الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتضلتك° أنثى

محمد الدرقاوي
كاتب وباحث

(Derkaoui Mohamed)

2023 / 6 / 14
الادب والفن


لم تفاجئني صورها فلازالت كما صادفتها من عشرين عاما بنفس لمعان العيون العربية النجلاء ،وجمال الكحل يستنطق الإحساس بوجيب خفاق ، هو ما يميز اطلالتها بأريج من نصف بسمة تشرق على محياها ، حياء تخشى أن يشي بها خجلا ..
بعض الصور المتأخرة صارت ملمحا لمفعول الزمن لكن مع سمنة خفيفة قد زادتها جمالا واثارة .. إثارة لأعماقي ، ففي نظرة واحدة صارت لي ولوجا صدريا بكل تمظهرات العشق والهيام ..
مسحة الحزن في عينيها جمال من نظرة نعسى تسم إطلالة سحرها وبهائها ، هي نفس الاطلالة التي شدتني يوم صادفتها في "مقهى ستوكهولم "تجالس رجلا وله كانت تقرأ شعرا فيهتز بانتشاء كمن يستعيد فنا ارثيا من مقاهي الغناء البغدادية.. كان الرجل يتملاها مأكولا بسحرعيونها ،أوتحركه الغربة بمس من روعة طلعتها ..
أذكر كيف انشغلت بالرجل ،وجَذْبة من فلسفة حضارية تحركه بحقيقة ذكرى هي ما اكتشفه في جليسته البغدادية ، أوهي نغمة النهوند كمقام عراقي تهزه بنشوة تفجر فيه لذات احساساته ..
"أنثى تملك مما وهبها الخالق مالم تحزه غيرها هو ما قرب الرجل منها وقد أدرك أن ما يسكنها من ابداع لايمكن أن تمحوه سطوة أو يلغيه تحكم مقيت وهي كأنثى فاثرها فيه بليغ وليس مجرد "جسد لدمية "قد تحركها الكلمات بصوت ؟"
إن ما كان يحقق غبطة جليسها هو نوع من الانفتاح الوجودي ،إشراقة محياها المجلل ببهاء عيونها الكحيلة الواسعة ، وصوتها الرخيم الملائكي ترتل به شعرا يتفتت الصخر من جماله فأحرى وهو يغزو أسماع جليس به يهيم بهزات من وجد كمتصوف في غمرة ذكر بجَذْبة ؟..
"أي سحر أشد من عيونها فتكا وبهما قد أضاءت في صدري شموعا ؟
هل اهتدي يوما بتلك الشموع ؟ ويصير صباحي بلقائها يجلي معنى ؟
أتذكر يومها كيف اقترب منهما "شاب في يده كاميرا "وقد انفعل بالرجل وهو يشد رأسه بنشوة وسواد عينيه يغيب في بياضهما ، ثم كيف انتبه الشاب الى عيونها وهي متدامجة بما تقرأ فانسلب ..غاص فيها مبهورا بالسحر يومض في عيون عربية فشرع يصور تلك العيون خلسة .من زوايا مختلفة .
تنتبه اليه فيغيضها أن يلتقط لها فضولي ربما يكون "سيد الثعابين" ممن تكاثروا على البوابات صورة بها قد يشيع الزيف والكذب بتشهير ،فحولت النظر الى الجهة الأخرى حيث كانت إحدى "نساء المدينة " تهم بأغراء رجل غالبه السكر.. كانت امرأة الليل تعيش حياة أخرى كمخلوق غريب بعيد عن نبضات الجمال من ابيات الشعر التي تشنف بها الأديبة اسماع جليسها ،ولا المصور الذي تسمر في مكانه يقتله توق لالتقاط صورة فيترقب عودة التفاتة من شاعرته التي حولت مجراها عن جليسها ..
وحدي المتيم قد انزويت مسلوبا بقد فاتنتي ،بتقاطيع جسدها وانسياب أعضائها كقطع متناغمة يمتد ماضيها في حاضرها فيمنح لجمال العيون صدى تكامل ماخلق الله فيها ..
يومها خرجت من المقهى وليس في صدري وعقلي غير صورة أنثاي وقد تيمتني عيونها.وانسكابات تقاطيعها كأنها بازميل عاشق حساس قد تم نحتها ..
من تكون ؟ وأين تقيم ؟ وبمن أستنجد للوصول اليها ؟
ليتني أعرف لها ايميلا فأراسلها أو أجد اثرا لها في أحد الوسائط فاخاطبها عبره ..
على وسادة ليلي شغلني سؤال هز نفسي بأرق :
هل الإمعان في النظر اليها و متابعة سلوكها وهو يتغير بين جذبة سامع منتش بدرر شعرية ، و بين ردة فعلها من شاب مصور هاو يلتقط صورا لجمال عيونها ، ثم من حرية تغبط عليها امرأة ليل تعيش عمرها بالطريقة التي اختارتها ، هل الإمعان فيما فكككت من سلوكاتها داخل "المقهى" مايبيح لي مطاردتها بعشق ؟
قد تكون متزوجة ؟ أو قد تكون أما ؟ أو تكون "سيدة قصر" أكبر من أحلامي اليست نظرتي اليها لا تعدو لقطة أو لقطات متعلقة باللحظة التي رأيتها فيها ؟ ألا تكون لها لحظات أخرى غير ما رأيت ؟ فيها لم أفكر في عمر فعمر الانثى لدي يولده رجل بسحر أنامله ورطب لسانه ، حنوه وصدق وفائه ..ولا عنها حركني سؤال عن حالة وموقع ، بل كل ما فكرت فيه أنها أنثى وأنها موهوبة بجمال وأنا لها عاشق ،ولن ألاحق أنثى ملاحقتي لفعل، لاني مسؤول كرجل أن أحارب الوهن واسمو بقفزة واثبة لجبر الهشاشة ، بمعنى أن أكون لها انسانا لانسان .
صورة عيونها فقط هي ما يطبق على فكري وتفكيري وهي صورة معزولة عن بنيتها العقلية والنفسية والوجدانية ؟ ربما هي أنانية مني ، فكيف أنساق اليها وأنا بحرية المرأة مؤمن ، ايماني برأيها ورغبة اختيارها ؟ من يدري فقد تراني فلا يعجبها شكلي وقد أكلمها فلا يروق لها فكري ولا منطق لساني ..
أليس من أزمات الرجل والمرأة هو رؤيتهما لبعضهما كقضية ونقيض وهيمنة ذكورية ترهب المرأة فترتمي بين أحضان رجل قبل ان تكتشف دواخله ؟
أو خنوع أنثوي اغترارا بمظهر أوثقة باقوال كاذبة ليس هو حقيقة الرجل فتجد الانثى نفسها في وحولات القهر او الضنك او الطلاق ؟...
لو نلتقي وبيننا "باقة ورد" نستمد منها المعنى والاحساس و فلسفة الألوان فنتبادل الرأي في صراحة بلا خجل من واقع ولا مزايدة عن موجود فمن النقاش يتبدى ضعفنا وقوتنا ، مميزاتنا ومساوئنا ثم نترك الانطباعات تتولد صور تفكير وتحليل ثم نعلن قناعتنا ،عندها أقول لك:
أحببتك وانا لك غطاء وتقولين لي بك اقتنعت وأنا طبق حياتك ..
طيلة ليله وعيونها هي ما يؤرقني ، وكم حاولت أن أقنع نفسي أن الصورة التي أخذتها عنها قد تكون عرجاء ينقصها اليقين ، لكن هل يخونني حدسي؟
أذكرها ، ولها أقرأ ، فلاأزداد الا يقينا أن جلسة مناقشة موضوعية معها قد تحقق لي رغبتي فيها كما لها تحقق قناعتها اذا كانت خالية من موانع الارتباط..

°أختار واصطفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات