الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين العراق وبعض الدول في مؤشر الجوع العالمي للسنوات ( 1991-2016)

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2023 / 6 / 17
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


اولا: مقدمة:
صدر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية International Food Policy Research Institute IFPRI تقريرها لعام 2016 حول ( مؤشر الجوع العالمي) ، واشار التقرير الى ان مستوى الجوع في البلدان النامية انخفض بنسبة 29% منذ عام 2000 وعلى الرغم من ذلك فأن مستوى الجوع على مستوى العالم مازال مرتفعا وبشكل مثير للقلق ، ولايزال هناك 795 مليون شخص يواجهون الجوع . وان هناك طفل واحد من بين كل اربعة اطفال مصاب بالتقزم، و8% من الأطفال مصابين بالهزال.
وتعهد قادة العالم في مؤتمر اهداف التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030 ، وسيتم تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية ، وتعزيز الزراعة المستدامة.
واشار التقرير الى ان الأسباب الكامنة وراء الجوع تعد معقدة وان من اولى الأسباب هو الفقر ، وعدم المساواة، والعنف، والصراعات المسلحة والحروب، والمرض، والتغير المناخي.


ثانيا: اهمية التقرير:
1- تقديم نظرة عامة متعددة الأوجه حول الجوع في العالم الذي يجمع رؤى جديدة من النقاش العالمي حول مكان تركيز الجهود في الحرب ضد الجوع وسوء التغذية.
2- ان آثار الجوع ستكون مدمرة وخاصة على الأطفال الذي تقل اعمارهم عن الخمس سنوات اذ يمكن ان يؤدي سوء التغذية الى الأعاقة او المرض او الوفاة.
3- التعرف على طرق الوصول الى انهاء الجوع في العالم عن طريق قياس فقر التغذية ، وانخفاض النمو ، وانخفاض معدل الوفيات بين الأطفال في جميع دول العالم.
4- اكد التقرير على دور الحكومات الوطنية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ، وبناء القدرات المطلوبة للتنفيذ كونها خاضعة للمساءلة امام المواطنين، من خلال جمع البيانات الموثوقة والمفتوحة وعمليات المتابعة.
5- ضرورة وضع رؤية شاملة للتنمية تدعو الى التعاون متعدد القطاعات ومتعدد المستويات. واتباع نهجا جديدا في النظم الزراعية والغذائية ، ومعالجة النزاعات المسلحة والعنف والكوارث الطبيعية، وتأثير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي. فضلا عن التركيز على المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات على الصعيدين الوطني والمحلي.

ثالثا: مؤشرات قياس الجوع العالمي:
حددت مؤشرات الجوع العالمي لعام 2016 بما يلي:
1- نقص التغذية:
نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية ( اي نسبة السكان الذين يعانون من عدم كفاية السعرات الحرارية اي الحصول على اقل من 1800 سعرة يوميا).
2- الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن :
ا. نسبة الأطفال الذين يعانون من الهزال وتقل اعمارهم عن سن الخامسة
ب. نسبة ألأطفال الذين يعانون التقزم وتقل اعمارهم عن سن الخامسة
3- معدل وفيات الأطفال :
- معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر ويعكس عدم كفاية الغذاء والبيئة غير الصحية.
والمقتبس ادناه يوضح ذلك:


وتم الحصول على مؤشرات 118 دولة في العالم من منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة، واليونيسيف ، ومنظمة الصحة العالمية ، والبنك الدولي.
وصنف مؤشر الجوع العالمي GHI الدول على مقياس مكون من 100 نقطة ( الصفر هو افضل درجة و100 هي الأسوأ درجة) وكانت تصنيف الدول وفق حدود الدرجات التالية:
-حددت الدرجة 4.9 فما دون بانخفاض مؤشر الجوع.
-والدرجة بين 5 الى اقل من 9.9 بالجوع المنخفض.
- والدرجة بين 10 اقل من 19.9 تعكس ان الجوع معتدل.
- والدرجة بين 20-34.9 تعكس بأن مستوى الجوع خطير.
- والدرجة بين (35-49.9) تعكس بأن مشكلة الجوع مقلقة للغاية
- والدرجة اكثر من 50 تعكس بأن مشكلة الجوع حادة


رابعا: ترتيب دول العالم ومنها العراق في مؤشر الجوع العالمي:
احتلت (16) دولة في العالم بانخفاض مستوى الجوع لديها الى اقل من 5% خلال عام 2016 وكان في مقدمتها الأرجنتين، وبلاروسيا، والبوسنة والهرسك، والبرازيل، وشيلي، وكوستاريكا، وكرواتيا، وكوبا، واستونيا، والكويت، ولاتيفيا، ولاثوانيا، ومونتكروا، والمملكة العربية السعودية ، وتركيا ، واو كرانيا.
اما العراق فقد احتل المرتبة 75 من بين 118 دولة في العالم وبلغت نسبة الجوع 22% ووصف بأنه خطير بينما بلغت النسبة في عام 1992 ( 19,6%) ، وذلك بسبب تدهور الخدمات الأساسية، والصراعات والعنف المستمر، ووجود أعداد كبيرة من النازحين والمشردين داخليا. وان العراق يقترب من دول كينيا ، ومينمار والنيبال ومورياتنيا . والمقتبسات ادناه توضح ذلك:


الدول التي تقل نسبة الجوع عن 5%


الدول الأعلى مستوى في نسبة الجوع


اما الدول العربية فقد كان ترتيبها كما يلي وفق تقرير عام 2016:
1- اليمن ( الترتيب ال112 عالميا ، ونسبة الجوع 35%)
2- جيبوتي ( الترتيب ال105 عالميا ، ونسبة الجوع 32,7%)
3- العراق ( الترتيب ال75 عالميا ، ونسبة الجوع 22%)
4- مصر( الترتيب ال 60عالميا ، ونسبة الجوع 13,7%)
5- سلطنة عمان ( الترتيب ال 47عالميا ، ونسبة الجوع 10,4%)
6- المغرب( الترتيب ال 42عالميا ، ونسبة الجوع 9,3 %)
7- الجزائر( الترتيب ال 38عالميا ، ونسبة الجوع 8,7%)
8- لبنان ( الترتيب ال 26 عالميا ، ونسبة الجوع 7,1 %)
9- الأردن ( الترتيب ال 21 عالميا ، ونسبة الجوع 5,7%)
10- تونس ( الترتيب ال 18عالميا ، ونسبة الجوع 5,5 %)
11- السعودية ( الترتيب ال 14عالميا ، ونسبة الجوع اقل من 5%)
12- الكويت ( الترتيب ال 10 عالميا ، ونسبة الجوع اقل من 5%)

خامسا: مقارنة مؤشر الجوع العالمي مابين العراق وكل من دولتي الكويت والمملكة العربية السعودية للفترة 1991-2016:
اولا: المقارنة وفق مؤشر نقص التغذية بين السكان:
العراق:
بلغت النسبة للسنوات 1991-1993 ( 13,5%)، وارتفعت خلال السنوات ( 1999-2001) الى ( 24,6%)، ثم ارتفعت خلال السنوات ( 2007-2009) الى ( 26,6% ) ، ثم انخفضت بشكل بسيط خلال السنوات ( 2014-2016) الى 22,8%.
الكويت:
بلغت النسبة للسنوات 1991-1993 ( 43,6%)، وانخفضت خلال السنوات ( 1999-2001) الى ( 1,9%)، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2007-2009) الى ( 1,7 ) ، ثم ارتفعت خلال السنوات ( 2014-2016) الى 3,1%.
السعودية:
بلغت النسبة للسنوات 1991-1993 ( 3,8%)، وانخفضت خلال السنوات ( 1999-2001) الى ( 1,2%)، ثم ارتفعت خلال السنوات ( 2007-2009) الى ( 2,9) ، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2014-2016) الى 1,2%.
ثانيا: المقارنة وفق مؤشر نقص الوزن بين الأطفال:
العراق:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 ( 4,4%)، وارتفعت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 6,6%)، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 5,8%) ، ثم ارتفعت خلال السنوات ( 2011-2015) الى 7,4%.
الكويت:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 ( 5,1%)، وانخفضت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 2,2%)، ثم حافظت على مستواها خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 2,2%) ، ثم ارتفعت ضئيلا خلال السنوات ( 2011-2015) الى 2,4%.
السعودية:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 ( 2,9%)، وارتفعت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 7,3%)، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 6,1%) ، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2011-2015) الى 3,6%.
ثالثا: المقارنة وفق مؤشر التقزم بين الأطفال:
العراق:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 (27,6%)، وارتفعت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 28,3%)، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 27,5%) ، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2011-2015) الى 22,6%.
الكويت:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 ( 14,5%)، وانخفضت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 4%)، ثم ارتفعت خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 5,1%) ، ثم ارتفعت ضئيلا خلال السنوات ( 2011-2015) الى 5,8%.
السعودية:
بلغت النسبة للسنوات 1990-1994 ( 21,4%)، وانخفضت خلال السنوات ( 1998-2002) الى ( 15,5%)، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2006-2010) الى ( 11,9%) ، ثم انخفضت خلال السنوات ( 2011-2015) الى 3,4%.


رابعا: المقارنة وفق معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر:
العراق:
بلغت النسبة لسنة 1992 (5,2%)، وانخفضت سنة 2000 الى ( 4,5%)، ثم انخفضت سنة 2008 الى ( 3,8%) ، ثم انخفضت سنة 2015 الى 3,2%.
الكويت:
بلغت النسبة لسنة 1992 (1,6%)، وانخفضت سنة 2000 الى ( 1,3%)، ثم انخفضت سنة 2008 الى ( 1,1%) ، ثم انخفضت سنة 2015 الى 0,9%.
السعودية:
بلغت النسبة لسنة 1992 (3,7%)، وانخفضت سنة 2000 الى ( 2,3%)، ثم انخفضت سنة 2008 الى ( 1,8%) ، ثم انخفضت سنة 2015 الى 1,5%.
وبناءا على ماتقدم نستنتج ان دولتي الكويت والسعودية بذلت جهودا كبيرة من اجل بلوغ المستوى المعياري العالمي في محاربتها للجوع.
ان العراق بحاجة الى بذل جهود تعادل خمسة مرات مابذلته الكويت من اجل تخفيض نسبة نقص التغذية بين السكان.
ان العراق بحاجة الى بذل جهود تعادل ثلاث مرات مابذلته الكويت من اجل تخفيض نسبة نقص الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة من العمر.

ان العراق بحاجة الى بذل جهود تعادل اربع مرات مابذلته الكويت من اجل تخفيض نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة من العمر.





سادسا: المقترحات للأصلاح والتطوير:

التوصيات استنبطت من تقارير المنظمة:
1- ضرورة التزام السياسات والقيادات بالخطط والبرامج التي تعزز الأمن الغذائي والتغذية وتعالج حالات الجوع المنتشر بين السكان.
2- اعداد البرامج والخطط الوطنية والمجتمعية من اجل تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالغذاء والآمن الغذائي وتسليط الضوء على أهمية جودة الاغذية.
3- توحيد وتنسيق السياسات للوزارات المختلفة والجهات المعنية وخاصة وزارة ( الصحة، التعليم، الزراعة، التخطيط، المالية، المياه، والصرف الصحي ) للوصول الى فهم مشترك من اجل الحد من نقص الغذاء.
4- تعزيز فرص حصول الفتيات على التعليم وازالة الحواجز بين الجنسين في تعليم القراءة والكتابة من اجل تمكين المرأة في اخذ دورها وضمان الامن الغذائي لأسرتها وتعزيز الصحة والتغذية لأفراد الأسرة.
5- تغيير سلوكيات افراد المجتمع من خلال تثقيف السكان حول الخدمات الصحية والصرف الصحي والنظافة الصحية وممارسات الرعاية وتمكين المرأة.
6- التزام الحكومات بسياسات لمحاربة الجوع وتطوير الموارد البشرية والمالية وزيادة التنسيق وضمان الرصد والتقييم الشفاف لبناء القدرات في مجال التغذية.
7- خلق بيئة تنظيمية تقدر التغذية الجيدة وهذا يمكن ان ينطوي على خلق الحوافز لشركات القطاع الخاص لتطوير البذور المغذية والاطعمة الجيدة والغنية.
8- تحسين فرص الحصول على الاطعمة المغذية من خلال دعم الفئات المستهدفة ومنهم المشمولين بشبكات الحماية الاجتماعية، والناس الأشد فقرا والحوامل والمرضعات والاطفال الرضع دون سن الثانية والمراهقين
9- تحسين فرص الحصول على التنويع الغذائي والمقويات والمكملات والتقوية البيولوجية والتعليم والتغذية .
10- اجراء البحوث الوطنية واستثمارها في الاستدامة وزيادة الانتاجية المتنوعة من الاغذية وخاصة الاغذية ذات المصدر الحيواني والفواكه والخضروات والاطعمة المحصنة بيولوجيا.
11- زيادة الدعم لتحسين الوصول الى الاسواق المحلية ومرافق تجهيز الاغذية المحلية
12- الاستثمار في بناء القدرات البشرية وتخصيص الاموال اللازمة لبناء الخبرات والقدرات في مجال التغذية وعلى جميع المستويات.
13- زيادة بناء القدرات في مجال التغذية والخبرات الصحية على المستوى الوطني وخاصة على مستوى العاملين في مجال الصحة وخدمات الارشاد الزراعي
14- توسيع التنسيق داخل المؤسسات بما في ذلك المجموعات الاستشارية ومنظمة الفاو وبرنامج الاغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونسيف ومنظمات المجتمع المدني
مقترحات الباحثة:
1- وضع إستراتيجية وطنية للنظام الغذائي من اجل التخفيف من حدة الفقر والجوع وتحقيق الأمن الغذائي بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ، والمؤسسة الدولية لبحوث السياسات الغذائية .
2- ضرورة قيام وزارة التخطيط بأجراء مسح شامل حول مؤشرات الجوع التي ينبغي متابعتها وقياسها من قبل الدولة .
3- عقد ندوات التوعية والتثقيف حول المؤشرات الدولية المعنية بمكافحة الجوع من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالزراعة والموارد المائية والصحة وغيرها.
4- ابرام الاتفاقيات الدولية مع منظمات الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات الدولية والأقليمية المختصة في قياس مؤشرات الغذاء والجوع وعقد المؤتمرات وورش العمل التخصصية في هذا المجال.
5- ضرورة أطلاع اللجان المختصة في البرلمان والحكومة على نتائج التقارير الدولية والمؤشرات الواردة فيها من اجل معالجتها بكل علمية وشفافية.
6- النهوض بالقطاع الزراعي ووضع السياسات الزراعية العامة التي تركز على تفعيل وتطوير الأنشطة الزراعية، وإيجاد بيئة محفزة للاستثمار في هذا القطاع تتصف بسهولة الإجراءات ووضوح التشريعات ، وتوفير البنية التحتية الداعمة ، والمعلومات ، وأسواق المنتجات وعوامل الإنتاج التنافسية وسرعة الاتصالات وغيرها.
7- إدخال التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الزراعية ونشرها والتدريب على الاستفادة منها في الزراعة للنهوض بمستوى الإنتاج الزراعي من خلال مراكز البحث العلمي والإرشاد الزراعي .
8- تحسين نوعية الحياة في الريف العراقي وتوجيه جهد الدولة لتطوير مكونات البنية الاساسية في المناطق الريفية وتحسين الخدمات الاجتماعية ودعم الأنتاج الزراعي والأنشطة الاخرى لضمان حياة كريمة لهم.
9- نشر برامج التوعية والإرشاد في وسائل الإعلام كافة عبر شبكات المعلومات والاتصال بقصد توعية المواطنين لأهمية تنويع الأغذية وتناول المكملات الغذائية من قبل الأسرة لضمان صحة افضل.
10- تحسين الغذاء وخاصة للأمهات الحوامل والرضع والأطفال من خلال التدخلات التغذوية الخاصة لتجنب الأزمات التي تؤدي إلى المشاكل المتعلقة بالتغذية في وقت متأخر من الحياة أو عبر الأجيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من انهيار الهدنة بين حزب الله واسرائيل| الأخبار


.. الطوارئ في كوريا الجنوبية.. هل تقف كوريا الشمالية خلف التصعي




.. ما أثر عمليات المقاومة ضد جنود الجيش الإسرائيلي داخل غزة؟


.. حرائق وقنابل غاز في اشتباكات للمعارضة مع الشرطة في جورجيا




.. مستشفى المعمداني يستقبل مصابين بعد غارة إسرائيلية على محل تج