الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برجزة الثقافة

وائل باهر شعبو

2023 / 6 / 18
كتابات ساخرة


لا بد من إعادة ذلك مراراً وتكراراً
الثقافة هي الأداة التي بها يتطور الإنسان ويتحرر من أي شرط غير إنساني يخضع له من خلال تنوير العقل بوعيه وبلاوعيه وتحفيزه ضد كل ما يضر بالحياة والإنسان
والمعرفة والعلم والفن بكل أشكالها وتشكيلاتها هي أدوات الثقافة لتطور وتحرر الإنسان
وهذا هو الهدف المقدس للإنسان "العدالة التي تحمل ضمنها معنى الحرية"
لكن الثقافة كما كل شيء عندما يقع بإيدي البرجوازيين الكبار منهم والصغار فإنهم يحرفونه عن هدفه الإنساني الأخلاقي النبيل وهو العدالة -الحرية يتحول إلى أداة سيطرة وتضليل
والثقافة على يد البرجوازيين -الذين هم للأسف برؤوس أموالهم يتحكمون بالبنية التحتية - تتحول إلى تسلية وتفاهة أوبرستيج "زينة معنوية هدفها الاستعراض" وهي ليست كذلك بالمطلق
لذلك نرى العالم بكل بساطة بهذا الشكل التافه والسطحي والاستعراضي
فمن يدفع يقرر
فليس الآن وظيفة الثقافة الأصلية هي المواجهة مع الفقر والظلم بل التسطيح والاستغباء والاستحمار والتجهيل " والإعلام هو الحامل الإساسي لهذه الآليات"
ما نجده سواء في الدول الغنية أو الفقيرة هو أن الثقافة خضعت لرؤية الرأسمال المسيطر للحياة
وهي بكل بساطة عمل كالآلات واستمتاع كالحيوانات مهما كان حجم العمل مهما كان حجم الاستمتاع الجسدي أو المعنوي
والفرق بين العامل الذي يعمل في أمريكا والذي يعمل في بنغلادش هو فرق بالشكل وليس بالجوهر
فكلاهما غايته فقط جمع النقود لصرفها
أي الاستهلاكية
وليس الفرق المادي بينهما أو بين ما يملكان إلا كما قلت شكلي له علاقة بحجم الرأسمال الذي يشتغل عنده العامل أو الموظف
وما يسمونه الثقافة الاستهلاكية هو ضدثقافة
فاللعب بالكلمات لا يجدي لتغير معنى كلمة
فالاستهلاك هو مجرد حالة حيوانية لشخص ولد ليعمل ليستمتع فتتلخص حياته ضمن هذه الدائرة
أما الثقافة فهي لشخص ولد ليعرف ليغير
ومن المفروض أن من يهتم بالثقافة غايته ليست مجرد نقل الأخبار أو الفهلوية على الشعب المسكين
لكن القتال والكفاح ضد الظلم وعبوديته وكذبه لصالح العدالة وحريتها وصدقها
إن من يلاحظ ماذا ينشر من منتجات تفترض أنها ثقافية في كل أصقاع الأرض
لا يرى أبداً إلا نادراً ما يمكن أن يكون مفيد لقضية الإنسان في التحرر
وإن رأينا شيئاً مفيداً لقضيتنا الإنسانية فإنه لا يعدو أن يكون لمهرجانات واحتفالات البرجوازية الصغيرة
التي حولت آلام الناس إلى موضوع تسلية بل حتى إلى ترفيه للتصفيق واستحضار التعاطف "البرستيجي" الزائف للبرجوازية الصغيرة
لقد قال سعيد بنكراد :لم يولد الإنسان حرا ، لقد ولد لكي يتحرر
وهذا هدف الثقافة الأسمى
أي ليس أن نتلهى بما نقرأ ونكتب وننسى ظلمنا وظلم من حولنا
وليس أن نستعرض فهلوياتنا الفنية والأدبية
بل أن نحرر أنفسنا مما يفرضه علينا
أسيادنا الذين يستأجروننا.
تفكيييير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب