الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخازي التلاعب السياسي بالولايات المتحدة

سعيد مضيه

2023 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


خلف أقنعة الديمقراطية المهلهلة بالولايات المتحدة الأميركية تقبع كواليس التلاعب السياسي لتمرير شكلي للديمقراطية- إقرار لائحة أو قانون بالأغلبية. فللحصول على مصادقة مجلسي الكونغرس الأميركي، النواب والشيوخ على موازنة الحكومة تحت غطاء سقف الدين جرت مساومات وترضيات، وتم التواطؤ على مصالح الفقراء والمجتمع بأسره. اطلق الكاتب التقدمي جيفري سنت كلير تعبير "شيم اوف ذا غيم" وتعني "مخازي اللعبة"، عنوانا لمقالته يفصل فيها بالنقاط مخازي السياسات الأميركية التي لا تتواضع وتطلق عل نظامها الديمقراطية الأعظم بالعالم. تفضح المقالة تفاصيل مخازي الاقتصاد والسياسة والميديا بالولايات المتحدة، حيث اظهر بجلاء كيف تعيد الموازنة الحكومية توزيع المال العام كي يذهب النصيب الأكبر لبالغي الثراء من احتكارات صناعية وبنوك ويتم التقتير على ما يخص العامة من خدمات اجتماعية . وهو ما لا يظهر بالصحافة الرئيسة ومنابر إعلام احتكارية متحالفة مع السلطة. يقدم الكاتب لمقالته بمقتطف من رواية "كاتش 22" للروائي والقاص الأميركي الراحل جوزيف هيلر، يقول فيها :" العدو كل شخص ينوي قتلك ، بغض النظر لأي جانب ينحاز".

* لم يرمش جفن بايدن لدى العرض المصطنع حول سقف الدين ؛ حقق رقما قياسيا في سجل السرعة السياسية لتحرك العين السريع،

* ارتفع حجم الأموال المقتطعة من الإنفاق المستقبلي على الفقراء والمرضى والأطفال لكي يدفع تكاليف الدين المرتفع بجريرة خفض الضرائب على مداخيل الأغنياء وجراء إنفاق البنتاغون الفلكي. هذا هو جوهر اتفاق بايدن وكيفن ماكارثي ، صفقة تتطلب دعم الحزب الديمقراطي كي يندفعوا عبر مجلس النواب الخاضع لسيطرة الجمهوريين. بالنتيجة صوت لصالح الصفقة 165 نائبا ديموقراطيا؛ ولم يصوت معها سوى 149 نائبا جمهوريا .
* الصفقة رديئة ويحتمل ان تكون المقدمة لتقشف قادم يدعمه الحزبان . وطبقا ل"المركز حول الموازنة واولويات السياسة" سوف "يرفع الاتفاق-الصفقة- نسبة الجوع والفقر" بين فقراء الولايات المتحدة ،مرجعية لمقتضيات عمل "سناب" جديد .ذلك ما يتباهى به النواب لدى الرجوع الى الولاية او المنطقة .
* يزعم بايدن انه " أجرى تسوية حول سقف الموازنة"[ تأكيد من الكاتب]. بالطبع ، تلك هي نقطة الخلاف؛ لم يوجد سقف الدين إلا لتزويد السياسيين الليبراليين الجدد ، امثال بايدن، بذريعة وإيجاد العذر لفرض التقشف على البرامج الاجتماعية والبيئية ، بينما يمول الموازنة الحربية المتزايدة باضطراد.
* لكنه لم "يقم بتسوية " على الإطلاق.انت مضطر للحصول على شيء ما بالمساومة ؛ وبايدن ببساطة وضع حدا لما كان يرغب تقديمه .
* بالطبع، لم يذهب جميع النواب الديمقراطيين خالي الوفاض من التسوية ؛ انتزع جو مانتشين رطله( رطل اللحم من مسرحية شكسبير تاجر البندقية) من الهيدروكربونات مقابل التصويت عن طريق تسريب إجراء للموافقة على إدراج خط انابيب ماونتن فالي في لائحة (أقل من قانون) سقف الدين. لم يؤكدوا كم الدفع كي يكون المرء اطرش الزفة في تلك الفيديوهات، " كيف تحول لائحة الى قانون" في ميزائية.
* كما أقر بايدن بنفسه ، فالكفاح الزائف حول سقف الدين و في الحقيقة كفاح حول الموازنة، حيث وقف طرفان تقدما بطلباتهما :الجمهوريون اليمينيون والجمهوريون من اليمين المتطرف. لم يطالب الديمقراطيون بشيء وحصلوا على أقل من الجمهوريين؛ طلب اليمين المتطرف بكل ما فكروا به حصلوا عليه، والآن يطلبون المزيد.هكذا تمارس اللعبة ولا يمارسها سوى طرف واحد.
* استنتج مكتب تحليل مقتطعات صفقة الدين بموازنة الكونغرس لتمويل خدمة الدخل المحلية ان الإجراء سوف يزيد بالفعل الدين نظرا لآنه " سيسفر عن اعمال تمكين أقل في العقد القادم وعن انخفاض المداخيل.
* حتى بالنسبة للجمهوريين، على الإطلاق لم يكن الأمر متعلقا بالدين؛ فكما قال دارا لورد تشيني " علمنا ريغان ان الدين غير مهم"؛ الأمر متعلق بإعادة صرف الموازنة الفيدرالية على الناس الذين وضعوكم بالمنصب: صناع الأسلحة، البنوك، شركات الأدوية ، شركات النفط ، لوردات الأحياء، عمالقة التكنولوجيا، الأموال المستثمرة. إذا لم يكن لديك هيئة ضغط (لوبي)، جماعة متنفذة او اموال سوداء اومسرب تقديم الرشوة فلن تعول على نقير في هذه المدينة الملعونة.
* قضية موضع النقاش:صباح اليوم التالي لتمرير صفقة "الدين" بمجلس النواب وإرسالها الى مجلس الشيوخ أعلنت سوسان كولينز، السيناتور الجمهوري الأعلى بلجنة الموازنة في مجلس الشيوخ انها تنوي إدخال إضافة طارئة لرفع إنفاق البنتاغون الى ما فوق صفقة حدود الدين." ذلك ما نحتاج عمله، وذلك ما سوف أطلب من الإدارة ومن زملائي في الجانب الآخر ان يلتزموا به".
*كيفن ماكارثي: " لو ان طفلا بلا عمل ولا معيلين ، فقط يجلس على كنبه؛ سوف نشجع ذلك الشخص على الحصول على عمل ويضطر للذهاب الى عمله الذي يمنح القيمة والجدارة ". تخيل انك ذلك الطفل بلا عمل وبلا معيل ّفهم حقا يريدونك طفلا إما تجلخ السكاكين بالمسلخ أو تغسل للأطفال في سن الثالثة عشر.
*قلت مرارا ان الحزبين الرئيسيين لا يمكن التمييز بينهما على مستوى الأداء؛ وهذا بالطبع ليس صحيحا بالمطلق ؛ على سبيل المثال الجمهوريون في مجلس النواب على استعداد لإزاحة كيفن ماكارثي لأنه لم يلب جميع طلباتهم ؛ بينما الديمقراطيون ملتفون حول بايدن من أجل إعطاء الجمهوريين معظم ما يطلبون ولا يحصل الديمقراطيون على شيء بالمقابل.
* اعلن حكيم جوفريز ، زعيم الأقلية الديمقراطية دعمه لقانون سقف الموازنة ليس بالقول ان بندقية كانت مصوبة نحو رأسه، ولا انها على الأقل الأسوا بين الخيارات السيئة ، ولا بالأسف ولا حتى بالامتناع ، إنما موافقة " بدون تحفظ".
* اما أسترا تايلر ، المشاركة في تأسيس "جماعية الديْن"، وهو اتحاد للدائنين، فقالت: "صفقة سقف الدين عبارة عن كود تطمين للجمهوريين ان بايدن سوف يتجه عام 2024 صوب " رئيس جامعي الدين " في أميركا .
*رغم كل ما سبق فإن "الوسط"السياسي اليوم يقف على يمين باري غولدووتر [ سياسي يميني داعية حرب ]عام 1964. دفع كريس ماثيوز كي يثني على التقدميين في الحزب الديمقراطي ل "عملهم مع الوسط"بصدد صفقة الدين، ملاحظا بصدق :"فرقة القناصة بحق لم تسبب الكثير من المتاعب هذه المرة".
* تطلب الأمر من نيكسون الذهاب الى الصين والديمقراطيين التنازل عن برامج الرفاه الهزيلة وفرض متطلبات عمل شاق كي يتكيفوا مع الطرف الضئيل المدعو يسار.
*في ذات الوقت كان الجمهوريون في مجلس الشيوخ يهددون بالامتناع عن دفع دين الدولة ( يعزى الى حد كبير لتخفيضات إدارة ترمب للضرائب على الأغنياء والموازنة المتسعة باضطراد لتمويل تكاليف الحروب)، وصوت مجلس الشيوخ بزعامة الديمقراطيين على قتل دعم ديون الطلاب ، فأعادوا تثبيت ما يزيد على 260000 قرضا تم إلغاؤها استدانها مدرسون ، ممرضات ، ومبادرون في تقديم المساعدة وغيرهم من شغيلة الخدمات العامة وأجبروا الناس على دفع فوائد تم إلغاؤها من قبل بسبب الوباء. انضم كل من جو مانشين ، جون تيستر وكيرستين سينما مع كامل الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ كي يمرروا القانون. حتى أن ميشيل بينيت ومارك وارنر لم يتمهلوا بالتصويت.
*انخفض التسجيل بالكليات الأميركية بنسبة 15 بالمائة تقريبا خلال العقد الماضي ، لم يستغرب أحد لماذا حصل ذلك؟
* في انتخابات االرئاسة عام 2020 انتخب بايدن نسبة 55الى 43 بالمائة من الناخبين ممن تراوحت أعمارهم ما بين 18 و29 عام 2008 ؛ هامش يساوى النصف تقريبا لنسبة أوباما قبل 12 عاما.
* هذا العنوان ( "أمٌّ من فلوريدا حاولت منع قصيدة اماندا غورمان تقول انها أسفت للترويج لبروتوكولات حكماء صهيون") مؤشر منصف تماما الى أين نتجه: " ارى كلمة ’شيوعية’واعتقد أنها ما يقال عن الشيوعية . لم أقرأ الكلمات ؛ كان لا بد من قراءتها لي لأنني لست خبيرا ؛ فانا لست بقارئ؛ لست دودة كتب، انا مجرد أم مشغولة بتعليم أطفالي".
*تخيل الغضب إذا حركة (بي دي إس) قامت بشيء من هذا القبيل كجزء من حملاتها ضد صودا ستريم ، إتش بي و سابرا هوموس...
* أظهر تحليل ميديا ماترز لتغطية فضائية فوكس نيوز للاحتجاجات ضد تارغت على تقديمها سلعا من إنتاج برايد، ان الشبكة، المفترض انها تطهرت، كرست ساعتين و12 دقيقة و32 ثانية من تغطية الاحتجاج المصطنع ضد تارغت في الأسبوع الماضي، بينما كرست فقط ما مجموعه 22 ثانية لفضيحة تعاطي الجنس في الكنيسة الكاثوليكية بمدينة إلينويس، وشملت اغتصاب1900 من الصغار من قبل 450 متهما ، بينهم كهنة وإخوة عقيدة ؛ إذن ربما ان الأمر ليس حماية الأطفال ، قطعا؟
*ترامب يهيئ نفسه للترشح للانتخابات على يسار دي سانتس؛ ربما ينتهي على يسار بايدن .. ترامب قال في ولاية إيوا هذا الأسبوع :"لا أحب شرط ’ووك‘ (إ ستيقظ) لآنني أسمع االشرط ’ووك ووك ووك‘ شرطا ينصاع له نصف الناس ولا يحددون معناه، لا يعرفون كنهه".
* وعد رون دي سانتيس هذا الأسبوع " تدمير اليسارية في أميركا"؛ يليق بدي سانتيس أن يعد بعمل ما عمله كلينتون ، اوباما ، بايدن( رؤساء من الحزب الديمقراطي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر