الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحة مدوية وطعنة فاشلة لرصانة التعليم العالي

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة الفساد الإداري يعني المسؤول الإداري الذي يعمل في الدولة من أكبر موظف إلى أصغره يتجاوز على المال العام يستغل منصبه في السلطة ويتجاوز على المال العام بالسرقة وبالرشوة أو بوسائل أخرى وبالرغم من أن هذه العملية موجودة في كافة دول العالم ولكنه يختلف بأشكاله ومستوياته بالعراق ولكن مع الأسف الشديد قد احتل في العراق صدارة قائمة الفساد بين دول العالم لأن مناخاً جديداً ومغرياً قد تشكل في العراق المستباح وشعبه المذبوح بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 وذلك لعدة أسباب منها شكل النظام السياسي السائد في البلاد والقائم على أساس المحاصصة الحزبية والطائفية وبالإضافة إلى التدفق المالي الناشئ عن تدفق النفط وارتفاع أسعاره والرشوة والهدايا التي أفرزتها عملية التعامل مع الشركات الأجنبية بشكل مباشر وتعدد مصادر الصلاحيات الاقتصادية وتفشي ظاهرة المكاتب الاقتصادية للأحزاب السياسية وضعف وفساد القضاء العراقي الذي أصبحت تشوبه بعض مظاهر الفساد الإداري وعجز سلطات الحكم التي ساد فيها نظام المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية المصلحية مما أدى ذلك إلى سرقة المال العام وهدره.
كانت عملية الفساد الإداري في الاقتصاد العراقي بعد تحويله من اقتصاد منتج إلى اقتصاد ريعي فظهرت فئات وشرائح اجتماعية خرجت من القمقم معتمدة على عمليات السطو والسرقة والنهب وركزت عملها ونشاطها في مجال التداول المالي وفي التجارة المشبوهة وليس في حقل الإنتاج وارتضت لنفسها أن تكون حلقة الوصل مع أقسام التعامل التجاري وساهمت في عملية تفكيك وتصفية ركائز العملية الإنتاجية في العراق الصناعة والزراعة مما أدى إلى أن يتحول الريع إلى عدد من النخبة السياسية الحاكمة ونهب أموال الدولة وأصبحت هذه الشرائح ترعى الاقتصاد الريعي وهي بعيدة عن ذهن العمل والإنتاج والإبداع وتحول العراق إلى دولة استهلاكية ثم شملت مرافق الدولة الأخرى الصحة والتربية والتعليم والصناعة والزراعة والداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية والسياحة وغيرها ومن أجل القضاء على منصة العلم ورصانته في التعليم العالي المرحلة الأكاديمية فسعت عناصر المحاصصة والفساد الإداري إلى تسريب وتسلل قوانين تسمح للكليات الأهلية بتدريس ومنح شهادة الماجستير والدكتوراه إلى الطلاب والتعامل بالدولار وهذه العملية المشبوهة يراد منها تدمير ما تبقى من إيجابيات في التربية والتعليم التي أصبحت الآن بسبب المحاصصة الطائفية والفساد الإداري (لا تربية ولا تعليم) وأصبحت الكليات والجامعات العراقية تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلاب وترميهم في مستنقع البطالة والآن تسعى عناصر المحاصصة والفساد الإداري تدمير منصة الأكاديمية العلمية التي بقيت محافظة على صيانتها وعزها وكرامتها وهكذا وبكل بساطة تصبح الشهادات العالية تباع وتشترى بالمال كالسلعة كما هو معمول به في لبنان ودول أخرى وتشويه ما تبقى من مكاسب وإنجازات لمؤسسة التعليم العالي إلا أنها أصبح تسربها إلى الميزانية العامة فضيحة مدوية للأدعياء وطعنة فاشلة لرواد المحاصصة الحزبية وتأكيد وعفة لرصانة التعليم العالي.
المطلوب الآن من جمعية الأكاديميين العراقية المناضلة الوقوف بحزم والتصدي لهذه الهجمة الشرسة المشبوهة من أجل المحافظة على صفاء ونقاوة الكليات والجامعات العراقية ... كما المطلوب من الشعب العراقية المناضل على التصدي وإفشال المحاصصة في الحكم الذي سقط من رحمها الفساد الإداري وجميع السلبيات والمآسي والكوارث التي تجثم بكابوسها على صدور العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -