الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرشيف الزلزلة

هدى يونس

2023 / 6 / 16
الادب والفن


مهلهلة الخطو،
تعاقبت شموس على بشرتها، ملابسها، أفقدتهما اللون،
لم تحفل بى واستظلت تحت شجرة بلون الصخر.
على مقربة غفوت.
صحوت على صرخة طلق ولادة .
لم أقوى على الإقتراب أو البُعد،
توالى الطلق، وهامد مكانى .
شحوبها يُرعب وعاجز، بعدها استكانت بلا صوت.
فى الغروب اجتمع صراخ الكون فى صرخة ممتدة،
واعقبه بكاء الوليد .
تحاشيت النظر، تلملم نفسها وتضم وليدها العارى.
دمائها عليه لم تجف،
تردد بوهن" معبودة الإله أخرجتك من ظلامى إلى النور".
"مريت بتاح" هنا ولشعائر الولادة أثر على المولود!! .
اسمع أصوات بلا وجود، أم انها ألاعيب الرياح .
أجمع من تحت الشجرة الصخرية ثمار رطبة وجافة،
اعطيها الرطب، وأبحث عن حجر أفتت به الجاف .
أنوى وأعجز ،
وجاء قرار الفرار، ولا أدرى كيف عرفت!!
اقتربت بولدها العارى، فى نموه غير المعتاد يدهش،
قالت: طفلك!!
ذُهلت حين تمعنت عن قرب، ملامحه ملامحى!! .
: أنتِ من فابلتك وهربت قبل اكتمال.... .
قاطعتنى: اشتهيتك فى غروبى وأنت بداية الزلزلة.
لا ادرى ما سر رجفة الشهوة التى اعادتنى لزمن قديم، وخجلى المُربك من وليدها.
قررت غير نادم تركها.
احتلت قبضتها يدى" لا تتحمل الحلم ولا الواقع، ياااا..."
حين خيرنى عقلى لأختار "انتِ أم هو" بلا تردد اخترت"هو". هو "الواقعة" و"الزلزلة" وانا المتردية
غرقتُ اكثر فى الخزى، وهربت بجمع الثمار الطرية لتأكلها، وجلست بعدها حائر.
تاكل وتقول " تأكلنا الأرض وتخرج لنا مانأكله".
على سؤال لم انطقه وربما باحت به نظرتى،
قالت: "الوليد عريه يشغلك، هل تتذكر" العُرى بداية الوجود ونهاية اللاوجود"، لا تكن..... ولم تُكمل الوصف.
كان سيرى فى الرمال وسرابها ليس هربًا من فعلتى وإنما ليشاركنى احتمال قيظ وشرد الصحارى، حين سكونه اتعمد الحركة ليكن شاهد لما أمر به ولا يكن مثلك ابدًا خامل.
ودائما الوقت المختبئ خلف الزمن اتجاهله، وانشغل بعدل مزاجى حين يحاصرنى الفقد، اظل أحاوره كى لايسكنه سأما،
وكل سلبياتى أفعلها ايجابى ليشهدها رحمى ويلقنه،
وحين يعترينى الصمت يكون الإله أكثر بلاغة من نطقى".
***
هل يمكنني النظر فى وجهها، ولا تقول الألم رفاهية.
هل المستحيل مسك يدها ولا تسبقنى طقوسها!! .
ونزوع صمتى لا يكمل تخيلى وأظل نبى متقاعد،
أم يظل اللقاء والبعاد فى فضاء أجهله،
صفائي الآن واقع واكبر من كل توقع،
إلا ان روحها تكشف سوءاتى،
ولا غير ابتلاعها راحة.
كيف اعبر صحرائها غير مطعون بالزلزلة
الآن أنا راءِ ومرئي موجود وبلا وجود.
طريق موحش، عبوره فريضة تائهة.
وأنا الزلزلة ومنتهاها، ولاغير اجتيازها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال