الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفتاح السياسي وسكة العلاقة

عبد الخالق الفلاح

2023 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بشكل مباشر او غير مباشر تجعل العلاقات والتنبؤ بمستقبلها محط اهتمام الباحثين الان اكثر من اي وقت مضى ان تاريخياً لم تكن العلاقات بين دول المنطقة على وتيرة واحدة، انما تميزت بعدم الاستقرار وتراوحت ما بين الصراع الفكري الى الاتفاق والسكينة ،والى مرحلة العلاقات قوية جدا في حقبة معينة، و ثم الى القطيعة في مرحلة اخرى،اليوم اخذت الجغرافية السياسية في المنطقة تتغير بسرعة نحو التقارب والتودد بين الدول رغم الخلافات القوية التي عصفت ببلدانها في السنوات الخمسين الماضية واليوم نشاهد تزايد فرص التقارب السوري العراقي بعد كارثة زلزال فبراير الماضي، الذي كان للموقف العراقي رسمياً وشعبياً -وما قُدم على مدار أسابيع عدة من دعم لوجستي ومساعدات إغاثية عاجلة- أثره البالغ في نفوس السوريين ومؤسساته الرسمية والأهلية ترتبط بأواصر ثقافية ودينية ولغة واحدة‌ ومصالح مشتركة، و الامكانيات ممهدة حاليا لتحقيق التطور والاعمار والرخاء لشعوب هذه البلدان وعلى تطوير التعاون في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبنى التحتية لخدمة مصالح شعوبها فضلا عن تعزيز العلاقات التاريخية والثقافية والعقائدية. وبالتالي زيادة مقاومة اقتصاد البلدين ضد الدوافع الخارجية، في العالم الجديد الذي يتم تشكيله بعد تراجع دور الإمبريالية والدول التي تواجه غطرسة المتغطرسين ستكون على شفير النصر.، كما أن موقف العراق الداعم لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وما بذله من جهود لتحقيق تلك العودة بالتعاون مع دول أخرى، والجزائر والإمارات العربية المتحدة، نقل العلاقات السياسية بين البلدين من حالة الرتابة والحذر إلى حالة التنشيط والتواصل بحثاً عن قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي، ولا سيما أن البلدين حافظا طيلة السنوات السابقة على تمثيل دبلوماسي عالي المستوى، وهذا ما يفسر الارتفاع الملحوظ في زيارات سياسيي البلدين، وآخرها زيارة وزير الخارجية السورية فيصل مقداد إلى بغداد، والاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين العراقيين.
بحسب القرائن والشواهد، فإن أشهر ما بعد الزلزال المذكور شهدت زيارات متبادلة عدة لمسؤولي البلدين، بعضها تم الإعلان عنه، وبعضها الآخر بقي بعيداً من الأضواء، وذلك بغية تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ووضعها على سكتها الصحيحة والمفيدة للبلدين، ومن المتوقع أن تنعكس إجراءات الانفتاح على 3 مستويات هي:
- العلاقات السياسية بين البلدين وما تتطلبه المرحلة الحالية من تنسيق مشترك في مواجهة ملفات إقليمية ودولية تهم البلدين معاً.
- العلاقات الاقتصادية التي تفرضها عوامل عدة، من قبيل: التقارب الجغرافي، والمصالح الاقتصادية المتبادلة، والتحديات المشتركة.
- العلاقات الاجتماعية والسياحية وما تعنيه من تسهيل عمليات الانتقال لمواطني البلدين، بقصد الزيارات الاجتماعية أو السياحة الدينية والتعاون الأهلي والمجتمعي.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه