الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاقم الجريمة بين فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تواصلت عمليات القتل التي تقوم بها عصابات الجريمة، أو تنتج عن خلافات شخصية بين الأفراد من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، وبتواطؤ ودعم من قبل شرطة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي تتجاهلها وتغض الطرف عنها. هذه المشكلة ليست وليدة اليوم وإنما استمرت في الارتفاع الملاحظ خلال العقود الماضية؛ فمنذ عام 2000 قتل 1163 فلسطينيا وأصيب الآلاف بجراح؛ لكن وتيرة الجريمة تزايدت منذ مطلع هذا العام حيث قتل 96 شخصا من بينهم خمسة أزهقت أرواحهم يوم الخميس 8/ 6/ 2023 في يافة الناصرة، وأعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية الاضراب العام يوم الجمعة 9/ 6/ 2023، وتظاهر الطلاب الفلسطينيون في جامعات حيفا، وتل أبيب، والجامعة العبرية وغيرها احتجاجا على تفاقم هذا الظاهرة الدخيلة على قيم وعادات وتقاليد شعبنا.
لا شك ان هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الجرائم ومن أهمها حالة الإهمال والاضطهاد التي يعيشها فلسطينيي ال 48، وشعورهم بعدم المساواة، ومعاملتهم كمواطنين منبوذين لا حقوق لهم من قبل دولة الاحتلال، والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها، وصغر المساحة المسموح لهم بالبناء فيها.
ومن الناحية الأخرى فإن من يرتكبون معظم هذه الجرائم هم من رجال العصابات وتجار المخدرات الذين يحظون بدعم وحماية الشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية (الشاباك) التي تزودهم بالسلاح لكونهم متعاونين معها ومخبرين لها، وتغض الطرف عن نشاطاتهم الإجرامية، وتمتنع عن ملاحقتهم ومعاقبتهم قانونيا.
ما يرعب دولة الاحتلال التي تعتبر وجود فلسطينيي ال 48 تهديدا لأمنها هو ارتفاع عددهم بشكل ملاحظ، وازدياد وعيهم السياسي، وتمسكهم بقضيتهم، وتواصلهم مع إخوانهم في الضفة الغربية وغزة، وتصاعد مقاومتهم للاحتلال والظلم، وفشل الجهود التي تبذلها لمسح ثقافتهم وانتمائهم لشعبهم وامتهم العربية وجعلهم جزأ من الهوية والثقافة اليهودية؛ ولهذا فإنها تخطط وتعمل للتخلص منهم بمحاصرتهم سياسيا واقتصاديا وثقافيا وجغرافيا وعمرانيا، وبتزويد عصابات الإجرام بالسلاح، والتغاضي عن الجرائم التي ترتكبها تلك العصابات بصورة متعمدة ومخطط لها لخلق حالة من الهلع وعدم الثقة، وإثارة الفتنة بينهم، وتفكيك وتمزيق نسيجهم الاجتماعي، ودفعهم لليأس والهجرة.
ولهذا يجب على قادة الأحزاب الوطنية، والمثقفين، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الدين المسلمين والمسيحيين في أراضي ال 48 والضفة العربية وغزة استخدام جهودهم الشخصية، والمراكز الثقافية والحزبية، ووسائل الاعلام، والمساجد والكنائس لتحذير الفلسطينيين من خطر هذه الجرائم وضرورة مواجهتها وتطويقها ووقفها، وحثهم على توجيه كل جهودهم لتعميق الوئام والتكاتف الاجتماعي فيما بينهم، والعمل معا للتصدي للصهاينة ودحر الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو