الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الطفولة العالمي والطفولة في العراق

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يصادف يوم الثاني عشر من شهر حزيران اليوم الذي حددته واتخذته منظمة الأمم المتحدة يوم الطفولة العالمي الذي اتخذته ونادت به من أجل بذل أفضل الجهود في مكافحة الواقع المؤلم الذي تعيشه وتتعرض له الطفولة إلى الاستغلال بكثير من دول العالم من أجل أن تقتدي به وتدرك الدول معاناة الطفولة واستغلالها في سوق العمل والاضطهاد الذي يخالف القواعد الإنسانية والعدالة الاجتماعية حيث اتخذت الأمم المتحدة هذا العام عنوان (من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لإنهاء عمل الأطفال) وفي ضوء تلك الغاية الإنسانية النبيلة دعت الأمم المتحدة في هذا اليوم العالمي لإنقاذ الطفولة ومكافحة استغلال الأطفال في سوق العمل وإنهاء معاناة الأطفال التي منعتها العهود والمواثيق والاتفاقات الدولية المتخصصة والمهتمة بكل ما يتعلق بالأطفال والطفولة البريئة.
إن ظاهرة عمالة الأطفال في السوق العراقية ليست جديدة وإنما هي قديمة لأنها مرتبطة بظاهرة الفقر والحرمان والجهل إلا أنها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 تفاقمت وأصبحت عميقة وشديدة وكبيرة بعد أن ساد الفقر والجوع والبطالة عوائل كثيرة من الشعب العراقي وفشل وتراجع التربية والتعليم في العراق وقيام الجامعات العراقية تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة ونتيجة الفقر المدقع الذي أصاب العائلة العراقية وظاهرة الطلاق الكبيرة التي انتشرت بين العوائل العراقية فأصبح ولي أمر العائلة يغادر بيته مع الفجر إلى سوق العمل راكضاً ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته وحتى بعض ربات البيوت اندفعن للعمل كخادمات أو بيع الخضروات أو متسولات من أجل مساعدة رب العائلة في توفير لقمة العيش وبرزت إلى الوجود في العراق ظاهرة العوائل المتعففة مما دفع اولياء الطلبة إلى سحب أطفالهم من كراسي الدراسة ودفعهم إلى سوق العمل عتالين أو بائعي أكياس نايلون أو متسولين وهذه الظاهرة أدت أولاً ابتعاد رب الأسرة وربة الأسرة من مراقبة ومتابعة أطفالهم وسلوكهم وتصرفهم وثانياً أصبح الأطفال سائبين في الشوارع والطرقات بعيدين عن رقابة الوالدين ورعايتهم أدى إلى اختلاط الأطفال مع الأشرار ومافيات التسول والسرقة والمخدرات وسوء الأخلاق وهذه الظاهرة شملت الأطفال بشكل خاص واستغلالهم من الآخرين وقد أدت ظاهرة الطلاق وابتعاد الأب عن أولاده وعجز الأم وجهلها من متابعة ومراقبة أطفالها ساعدت في المشكلة والشذوذ الجنسي والانفلات والفساد الأخلاقي وتفشي الجريمة إضافة إلى الأمراض والعقد النفسية ... كما أن ظاهرة أطفال العراق توزع بين المشرد من أطفال الشوارع والنازح والمهجر وفيهم تطفو ظاهرة عمالة الأطفال في ميادين لا تتلاءم مع أعمارهم وأصبح فاقدي الضمائر في ابتزاز الأطفال بوحشية وتعسفها ومصاعبها وفي حديث للدكتور حسين علي العزيز رئيس جمعية علم النفس العراقية قبل عقد من الزمن أن جيل الأطفال الآن سوف يصبح أشر وأعنف جيل في تاريخ العراق لما لاقاه وتعرض له من ظروف قاسية ومعاملة غير إنسانية وعقد نفسية ...!!؟؟ ومن خلال ذلك إن ظاهرة الطفولة العراقية التي تتعرض بالشكل والصورة التي حضرتها القوانين السماوية والوضعية والأمم المتحدة بالعهود والاتفاقيات الدولية يجب أن تنتهي وخاصة مع الأوضاع المستجدة لظروف من خلال الواردات الكبيرة للعراق الغني لموارد ثرواته الطبيعية وأول الأمر يكمن ذلك في الارتقاء بمنطق توزيع عادل وإنساني للثروة وتحسين ظروف طبقات الشعب الفقيرة وفي أول الأمر القضاء على الفساد الإداري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه