الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملكية الخاصة (مقال مترجم)

سفيان نور الإسلام

2023 / 6 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الملكية الشخصية، بالنسبة للشيوعي، ليست حذاءك أو فرشاة أسنانك، أو حتى منزلك.

هذه الأشياء تدعى "ملكية شخصية" و في ظل الإشتراكية و الشيوعية ستبقى ملكا للعمال تقريبا بنفس الطريقة التي هي عليها الآن.

حديث الماركسيين عن الملكية الخاصة في ظل الرأسمالية، يشير إلى وسائل الإنتاج التي من المفترض أن تكون مملوكة لجميع أفراد المجتمع كالمصانع و الأراضي و المخازن و المناجم و جميع الأشياء التي هي هبات من الطبيعة أو بنيت بواسطة جمع من الناس خلال قرون، و لكنها الآن (أي هذه الأشياء) محتكرة من طرف أقلية. هاته الأقلية التي لا تهتم بعدد سنوات العمل البشري المنفقة في بناء هذه الأشياء طالما أنه بإمكانهم، وحدهم، جني الأرباح من خلال الحيازة القانونية لهذه الملكية.

تسعى الإشتراكية إلى مضاعفة الملكية الشخصية أكثر من خلال إلغاء الملكية الخاصة. أعداء الشيوعية يقولون أن الشيوعيين يريدون انتزاع المزارع الصغيرة من النساء و الرجال الذين عملوا بجهد من أجل المحافظة على استمراريتها لسنوات، كما يريدون إحالة البقالين الصغار، الخياطين و النجارين على البطالة و حرمانهم من عيش مستقل.

الرأسمالية قد قامت، بالفعل، بوضع أغلب هؤلاء المتعاملين الصغار خارج العمل و جعلت منهم عبيدا للأجور، مدمرة أحلامهم في رخاء مستقل؛ "وولمارت" و "تارچت" تخرج التجار الصغار من السوق بشكل روتيني. شركات الأعمال الزراعية العملاقة تكتل تستحوذ على المزارع الصغيرة كل أسبوع. سلاسل السوبرماركت مسحت محلات البقالة، و شركات محلات الكتب الكبيرة على شاكلة (بارنز و نوبل) مسؤولة عن تدمير محلات الكتب الصغيرة. الأعمال الصغيرة الباقية تعيش مترنحة على حافة الهاوية، مع عائلات كاملة في بعض الأحيان، تعمل لساعات طويلة حتى تتمكن من المنافسة.

الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بحوزة قسم صغير جدا من السكان في البلدان الرأسمالية، و لكن إنتاجها قد تم بواسطة أجيال من العمال، بواسطة الأغلبية العظمى التي، و خلال قرون، تعلمت حرث الأرض، تعدين الخامات و تشييد المباني و الجسور من الخشب، الحجارة، الطين و تشكيلات متنوعة من هبات الطبيعة.

في بواكير التراكم الرأسمالي وُجد البعض، هنا و هناك، ممن كدسوا نسبيا أملاكا خاصة صغيرة من خلال العمل الشاق و التقشف. لكن أغلب تلك الأملاك، حتى حينئذ، تم الحصول عليها بواسطة النفوذ، الرشوة و التحايل- عن طريق نهب العامل الفقير من عمله. من المضحك الإعتقاد أن أي شخص أو أية عائلة كانت تستطيع تحصيل بليون دولار-أو حتى مليون- دون أن يصبحوا، هم أنفسهم، رأسماليين كبار و يستفيدوا من الإستغلال الكبير للعمالة.

الملكية الشخصية تزايدت في العالم الرأسمالي كذلك : عقارات واسعة، قصور، يخوت، طائرات خاصة، ملابس مصممين[مشهورين]، كلها مكنوزة عند أقلية، في حين أن الملكية الشخصية للأغلبية تناقصت في الكمية و الجودة. أزمة 2007 في قطاع الإسكان تسببت في أعظم خسارة ملكيةٍ شخصيةٍ في التاريخ للعمال في الولايات المتحدة، عندما فقد الملايين بيوتهم، التي اعتقدوا أنها ملكهم في ظل القانون الرأسمالي، لصالح البنوك و الشركات العقارية، التي انتزعتها منهم.

في الصراع من أجل حماية الممتلكات الشخصية -ضروريات الحياة و وسائل الراحة- ستجد الطبقة العاملة أنه من الضروري إسقاط مؤسسة الملكية الخاصة و وضع جميع وسائل الإنتاج تحت سيطرة حكومة عمالية. في بعض الأماكن أسقط الناس نظام الملكية الخاصة، و في أخرى كثيرة يعمل الناس من أجل إلغاءها. حاليا، و الطبقة الرأسمالية العالمية في أزمة إقتصادية و مالية ضخمة، المزيد من العمال و المضطهدين يقولون : "كفى" . الإنتفاضات تحدث حول العالم، من المراكز الصناعية إلى المستعمرات السابقة.

الملكية الشخصية - منازل، أكل مغذي، كاميرات، دراجات، كتب و الآلاف من الأغراض الصغيرة التي ترفع المستوى الصحي و الثقافي للناس- ستزداد سنة بعد أخرى في ظل الإشتراكية، و لكن، و لا أحد، سيمتلك شخصيا الأرض، المصانع أو البنوك.

تعريب : سفيان نور الإسلام

رابط المقال الأصلي:

https://www.google.com/amp/s/www.workers.org/private-property/amp/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