الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاءة شرطي العالم

خالد العلوي

2006 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


يواجه الشعب العراقي بكل طوائفه تحديات كبرى و خطيرة وشائكة فهو يئن من استراتيجية العنف التي بدأها صدام ونظامه البائد من جهة و كذلك بعد زوال النظام من ستراتيجية العنف التي تمارسها منظمة القاعدة المتمثلة في الزرقاوي والتي تواصل عملية الجز والقطع والسلخ دون ذرة من الانسانية ولا هوادة من جهة اخرى .
الا انه من المستغرب حقا ً ان يعجز شرطي العالم عن اداء الدور الذي جاء من اجله, فأين ستراتيجية السلام التي تريدها الولايات المتحدة وهي يوما بعد يوم تثبت عدم فعالية في اخماد هذه النار المشتعلة , فأين دور شرطي العالم الذي تمارسه الولايات المتحدة على دول العالم , وهي عاجزة عن ايقاف نزف هذه الدماء التي لم تخمد بعد ولم تبرد وهي ما زالت غير قادرة على ان تحل القانون وان تنشر الامن والطمأنينة في ارض العراق الجريح ?
فمن ناحية نجد العراق يئن من ستراتيجية القاعدة فيها والتي تعلن كل يوم عن ميلاد عملية اغتيال وعملية قتل وعملية جز رقبة ومن ناحية اخرى ترد الولايات المتحدة و القوات العراقية الجديدة على ستراتيجية القاعدة بالعنف المقابل , و الضحية هنا الشعب العراقي العزيز , فجميع الضربات والعمليات والمعارك تدور على ارضه واذا ما عقدت مقارنة بسيطة بين عدد القتلى العراقيين وعدد القتلى الاميركيين وعدد القتلى التكفيريين من القاعدة لوجدت ان عدد الضحايا من العراقيين فاق حد التصور والخيال.
هذه الستراتيجية تخلق خسائر باهضة وخطيرة ومكلفة للشعب العراقي على الصعيد السياسي والاجتماعي فهي مثلا تجعله يفعل ما لا يريد ان يفعله ويتبنى ما لم يكن راضيا في يوم من الايام ان يتبناه , تجده يتعامل حسب ردود الافعال وحسب ما يخلق له من ظروف موضوعيه يحركه من خلالها المقاتلون سواء من الجانب الاميركي او من جانب القاعدة دون ان يشعر , تجده ضائعا لا يعرف ماذا يفعل سوى ان يدافع عن نفسه حتى لو قتل طفلا لمجرد ان الطفل ذو ملامح لا تسر الناظر , فبعد ان حلت الفتنة بين الشعب العراقي وحل الدم و القتل فقد تم فقدان الثقة والطمأنينة , فالفتنة أشد من القتل واكثر خطرا من الطاعون , فهم لا يعرفون عدوهم من حبيبهم , من معهم وممن عليهم , اخوانهم في الدين والعرق ام الحليف الاميركي ام البقية الباقية من نظام صدام البعثي ام قاعدة الزرقاوي , فهم وسط دخان اسود يعمي العيون والبصائر عن معرفة القريب من البعيد والحبيب من العدو , ومن جهة اخرى تخلق هذه الستراتيجية المثلثة التي تمارس على العراق مازقا روحيا ونفسيا واجتماعيا قاتلا ومدمرا , فالجرح العراقي سيكون غائرا جدا حتى ان رجعت الامور لنصابها , سيكون اكثر عمقا و اكثر ألما واكثر تلفا , بل ان كل ما يمارس على العراق الان سيحدث في افراده هوة روحية من الصعب ان تخرج النفس منها بسهولة, فما يترسب في الانفس الان من هذه الستراتيجية سيتعدى نطاق المعركة ليدخل في حياتهم وثقافتهم الاجتماعية والفكرية والنفسية والاقتصادية , وما يحدث سيضع محاذير عند الشعب العراقي على كل الاشياء وسيضع الشكوك فيما بعد والريبة وسوء الظن حتى في القريب الذي يريد ان يساعد وفي الحبيب الذي يريد ان يطبب الجرح .
ونتساءل هنا: اين شرطي العالم من كل هذا? فهل هو عاجز عن فعل شيء مؤثر حتى الان , الولايات المتحدة الاميركية تجد نفسها متورطة بالستراتيجية التي اقرتها وعملت بها وتجد نفسها متورطة في حرب لم تخطط لمخرج لها . فاستراتيجية العنف مستمرة بالانفلات وخرجت عن نطاق السيطرة والقمع والحد, والامر الاخر البعيد المنال هو رغبة واشنطن بان تسيطر القوات العراقية على الفوضى التي عمت العراق وان تحقق النصر في المعارك التي تدور على الارض العراقية دون السماح له بالتزود باحدث المعدات العسكرية لذلك, فكيف لوحدات عراقية حتى وان تمكنت من التدرب الكافي ان تخمد هذا التسونامي الدموي الذي تفجر ? وكيف لها ان توقف هذا الاعصار المدمر المتعدد الجبهات والجهات والذي عجزت عن ايقافه الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها حتى الان مع ضخامة آلتها العسكرية والامنية ?








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف