الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذاكرة

امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)

2023 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الطريق
في مساء صيف حزيراني قائض قادتني الضرورة للذهاب للمنصور منذ وقت طويل لم تطأ قدماي شوارعها فوجئت بتغير معالم المنطقة برمتها، فقد اقيمت مباني جدديدة شاهقة وازيلت اخرى لكني لم المس مسحة جمال في كل ذلك، عدد كبير من المولات الفخمة ومحال تجارية كبيرة جعلتني اتساءل هل بغداد بحاجة لذلك ام انها اقيمت لامور اخرى في داخلي هاجس يهمس انها غسيل اموال ليس الا.
وصرت اتطلع في المحال الجديدة واقادتني الذاكرة الى الى نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي كانت اجمل وانظف وارقى وهذه حقيقة يلمسها كل من جايلني، لا انكر واجهات بعض المحال جميلة لكني خلتها خالية من الروح او ربما هذا شعوري فقط، كل هذا الجمال ضاع وسط شوارع لم تبلط منذ سنين علاوة على وجود مياه وبرك اسنة قرب بعض المحلات تنبعث منها روائح كريهة ونتنة .
وعندما ولجت الى الشوارع الفرعية للذهاب الى الجهة المقصودة مررت بطريقي على مدرسة "دجلة" الابتدائية واعدادية "الرسالة" مدرستي التي نلت منها شهادة السادس الاعدادي، لم تعد زاهية كماا كانت فقد تقادم عليها الزمن ولم تجرى لها صيانة كي تكون بابهى صورة كما عهدتها، وجالت ذاكرتي بعيدا لتلك السنوات والايام التي تركت بصمة في ذاكرتي يصعب محوها وتذكرت بعض من الصديقت والطالبات اللاتي كن في معي في المراحل الثلاث الاخيرة والتي انقطعت عن اخبار معظمهن عني الا قليل ممن اتواصل معهن، وحتى مدرساتي معظمهن في رحمة الكريم كن بحق نعم المدرسات اللاتي لم يدخرن جهدا الا وبذلنه في سبيل تعليمنا لنيل شهادة الاعدادية بتفوق، اين هن من مستوى التعليم اليوم؟
والله لو شاء واستيقظن من موتهن للطمن الخدود وشققن الجيوب على بؤس ورداءة التعليم ولكن والحق يقال لازالت اعدادية الرسالة بمستوى طيب ويمكن في ذلك بعض العزاء لنا.
سبرت الشوارع بحثا عن المكان المقصود، كانت الشوارع متعبة وملئت بالحواجزالكونكريتية الشاهقة التي زادت من وحشة المكان اين الحدائق الغناء التي كانت ترفل بها الشوارع والارصفة؟
اين النظافة واين الشوارع المكساة بتبليط جميل، كل ذلك جعلني اتساءل هل ان الميزانيات الانفجارية للعراق عجزت عن تبليط وتنظيف الشوارع والارصفة لو ان امانة بغداد خصصت سنة لكل منطقة لكانت بغداد اجمل وانظف.
"تنظفوا فان الاسلام نظيف" قول نتوقف عنده كثيرا ونردده دون السبر في اغواره، كانت منطقة الاميرات جميلة بل اكاد اجزم من اجمل مناطق بغداد، اليوم غير الامس تأملت الشارع الرئيسي وتذكرت اين حلويات برج ايفل والبستان وصيدلية بلسم ومكتبة الرواد وحلويات الرافدين ووو اختفت معالم كثيرة جدا لتحل محلها مبان شاهقة بنيت بملايين الدولارات ولكن ما جدواها؟ اين سوق المنصور المركزي الذي كان قبلة لكل الناس بجمال زخارفه الماربلكس واناقة بنيانه ونافوراته الرخامية التي تتوسط ساحات مبيعاته كان معلم جميل يضج بالناس والباعة من موظفي السوق وطبعا الدلالات اللاتي يملأن الساحات الخارجية يلتقطن رزقهن ما بين شراء وبيع واين قاعاته المخصصة للحفلات ومطعمه الانيق الجميل ومحاله التجارية كل ذلك اختفى وحلت محله مجموعة من المولات لا نعلم من يملكها او استثمرها.
ويبقى بداخلي سؤال ملح يرن اما كان اجدى بنيان مدارس بدلا من وجود مدارس بدوامات ثلاثية وثنائية وربما المنصور افضل من غيرها من ناحية سعة المدارس وعدد الصفوف، اغلب ظني ان هذه المدارس انشئت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وربما في السبعينيات ايضا اما ان الاوان لاحتراام انسانية الطالب والمعلم على حد سواء وبناء مدارس تليق بادميتهم؟
ما حاجتنا لكل هذه المولات التي تجلب بضائع ما انزل الله بها من سلطان حتى صار العراق مكب لنفايات دول اخرى بغياب وجود سيطرة نوعية لفحص جودة تلك لبضائع ومدى صلاحيتها.
كان لدينا خطة خمسية وعشرية وهناك جهات تراقب ما تم انجازه والشئ بالشئ يذكر كان لديا برنامج اسمه "المقاطعة" لمقاطعة كل الشركات التي اصولها او فروعها من دول معادية اين نحن من كل ذلك اليوم.
يعود السؤال لو كل سنة انجزت وزارة التربية بناء 100 مدرسة لصار لدينا 2300 مدرسة توزع حسب الحاجة بدلا من طلاب يفترشون الارض، والانكى من ذلك والمخزي عدم وجود دورات مياه لبعض المدارس ويقظون حوائجهم بالدور المجاورة كان ذلك في بعض مدارس اطراف بغداد العام 014 ، لا ادري هل تحسن حال تلك المدارس ام مازالت على ماهي عليه.
نناشد حكومتنا التي صادقت على موازنة ثلاث سنوات ايلاء التعليم اهمية اكبر فلا تبنى المجتمعات ولا ترتقي الا بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم، حرام على بلد حضاراته ملأت الدنيا ويعيش اليوم البؤس وشضف العيش وقد علمت من جهات موثوقة ان راتب المعاق000 200 مئتا الف دينار.
اسأل البرلمانيون وغيرهم من على رأس السلطة هل تستطيع العيش بالعراق في ذلك المبلغ والله لا يكفي لشراء الماء وهذه كارثة وطامة اخرى بلد به نهرين يشتري قناني الماء ولديه من النفط والغاز مايكفي لمئات السنوات وليس لديه كهرباء ياعمي اتركوا النفط والغاز لمن استولى عليها ودعونا نعمل بالطاقة الشمسية فالعراق من الدول المشمسة صيف وشتاء وبامكاننا بناء محطات كهرباء من جود الله علينا
اعرف دول ليس لديها عشر من مانملك منن الثروات ولديها كهرباء من حرق الورق والنفايات فاين نحن من ذلك ؟
والله نحن بلد العجائب العشر وليس السبع، بل وطن ترى فيه العجب العجاب والجميع صامت ولكن الى متى والى اين نحن سائرون، مستقبل غامض لاجيالنا الذي نأمل ان يكون حظهم اوفر منا.
نعم نأمل
امل الطائي
15 حزيران 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه