الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أمريكا مورّطة في مؤامرة لقلب نظام الحكم في تونس ؟

حزب الكادحين

2023 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


‏ اعترف المتحدث باسم الخارجية ‏الأمريكية، نيد برايس، باتصالات تمت ‏بين موظفين في السفارة الأمريكية في ‏تونس وموقوفين على ذمة التحقيق في ‏مؤامرة محتملة لقلب نظام الحكم في ‏تونس، معتبرا أنّ تلك الاتصالات عادية ‏والغرض منها معرفة الأوضاع في تونس ‏ونقل ذلك لأمريكا. أي أنّه يدرج ما قام به ‏موظّفو السفارة الأمريكيّة ضمن ما تخوّله ‏لهم صلاحياتهم الدبلوماسية.‏
‏ وقد ربط المتحدث باسم الخارجية ‏الأمريكية بين الإيقافات التي تمّت ضدّ ‏عدد من المتورّطين في هذه القضيّة ‏وسعي السلطة التونسية لضرب ‏معارضيها بقوله: "هذا جزء من وتيرة ‏متصاعدة من الاعتقالات ضدّ من ‏يعتبرون معارضين للحكومة‎"‎‏.‏
‏ يُذكر أنّ أمريكا وقفت ضد إجراءات ‏قيس سعيد غداة هبة 25 جويلية، وكان ‏اتصال وزير خارجيتها بالرئيس التونسي ‏للاحتجاج على تجميد البرلمان وإقالة ‏حكومة المشيشي. وتستعمل الولايات ‏المتحدة تجاه الدّولة التونسيّة ورئيسها ‏سياسة العصا والجزرة، غير أنّ هذه ‏السياسة لم تُجدِ نفعا حتى الآن، فقيس ‏سعيّد لم ينحنِ لهذه العصا التي تسلّطها ‏الإمبريالية الأمريكية على الرّافضين ‏لهيمنتها ولم تغره تلك الجزرة التي تمدّها ‏نفس القوّة للإيقاع بهم وجلبهم إلى خندقها. ‏ومن المرجّح أنّ أمريكا بعد انكشاف ‏تورّطها ستزيد من ضغوطها على تونس.‏
‏ وممّا يزيد في إمكانيّة تورّط الدّولة ‏الامريكيّة في قضيّة التّآمر على أمن ‏الدّولة في تونس الاتّصال الهاتفي الذي قام ‏به بيرت ماكغورك، منسّق البيت الأبيض ‏لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ‏برئيسة الحكومة التونسية يوم الخميس 2 ‏مارس 2023. حيث يطرح هذا الاتّصال ‏عديد التساؤلات، فهل لذلك علاقة بما ‏تسرّب عن اتصالات تمت بين الموقوفين ‏على ذمة التحقيق في مؤامرة محتملة لقلب ‏نظام الحكم في تونس وموظفة في السفارة ‏الأمريكية ؟ علما أنّ الخارجية التونسية ‏أصدرت بيانا قبل ساعات تنبه فيه ‏السّفارات إلى ضرورة التقيد بأحكام ‏اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي ‏تنص على واجب احترام الدبلوماسيين ‏قوانين الدولة المعتمدين لديها وعدم ‏التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يرفع ‏من احتمال هذا التورّط الأمريكي في هذه ‏القضيّة. وما ورد في هذا البيان يُقرأُ من ‏ورائه أنّ موظّفي السّفارة الأمريكيّة في ‏تونس قد تجاوزوا حدود ما تخوّله لهم ‏صلاحياتهم الدبلوماسية، وهو بذلك ‏يدحض تأويلات المتحدّث باسم الخارجية ‏الامريكيّة حول ما قام به موظفو سفارته ‏في تونس.‏
‏ إضافة إلى ذلك، فقد قام قيس سعيد، في ‏وقت سابق، باستدعاء السفير الأمريكي، ‏كما أنّه قال في تصريحه الأخير: “لسنا ‏تحت الاستعمار أو الحماية أو الانتداب، ‏نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونعلم جيدا ‏ما نقوم به في ظل احترام كامل للقانون”، ‏وذلك ردا على تعبير وزارة الخارجية ‏الامريكية عن قلقها تجاه موجة الإيقافات‎.‎
-----------------------------------------------
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية