الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرة . . مغرقة / ومضة

أمين أحمد ثابت

2023 / 6 / 19
الادب والفن


في وقت نادر من السعادة - تحضرني الذاكرة - من خريف ابيض متوسطي لمدينة الاسكندرية - اطلت من شرفة اقامتي ، كانت الرياح باردة ، وامواج البحر تتقاذف بجنون على مد البصر ، والخروج يعلن مزيد من الام المفاصل وتنمل العضلات - دلفت الى الداخل ، ملات بانيو الاستحمام بماء فاتر ، قلبته مرات ومرات بشامبو الاستحمام - شديد الرغوة - اشتريته من فترة ونسيت استخدامه - انزلقت قدماي برفق الى غور الماء ، وبانسكاب فاتر تنسل بقايا الجسد . . قليلا . . قليلا . . احتوتني صفحة الماء . . بسكون ، وبدأت لذة عشق تسري بيني وجزيئات الماء ، اماحكها ، أدغدغها ، افرقها واجمعها . . تارة اخرى - سرى دفيء إلي . . منتزع غمة . . تستهلك انفاسي - لا ادري . . سببها - فانسدلت عيناي بنوم قهري . . لثواني بدت دهرا . . لا تزول .


هدوء يحتويني ، يبتلع حضوري . . بحنو طالما حلمت به - غرقت فيا الذاكرة - برهة ، اذناي توقظ رأسي - في حالتي الغفوة - كانت قطرات ماء الصنبور تسقط بانتظام ممل . . تقرع جردل الماء - كما هو معتاد - واذا بصوتها . . ترتفع . . حتى تتحول الى قرع طبول . . ضاجه - تبادل رأسي بأذني - فكان سقوط كل قطرة ماء . . كسقوط جبل على هامتي - ظلال حالكة ولون دماء تسترق إلي - في غفوتي . . بانفتاح الذاكرة - غرفة تعذيب في الامن الوطني - كانوا يتركونك في غرفة ضيقة نتنة الروائح ، وحنفية ماء تقطر . . طوال الليل - بعد ارجاعك من دوام التعذيب اليومي الممارس بلذة . . من محققين ملثمين . . يتباهون بسطوتهم - تخدر جسمي - لم اقوى على الصحو - كان شيئا يجرني لهاوية سحيقة للغرق - استفقت بعد عراك مرير - كانت اللذة . . قد غادرتني . . دون عود جديد - ولم احس في الناس . . بقايا ذاكرة ، لمن عبروا عذابا . . لأجلهم - كأنه . . لم يكن قبلا . . معاش !!!!!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي