الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2023 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية
منذ مدة ليست بالقصيرة ، والمواقع الالكترونية لأشخاص يحسبون نفسهم المعارضة الحقيقية ، وليس فقط جزءا منها ، او ظلها ، يتداولون أخباراً من دون سند ولا دليل ، ويعطون انفسهم صفة الشاهد عيان ، ليس بتناول صراع الامراء ، او صراع القصر ، كصراع حقيقي يجري من اجل المُلك . بل يقودون الحملة المسعورة ، لترسيخ وتأكيد فكرة مستقبل النظام ، الذي تجري الصراعات من اجله وباسمه ، آملين من هذه الحملة ، ان يعم خبر صراع الامراء ، الرعايا ( الشعب ) المرتبطين بالملك وحده ، في غياب تنظيم في شكل منظمة او حزب ، يتشارك مع الراعي ، الأمير ، والامام ، تمثيلية الرعايا التي وحدها تنطق بالممثل الحقيقي للرعايا ، ومن دون منازع . فالهدف من الحملة الإعلامية ، ليس تأكيد صراع غير موجود ، بل اقناع الرعايا بظلامية مستقبل النظام ، الذي اصبح مصيره بيد عفريت . والهدف من الحملة طبعا ، ارباك التصور الواحد لما يجري ويدور ، والتفريش لهبّة او انتفاضة ( جماهيرية ) ، عند غياب الملك محمد السادس ، وقبل تقديم البيعة للملك الجديد ، الذي لن يكون غير الأمير الحسن ، الذي سيسمى بالحسن الثالث ، احبّ من احبّ ، وكره من كره ، وبنصرة كل القصر ، أي بنصرة الامراء ، وبما فيهم الأمير هشام الذي ابتعد عن كل صراع مضيعة للقوت ، وهي الحقيقة التي ستظفر بالتنزيل .
ان هذه الحملة المغلوطة والمُغلِّطة ، لم تقتصر على ( دعاة ) الجمهورية ، رغم ان هذه بعيدة عنهم بعد السماء عن الأرض ، بل شاركت ولا تزال تشارك فيها ، مواقع الكترونية تابعة للمخابرات الجزائرية ، التي تخوض حربها الأبدية و( الحتمية ) الربح ، مع النظام الملكي الدولة ، وليس نظام محمد السادس كنظام بطقوسه واعرافه ، جزء مكمل لصورة الدولة العلوية التي حكمت المغرب ، وبرضى المغاربة لما يزيد عن 350 سنة .. فالوصول لتثبيت فكرة صراع الامراء ، او صراع القصر لذا الرعية الجاهلة ، والسريعة الترويض والاستعمال ، قد يحفز هذه الرعية وبالسرعة المعهودة ، ان تصبح مادة دسمة قابلة للاشتعال ، اذا وُجّهت دعوة النزول الى الشارع ، في وقفات يراهنون على تحويلها الى عصيان مدني ، قد ينتهي باشتعال انتفاضة / ثورة ضد الدولة العلوية بأكملها ، وليس فقط ضد نظام محمد السادس ، كنظام ضمن استمرارية الدولة ، من خلال فترة وسيادة الأنظمة السياسية المتعاقبة ، ضمن الدولة العلوية ..
فعند النجاح الآن ، في اقناع الرعايا العفوية بوجود صراع القصر ، او صراع الامراء ، تكون فكرة التغيير الجذري التي يحلم بها هؤلاء ، قد توطنت في ذهن الرعية ، ويكون شيوع صراع الامراء ، او صراع القصر، قد حقق مبتغاه ، الذي هو اقناع العامة بفراغ الحكم ، في غياب الحاكم القوي الذي من المفروض فيه ، ان يمتلك آليات ووسائل الحسم النهائي ، وبالضربة القاضية للصراع الجاري ويدور ، سواء ما يسمى بصراع القصر ، او صراع الامراء ، او صراع القوى السياسية التي تنشد السيطرة على النظام ، مع رأس النظام ، ومريديه من مختلف الاتجاهات التي هي في جوهرها اسلاموية ، وفي الحالات الأخرى ، قد تكون عفوية ، تدفع بسرعة مفرطة الرعايا الى ساحة الوغى ، لحسم مسألة الحكم حسما ثوريا ، لا حسما رجعيا .. فالصراع العام مشاهد وبوضوح ، من خلال هذه الحملات الإعلامية المسعورة ، التي لا أساس لها من الحقيقة ..
انّ المواقع الالكترونية المساهمة في هذه الجذبة ذات المعاني الواضحة ، في اغلبية أعضاءها ، هم اسلامويو الاتجاه ، والباقي وهم الأقلية ، ذوي انتماءات لأيديولوجيات دهْرية ، تهْرْب منها العامة الجاهلة ، بقدر ما تتقرب من تجار الدين الذين يتحركون بأسماء ، ومسميات باسم الحسنى الحسنة .. ( الإسلام هو الحل ) .
فهل فعلا هناك صراع يدور على اشده بين الامراء ، او يدور في القصر لحسم مسألة الحكم ، لصالح مجموعة ضد مجموعة ، او ضد شخص معين لصالح شخص اخر ؟
وعندما ينخرط الاعلام الجزائري بكل اتجاهاته ، في هذه الحملة ، وبطريقة الاقناع بها ، وينخرط في الحملة الاعلام الصحراوي المحسوب على الجبهة ، او الاعلام الذي له ارتباطات عقائدية او أيديولوجية معها ، وتساهم وسائل الاعلام الدولية العربية والغير عربية كالإسرائيلية ، والفرنسية ، والاسبانية ، في تعرية النظام الملكي ، وتقديمه للعلن كنظام اضعف من شعرة معاوية ، او اضعف من عش عنكبوت ، فالمستهدف من الحملة الداعية الى التمرد ،والى العصيان المنتظر ، ليس شخص محمد السادس ، ولا نظامه . بل ان المستهدف هو شخص الأمير الحسن ، حتى لا يصل بعد البيعة التي ستقدم له ، ليصبح بالحسن الثلث ، وخاصة انه سيكون نسخة اصلية للملك الحسن الثاني بكل ايجابياتها وسلبياتها . فالمستهدف من الحملة ، ومن الحرب التي تجري بأدوات وتكتيكات مختلفة ، الدولة العلوية ذات الطقوس الخاصة ، وذات التقاليد المرعية ، التي تعتبر مسخرة من قبل الغرب الرأسمالي ، ومن قبل الدول التي ترفض تقاليد وسمات العبودية ، ووسائل إعادة انتاجها ، تلك التقاليد التي هي سبب ازمة الصحراء التي وصلت النفق المسدود ، لان جزءا من الصراع الذي يقوده البوليساريو ، يتعلق بالديمقراطية المنتفية في الدولة المخزنية البوليسية . لكن هذا الاحتجاج مردود عليه ، لان التدافع في التطبيل والتزمير للنظام الجزائري ، وللدولة الجزائرية ، والجزائر يحكمها نظام عسكري ليس بالديمقراطي ، كل هذا يصب ليس في المطالبة بالدولة الديمقراطية ، والتعيينات التي عرفتها الجمهورية الصحراوية ، كانت الغلبة فيها ليس للديمقراطية ، بل كان الحسم لنظام القبيلة الذي طغى ، بعد عقد الجبهة لمؤتمرها السادس عشر الأخير ، ففرق بين خطابات المؤتمر الاستهلاكية ، وما طفى على السطح عندما انتصرت القبيلة على الديمقراطية . فالخطاب الذي ساد أجواء المؤتمر ، والداعي الى التمسك والتشبث بالديمقراطية ، سيتبخر ، وستحل الحقيقية التي تحكم المجتمع الصحراوي ، التي هي تغليب والانتصار للقبيلة ، على حساب الدولة الديمقراطية الغير موجودة في الجزائر العاصمة ، فأحرى ان توجد عند الجبهة التي تكرس اليوم ، العقلية العربية الضيقة المسماة بالديمقراطية العربية . فهل كانت الناصرية والبعثية ديمقراطية ، وهي الأنظمة التي كرست عبادة شخصية الزعيم ، المعادي للديمقراطية في اشكالها التقدمية ، وفي حدودها الدنيا .. وبصيغة أخرى . هل الجمهورية الصحراوية ، هي جمهورية ديمقراطية ، شأن الجمهورية الجزائرية ، حيث الغلبة والسيادة للاعتبار القبلي العنصري المقيت ، على حساب المجتمع المغلوب على امره ، المستعمل للتصفيق وللتطبيل ، ويزيده في هذه الهزيمة ، نوع الطقوس والتقاليد السائدة التي تنفخ فقط في بطانة الزعيم .
