الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !

محمد حمد

2023 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من لديه اذن شديدة الحساسية يستطيع ان يسمع صوت بافل طالباني، رئيس حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو يردّد بنشوة المنتصر:
"يا بارزاني اذهب انت وربك الأمريكي...انا ها هنا ( في البرلمان العراقي) قاعدون ! ".


بعد ان تم التصويت بالاغلبية على بعض الفقرات من المادة 14 من قانون الموازنة العراقية، ودون الضوء الاخضر من العائلة الحاكمة في اربيل، خرج السيد مسعود البارزاني شاهرا على الناس سيفه، مهددا متوعدا في تصريح خطير للغاية، ولسان حاله يقول: "كردستان ليست خط احمر بل خط الموت. اما كردستان واما الفناء". وهو يقصد في واقع الحال ما يلي: "اما انا واما الفناء".
ان كلاما من هذا الوزن والخطورة يفترض ان لا يصدر عن شخص يقال أنه صاحب خبرة وتجربة وحكمة سياسية، وغير ذالك من الصفات الايجابية. ان هذا التصريح يصدر عادة عن أمراء الحرب الذين لا يعرفون طريقا اخر للتعامل مع الخصوم الا طريق الحرب والاقتتال واللجوء الى القوة.
ولكن من غير الواضح في تهديد البارزاني هذا من هو المقصود بالفناء؟ هل هو الاقليم ام العراق ام العالم برمته؟ ربما الاسابيع او الاشهر القادمة سوف تكشف لنا من الذي سيتعرض للفناء "السياسي" قبل غيره. خصوصا وأن البارزاني وحزبه العائلي فشلوا فشلا ذريعا في تمرير مشاريعم واهدافهم الخاصة ووضعوا أنفسهم في مرمى نيران الجميع. واصبحوا محط انظار الكارهين لهم والحانقين على تصرفاتهم المثيرة للاستياء والجدل.
وكما حصل بعد فشل استفتاء الانفصال عام ٢٠١٧ لم يبخل مسعود البارزاني هذه المرة في توزيع التهم الباطلة ضد الاخرين. واولهم غريمه "الاتحاد الوطني الكردستاني" بقيادة العراقي الكردي بافل طالباني. واتهمهم بالخيانة والتآمر "مع من تآمروا يا سيد بارزاني" . يا من لا تؤمن بالتعددية الحزبية ولا بالاختلاف في الاراء والتوجهات ولا بالنظام البرلماني ولا بالنظام الفيدرالي. وتعتبر العراق بقرة حلوب او جمعية خيرية وليس وطن للجميع.
ان مفردات مثل مؤامرة وخيانة "بعض الكرد" او شوفينية البعض الآخر، هي اول "الاسلحة" الفاسدة التي يستخدمها البارزاني ضد الخصوم. وهي نفس المفردات التي استخدمت عام ٢٠١٧ بعد انفصاله الفاشل. أعادها علينا اليوم بعد أن حاول فرض شىروطه ومطالبه في الصراع الدائر حول قانون الموازنة الاتحادية.
هذا الرجل يعاني من عقدة الخيانة التي مارسها على مدى سنين طويلة. وكما يقول المثل الشعبي "اللي بعبّه صخل يمعمع". لهذا فالرجل لا يجيد سوى المعارضة والوقوف ضد الجميع عندما تتعرض مصالحه الحزبية والعائلية إلى الخطر. دأب منذ سنوات على العزف المنفرد على وتر القومية ومداعبة مشاعر الناس البسطاء في الاقليم لغايات لا علاقة لها ابدا بما يسمى ب "حقوق شعب كردستان" الذي يعاني الأمرين من حكم العوائل المتسلّطة عليه بقوة المال والسلاح.
ما زال هذا الرجل يعيش في عقلية وثقافة الستينات التي عفى عليها الزمن. واصبحت ذكريات في الكتب القديمة. جعل البارزاني من نفسه وباصرار وعناد وتطرّف حجر عثرة في طريق كل مشروع أو عمل سياسي فيه مصلحة او فائدة للعراقيين جميعا. فلا المواطن الكردي استفاد من كل "انجازات" البارزاني المزعومة ولا بقية العراقيين. ومن النادر جدا أن تراه منسجما او متفقا مع بقية القوم.
وفي آخر تصريح منافي للواقع اتهم حزب البارزاني الموازنة الاتحادية واصفا اياها بالعنصرية والشوفينية. والحقيقة لا أدري اين هي "العنصرية" في مشروع موازنة اتحادية وافقت وصوتت عليها جميع الاحزاب الكردية الاخرى؟ اليس موقفه هذا دليل على عنصريته المتجذّرة؟
والاسوا من ذلك ان رجال البارزاني قالوا انهم سوف يتوجهون الى المحكمة الاتحادية للطعن ببعض فقرات المادة 14. يا سبحان الله ! اعترفوا أخيرا بالمحكمة الاتحادية!
والفقرة التي لم تعجبهم،(فقرة 8) تمت اضافتها من قبل غريمهم، والان عدوهم اللدود، حزب بافل طلباني ونالت موافقة الآخرين. والسؤال الذي يستحق الطرح هو: باي وجه يذهبون الى المحكمة الاتحادية بعد ان نعتوها قبل اقل من شهر بابشع الاوصاف، وشككوا في دستوريتها وطعنوا في نزاهتها ومصداقيتها. الى درجة انهم شبهوها ب "مجلس قيادة الثورة" في زمن النظام السابق. وهذه الانهامات ضد المحكمة العليا تعتبر جرائم في اية دولة من دول العالم. ان الاولى بهم ان يقدموا رسالة اعتذار الى المحكمة الاتحادية والالتزام والتنفيذ غير المشروط بما يصدر عنها من قرارات تتعلق بالاقليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله