الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبة برسم الاستمرار

سامي الاخرس

2023 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


لم يتوقف الزمن عند الجريمة الأم (النكبة) التي مارسها كيان العصابات الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني، وأرضنا الفلسطينية، وهويتنا الفلسطينية، بل أن تجليات وإحداثيات هذه النكبة وما سبقها (النكسة) لا زالت تتواصل فصولها، وتتواصل أحداثها وإن اختلفت الأساليب والأدوات.
فالقارئ للمشهد الفلسطيني عامة بالأراضي المحتلة بعد (النكبة) أو المجتمع الفلسطيني بعد (النكسة) يدرك أن طبيعة هذا الكيان لا يمكن أن تتغير وإن تغيرت الأساليب والأدوات ولكن تبقى المفاهيم والقناعات كما هي غير قابلة للتغيير في الذهنية الصهيونية القائمة على مفاهيم وأعراف (العصابات) التي نشأ بها واستمر بها.
فما يحدث في غزة والضفة الغربية التعبير الأكثر تعبيرًا عن هذه العصابية في الفهم للتعامل مع المجتمع الفلسطيني، والعربي عامة حيث تمارس سلوكيات ومسلكيات العصابات في حربها ضد كل ما هي فلسطيني أو ضد كل ما هو ممكن أن يحدث أي تغيير في الفهم العصاباتي الصهيوني، حيث تمارس الجريمة بكل تفاصيلها وتجلياتها سواء ضد البشر أو الاقتصاد أو الأرض، في محاولاتها الدؤوبة لاقتلاع كل ما يمت للهوية الفلسطينية بصلة أو تأريخ.
ونفس المنهجية والعقلية العصاباتية المتصهينة تمارسها ضد المجتمع الفلسطيني في (الداخل) حيث تسلط أدواتها وعصاباتها وتسلحها وتطلق يدها لممارسة الجريمة المنظمة ضد أبناء المجتمع الفلسطيني، دون أن تفرض قوانينها أو تشريعاتها على الجريمة التي تحاول من خلالها تفتيت وتفسيخ المجتمع الفلسطيني بالداخل من خلال إباحة القتل من ثلة عصباوتية متعاونة مع الذهنية المتصهينة، وكذلك تطلق يد التغول على الأمن والسلم المجتمعي الفلسطيني الداخلي سواء بنشر المخدرات والسموم أو نشر الجريمة والقتل والتعنيف ضد المواطن الذي لا زال صامدًا ومتمسكًا بهويته وقضيته، كأسلوب من أساليب عصباويتها المتجذرة في تجريد المجتمع الفلسطيني من تماسكه ولحمته، وعلى وجه التحديد بعدما فشلت في تهويد الوعي المجتمعي الفلسطيني في الداخل عبر كل هذه العقود، وأدركت أن الإنتماء للهوية أكبر من أي انتماء أخر لهذا الكيان المسخ.
من هنا فقد ساهمت ولا زالت تساهم في ممارسة نكبتها ضد المواطن والمجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل من خلال إباحة كل أشكال وسلوكيات الإجرام المنظم، وتغذيته من خلال غض البصر بل وتدعيم التشكيلات الإجرامية العصباتية التي تتوافق مع رؤيتها ومخططاتها ضد الهوية الفلسطينية والمجتمعية.
إن ما يحدث في الداخل الفلسطيني من عمليات إجرامية منظمة وغير منظمة هو استنساخ لفهم وعقلية العصابة الصهيونية التي تحاول أن تقتلع المواطن الفلسطيني من انتمائه وهويته الوطنية والمجتمعية والتي يتوجب على المجتمع الفلسطيني أن يتصدى لها، ويعود من بعيد لفرض التماسك المجتمعي الداخلي من خلال القيادات الوازنة، والمؤسسات الفلسطينية المتجذرة، والهيئات التي يجب أن تنتفض وتتمرد على صمتها لرد الجريمة الصهيونية، وتحصين المجتمع الفلسطيني من الآفات التي تغرس في جسده.
إن الجريمة (النكبة) التي نحن على ابواب ذكراها لا زالت تمارس ضد الهوية الفلسطينية، والانتماء الفلسطيني، ولا زالت الذهنية الصهيونية تمارسه وإن اختلفت الأدوات والاساليب.
د. سامي محمد الأخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة