الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر البارتي والذهنية المناطقية التكتلية.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 6 / 14
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


بالرغم من إنني صرحت أكثر من مرة وبأكثر من مناسبة؛ بأنني ضد الفكر المناطقي وكذلك الحزبي القبلي المنغلق، إلا إن واقعنا وللأسف ما زال رهن تلك العقلية المناطقية الحزبية وحتى القبلية العائلية وقد توضح وانكشف ذلك بكل جلاء في المؤتمر الأخير للبارتي؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا حيث نتائج الفرز لانتخاب أعضاء اللجنة المركزية الجديدة كشف عن هشاشة الفكر المدني السياسي في مجتمعنا وضمناً داخل تعبيراتها الحزبية السياسية وذلك لصالح الانتماء والولاءات المناطقية والتكتلات الحزبية حيث تم استبعاد أعضاء الأحزاب التي انضمت للبارتي في المؤتمر السابق لصالح أعضاء البارتي وأيضاً هيمنة جهة مناطقية بحيث الأغلبية القيادية جاءت منها وهذا ما سيشكل عبأً تنظيمياً حزبياً في مقدرة القيادة الجديدة على المهام والواجبات الحزبية التنظيمة بالاضافة إلى خلق نوع من الحساسية داخل الحزب بين التكتلات المناطقية والجهوية.

طبعاً لم أكن متفائلاً بما سيفرزه المؤتمر وذلك بحكم معرفتي بالعقلية السائدة داخل الحزب وبالأخص قيادتها التقليدية، لكن لم أكن أتوقع أن تكون النتائج بهذه الكارثية بحيث يتم استبعاد باقي المناطق والكتل الحزبية من القيادة الجديدة لصالح تكتل معين أو توافق بين أكثر من كتلة وهو أمر معروف داخل أحزابنا حيث يتم التنسيق بين بعض التكتلات لاعطاء الأصوات وابعاد كتل أخرى من المنافسة وهنا أتذكر تماماً ما حصل قبيل مؤتمرنا العاشر عام 2007م حيث وبعد أن حاولت القيادة السابقة في عفرين حينذاك على اعادة تشكيل التنظيم ليكون لصالحهم بحيث وضعوا 50 رفيقاً -ولائهم لهم- في فرع، مقابل 450 رفيق -يشكون بولائهم- بالفرع الآخر بجنديرس بحيث يصبح تمثيل الخمسين مساوياً لتمثيل 450 عضو في الذهاب للمؤتمر، مما جعل الرفاق يستعينون بي لحل الاشكال وقطع الطريق عليهم وفعلاً اتصلت حينها بالمرحوم نذير مصطقى؛ سكرتير الحزب وهو بدوره طلب مني أن أذهب إليه في القامشلي ومعي عضوين من الفرع ومسؤولهم في المنطقية وفعلاً أخذتهم وتم حل المشكلة وتوبيخ بعض الرفاق بالقيادة والمسؤولين عن ذاك الاشكال.

لكن الموضوع؛ موضوع التكتلات لم يتوقف هنا وخاصة بعد تدهور صحة الأمين العام؛ الراحل الأستاذ نذير وغيابه عن حضور فعاليات المؤتمر حيث بدأت التكتلات داخل الحزب تنشط وتنسق فيما بين بعضها ولمن يجب أن تعطى الأصوات دون الآخرين، ومما جرى وكنت جزء منه -أو تم اطلاعي عليه من هذه الألاعيب الحزبية- كان ذاك الاتصال الذي جاءني من أكثر من رفيق قيادي ومنهم الراحل الآخر: توفيق عبدالمجيد؛ عضو اللجنة المركزية وكاتب مقالات حكيم بشار وسكرتيره الخاص حيث اتصل بي وكانت تربطنا علاقة صداقة جميلة وكذلك العمل الاعلامي في جريدة الحزب المركزية؛ صوت الأكراد، حيث طلب أن ننسق معاً بحيث نعطي الأصوات لبعضنا ويقصد كتلتهم بقيادة بشار مع الكتلة التي ولاءها لي في عفرين، طبعاً عفرين كانت منقسمة بين أكثر من كتلة -كتلتين على الأقل بحيث يمكن أن نسميهما بالحرس القديم والجديد- ولكنني رفضت طلبه معللاً ذلك بأنني عندما انضممت لصفوف البارتي لقناعتي بأن ولائي سيكون للحزب وليس لتكتلات حزبية.

طبعاً موقفي السابق وردي على طلبات التنسيق والتوافق مع التكتلات داخل الحزب أثر كثيراً على نصيبي من الأصوات داخل المؤتمر وكذلك كانت لمواقفي وآرائي تأثيرها أيضاً بالاضافة للحرس القديم المهيمن في عفرين حينئذ حيث كان هناك تخوف من توسع الحزب داخل المنطقة وانضمام شريحة واسعة من النخب الثقافية وبأن يكون ذلك مقدمة لخسارتهم لمواقعهم الحزبية في القيادة ورغم كل ذلك دخلت اللجنة المركزية كعضو احتياط بدايةً، ثم كأحد الأعضاء الأساسيين في اللجنة المركزية وذلك عوضاً عن الصديق الراحل نصرالدين برهك والذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة وللأسف وكانت خسارة كبيرة للحزب والحركة والقضية الكردية.. ما أردت قوله وكخلاصة لما سبق؛ بأن العقلية والذهنية التكتلية الحزبية والمناطقية ما زالت سائدة داخل أحزابنا مقابل غياب أو تهميش الفكر السياسي المدني وللأسف وهذت ما يجعل الانشقاق داخل الحركة تكون مناطقية تكتلية وكل ما نأمله أن تتخلص الحركة ومجتمعنا من تلك الذهنية وإلا ستكون لها تبعات وعواقب كثيرة مضرة بقضايانا الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في