الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 9 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 6 / 14
الادب والفن


اسابيعا قضيتها بين اسرتك في صنعاء . . بعد عودتك الاخيرة ، واعدت تربيط مساحات وجودك التي فرضت نفسك واحدا من اوساطها المتعددة – لن تكذب أن تعترف بسرور كان يجيش في صدرك ، لم يعد هناك من يجرأ أن يصادر عن اسمك لقبك العلمي . . حتى ممن تعرف انهم كانوا مجبرين واخفاء ما يخفونه في سرهم من نقمة وغيظ أن يتم التحدث معك وفق لقبك ، خاصة وانك اوصدت الابواب على أي تقول بعرض نتائج امتحاناتك بالامتياز والدفاع بدرجة الجيد جدا مرتفع ، غير عرض أطروحتك كأول اكاديمي في المجال الدقيق الصعب وبموضوعة السرطان ، . . حتى عرضت فلما تسجيليا لجلسة الدفاع التي امتدت لثلاث ساعات ونصف . . باللغة الانجليزية . . ووزعت نسخ اقراص لها . . .

- في اخبار . . ستفرحك ، من وزارة التعليم العالي .
- خير إن شاء الله .
- وافق الجانب العراقي الافراج عن شهادات الخريجين ، واخراج وثائق النتائج لمن لم يكملوا دراستهم ، ل . . لكن يحتاج ذلك الى وقت أن يصدر قرار رسمي بذلك – خلاص . . جهز نفسك للبدء في الترم القادم ، سنعتمد عليك اشغالهم في صنعاء .

قالها رئيس الجامعة بتفاعل جم . . كما لو أن الامر يخصه شخصيا ، تبسمت وبادلته احاديث مجاملة وملاطفة وأنا موجودين في خدمته لرفع اسم الجامعة عاليا و . . بتجاوز لكل الجامعات اليمنية . . حتى العربية – نحن قادرين على ذلك . . بس قرر انت – لحظات من الزهو انتابتنا جميعا ، الرئيس ونائبيه والامين العام ومدير عام الشؤون المالية والمشاريع – كانوا من الحزب الحاكم – فالدكتور صخر عبدالواحد . . الذي يضج الجميع منه ويشكون و . . يلعنوا الوقت أن يكون عاملا في المكان تحت مسئوليتهم . . يظهر عليه قد نضج – او نضجته الظروف بعد عذاب طويل – واضح قبوله للترويض ، لا نشد عليه كثيرا و . . لا نرخي الخيط له – كانت نظرات السعادة المتبادلة بينهم . . يمكن للمرء أن يحس بها ، وغمرني شعور الارتياح . . لإجادتي اسلوب التعامل المعمم راهنا ، قليلا من الاطراء والايحاء بالتقارب . . قليلا من لغة الود وحركة الوجه والجسد و . . قليلا من الايهام بأنك طوع الامر . . لكن بما ينزل من قيمتك او التباهي عليك – لم تكن يوما تتصور أن تقبل سلوكهم ذاك . . لا أن تتفنن يوما بعد يوم على ذلك – يبدو أن رجوعك الى العمل السياسي وتقلد درجة المسئولية الحزبية في العراق وفي محافظة تعز . . عدلت طرقك التي كانت تتسم بالحدية في حكمك وتعاملك مع من يرتسمون لك كخصوم ، كنت تجلد من كافة الاتجاهات والزوايا . . وتجمع أعداء تلو الاعداء ، تقابلهم بثقة الواقف امامهم . . ويقابلونك بالود الظاهر . . ولا تجد بعدها مسالك سيرك غير معبدة . . يغلب عليها طين وحلي . . يتجاوز حد اعاقة تقدمك . . بل يهددك بفقد شيء منك . . .

اكثر من شهر قضيته في صنعاء ، كان الوقت الملائم للانتقال الى تعز ، كان قد طفح الكيل من تحمل مالكة البيت المحوش بمساحة كبيرة . . والمؤجرة الطرحة التحتية لزوجتي واطفالي قبل وصولي ، لا تقبل مجيء أي زوار . . حتى اخوة زوجتي او اخوتي لعدم وجود رب العائلة ، كانت ذات مزاج استبدادي . . تكرر قطع الماء او الكهرباء إذا ما أتى لمزاجها اختلاق المناوشة . . دون سبب . . فقط لأن امها زارتها الصباح وتواجد احد اخوتها عصرا – كان للطرحة السفلى ممرا وبابا خارجي منفصلان عن بوابة وحوش سكنها – تعيش بعزلة موحشة مع ابن ابنها الذي سافر هروبا من الاسرة وانقطعت اخباره من اكثر من عشرة اعوام . . بعد ان طلق زوجته – لأسباب لا اخلاقية كما قالت – وترك ابنه معها من عمر السنة . . الى جانب ابنها الداخل عمره في العشرين – اسرة غير سوية نفسيا . . تلمس ذلك من اللحظة الاولى ، توقفا الولدان عن الدراسة منذ البدء ، شخصيتهما مهزوزة بأذهان فاضية سوى العيش بما تأتي به الايجارات . . وراتب شهري من الدولة لكونها من بقايا الاسر الملكية القديمة المذهبية التي كانت خزينة الامامة تنفق عليها و . . تمنحها تمليكا من اراضي الاوقاف – لم تؤجر إلا لامرأة قادرة على دفع الايجار – كانت قد تحدثت مليا في الفترات الاولى من سكن زوجتي وببناتها الثلاث بين السابعة والثانية من العمر ، كانت تقول أن لها ابنة متزوجة واخوة واهل . . متقاطعة معهم ، لا يزورها احد ولا تزور هي احد . . انهم يتآمرون على املاكها ، ينتظرون موتها – ادركت زوجتي لاحقا أن كل قصصها تلميحات لشروط غير معلنة . . أن تكون جارية لها ، تأخذ طلباتها بإحراج من الاحتياجات اليومية التي لا تتوقف طول النهار ، تأتي بمجرد جهوزية الغذاء المعد – لمعرفتها بزمن عودة سناء من العمل مصطحبة البنات من الحضانة والمدرسة . . وصعود رائحة الطبخ – لم تكن تشتري شيئا ، كانت تظل حتى الرابعة عصرا . . كروتين يومي على سناء ان تنفقه معها حتى يأتي موعدها لنوم القيلولة ، محرم يرتفع صوت أي بنت او تلعب في الممر من ذلك الوقت حتى الليل – تضايقت سناء بعد مرور اسابيع ثلاث ، كانت تتناول وجبة الغذاء عند امها وبناتها وتعود عند الثالثة والنصف . . لتنام واطفالها ، كانت تعطيها مرتين او ثلاث من الطلبات . . وتعتذر بعدها عن وجود ما تسأل عنه – تغير سلوك المالكة بشكل مرضي ، حتى علمت ابن ابنها على اطلاق كلبهم الاسود الكبير لإخافة البنات – اخبرتها سناء أنها تبحث عن سكن اخر وستنتقل اليه في بداية الشهر القادم . . كانت تنتحب عن تركها – اين الانسانية . . أنا اسفة إذا عسيتك بشيء ، خلي امك تجي بكره ونجلس معها – مرارا نفس الامر يجري – كان وصولي في الوقت المناسب لرفع العبء ومسألة الانتقال الى سكن اخر . . .

***
حقبة الامن السياسي انتهت . . باغتيال رئيس الجهاز ، الذي اصبح رمزا مرعبا لبقاء الرئيس مستقبلا ، قسم الى ثلاث تكوينات . . تمنع وحدة قوته كما كانت سابقا و . . استبدل بأمن الرئاسة ، الذي ظل خاصا بالرئيس وعائلته بينما ادمج جهازي امن الاستخبارات بعد الوحدة . . لتفتح الحريات وفق الاشراف الدولي على اتفاقية الوحدة – كانت حرب 1994م النهاية الاخيرة لمعاناة النظام الحاكم الفرد المطلق في وجود قوة سياسية حزبية ذات جناح عسكري ، تم الاستيلاء على كافة وحدات الجيش والامن والقوات المسلحة ، يوضع اخوة الرئيس وابنائه على كافة اركانها الضاربة . . الى جانب ظله القبلي علي محسن . . المشاع اخوته من امه – تركت ابنية هيكلية الدولة للنهب والتنفد المطلق على المقدرات من خلال شغل المناصب العليا وشبكات الفساد من الاعلى الى الاسفل – تدافع الكثير لعضوية الحزب الحاكم من المنسبين لقوى اليسار والتيارات القومية التي مزقها النظام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة للناصريين . . واعاد تفريخها كسند ضمني لحكمه وبخطاب معارض – كانت رموز قيادية كبيرة التحقت علانية بالولاء له والانضمام الى قيادة حزبه ، وكثرة قادة موالين سرا تركوا داخل احزابهم الديكورية وفق المقررات الدولية الفارضة على النظام فتح التعددية وقبول الاختلاف وحله عبر الحوار السلمي واعتماد التسامح السياسي ، أما الرافضين لبيع انفسهم – من الدرجات الثلاث لسلم القيادة الحزبية – احتلت بيوتهم وممتلكاتهم قد صودرت وركنهم خارج الوظائف سنوات طويلة واذلالهم في المتابعة على رواتبهم بدرجاتهم المستحقة قانونا . . ليكونوا محالين الى التقاعد – كان الكثير من الكوادر المتعلمة بأرقى الدرجات قد احيلوا ايضا الى المعاش ولم يقضوا . . حتى نصف الفترة القانونية في الخدمة و . . ما رالوا شبابا دون وظيفة او عمل . . إلا من احتاط ماليا من فترات عمله الماضي . . ليهاجر او كلاجئ الى بلد آخر . .

لا تستطيع الجدال بأي شيء ، فكل الاوساط النخبوية والعامة قد اثقلت بالتفرخات من الانتهازيين والباحثين عن فرص الانتفاع . . والحشد غير النظامي التابع للرئيس وعائلته والمشيخات والقيادات العسكرية والمدنية الخادمة لرأس النظام علنا فوق القانون والدستور – لا تستطيع الجدال في شيء ، نعم تغير الواقع ، لا اعتقالات ولا مطاردات سياسية ، لا نزعات للتقاتل ، ديمقراطية . . قل ما تريد – هل كان الوضع هكذا . . ! ! – هل العلة فيك أم في الاخرين ، يلحون عليك لطرح ما تراه – في أي امر كان – كما اعتادوا أن يتوقعونه . . دائما تخالف الجميع ، تجدهم حتى بعد قول كل ما عنده واصرارهم عليك . . تجد كل واحد جاهزا لمقاطعتك مع اول جملة تلفظها ، يذهب من ادمغتهم ما أدلوا به قبلا . . ليغرقوا في معارضتك – كنت قد تعلمت من تجاربك تكرر هذا الامر ، اصبحت تستمع حتى اخر متحدث قال ما عنده ، بل واحيانا إذا لم يطلب رأيك . . واصبح كل متحدث يكرر قوله السابق أو قول غيره بعد أن تكلم عدد منهم للمرة الثانية والثالثة . . تطلب طرح ما عندك ولكن دون مقاطعة – ما ترونه واقعيا من تحقق بعض المتغيرات . . ليست سوى شكلية ، لا تعد حقائق ح . . حتى رغم ملموسيتها عندنا – بسخرية اكثر من شخص يقاطع ، من يقول كيف ما نقوله واقعيا بالمحسوس . . وهو ما يستند عليه العلم في ادراك الحقائق . . ثم تقول أن ما نلمسه حسيا وواقعيا ليست الحقائق ولكنها زيف حقائق . . أي اوهام – انت تعقد دائما حتى الامور الواضحة لتثبت اختلافك عن الاخرين – صوت اخر يدخل مباشرة عند نهاية جملة من سبقه . . تواضع واعطنا على عقولنا لنفهم ما تقول ، يقول اخر . . طريقة كلامك الغامض او المعقد لا يدلل على العلم ، فكلما زاد المرء علما زادت بساطته في طرح رؤيته . . وبلغة بسيطة مختزلة ، أم انك تسعى الى الاختلاف دوما . . من اجل الاختلاف . . توهما بالتميز عن الاخرين – أنا لم اخطئ قول أي واحد ممن تحدثوا . . أو قللت من طرحه ، ادلي ما أراه مثلكم ، من يشاء يتعرض لقولي . . حتى يسقطه ، لماذا تحتارون في طريقتي وشخصي بدلا من الوقوف على الرؤية التي اقدمها – صمت واصوات بعض الصائمين عن الحديث يطالبون الاستمرار في حديثي – مثلا الديمقراطية التي نعيش في ظلها اليوم . . وإن كانت ناقصة حسب قولكم لحداثة التجربة ، الديمقراطية ليست كما تسوق عربيا . . أن يقول كل انسان ما يشاء ويعارض او ينتقد الحاكم والنظام . . ولا يتعرض للاعتقال والتعذيب أو الاخفاء – هذا ما تعتقدون جزميا بوجود تغير حقيقي في الواقع . . لأنه لم يكن ذلك ممكنا في السابق – اولا الديمقراطية هي تعبيرا اجتماعيا حقوقي عام وخاص نخبوي ممارس سلوكيا ، بمعنى أن الفكر او القول إن لم يكن له فعل اثر تراكمي في الواقع . . فإنه يكون كلاما مجردا للاستهلاك فقط . . لا قيمة له ، انظروا كل الآراء والكلام والمعارضة الصوتية . . هل نقلت المجتمع والحياة من بعد الوحدة الى الان كواقع افضل مما كان عليه سابقا – هذا التساؤل عليكم الوقوف عليه مع انفسكم بتجرد من تصوراتك القبلية – فديمقراطية الانتخابات تفرغ من مضامينها ليحمل اسلوب الاقتراع مضامين لإعادة تنصيب الحاكم الفرد المطلق وإعادة تثبيت الفساد المنظم بشبكية اكثر تعقيد ، ح . . حتى المواطنين المتشكين من المظالم . . يعيدون انتخاب ظالميهم والمفسدين الذين لا يغرب ذكرهم من افواههم . . قبل الانتخابات – يقاطع احدهم مجددا كحكيم يطلب الرد . . ثم واصل كلامك ، هذا بسبب الجهل والامية – يا عزيزي وما تقول عنه في اوساط النخب الاعلى تعليما وثقافة . . أليس هو ذات الامر يحدث ، إن ما تلوكون من زيف الوعي فيما تدافعون عنه بمسمى الديموقراطية الناشئة . . هي هكذا تحتويها كثير من العيوب ، لكنها ستتصحح مع تقدم الوقت – انها كذبة مفرخه يجب العمل بها كسمة عصرية بتحكم بلدان المركز الغربي . . لتعميم نمط الحياة الامبريالية على البلدان النامية والاقل نموا من العالم ، وذلك بعد غروب الصراع الأيدولوجيا عالميا وتسيد نظام احادي على العالم وهو الرأسمالي ، . . إذن فإن انتهاء بوليسية النظام لقمع الآراء . . وتقبل التعددية كقبول بالآخر المعارض ليس امرا افرزه الواقع والتجربة و . . لكنها شرطية دولية بإشراف وحماية اممية