وبكيفية أخرى . هل مضمون هذه الحملة التي تخوضها ( المعارضة ) الاسلاموية خارج المغرب ، وتستخدم فيها كل آليات وأدوات الاتصال الإعلامي ، الهدف منها ، حقا بناء نظام ديمقراطي ، يكون منفتحا على الجميع ومن دون استثناء ، ام ان الهدف ، هو تحطيم الدولة المغربية ، من دولة واحدية قوية ، وقوتها ليس من الضروري إظهارها ، كنظام عسكر الجزائر ، وسيادة القبيلة عوض الديمقراطية لذا جماعات البوليساريو ؟ . وما يثير الضحك ، ان أنظمة دكتاتورية لا علاقة لها بالديمقراطية ، تدعو نظام مخزني بوليسي يكره الديمقراطية ، انْ يصبح ديمقراطيا ، من دون ان تلتفت هذه الأنظمة الى حالها ، لتجد نفسها هي قبل غيرها ، بعيدة عن الديمقراطية بعد السماء عن الأرض ..
وانّ ما عرّى ، على مرمى الحملة الإعلامية السياسوية ، التي تخوضها هذه الجماعات ، التي تتظاهر بانتسابها الى الإسلام الحركي ، هو مِخْيالها ، وحلمها ، وفي كيفية تصدرها للأشياء ، عندما بدأت توزع المتحاربين ، وتوزع مناصريهم ، سواء ( الرافضين ) لتولية الأمير الحسن العرش ، ليصبح بالملك الحسن الثالث ، او عند تقديم الشخص او الجماعة المقابلة التي تنشد العرش ، لأنها ترى نفسها الأكثر حقا به ، والجهات التي تساندها في مطلبها وبمشروعيتها في الحكم .
وككل المواقع الالكترونية الاسلاموية ، او المواقع المنادية للعلمانية ، لم يهدأ الاعلام الجزائري من الدلو العميق ، في هذا التصنيف للمجموعات ، او للمتحاربين ، والهيئات الواقفة وراء كل مجموعة ، حيث وجدنا انفسنا امام خرائط جغرافية تشير الى مختلف الأمكنة التي تتواجد بها الفرق المتحاربة ، وكأن لناظره قريب ، أي قربت ساعة الانفجار العظيم ، الذي وحده سيسهل سقوط الدولة ، دولة الطوائف ، وبناء أخرى محلها ، لكنها ستكون دولة ضعيفة عندما ستنفصل الصحراء ، وانتظار انفصال الريف اذا نجح مخطط فصل الصحراء ، بحيث سنكون امام دويلات متصارعة من اجل التراب ومن اجل الحكم ، لا امام دولة واحدة واحدية ، وقوتها في وحدتها ، لا في تفرقتها وتشتيتها ..
والسؤال . كيف توصل هؤلاء المنجمون المنظرون الى معرفة فرق الصراع من اجل الحكم ، وعرفوا الأجهزة والمؤسسات التي تقف مؤيدة خلف كل مجموعة ؟
لقد قسم هؤلاء الدغماء وليس الدهماء ، المتصارعين حول الحكم ، الى مجموعتين أساسيتين :
--- مجموعة الرافضين لتولية الأمير الحسن الحكم ، بعد تقديم بيعة ، ولو شكلية ، وفي سرعة قصوى لحسم مسألة الحكم ، وخلق ما يسمى بالأمر الواقع ، الذي سيجعل من الفريق المضاد ، خاضعا لإذعان للحاكم الملك الجديد الذي سيكون الحسن الثالث ..
--- وفريق ، هو مجموعة الفريق المعارض ، والرافض لتولي الأمير الحسن الحكم ، حتى يحرم من عنوان الملك الحسن الثالث . ويكون الحكم والعرش قد انتقل الى جهة أخرى معارضة لشخص الحسن ، ترى انها الاحق بتولي المُلك ، مركزين على بعض الاشاعات الغير الصحيحة ، وغير المتأكدة ، كالتشكيك في الاصل البيولوجي للحسن ، والتشكيك في قدرته على تحمل تدبير وتسيير الدولة .
-- تتكون المجموعة الأولى كما حددها الواقفون وراء هذه الدعوة ، وانخرطت الابواق المرتبطة بالمخابرات الجزائرية ترددها ، مع المواقع الإعلامية لجبهة البوليساريو ، والاعلام الاسباني ، والفرنسي ، والإسرائيلي ، لتساهم في هذا المشروع الذي لم ينتقل الى الكتابة للتدوين ، وظل مجرد رغبات واقتراحات ، يقامر بها عبر وسائل الاعلام العدوة ، ومُعوّلين عليها لإحداث الشرخ ، الذي ينتظر الدولة ، بعد ذهاب محمد السادس من : الأمير رشيد ، اخته مريم ، اخته حسناء ، ولم ينسوا الإشارة الى جدة الأمير الحسن ، التي لم تحسم خيارها بعد ، لأنه مرة يقدمونها انها مناصرة للأمير رشيد وللأميرات المتحالفات مع الأمير، ومرة يقدمونها كورقة رابحة لصالح فوز الحسن الثالث بالعرش .. لكن لا هنا ولا هناك ، اعط الحجة والدليل على هذه المواقف لجدة الأمير ، التي تعيش في فرنسا ، بعيدة عن هذا ( الصراع ) المعشعش فقط في رؤوس مروجينه ، ولا اثر له على الأرض ..
وحتى ينجحوا في بث وترسيخ الصراع في ذهنية الرعايا ( الشعب ) ، التي يُحضّرونها للتحرك في اليوم العظيم المنتظر ، بمجرد ذهاب محمد السادس ، اجمعوا وبلا حياء ، في اعتبار المناصرين للأمير رشيد في احقيته بالحكم :
-- وزارة الداخلية ، وهنا تقرير " البنية السرية " يشير الى وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، الذي استفاد من امتيازات خيالية ، من الملك محمد السادس ، الذي وقع بخط يده تفرد وزير الداخلية بالقطعة الأرضية بمنطقة السويسي الغالية الثمن . فتوقيع محمد السادس هو ما جعل المحامون الذي رفعوا دعوة ضد استفراد وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، يسحبون الدعوة ، ويلوذون بالصمت ..
-- أجهزة البوليس المختلفة من " المديرية العامة للأمن الوطني " DGSN ، " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " DGST ، ولا نعرف اين وضعوا ورتبوا " المفتشية العامة للقوات المساعدة " FA ، لان هذه تخضع للجيش ، ولا تخضع لوزارة الداخلية ، الاّ في مهام حفظ الامن بالمدن ، وبالبوادي ، وتُعْرف بتدخلاتها عند فض الوقفات ، والمظاهرات ، والمسيرات في الشوارع ، فالمفتشية العام للقوات المساعدة ترتبط بالنظام العام ، كما انها تشارك في حرب الصحراء ..
ويعتبر الجهاز ( القضائي ) ، مدعما للأمير رشيد ، ولأخواته ، ضد الأمير الحسن ، حتى لا يحظى بالتربع على العرش كملك بعنوان الملك الحسن الثالث . وللإشارة فالملك كأمير ، هو الرئيس الفعلي للقضاء ، الذي يعتبر من وظائف الامامة ، الذي يختلف عن الأجهزة القضائية في الدول الغربية الديمقراطية ..
-- تتكون المجموعة الثانية المقابلة للمجموعة الأولى المذكورة أعلاه ، من الجيش ، والدرك الملكي ، المناصرين لتولي الأمير الحسن مقاليد العرش ، ومن دون منازع ..
لكن أيا من المجموعتين ( المتحاربتين ) ، مجموعة الأمير رشيد ، ومجموعة الأمير الحسن ، وهنا لم نقل مجموعة محمد السادس ، لأنه غير معني بصراع يدور بعيدا عنه ، رغم انه معني بكل ما يجري ويدور من صراعات من اجل الظفر بالعرش ، لأنه ما يزال ملكا بحكم الدستور .. لم يشر الى دور الرعايا في حسم هذا ( الصراع ) . هل ستؤيد الرعية الجاهلة الأمير رشيد ، والاميرات المتضامنات معه كمريم وكنزة ، والمناصرين من الطاقم المدني لوزارة الداخلية ، وللمديريات العامة للبوليس ، ام ان الرعية ستميل الى جناح محمد السادس الذاهب ، وهو ميل واضح وصريح للأمير الحسن ، الذي بعد البيعة ، سيصبح بعنوان الملك الحسن الثالث مدعما بالجيش وبالدرك ، ومدعما اكثر بالرعية المرتبطة بالراعي الأمير والامام الذي ، يحكم الدولة الرعوية ، البطريركية ، البتريمونيالية ، الثيوقراطية ، الكمبرادورية ، والمخزنولوجية ... الخ ..
هناك فرق شاسع لإذاعة اخبار بقصد بث الشرخ ، والدعوة للفوضى الهدامة ، التي قد تسقط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط النظام ، مع الاحتفاظ على الدولة ، التي سيتولى الحكم فيها نظام اخر ، ضمن نفس الدولة ، التي هي الدولة العلوية . وبين الترويج لأخبار ذات مصداقية ، بعيدة عن الدسائس ، والمؤامرات المختلفة ، التي يكون هدفها الرئيسي اسقاط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط نظام فيها ..
لذا من يروج لصراع الامراء ، او صراع القصر ، ومن دون الحجة والسند الناطق بما يؤكد هذا ( الصراع ) المفتعل ، امّا انه انسان خاوي الوفاض ، يضرب الاخماس في الاسداس ، وهو هنا يلعب دور " لحْلايْقي " ، او انه شخص متحامل يوظف الاشاعة كإحدى آليات الحرب المدمرة ، بغية التسبب في الفوضى ، وضرب الاستقرار العام ، والمساهمة في خدمة اجندات تخدم مصالح دولة عدو ، تبحث عن أي شيء ، ولو صغير بحجم ذرة للإطاحة بنظام الدولة المقابلة ، ومن ثم اضعافها بما يجعلها تستصدر الاذونات ، من الدول العدو اذا نجحت حقا في مشروعها الذي هو اسقاط كل الدولة المقابلة ، وليس الاكتفاء بقلب نظام من نُظمها السياسية ..
ان الوضع الحالي بالقصر الملكي ، والعلاقات بين افراد الاسرة الحاكمة ، هي سمن على عسل . وليست هناك أطماع عند البعض لتأكيد العكس .. ان الخلافة للعرش في المغرب ، تنظم على أساس دستوري ، كما تنظم بمقتضى عقد البيعة الذي يجمع في علاقة مباشرة ، السلطان الأمير، الامام ، والراعي ، والرعية المرتبطة بالراعي ، دون غيره من القوى الأخرى التي انقرضت ، ولم يعد لها وجود منذ سنة 2000 ، حيث اصطف الجميع وراء الدولة يناصرونها ، ولا يذمّونها كما كان الحال طيلة الستينات والسبعينات ، ووصلت العلاقة بين هؤلاء ، ان شارك الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجيش ، في انقلاب الطائرة الملكية في سنة 1972 ..
ان الشخص الذي سيتم بيعته ، وليس تعيينه ، هو الأمير الحسن الذي سيصبح بمجرد انتهاء مراسيم البيعة ، وبالسرعة القياسية ، لإغلاق الباب امام أي طارئ قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب ، سيكون الأمير الحسن وحده دون غيره .. والبيعة سيؤديها له الجيش والدرك ، وشخص او شخصين من الهيئات الاخريات ، كمجمع ( العلماء ) ، وكل الامراء ، وعلى رأسهم الأمير هشام ، و الأمير إسماعيل ، والأمير رشيد ... وطبعا الاميرات عماته ... الخ .. ان قضية الخلافة في النظام السياسي المخزني ، تستند في جهة الى الدستور ، وفي الجهة الأكبر تستند الى الطقوس والتقاليد المرعية التي ترجع بالممارسة السياسية للدولة ، ليس كدولة عصرية ، بل ترجع بالأساس الى وجه الدولة الحقيقي كدولة مخزنية ، وفي هذا الاثناء يحجب عنها صفة الدولة البوليسية ، دولة رعوية ، بطريركية ، بتريمونيالية ، مخزنية ، ثيوقراطية .... الخ ، وبالاستناد على ( النسب ) الى سلالة ( النبي ) ..
اما السيناريوهات المنتظرة ، فلا أساس لها من الصحة .. وكما قلت ستمر إجراءات البيعة قبل الدستور ، بالسرعة القصوى ، وانّ الأول من سيأتي مسرعا لأدائها ، سيكون الأمير هشام ، والأمير رشيد ... الخ . وبمجرد مرور ، والانتهاء من مراسيم البيعة ، سيصبح الأمير الحسن بمثابة الملك الحسن الثالث ..
اما الترويج بالإشاعة ، من قِبل انّ صراعا يجري من اجل الحكم بين الامراء ، وبالقصر ، فلا أساس له من الصحة .. فهل احد من الامراء ، كالأمير رشيد ، سيخرق الدستور ليتولى المُلْك غصبا عن مستحقه الأول الأمير الحسن ؟
فلنفترض جدلا ، ان الأمير رشيد سيرمي بالدستور ، وسيرمي بالبيعة ، فهذا معناه ان الأمير رشيد اصبح انقلابياً ، لا يختلف عن الانقلابيين ضد الأنظمة في افريقيا وبأمريكا الجنوبية .. والقيام بعمل الانقلاب على الدستور ، وعلى عقد البيعة ، لا يمكن تصور حصوله ، دون موافقة ومشاركة الجيش الذي تربطه علاقات مع الملك ، كقائد للجيش ،ورئيس لأركان الحرب ، ولا شيء يربطه بالأمير رشيد سوى الاحترام.. ، سيقبل مشاركة الأمير رشيد للانقلاب على الأمير الحسن ، حتى لا يصبح بالملك الحسن الثالث . فهل يقبل رشيد بان يكون انقلابيا ، وفي غيبة الجيش فخرجته ستكون فاشلة من بدايتها ؟ .. وهل سيقبل الجيش والدرك ، الانقلاب على الحسن الثالث ، من اجل تنصيب الأمير رشيد مكانه ؟
وبمجرد التفكير في ( انقلاب ) الأمير رشيد ، سيرجع بنا التفكير لاستحضار مؤتمر " سقيفة " ، الذي كان انقلابا على علي بن ابي طالب ، وتولية الحكم ابو بكر الصديق مغتصب الحكم ، ذاك الاغتصاب الذي زرع بذرة الصراع الإسلامي / الإسلامي الى اليوم..
لا يوجد صراع في القصر او صراع الامراء ، الأمور عادية واكثر من عادية ، والشخص الوحيد المؤهل للأمارة ، وللدولة ، يبقى الحسن الثالث ، وبموافقة كل الاسرة ، وعلى رأسها الأمير هشام المثقف الحداثي ، والملكي ، وليس الجمهوري كما حاول تلبيسه بعض القوم .. والأيام بيننا ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز