الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخب والريع الحقوقي والبحث عن السلطة

عزالدين مبارك

2023 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة التي تعيشها البلاد التونسية من الناحية الإقتصادية هي نتيجة للعشرية الماضية التي انتشر فيها الفساد والمحسوبية والتمكين وبيع مقدرات الدولة للخارج والتداين المشط بلا فائدة وهدر موارد الدولة والشعب له ذاكرة ولا ينسى ما وقع له من دمار ويعرف من المسؤول الحقيقي عن الأوضاع التي صارت عليها البلاد . فالنخب الفاشلة والباحثة عن المناصب والوجاهة ولغو الكلام وتتكلم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان كبضاعة تريد بيعها للخارج من أجل البحث عن مظلومية مزيفة و نضالية حقوقية واهمة لا تغير من واقع الناس شيئا تهدم ولا تبني في ظل أنانية متعالية مشخصنة وفئوية احتكارية لا فائدة ترجى منها للمجتمع المفقر والمعطل من طرف هذه النخب المحترفة للكلام والدجل وهدفها الوصول للسلطة عن طريق الغوغائية والريع الحقوقي. والغالبية من هؤلاء حكموا وفشلوا ولذلك لم يستطيعوا تحريك الشارع الذي خبر ماضيهم وألاعيبهم ونواياهم ولذلك هجرهم وانحاز للدولة ككيان يحمي حقوقهم ويضمن أمنهم ويقيهم من مغامرات وشطحات بعض النخب الضالة عن طريق المنطق والتاريخ فكسدت بضاعتهم فالكلام المنمق المغلف بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية لا يسد رمق الجائع ولا يمنح شفاء لمريض ولا يعطي أملا لمهمش أو عملا لمعطل. فلو كانت لهم نظرة إيجابية لإفادة المجتمع لتوجهوا للعمل المفيد في مواقعهم ولقدموا أفكارهم وانتاجهم الفكري لتغيير الواقع نحو الأحسن ودفعوا بالناس نحو العمل المثمر وساعدوا مصالح الدولة على الإصلاح والتطور لكنهم مع الأسف لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة الضيقة والفئوية والحزبية وما قد تصلهم من غنائم وفتات من المناصب.وللتذكير فالديمقراطية لا تعني الفوضى وافعل ما شئت بل تعني بالأساس تطبيق القانون كما أن لا ديمقراطية في الفكر الديني والمرجعية الإسلاموية المعتمدة على قوانين مجمدة في التاريخ متكئة على المقدس فكيف تأخذ الإنتهازية السياسية العلمانيين ومن يدعي التقدمية أن يتحالفوا مع التيارات الدينية الرجعية وهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية ولا تعترف حتى بالدولة وبقوانينها وتستعمل التقية السياسية المصلحية المخادعة للإنقضاض على الحكم وتغيير نمط المجتمع والدولة والذهاب لتحقيق الخلافة السادسة كما صرح أحدهم جهرا؟ فهناك فرق جوهري بين النخب الوطنية التي تعمل من أجل المصلحة العامة وتحافظ على ديمومة واستقرار وعلوية الدولة مهما كان الأشخاص الذين يحكمون والنخب التي تستعمل الطرق الملتوية والريع الحقوقي والديمقراطية المزيفة للوصول للمناصب لتحقيق غايات شخصية وفئوية فقط وبما أن وعي الناس قد تطور فانكشفت خيوط اللعبة مما ترك نخب الكلام في التسلل لتهافت خطابهم الذي أصبح كمن يصرخ في الصحراء بدون مجيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة