة 2003 الى تكريد كركوك بعد سنة 2003 و العراقيون يدفعون الثمن , افعال الشوفينيين متشابه بغض النظر عن قوميتهم , فكما يوجد بعث عربي يوجد ايضا بعث كوردي و لكليهما رسالته الخالدة .
من الأمور الغريبة الأخرى التي حصلت في ظل النظام الفدرالي في العراق هو أن العراقي من سكنة المحافظات خارج إقليم كوردستان يعمل تأشيرة دخول عند دخوله إقليم كوردستان و يحتاج الى موافقات خاصة أو الى كفيل كوردي لغرض حصوله على الإقامة في الإقليم , في أي فدرالية في العالم هنالك ما يشبه هذه الإجراءات ... ؟!
على ارض الواقع , اقليم كوردستان هو كيان منفصل عن الدولة العراقية و ليس اقليم تابع لدولة اتحادية لذا فأن قيام اقليم كوردستان بفصل نفسه عن العراق أو قيام حكومة المركز في بغداد بفك ارتباطها بالإقليم بحدوده الحالية ضمن الخط الأزرق سوف لن يكون له اي اثار سلبية جديدة على الحكومة العراقية و لا على المحافظات العراقية الأخرى بل سيكون العكس هو الصحيح حيث ستزول عنهم اعباء مالية كبيرة يسببها ارتباط الإقليم الشكلي بالدولة العراقية , لكن من المؤكد أن زعلة العصفور على بيدر الدخن لا تدوم طويلا و سيترك الإقليم خططه للانفصال و يعود الى بيدر الدخن الى حضن العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال