الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيتمكن تكتل - بريكس - من إنهاء الهيمنة الاقتصادي والسياسية الغربية على العالم؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تكتل دول " بريكس BRICS " هو تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر/ أيلول 2006، حينما عقد أول اجتماع لوزراء خارجية الصين والهند وروسيا والبرازيل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ وفي عام 2008 قررت تلك الدول الأربع تشكيله لتنمية التعاون فيما بينها وأسمته " بريك"، ثم انضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2010، وتم تبني الإسم " بريكس " من الحروف اللاتينية الأولى من أسماء الدول الخمس المكونة للمجموعة، Brazil, Russia, India, China, South Africa ، وأعربت تسع عشرة دولة آسيوية وإفريقية وأمريكية لاتينية، من بينها ست دول عربية هي مصر والسعودية والامارات والسودان والبحرين وسوريا عن رغبتها للانضمام للتكتل، وقد ناقش وزراء خارجية المجموعة في اجتماعهم الذي عقدوه في كيب تاون بجنوب إفريقيا يومي 1 و2 من شهر يونيو الجاري طلبات انضمام تلك الدول، ومن المتوقع أن تحسم في قمة دول التكتل ال 15 ألتي من المقرر أن تعقد في شهر أغسطس القادم في جنوب إفريقيا.
والجدير بالذكر هو أن دول تكتل " بريكس " تمثل 31% من حجم الاقتصاد العالمي، وتفوقت لأول مرة خلال العام الماضي على مجموعة السبع التي توقفت مساهمتها فيه عند 30.7، وتنتج ثلث إنتاج العالم من الحبوب التي تكون الغذاء الرئيس لمعظم الشعوب، وينتمي إليها 43% من عدد سكان العالم يعيشون على مساحة 26% من حجم الكرة الأرضية؛ ولهذا فإن توسعها ونجاحها سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية إيجابية عالمية، خاصة على دول أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية التي عانت كثيرا من استغلال الغرب لمواردها الطبيعية وتحكمه باقتصادها، وتدخله السياسي والأمني بشؤونها الداخلية.
هذا التكتل يعبر عن رغبة الدول الخمس المؤسسة والدول أل 19 التي تسعى للانضمام إليه ومن ضمنها دول النفط الغنية، السعودية والإمارات في تعزيز مكانتها الدولية، والتعاون فيما بينها في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا المتطورة وترشيد الطاقة، وتحقيق أهدافها الإنمائية المستدامة، وتقديم المساعدة الإنسانية للدول الفقيرة، ومساعدة الدول التي تتعرض لكوارث طبيعية، والمساهمة في تعزيز الأمن والسلام العالمي، وإنهاء هيمنة الغرب على سياسة واقتصاد العالم؛ فالدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التي من المتوقع ان ينضم عدد كبير منها للتكتل، تشكل 80% من سكان العالم، في حين أن وزنها وتأثيرها في اتخاذ القرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن لا يساوي شيئا.
ولهذا ترى دول المجموعة أنه لا بد من وضع أسس جديدة لنظام اقتصادي وسياسي عالمي يؤسس لعدالة ومساواة بين شعوب العالم، وينهي الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى تخفيض الاعتماد على الدولار الأمريكي سواء كعملة احتياطية أو كعملة تبادل تجاري عالمية، وإلى خلق بدائل للمؤسسات الدولية التقليدية كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وإيجاد نظام دولي للاتصالات المالية العالمية بين البنوك يكون بديلا أو رديفا لنظام " سويفت Swift " الذي يتحكم به الغرب؛ ولهذا قامت دول تكتل " بريكس " عام 2015 بإنشاء " بنك التنمية الجديد " برأس مال قدره 100 مليار دولار لتمويل مشاريع البنية التحتية في الدول الأعضاء، واعتمدت عملاتها المحلية في معاملات التجارة فيما بينها ومع أطراف من خارج التكتل، وبناء على ذلك عقدت اتفاقات ثنائية مع فيتنام، سيريلانكا، تايلند، اليابان، إيران، بنغلادش، الإمارات العربية، والأرجنتين.
تكتل دول " بريكس " الذي من المتوقع أن يتسع بانضمام العديد من الدول الآسيوية والأفريقية واللاتينية وبعض دول شرق أوروبا إليه يسبب المزيد من القلق لدول الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية لكونه يمثل تكتلا بشريا واقتصاديا وجغرافيا هائلا يستطيع أن يلعب دورا حاسما في إنهاء الهيمنة الاقتصادية والسياسية الغربية على معظم دول العالم، ويساهم في إنهاء عالم القطب الواحد وخلق عالم متعدد الأقطاب، وفي نقل صناعة القرار السياسي والاقتصادي الدولي من الغرب إلى الشرق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه