الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي الطبقي، سلاح البروليتاريا في النضال من أجل تحررها / ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 6 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الوعي الطبقي، سلاح البروليتاريا في النضال من أجل تحررها
"إن الهيمنة التي تمارسها البرجوازية على الطبقة العاملة وبقية الطبقات الكادحة تجد جوهرها في عملية الإنتاج التي يتم فيها استغلال العمل، لكنها لن تُستكمل إلا إذا كانت مدعومة بآليات أخرى ذات طبيعة أيديولوجية - سياسية، تعمل كأدوات لإخضاع المجتمع وضمان وتماسكه. وفي الصنف الأول نجد أجهزة القمع. أما في الثاني فنجد المدرسة، والكنيسة، والثقافة، والقوانين، والفن، إلخ. كلاهما يضمن أن أعضاء المجتمع، قسريًا أو عن طواعية - بسبب التماسك الأيديولوجي - يتبنون رؤية الطبقة المهيمنة على المجتمع وتطوره كرؤيتهم الخاصة، فيصبح إذن من الضروري العمل وفق المعايير التي وضعتها الطبقة الماسكة بالسلطة لتحقيق التقدم. بهذه الطريقة، يمتد المجال الاقتصادي للبرجوازية إلى المجالات السياسية والأيديولوجية ويجعل الأيديولوجيا المهيمنة هي أيديولوجيا الطبقة الحاكمة.
عندما يصبح لدى طبقة اجتماعية ما القدرة على فرز جوهر الأشياء، ورفع القناع عن المظهر الذي يخفيها، وفي مواجهة هذا الواقع، فهي تضطلع بالدور الذي تطرحه عليها الظروف التاريخية، فإنها تكتسب وعيًا طبقيًا. وتنتقل، كما يقول ماركس، "من طبقة بذاتها إلى طبقة لذاتها". في ظل هذه الظروف، تصبح ترى العالم بأعينها، وتفهمه من خلال تجاربها وتفكيرها الخاص، والتصرف وفقًا لمصالحها الخاصة.
طالما لم يحدث هذا، فإن الأفراد هم ضحايا وعي زائف، أي حاملين لفكر لا يتوافق مع ظروف وجودهم المادية. وهذا يفسر، على سبيل المثال، أن هناك عمالًا يتماهون مع الأيديولوجيا البرجوازية، ومع رؤية للعالم لا تتفق مع مصالحهم الذاتية والطبقية، بل تتفق مع المصالح الطبقية للبرجوازية. هذا يسمى الاستلاب. إذا كان النشاط الاجتماعي للأفراد مستلبا (ولا يتوافق مع احتياجاتهم ورغباتهم) فسيكون وعيهم كذلك.
إن ما حصل عبر التاريخ، في خضم النضالات المستمرة والعالية، من تطوير الطبقة العاملة لوعيها الطبقي لا يعني أن الأجيال الجديدة من العمال تصل تلقائيًا الى هذا الوعي المتراكم تاريخيًا أو أن جميع العمال هم حاملون لهذا الوعي. هذا ما قاد لينين إلى إثارة الحاجة إلى أن يتحمل الحزب الثوري المسؤولية الأساسية في العمل على تطوير الوعي الطبقي والارتقاء به إلى أعلى مستوى. "إن مهمة الاشتراكيين الديمقراطيين ... هي تحويل النضال النقابي إلى نضال سياسي ديمقراطي اشتراكي، للاستفادة من ومضات الوعي السياسي التي غرسها النضال الاقتصادي في أذهان العمال من أجل بلوغ مستوى الوعي السياسي الاشتراكي الديمقراطي "، كما يقول لينين في "ما العمل"؟
وطالما أن الحركة العمالية والشعبية لا تحرر نفسها من الروابط الأيديولوجية التي تفرضها البرجوازية، فإن استجاباتها للمشاكل التي تولدها الرأسمالية تحتفظ ببصمة الفكر البرجوازي أو البرجوازي الصغير، ولن يتعدى نضالها الحدود لقد فرضتها البرجوازية نفسها على النحو الذي تسمح به في اللعبة السياسية لإضفاء الطابع المؤسسي عليها، حتى في المناسبات التي تبدو فيها أفعالها راديكالية وعنيفة. فالحركة العمالية والشعبية ذات الوعي الطبقي العالي، والمتأثرة بفكر الاشتراكية العلمية، هي القادرة على جعل نضالها أداة لتحرير نفسها من قيود الهيمنة الرأسمالية بانتصار الثورة الاجتماعية.
إن تحقيق دور الفاعل الواعي داخل الحركة العمالية، دور الطليعة الأيديولوجية والسياسية، الذي يشير إلى المسار الذي يجب أن تسلكه الحركة الثورية للبروليتاريا من أجل وضع حد للرأسمالية، هو التحدي الذي يواجهه كل حزب ماركسي اللينيني للإيفاء بالتزامه التاريخي.
فالبروليتاريا تمتلك، كسلاح أساسي، لتحرر وعيها الطبقي، نظرية الاشتراكية العلمية. بإشاعة المثل الثورية في وعي الجماهير، تصبح هذه الأخيرة قوة مادية في عمل أولئك الذين يروجون لها ويناضلون من أجل تطبيقها. من الواضح أن سلاح النقد لا يمكن أن يصمد أمام نقد السلاح؛ يجب التغلب على القوة المادية بالقوة المادية؛ لكن النظرية تصبح أيضًا قوة مادية بمجرد أن تتمكّن منها الجماهير ... كما يقول ماركس. (1)
إن الوسيلة الرئيسية لحزبنا لتنمية الوعي السياسي الثوري للجماهير والارتقاء به إلى مستوى الوعي الاشتراكي هي الأسبوعية "الى الأمام" التي ننشر من خلالها المفاهيم الأيديولوجية السياسية التي لدينا نحن الماركسيين اللينينيين، والمهام السياسية التي نقترح تطويرها داعل الحركة العمالية والشعبية في نضالها ضد الوضع الحالي وبالنظر إلى الأهداف الاستراتيجية، أي، من منظور الاستيلاء على السلطة العمالية الشعبية من أجل بناء الاشتراكية. وهي أيضًا أداة تعليمية وتدريب سياسي لعموم المناضلين والمرشحين لعضوية الحزب وأعضاء اتحاد الشبيبة الثورية.
لذلك من الضروري أن تصل صحافة الحزب إلى العمال والفلاحين والشباب ونساء القطاعات الشعبية وسكان الأحياء الشعبية حتى يتمكنوا من التواصل مع الأفكار الثورية ومع المنظمة الثورية. إن ترويج "الى الأمام" يمكن ويجب أن يصبح نقطة تواصل الحزب مع القطاعات الجديدة من الجماهير، والتي سينبثق منها مناضلون شيوعيون جدد.
________________
(1) انظر: "الوعي الطبقي في عقيدة كارل ماركس"، أليخاندرو ريوس. مجلة "وحدة ونضال" العدد 37، أكتوبر 2018.
En Marcha العدد 2051 من 7 الى 13 ماي 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية