الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل أولي لمعرفة الأسباب المباشرة لإضعاف الأحزاب السياسية في يسارنا البئيس

عبدالرحيم قروي

2023 / 6 / 13
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


من بوادر افول وانقراض التنظيمات السياسية التاريخية
ـــ تحكم الإنتهازية والوصولية
ـــ تبريز الأميين والأميات والإنتهازيين والإنتهازيات وإعلاء شأنهم . وتمكينهم من الوصول الى الأجهزة الحزبية والإنتصار لهم من طرف القيادات الحزبية.
ـــ تهميش المناضلين والمناضلات الحقيقيين وتخوينهم بل ومحاولة نسفهم احيانا بتواطؤات خبيثة.
ــ سيادة الحلقية المبنية على الولاءات الشخصية وشراء الذمم واستغلال الوضعيات الإجتماعية المتردية للأنصار.
ـــ محاربة الفكر والمفكرين وكل متشبت بالتكوين السياسي والإيديولوجي.
ـــ غياب المحاسبة والنقد والنقد الذاتي ولو تعلق الأمر بالخروج على الخط السياسي للتنظيم بل ومناصرة تنظيمات نقيضة في محطات سياسية مهمة كمن يحارب تنظيمه في المحطات التاريخية بالولاء للخصم الطبقي وتمكينه من جميع المعلومات عن تنظيمه مقابل جلسة مجانية لاحتساء النبيذ والدعارة . أويناصر سرا أو علنا تنظيمات سياسية نقيضة فكرا ورؤية سياسية حتى ولو كان من ذوي المشاريع المجتمعية الرجعية والقروسطية المناقضة للانسان والحضارة والتاريخ ..... لا لشئ إلا للانتصار لأهدافه الوصولية . وسيلته في ذلك التسلق إلى مواقع المسؤولية في النقابة أو الإطارات الجماهيرية كالجمعيات الثقافية والحقوقية والمدنية خصوصا المناضلة منها . ولو تطلب ذلك مهاجمة المناضلين المرشحين لمهام جماهرية وبقرار لجن قطاعية .
وهكذا فعندما يتم التخلي عن مبدإ "المركزية الديموقراطية" وبنية مبيتة ومقصودة باسم الحداثة من طرف البيروقراطيات التي تدعي اليسارية تصبح مجرد أداة متخفية ومكيفة لخدمة الطبقة السائدة بكل الأساليب الحربائية . فيصيب الأداة الشلل والخراب فينفلث التنظيم وتضيع الوحدة الفكرية فيسود التضارب في التصورات وتوضع المقررات والأدبيات الحزبية على الرفوف لاتفتح إلا من أجل المحاججات الغوغائية دفاعا عن المجد الضائع . لانشرات داخلية ولااجتماعات إلا لطرد المنافسين ل"مواقع القرار" وأي قرار !!!!!. فلا ندوات تأطيرية للشباب ولا لقاءات تشاورية لتحقيق الوحدة الإيديلوجية أو التصور المجتمعي ولا معبر ولسان يتحدث باسم الحزب ولا هم يحزنون . فقط تجمعات وحلقات من أجل النميمة واحتساء القهوة مع كل مظاهر الوشاية . وتصيد الأخطاء و"شرك ليا نشرك ليك" مع الأسف . فيخترقها الوصوليون والانتهازيون والتحريفيون والممخزنون .......فتفقد مصداقيتها السياسية وقاعدتها التنظيمية .عندها تضطر الى التخلي عن مشروعها المجتمعي تدريجيا فلايبقى لها من التاريخ سوى ذكريات مجد بائر لنضال سياسي أصابه الضمور والشلل . لتبقى لاتختلف عن دكاكين تبيع بضاعة الوهم والتضليل مقابل استمرارها . فلايهمها سوى المحافظة على " الأصل التجاري " لتسلمه للطبقة السائدة إما بيعا أو كراء في مناسبات تلميع وتزيين وجه الاستبداد والتشويش عل كل الحركات النضالية الجادة باسم ديمقراطية مزعومة . فيغيب التأطير والتنظيم والرؤية السياسية الواضحة . لتخلق حاشية لنصرة القائد وتأليه الزعيم وعبادة الشخصية مع نبد كل محاولة للنقد أو النقد الذاتي والمحاسبة وسيادة الأجهزة .....لينمحي تدريجيا التميز بينها وبين الأحزاب الإدارية التي توضع فقط للاحتياط وعند الضرورة . فتحل الاحزاب التاريخية محلها فتقوم بنفس الدور الذي كانت تقوم به ضمن الاستراتيجية المرسومة للعدو الطبقي . لتتغير أساليب "التعياش" حسب كل ظرف سياسي إما بلباس الحداثة والمرونة وفن الممكن وكل الادعاءات التضليلية. أو "التعياش" الفج المتخلف الواطي الذي يضعه النظام السائد دائما في الاحتياط مستغلا في ذلك كل مظاهر الفقر والأمية والانحراف ...........
وهذا ما يعاب على أغلب تنظيماتنا المسماة يسارية . إلا أن الكثير من أشباه المناضلين يتهمون من يضع يده على مكمن الداء بالعدمية والتشاؤم والنقد الهدام .....وحلمه بالثورة مجرد يتوبيا واستمناء نظريا بعيدا عن الواقع خارج ما يسموه ميدانا . و" تقطاع السباط " وفق الامكانيات " النضالية " المتاحة باسم " الواقعية السياسية " وهو ما يسموه الحداثة ونسميه تمويها وتضليلا وخدمة مجانية وعمالة مزدوجة للطبقة السائدة . وكل من حاول استعمال النقد أو النقد ذاتي يخوّنوه ويتهمون أصحابه بانهم يخدمون ما يسموه " مخزنا " ونسميه نحن عدوا طبقيا فحتى مفهوم "العدو الطبقي" عندهم اصبح من المحرمات بنفس الدرجة التي أصبحت فيها مفاهيم "المركزية الديمقراطية " و "دكتاتورية البروليتاريا " و"الصراع الطبقي ". قد " أكل عليه الدهر وشرب" . مما يضعهم حتى خارج مسمى " الأحزاب الليبرالية " لأنها لاترقى إلى ذلك مما يجعلها مجرد دكاكين بعيدة كل البعد عن مفهوم الحزب الذي تحكمه ميكانزمات ومواقع طبقية ورؤية سياسية واضحة وضوابط تنظيمية ووحدة فكرية منسجمة . تميزه عن غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية