الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية المواطنية

اياد حسن دايش

2023 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ناصيف نصار فيلسوف واديب لبناني ،له العديد من المؤلفات في الفلسفة ،الادب ،العلوم الاجتماعية ،طرح العديد من الافكار والرؤى ،التي تمثلت في مجملها حلولا لما نعانيه في حياتنا الراهنة. من جملة ماطرح من افكار هي (التربية المواطنية) كما أحب أن يسميها ليقدمها بصورة متكاملة في كتابه (في التربية والسياسة) معبرا عنها: بالتي تقترب او تكون اعمق من مفهوم (التربية الوطنية) التي تعني تنمية الشعور الوطني لدى الافراد وحب الوطن والاعتزاز به،بتغذية الولاء الوطني في نفوس الافراد اوالجماعات، حيث مسؤولية التربية الوطنية تقع على عاتق الدولة بالصورة الاساسية .اما (التربية المواطنية )فهي بالاضافة لكل ذلك هي عملية تشكيل المواطن وتنميته، انطلاقا من تصور فلسفي لطبيعه العلاقة بين الفرد اوالمجتمع مع الدولة، لينظر اليها كركن اساسي في نظام التربية الوطنية، الذي يعنى بتنشئة الفرد من حيث هو عضو فعال في دولة وطنية،داخل نظام محدد من الحقوق والواجبات .يضع الاستاذ نصار برنامج عملي في كيفية زرع روح المواطنة داخل الافراد،يبدأ من دور الحضانة بتغذية الاطفال بحب وطنهم عن طريق ،القصص، والاناشيد ،والرسوم ،كذلك رفع الاعلام في الاحتفالات الوطنية مع حفظ النشيد الوطني .ثم الانتقال للمرحلة الابتدائية من خلال وضع منهج مكمل يعتمد على تقديم المفاهيم الوطنية وشرحها للطلاب، بأعتبارها منهج اساسي في عملية بناء الهوية الوطنية ،التعريف بالمفاهيم الاساسية من ،وطن، دولة ،سلطة ،علم ،شعب ،قضاء، سلطة تنفيذية، سلطة تشريعية ،سلطة قضائية ،مجلس نواب ،وغيرها من المفاهيم الوطنية ،التي تعزز فهم الافراد لهويتهم الوطنية . ثم المنهج الاكثر شمولية وسعة بطرح الحقوق والواجبات المتعلقة بحق الافراد داخل وطنهم من خلال توضيح العلاقة بين الفرد وسلوكه داخل المجتمع وانتماءه لوطنة .كذلك التعريف بالحقوق المدنية والحقوق السياسية للافراد، ومعنى الحق العام والحق الخاص للافراد داخل المجتمع أو طبيعة علاقة الفرد بالسلطة .بعد عملية اكتمال المنهج ينتقل نصار الى وضع مجموعه من الشروط التي تعزز الروح المواطنية في مقدمتها ان التربية المواطنية تربية نضالية مستمرة لا تتوقف على جيل او زمن معين لانها ليست مقولة سياسية ممكن ان تسلم بها جمع الدول والانظمة حيث تكمن الصعوبة الفعلية في كيفية جعل الافراد يمارسون المواطنة بصورة عملية .التربية المواطنية تقتضي ايضا ان يتغلب الانتماء الوطني على اي انتماء اخر سواء كان ديني او اثني او قومي كذلك تعامل الدولة مع مواطنيها على اساس المواطنة وليس الانتماء .التربية المواطنية تنظر لأعضاء الحكومة على انهم كائنات عاقلة وحرة اي ان نظام الحقوق والواجبات هو من صنع المواطنيين انفسم من حيث انهم قادرين بعقولهم على معرفة مصالحهم العامة والالتزام بالقوانين والقواعد التي تصونها وتحققها، اي عملية التربية تقوم على تربية الافراد على المسؤولية السياسية .النظر لجميع اعضاء الدولة انهم افراد متساوون امام القانون اي ان يخضع المواطنون جميعا لقانون واحد يحكمهم بلا تفرقة بين حاكم ومحكوم .ان تكون مسؤولية الدولة هو الخير المشترك والفائدة التي تشمل جميع المواطنين اي ان تعني الدولة بخير المواطنين ومنفعتهم بعيدا عن اعتقادهم واراءهم وقيمهم حيث يحق لكل مواطن ان يعتقد ويؤمن بما يشاء على ان لا يحاول ان يفرض اراءه ومعتقداته على الاخرين .تلتزم التربية المواطنية على التطوير المستمر لمحتوى حقوق الافراد وواجباتهم المتبادله، فالاهتمام بتشكل المواطن لا يتطلب فقط اعتراف الدولة به وشعوره بوجودة الحقيقي بل يتطلب المراجعه الدائمة او دورية للحقوق والواجبات التي تتعلق به وبالدولة بحيث تتوسع المضامين وتغير ما يمكن تغيرة لتعميق وعي المواطنين بوحدة حياتهم والمصير الذي تجمعه الدولة بواسطتها .عملية بناء المواطنية هي عملية مستمرة لا تتوقف عند زمن او جيل وانما حالة من التحرك والتفعيل والتنمية والذي تحتاج الدولة لوضع برنامج متكامل من اجل النهوض واعادة بناء الروح الوطنية، التي غيبتها الصراعات واعادت الانسان الى روح القبيلة والطائفة .

ومضة :

الوطنية تعمل و لا تتكلم
قاسم أمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان