الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية بين النظرية والتطبيق في مجتمعاتنا العربية

عبدالرحيم قروي

2023 / 6 / 16
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


يقر السوسيلوجي بول باسكون في دراساته ل"علم الاجتماع القروي" بتعدد أنماط التفكير في المجتمعات حديثة الانتقال من الطابع التقليدي إلى المعصرن بعد عملية تفكيك هياكله الاقتصادية والاجتماعية التقليدية.من طرف الاستعمارليتحول هجينا يحمل في صلبه عدة تناقضات يمكن أن نمثل لها بهذه الازدواجية في نمط التفكير والسلوك فتجد شخصا مثلا يشتري سيارة بآخر صيحة تكنلوجية .وفي نفس الوقت يطلب من جدته أن تضع له خصلة من الصوف على مقودها درءا للعين .أو تراه يتعشى خبزا وزيتونا فيوهم الناس في الصباح بأنه تعشى بخروف مشوي . يعتقد أنه يستغفل الناس وهو في الحقيقة لايستغفل إلا نفسه !!!!!! في تشخيص لازدواجية بئيسة في فهم الواقع والتفاعل معه .هكذا هو حال أغلب ماركسيينا المزيفين.مع الأسف وهذا ما يعيق ويعرقل مسيرتنا التحررية نحو المستقبل المنشود إضافة إلى ما تفعله الأنظمة الاستبدادية والظلاميين فينا.فلا غرابة أن نجد من الأشخاص من لاعلاقة لهم بالفكر الماركسي. "يؤمنون" بالماركسية اللينينية لفظا .ويجهلونها منهجا وفلسفة . ويعدمونها أخلاقا لأنهم لم يسبق لهم أن قرأوا أو اطلعوا ولو على نص يتيم عن ذلك . بل يتحدثون فقط من خلال ما يسمعون.وطبعا هؤلاء ضحايا تفكير العنعنة المهيمن على الذهنية العربية يملأون الدنيا ضجيجا. وإن بدوا أحيانا يتأبطون كتابا من أمهات الكتب لمهدي عامل أو حسين مروة .........فأكيدا لن يقرأوه .لأن ذلك في الأصل ليس إلا تعويضا سيكلوجيا لما يشبه ربطة العنق من باب الرياء وعشقهم للصور النمطية المزيفة أو إشارة إشهارية لأصل تجاري "للنضال". ومع ذلك تراهم يتنطعون متقمصين دور ذوي العلم . لأول وهلة تخالهم مناضلين فكرا وسلوكا وممارسة وعندما تسترسل معهم في النقاش الجاد لايصمدون . فتدرك بسهولة أنهم فارغون تعوزهم البوصلة . تافهون لايتقنون غير تقنية "قطع- إلصاق" . متمرسين على عملية تحريك البحث بالسيد غوغل لاقتطاع النصوص الجاهزة درأ للعجز الفكري والقصور النظري. وإذا استطاعوا تحريك أدمغتهم فلن ينعم محدثهم بغير الوشاية والتشويش والمزايدة من بؤس معرفي وأخلاقي قاتل.فتارة تراهم يباركون للذئب غنائمه وتارة يبكون مع القطيع. وهم في الغالب أكثر تفاهة من الخوانجية والتحريفيين . مجرد مرتزقة . يبحثون لهم فقط عن موطئ قدم للشهرة .. أو مصدرا للاسترزاق ولو كان على حساب الكرامة.متزلفين جاهزون للاستعمال من طرف الجهة الغالبة.يتملقون للرافضين ويتمسحون بالمباركين. مستغلين للرفيقات باسم الشيوعية ومبادئ الشيوعية وأخلاقها الإنسانية الراقية متبرئة منهم . مجرد نصابة من أجل النضال لايختلفون عن أجهزة القمع وبطانة النظام من داخل الحركة النضالية تمشيا مع الاستراتيجية الجديدة للأنظمة الاستبدادية في تشويه كل عمل تغييري جاد واختراقه لضربه من الداخل وعلى المدى البعيد بزرع الشقاق والتشويش على المصداقية التاريخية لحركة التاريخ ورصانة الصراع الطبقي . فهم في الغالب لاينضبطون لاي تنظيم . لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة . لهذا تجدهم ينفلتون من كل محاسبة أو نقد باختلاق الأكاذيب عمن يحاول ضبطهم ومحاصرتهم . وان كانت نثانة انتهازيتهم تبدو من بعيد للراسخين في الضبط.هؤلاء ليسوا جديرين بالاحترام ونقاشهم لايغدو أن يكون مضيعة للوقت وهدرا للطاقة والجهد.فقد نختلف مع الخوانجي ضحية الثقافة السائدة والمد الرجعي . ما دام لم يتورط في الذبح والتشجيع على الإجرام والعمالة.وقد نختلف مع ضحايا التضليل الايديلوجي الذي تمارسه الطبقة السائدة وقوى التحريف .أما المخضرمين في مسلكيات الوصولية اللاعبين على حبال التملق والتمسح مدثرين بعباءة النضال .فليسوا أهلا للاحترام وليسوا جديرين بالتقدير. وإن كان القليل من يخبرهم في هذا الزمن الرديئ.ومع ذلك فلن يجديهم تنطعهم لأن أمرهم حتما سيفتضح مع صلابة التجربة وعناد الواقع .. فجمودهم الفكري وتبرمهم من النظرية وتبخيسهم للتنظيم . سيؤدي بالضرورة إلى تجاوزهم ف"لا أداة ثورية بدون نظرية ثورة وتنظيم ثوري"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