ملزمة كل البلدان الاعضاء العمل بها ، وبخبراء منها لتحافظ على انظمة الحكم الذين تريدهم . . يحدثون الثغرات للالتفاف الاجرائي عل الممارسة الديمقراطية بما يظهرها شكليا صحيحة وإن وجدت بعض الهنات – لا توجد ديمقراطية مثالية مطلقة – تعيد انتاج الواقع السابق بذات الشخوص او نوعيتهم . . وبتذرع شرعي قانونا ومبرا عن ارادة الشعب . . دون قهر او ضغوط تفرض على المنتخبين – فالديموقراطية المتخيلة مجردا في رؤوسكم حالة ارقى . . ترتقي بالحياة والواقع وحتى قيم الانسان . . بما يجعلهم غير بعيدين ومتخلفين عن الشعوب الاخرى وحياتها وانسانها – إذا شوفوا الحقيقة التي هي ملموسة ومحسوسة لكم ولكنكم تتغافلون عنها ، الانسان بسبب صعوبة الحياة . . ليجد فرصة او اكثر . . تحول ليكون اداة تابعة او بوقا او متزلفا لهذا او ذاك من النافذين ، يضر غيره من ظل متمردا لنيل الثقة ، من اجل اخذ حق من الحقوق بترك القانون والوعي الحر ليحتمي بشيخ او صاحب سلطة – هل هذا تقدم بإعادة تكريس الاعراف والتقاليد الضامنة استمرار القديم المتسيد بالقوة خارج القانون والدستور ، كيف لديمقراطية الحداثة أن تلغي القيم الحقيقية للإنسان والمجتمع . . كالعمل وطبيعته والقدرة الخاصة بين الافراد . . ليصبح قيمته بما يملك وإن كان مصدره مشبوها ويعرف عنه الرخص في مواقفه وتعامله مع اسياده ، تقولون هذا . . فهو دليل على الذكاء . . فقد عرف الواقع والحقيقة ونفع نفسه ، افضل من أولئك المدعين بالعلم والمعرفة والوطنية وما عندهم حتى ما يكفي لعيشهم ، انهم واهمين سذج . . يعيشون في ابراجهم العاجية ، بعد وقت يجدون انفسهم . . حتى التقدير لهم قد نسي عند الناس والمحيطين بهم . . .


مجددا اكتشف نفسي ذلك الغريب داخل بلده ، رغم كل ما تسلحت به من معرفة عميقة حول انسانه ومجتمعه وحياته المحكومة بلجام خارجي ، وجدتني تعديل الكثير من طباعي وسلوكي وتعاملي من فهمي القديم . . لأكون متكيفا مع الواقع وتسيير دفة الحياة بمرونة نحو المستقبل ، خاصة وأنه اصبح لي وضع جديد يفرض التعامل معي على اساسه ، وجدتني تائها كإنسان محدود الفهم . . يغرق في شبر ماء ، مجاراة السائد – حتى لا تكون غريبا او منبوذا – لا يسير حياتك نحو الافضل . . وفق ما ترسم الوصول اليه ، نعم يحقق لك ظاهريا تقبل الاخرين لك ، لكنه فيما هو مخفي تستنطق كل مساوئ القديم كالكراهية . . العداء . . الحسد والتآمر ، تسلط القوة فوق القانون والنظم المسنة . . وما هو ابعد منها . . يسير حياتك نحو التماهي مع ما هو قائما . . لتجد قيمتك تتضاءل تدريجيا و . . تبتعد عن كل ما كنت ترسم الوصول إليه . . وبشكل واقعي – وإن كنت تجد الكثير من حولك من يغسلك بالكثير من الاطراء والاعلاء من قدرك . . ظاهريا ، حتى ممن تعرف يقينا ما يخفيه من نقمة او غيرها – بالمقابل إن عدت الى حقيقة ذاتك في اتخاذ المسلك الصحيح . . ما دام التكيف يذهب بعيدا عن حقك وقيمتك وما ترنو إليه ، . . فإنه يعيدك الى مربعك الاول الذي جلب لك الضياع والتشرد وفقدان من تحب أن تراهم محيطين بك ولا يستغنون عنك – إنك في حيرة سقيمة ، كذب من خدع الاخرين أن هناك طريقا تؤدي إلى روما – اليمن دون بلدان العالم ببشرها ، لا منطق يحكم حياتها . . واقعها وانسانها ، تمر عقود وقرون . . يؤمن الموجودين في فترة زمنية – بشكل قطعي – أن الحياة تطورت وتغيرت كثيرا عن ما مضى ، فتجد إذا ما صفيت إلى عقلك متأملا خارج مؤثرات الواقع الذي تعيش فيه . . تجد الجمود هو الحقيقة . . وإن تحرك عقرب الوقت في التاريخ البشري ، فمضامين القديم مازالت هي القابضة على الحديث الراهن . . ولكن بأردية الزمن الراهن للوجود البشري ، لا وجود لإنسان دون مجتمع . . ولا وجود لمجتمع بلد أن يكون معزولا بإطلاق عن مجتمعات بلدان اخرى ، وهو ما تؤكده افكار العلوم الانسانية من القديم الى المستقبل المفتوح للعالم البشري . . بلا وجود لحضارة او ثقافة خاصة لشعب من الشعوب إلا وتحتوي في رحمها من مزج تفاعلي تلقيحي لحضارات وثقافات تخص شعوب اخرى – وجدت نفسك لا إراديا تعود الى دورتك المعتادة التي اصبحت سمة ملازمة لحقيقة وجودك ، استقطاع مساحة من وقتك شبه اليومي . . لتغرق مجددا في حالة الطفو مع نفسك – طالما كانت قاعدة لا إرادية تعيدك الى التوازن مع نفسك و . . تمنحك فسحة لإعادة تقييم ما تسلكه وتعديله بما يحافظ على تكيفك و . . لا يمحي حقيقة ذاتك التي لا تقوى على نسيانها او تجاهلها . . إذعانا كمجاراة للآخرين ، البس ما يعجب الاخرين ، تعامل وافعل وفق ما يتعامل الاخرين أو ما يحكم به الواقع ، لا تخرج عن الجماعة فتصبح منبوذا ، كن مع اخيك على ابن عمك . . ومع ابن عمك ضد الغريب . . وإن كان مخطئا او ظالما ، تقبل الضيم ما دام مستحكما . . لتعيش . . مثلك مثل الاخرين وإلا تضر نفسك ، إن لم تنفع نفسك بأية طريقة كانت . . فلن ينفعك الاخرين . . . .

شهر قضيته في تعز ، خمسة محاضرات تعارفيه ومقدمة تعريفية للمقررات التي سيدرسها كل من طلبتي المرحلة الثالثة والرابعة من اقسام كليتي العلوم والتربية من بداية العام القادم – كانت مخيبة للآمال ، فمجالات حيوية دقيقة وفي البيولوجيا العامة والمرضية – كانوا قد درسوها أو مقبلين على الانتهاء منه – لم تجد اجابة لأي سؤال طرحته – ماذا درستم . . إذا – لا معرفة رابطة بين ما تلقوه نظريا وفي المعامل بما هو تطبيقي لها في الواقع ، لا وجود مطلق من الفهم بين المجالات التي درسوها – كانوا متلقين فقط لأوليات المجالات . . يتم حفظها بملازم لطرشها في الامتحانات وتلاشيها بعدها – لم اتوقع ابدا مئات من دارسي علوم الطبيعة من السنوات الاكاديمية الاخيرة . . أن يكونوا مفتقدين لمنهج الرؤية في فهم تخصصاتهم . . يفتقدون لروح الطالب النازع للتساؤل والواثق بالعلم الذي يدرسه – قلة بعدد اصابع اليد الواحدة من كان يتحلى بسمات الطالب الجامعي الطموح والباحث عن المعرفة . . ولكن باستحياء ، يبدو قد تم تربيتهم على التلقين والانقياد الارضائي لمدرسيهم و . . كتابعين مخبرين للعمادة أو متشددين بتزمت واضح بتبعيتهم للجماعات الاسلامية . . سريعي التكفير وفق ما غسلت ادمغتهم في هذه المرحلة من التعليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في