الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغباء الوطني والعقل الترللي

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 6 / 18
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


كارثة حقيقية ومأساة جماعية، إذ، توفي، مؤخراً، غرقاً، وفي عرض البحار، عشرات المهاجرين وطالبو اللجوء الفارّون إلى الدول الغربية "الإمبريالية" التي تعتبر اليوم معقل الليبرالية والتنوير والانفتاح والتسامح والتعايش والعيش الكريم والدساتير العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية المضطهدين والأقليات وواحات الاستقرار والازدهار، هرباً من أنظمة سرسرية متوحشة لم تترك لهم حتى الفتات أو أية بارقة أمل في حياة تتمتع بأبسط مقومات وشروط البقاء والاستمرار، فلقد سرقوا منهم حتى الأحلام.
وهنا، ألم يكن من الحكمة والأجدى والفطنة والعبقرية والذكاء وحسن الختام وطيب المقام، أيها الأخوة الأغبياء الكرام، لو أنكم أبقيتم على المستعمر الفرنسي والبريطاني الغربي المتنور المسيحي في بلادكم وما تفذلكتم وتفلسفتم وبضتم وطنيات وتقيأتم شعارات تالفة مقرفة جوفاء وقمتم بثورات قبيحة وفاشلة رعناء هوجاء لا طعم ولا معنى ولا قيمه لها ولا هدف يرتجى منها؟ ولو كان لديكم شوبة تبصر وبصيرة وذرّة من بعد نظر ومثقال من رؤية ثاقبة ورضيتم العيش وقبلتم البقاء بكنف المستعمر البريطاني والفرنسي والانضواء تحت عباءته والاستئناس تحت رحمته ونيل جنسيته والتمتع بديمقراطيته وعدله وعدالته الاجتماعية ومساواته بين جميع المكونات والأطياف كافة واحترامه لحقوق الإنسان الأساسية بدلاً من عيشة الضنك والقرف والتقتير هذه والشقاء والعوز والمذلة والجوع والخنوع والخضوع وتحت رحمة شوية عسكر بدو بدائيين مستعربين مستبدين متوحشين سفلة حاقدين مقترين مستكلبين على السلطة والثروات ورعاع أوغاد زعران جهلة من طغاة الاستعراب القرشيين دعاة العروبة (جماعة البكالوريا ادبي شحط والشهادات المسروقة والمزوّرة من روسيا القيصرية) وبدلاً من محاولات الفرار والهرب واستجداء طلب اللجوء إليه (المستعمر) اليوم والموت غرقا في عرض البحار من اجل الوصول إليه؟
تموتون اليوم وتستقتلون من أجل الوصول للندن وباريس، بقوارب الموت، وبعدما تكونوا قد دفعتم ما فوقكم وما تحتكم وبعتم كل ما لديكم وأورثكم إياه آباؤكم المرحومون الكرام من أموال وعقارات، لكن لو كان الاستعمار الفرنسي والبريطاني ما زال قائما لكنتم، اليوم، وعلى الأقل، ضمن تكتل الدول "الفرانكوفونية" الفرنسي الكاثوليكي، أو تجمع "الكومونويلث" الأنغلوسكسوني البروتستانتي، وتحملون جوازات سفر محترمة بدلاً من تلك الجوازات المضحكة التافهة التي لا تدخلكم حتى المراحيض العامة، وكنتم ستحظون بحماية ورعاية دستورية بأوطانكم، نفسها، وخارجها، ولكم هيبة ومكانة واحترام ومقام، باعتباركم "رعايا" ومن تابعية، وضمن هذه المنظومات المحصـّنة وكنتم سوف "تدفشون" وتركلون بنفس أقدامكم الحافية، اليوم، أبواب مطارات وموانئ لندن وباريس وسفارات العواصم الغربية الأخرى وتدخلون لها، معززين مكرمين، شامخين رافعي الرؤوس، هذا في الوقت الذي لا يسمح لكم، في ظل أنظمة اللصوص والطغاة المستعربة وجمهوريات العسكر الساقطة والمفلسة، وانضمامكم المقرف لجامعة قريش، لا يسمح لكم حتى بدو ودوا. عش الصحراء، وأنتم أذلاء مطأطئو الرؤوس، بدخول مشيخاتهم والحصول على فيزا، ولو كان لديكم جوازات وحماية غربية لأدّى لكم ضباط الهجرة في مطارات الرياض والمنامة والدوحة والكويت تحية عسكرية واستقبلوكم بالورود وابتسامات عريضة بدلاً من تكشيرات عرفاء الأمن في وجوهكم وقرفهم منكم ومن أشكالكم الرثة ووجوهكم الكالحة المكتئبة، ولن تحلموا، أيضاً، بجوازاتكم الوطنية (ورجاء ممنوع الضحك) حتى بدخول روسيا القيصرية الديكتاتورية الفقيرة الجائعة المنهارة ولا أن "تهوبوا" ناحية وصوب مجنون كوريا الشمالية وكل أبواب وطرقات وسفارات المعمورة موصدة في وجوهكم؟
وتعيشوا وتأكلوا غيرها بحق هبل وحدد العلي القدير...
قال ثورات واستقلال وطني قال؟ الله يكسر "إيدك وإيديه" على هيك عملة سوداء شنعاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و ما علاقة مجتمعاتنا بغرب اوربا ؟
بارباروسا آكيم ( 2023 / 6 / 18 - 13:43 )
و الله أخي العزيز
إن المشكلة تكمن اساسا في رفع الناس لشعارات هي لا تعرف معناها
حينما تسأل الصلعمي الذي يستحلم بتورا بورا و الخلافة صباح مساء و تسأله ماهي الوطنية ؟ ، يقول : الوطنية وثن مثل اللات و العزة و هي ضد الدين

لو سألت البرافدا _ ايام زمان _ عن الوطنية ، فستقول مشروع قطري لتقزيم النضال الأممي
و نفس الموضوع يسري على القوى القومية التي ترى الوطنية ( كفر ) القوى الشعوبية المعادية للعروبة لتأخذ دورها القيادي و الرسالي الخ الخ من هذا الخرط

و الحقيقة إن الوطنية تنشأ عند الإنسان من مفهوم الملكية الخاصة
و لذلك يقول أحدهم انا لن ادافع عن وطن لا املك فيه شيئا او لا أعامل فيه كإنسان كامل الأهلية

و هذه المفردات مثل : وطنية ، شوفينية ولدت بشكل متوازي في اوروبا في ظل علاقات إنتاجية معينة
و لذلك قال احدهم ذات مرة و قد كان مصيبا : إن هذه المصطلحات لا طاقة لنا بها و لا سلطان
فحتى يكون يكون عندك وطنية يجب ان تكون عندك طبقة منتجة
و تكون انت جزء من العملية الإنتاجية حتى تعامل كمواطن
لكن ما علاقتنا نحن في الشرخ الأوسخ بعلاقات الإنتاج في غرب اوروبا القرن ١-;-٧-;-
حتى نتكلم بالوطنية ؟؟


2 - كان-ومااثمنها وازهاها-ان نكون جزءمن الغرب الباهي ر
المتابع ( 2023 / 6 / 19 - 02:11 )
راحت مع تكاليف وما ابهضها في الجوائر وحدها مليون ونصف المليون من الجزائريين-وكذالانسان البدائي واللطميه والمشايه وزيارات ذالك الالاف من الفرنسيين-ولماذا- واي استقلال-استقلال عن التاءخي والتقدم والعيش الهنيئ-هذا مثال واحد-ونحن في العراق -لسه بالكاد كمل الانكليز بناء مئات المدارس العصريه وعشرات المستشفيات الحديثه والطرق ومنها المواصلات لنهريه والبحريه حتى -انتفض-العار كله رجال الدين المعممين وصاحوا الغرب كفر والحاد واباحية وظلم واستعمار و و و و فخسرنا اثمن فرصة تاريخيه بعد مثات سنوات التوحش البدوي الاسلامي العربي والعثماني الذي ارجعنا الى عهود ماقبل الانسان البدائي -ياحسافه -ولو ان العلم التاريخي يثبت بان الانظمه الاسلاميه التي استعبدتنا نهجت خطا واحدا وحيدا وهو القضاء على العقل ووطيفته والايمان العبودي المطلق بالله صلعم البدوي المتوحش الذي لايعرف ولايجيد الا القتل والنكاح والرضوخ لالله موهوم وصلعم مجنون ومشايخه رمز الغباء والعفونه والرضوخ الابدي للجهل والجهاله -تحياتي


3 - نصيحة في غير محلها
حميد فكري ( 2023 / 6 / 19 - 05:05 )
يعني ،نجلس وننتحب ونلطم وجوهنا ،على زمن ولى الى غير رجعة.
أسف نصيحة في غير محلها.