الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة أزهار التوليب 1635- 1637

عدنان فرحان الجوراني

2023 / 6 / 18
الادارة و الاقتصاد


الأزمة (Crises): تعني باللغة الإنكليزية نقطة التحول أو اللحظة الحاسمة التي يحدث عندها التغيير اما الى الأفضل أو الى الأسوأ في لحظة مصيرية أو زمن مهم"
لا يوجد اتفاق على تعريف محدد للأزمة الاقتصادية الا أن جميع التعاريف تتفق على كونها اختلالا عميقا واضطرابا حادا ومفاجئا في بعض التوازنات الاقتصادية يتبعه انهيار في المؤسسات المالية ومؤشرات أدائها.
الفرق بين الأزمة الاقتصادية والأزمة المالية:
الأزمة الاقتصادية: اضطراب مفاجئ يطرأ على التوازن الاقتصادي في بلد أو عدة بلدان وهي تطلق بصفة خاصة على الاضطراب الناشئ عن اختلال التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.
الأزمة المالية: تعني اختلال في الجانب المالي ويقصد به الأصول المالية، والأزمة المالية هي مفهوم مضاد للاستقرار المالي وتعرف أيضا على أنها " فقدان الثقة في عملة البلد أو أحد أصوله المالية الأخرى مما يتسبب في سحب المستثمرين الأجانب لرؤوس أموالهم من البلد"
أزمة أزهار التوليب ((Tulip Mania(1635- 1637)
تعد أزمة أزهار التوليب أول "فقاعة" بالعصر الحديث، وقد حدثت في هولندا خلال المدة (1635-1637)،  وتعود جذور القصة الى عام 1593 حينما جلب بعض التجار في هولندا زهرة التوليب إلى هولندا، وقد أثارت هذه الزهرة اعجاب الهولنديين بسبب تميزها وغرابتها وجمالها، الأمر الذي دفع الناس للإقبال عليها بشكل كبير.
وقد ارتفع هذا الاقبال بشكل كبير نتيجة إصابة هذه الزهرة بفيروس Mosaic الذي زاد هذه الزهرة جمالا وغرابة أكثر عن ما كانت عليه من قبل.
وفي ظل ارتفاع الطلب عليها وقلة المعروض منها كونها تستورد من تركيا، تزايدت أسعارها لتتلاءم مع الطلب المتزايد عليها.
 الاقبال الهائل على الزهرة لم يكن فقط لأغراض الاستخدام الشخصي، بل لأغراض الربح منها حيث انخرط الكثير من المستثمرين وحتى عامة الناس في شرائها لبيعها بأسعار مرتفعة والفارق هو الربح.
في تلك الفترة كان متوسط دخل الفرد في هولندا يعادل (150) فلورينة، وقد كان سعر زهرة التوليب في البداية زهيدا، الا أن ارتفاع الطلب عليها رفع سعرها بشكل كبير حتى وصل الى (4000) فلورينة، ولم يتوقف الارتفاع عند هذا الحد بل استمر وبشكل كبير.
سجلت في العام 1635 صفقة تم من خلالها تداول 40 بصلة من أزهار التوليب مقابل 100.000 فلورينة. وللمقارنة نذكر بأن طناً من الزبدة لا يكلف سوى 100 فلورينة، أما 240 فلورينة فيمكنها شراء ثمانية خنازير سمينة.
مع حلول عام 1636 دخلت الأبصال السوق المالي في كثير من مدن هولندا ليتم تداولها هناك، مما شجع كافة فئات المجتمع على الدخول بأموالهم أو بممتلكاتهم للمضاربة عليها. وحقق بعض المضاربين أرباحاً ضخمة.
وارتفعت أسعارها بقوة وعمل التجار على تخزينها وتقليل وجودها في السوق، ما رفع أكثر من قيمتها لتعادل أسعار المواشي ومن ثم تتفوق على أسعار العقارات، كل هذا مدعوما باعتقاد قوي سائد لدى الناس بأن هذه الزهرة أصبحت مخزنا للقيمة ولن تخسر وستواصل الارتفاع إلى أن تصل إلى مستويات كبيرة جدا.
خلال فبراير من عام 1637 تراجعت عروض شراء الزهرة وبصلتها، لتتراجع الأسعار مع ارتفاع المعروض للبيع وغرق السوق بها، فبعدما اكتسبت هذه السلعة قيمة كبيرة خلال أشهر طويلة كانت شهرين فقط كافية لتتحول الأسعار الجنونية إلى وهم وينهار الآلاف من المستثمرين بعد خسارتهم بيوتهم وعقاراتهم والمواشي الخاصة بهم، بكاء عويل وحزن شديد يا لها من مصيبة حلت بصناع تلك الفقاعة، وبالمشاركين فيها من كل الأجناس والأعمار.
المصادر:
للمزيد من التفاصيل: د. عدنان الجوراني : https://www.youtube.com/watch?v=YSBgDF7aS0k
د. نبيل جعفر، د. عدنان فرحان، تاريخ الأزمات الاقتصادية في العالم، دار الكتاب الجامعي، الامارات العربية المتحدة، 2015.
ويكيبديا، جنون التوليب، متوافر على الموقع الالكتروني: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس التنفيذي ل انفستكورب حازم بن قاسم خلال مشارك


.. ماذا قالت سعادة نور خليف خلال مشاركتها في منتدى الاقتصاد الع




.. صندوق النقد: ندعم مصر فيما تتخذه من إجراءات


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - رئيس الوزراء يلتقي كريستالينا جور




.. رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: الوضع في غزة على رأس جدول أع